معلومه مهمه بحال نشوز الزوج
تفسيرقوله تعالى
وَإِنِ امْرَأَةٌ خَافَتْ مِنْ بَعْلِهَا نُشُوزًا أَوْ إِعْرَاضًا فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا أَنْ يُصْلِحَا
بَيْنَهُمَا صُلْحًا وَالصُّلْحُ خَيْرٌ وَأُحْضِرَتِ الْأَنْفُسُ الشُّحَّ وَإِنْ
تُحْسِنُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ اللهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا
(سورة النساء 128)
جاء في تفسير اقوال البشر في الحديث في هذه الايه تفسير
لا يقبله العقل والمنطق ولا رسول الله
حيث الصقوا تفسير تلك الايه ايضا برسول الله كذبا وزورا
و ان تتنازل المراة عن كل حقوقها مقابل رضاء الزوج او عدم رضائه ولم يستندوا
الى سياق الايه لغويا لمعرفة سبب خوفها من اعراض ونفور زوجها منها
حيث فسرت الايه
إذا خافت المرأة من زوجها أن ينفر عنها ، أو يعرض عنها ،
فلها أن تسقط حقها أو بعضه ، من نفقة أو كسوة ، أو مبيت ،
أو غير ذلك من الحقوق عليه ، وله أن يقبل ذلك منها فلا جناح عليها في
بذلها ذلك له ، ولا عليه في قبوله منها ولهذا قال تعالