العراق اليوم

مراسل صقور الأبداع من العراق

شيعت وزارة الدفاع العراقية، اليوم الاحد، جثامين جنودها الذين قتلوا في محافظة الانبار، امس السبت، في هجوم مسلح وقع بالقرب من ساحة الاعتصام في مدينة الرمادي، وشارك في التشييع رئيس مجلس الوزراء نوري المالكي ووزير الدفاع سعدون الدليمي وأعضاء لجنة الامن والدفاع البرلمانية واهالي الضحايا.

وقال مراسل (شبكة شكو ماكو) إن وزارة الدفاع شيعت جنودها الاربعة الذين قتلوا ، امس السبت، بالقرب من ساحة الاعتصام في مدينة الرمادي، داخل مقرها في المنطقة الخضراء وسط العاصمة العراقية بغداد.

واوضح المراسل أن التشييع تم بحضور رئيس مجلس الوزراء نوري المالكي ووزير الدفاع سعدون الدليمي ومدير مكتب القائد العام للقوات المسلحة الفريق اول الركن فاروق الاعرجي واعضاء لجنة الامن والدفاع البرلمانية، مبينا أن ذوي الضحايا حضروا ايضا الى مراسيم التشييع.

وكان زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر اكد، اليوم الأحد، أن الاعتداء على عناصر الجيش العراقي حرام وغير مقبول، بعد يوم على مقتل خمسة جنود قرب ساحة اعتصام الرمادي، وطالب بـ”إيقاف” ما يجري في المناطق الشمالية والغربية، وفيما اعرب عن تمنية أن لايكون العنف دعاية انتخابية، دعا رئيس الحكومة نوري المالكي إلى “تحكيم” العقل وعدم جر البلاد إلى “هاوية التقسيم”.

وكان أمير قبيلة الدليم ماجد السليمان، قال في حديث إلى ( المدى برس)، أمس السبت،( 27 نيسان 2013)، إن خمس عشائر انسحبت من ساحات الاعتصام في مديني الرمادي والفلوجة احتجاجا على مقتلة خمسة جنود بنيران جيش ( العزة والكرامة)، مؤكدا أن “تلك العشائر هدمت خيمها في ساحات الاعتصام”، فيما خصص رئيس مؤتمر صحوة العراق احمد ابو ريشة 50 مليون دينار عراقي كمكافئة لم يدلي بمعلومات تقود لاعتقال المنفذين.

وامهل قائد عمليات الأنبار الفريق مرضي المحلاوي خلال مؤتمر صحافي عقده مع قائد الشرطة اللواء هادي كسار رزيج، أمس السبت،( 27 نيسان 2013)، وحضرته ( المدى برس)، قادة الاعتصامات في المحافظة 24 ساعة لتسليم قتلة الجنود الخمسة، وهدد إذا لم تسلموهم فسيكون “لكل حادث حديث”، فيما اعلن فرض حظر للتجوال من الساعة التاسعة مساء وحتى الساعة الرابعة فجرا.

فيما هدد قائد شرطة الأنبار اللواء هادي كسار رزيج خلال المؤتمر بـ”خرق الاخضر باليابس في حال عدم تسليم القتلة، واكد أن قوات الشرطة جاهزة لسحق رؤوس قتلة الجنود وهي بانتظار الاوامر من بغداد، فيما اتهم قناة فضائية يمتلكها الحزب الاسلامي بـ”الترويج للإرهاب”.

لكن امير عشائر الدليم علي حاتم سليمان رد، أمس السبت،( 27 نيسان 2013)، محملا رئيس الحكومة نوري المالكي وقائدي عمليات وشرطة الأنبار وقادة الصحوات مسؤولية مقتل الجنود الخمسة في الرمادي، وفيما اعرب عن استهزاءه بالتهديدات والمهل التي صدرت من القيادات الامنية، وجه انتقادا حادا الى عمه امير الدليم وطالبه بالسكوت.

وكان رئيس الحكومة نوري المالكي، هدد اليوم أيضاً بـ”عدم” السكوت على ظاهرة قتل الجنود قرب ساحات التظاهر، ودعا المتظاهرين السلميين إلى “طرد المجرمين” الذين يستهدفون قوات الجيش والشرطة العراقية، فيما طالب علماء الدين وشيوخ العشائر وخاصة ابناء الانبار بــ”نبذ” القتلة”، بعد ساعات على مقتل وإصابة خمسة جنود يرتدون الزي المدني بنيران جيش ( العزة والكرامة) قرب ساحة اعتصام الرمادي.

وجاء تهديد رئيس الحكومة نوري المالكي بعد ساعات على تأكيده، أمس السبت، على أن عودة الطائفية للعراق مخطط لها من الخارج و “لم تكن صدفة”، وجدد تحذيره أن الفتنة إذا اشتعلت “لن ينجو منها احد، وفيما اتهم بعض السياسيين بـ”ركوب” موجة الطائفية “لأغراض شخصية”، واتهم فضائيات مسخرة لعلماء بـ”بث سموم” طائفية في البلاد، دعا المؤتمر الإسلامي الدولي للحوار إلى إصدار توجيهات لمحارية هذه “الآفة”.

فيما استنكر رجل الدين البارز عبد الملك السعدي في بيان تسلمت (المدى برس) نسخة منه، أمس السبت،( 27 نيسان 2013)، بشدة ما حصل صبيحة هذا اليوم من بعض المُندسِّين والمدفوعين من جهة أخرى في منطقة الرمادي، بعد قتلهم لأُناس لم يُشهِروا السلاح ولم يُهاجموا على المُتظاهرين بهدف إشعال الفتنة”، وافتى بحرمة قتل عناصر الجيش والشرطة “غير المهاجمين”، وفيما حذر السُلُطات من “أخذ الآخرين بجريرة هؤلاء”، نفى إعلان النفير او الجهاد.

وكان مصدر مقرب من معتصمي الرمادي في محافظة الأنبار، أكد في حديث إلى ( المدى برس)، أمس السبت،( 27 نيسان 2013)، إن خمسة مسلحين يرتدون ملابس رياضية ويستقلون سيارة مدنية، كانوا يحملون كاميرات تصوير ومسدسات، اقتربوا من ساحة اعتصام الرمادي، شرقي المدينة، وبدأوا بتصوير المعتصمين”، مبينا أن “اشتباكا مسلحا اندلع بينهم وبين عناصر جيش (العزة والكرامة) مما أسفر عن مقتل ثلاثة منهم وإصابة اثنين أخرين وأحد عناصر الجيش”.

وطالب معتصمو الأنبار، أول أمس الجمعة، بـ”الايقاف الفوري” للعمليات العسكرية من قبل الحكومة المركزية و”إحالة رئيس الوزراء ووزير الدفاع وقائد القوات البرية” إلى “المحاكم الدولية”، وأكدت على “تشكيل جيش العشائر” في الأنبار و”المحافظات الستة”، فيما اكدوا من جهة أخرى على وجوب المحافظة على “سلمية الاعتصامات”، و”السلم الأهلي” وعدم السماح لأي جهة مسلحة بـ”النزول إلى الشارع”، وتوجيه دعوة إلى “عشائر الجنوب” لـ”سحب أبنائها” من الجيش والشرطة الاتحادية في المحافظات الستة مهددين بـ”عدم تحمل مسؤوليتهم عشائريا”، في حال تعرضوا لأذى.

وتشهد البلاد منذ الثلاثاء الماضي، (الـ23 من نيسان الحالي)، عقب حادثة اقتحام ساحة اعتصام الحويجة هجمات مسلحة على نطاق واسع طالت مناطق متفرقة من جنوب وجنوب غربي كركوك وجنوب الموصل ومناطق مختلفة من صلاح الدين والفلوجة والرمادي وأدى تلك الهجمات إلى مقتل وإصابة العديد من قوات الجيش والشرطة والمسلحين ايضا واحتراق العشرات من المركبات العسكرية المختلفة.

وجاءت تلك الأحداث كرد فعل على حادثة اقتحام ساحة الاعتصام في الحويجة، الثلاثاء، الـ23 من نيسان 2013 والتي اسفرت عن مقتل وإصابة ما لا يقل عن 163 من المعتصمين وفقدان واعتقال مئات آخرين، في حين أعلنت وزارة الدفاع العراقية، أمس الثلاثاء، انها هاجمت ساحة الاعتصام بعدما رفض المعتصمون الانصياع لأمر مغادرة الساحة وتعرضها لإطلاق نار من المعتصمين، وأكدت أنها تكبدت ثلاثة قتلى وتسعة جرحى من قواتها التي نفذت عملية اقتحام ساحة اعتصام الحويجة، وأكدت أن العملية أسفرت عن مقتل 20 من “الإرهابيين” الذين كانوا يتحصنون في ساحة الاعتصام واعتقال 75 آخرين، مبينة أنها عثرت على 45 قطعة سلاح وقنابل وآلات حادة داخل الساحة.

وسبق لرجل الدين البارز عبد الملك السعدي إن أدان في (الـ23 من نيسان 2013)، “العدوان” الحكومي على ساحة اعتصام الحويجة، وشدد على أن من قام بذلك العمل “سيحاسب في الدنيا والآخرة”، وفي حيد دعا المتظاهرين إلى الدفاع عن انفسهم بكل قوة، شدد على انها ما عدا ذلك يجب على المعتصمين ضبط النفس لتفويت الفرصة على المعتدين.
 

المواضيع المشابهة

عودة
أعلى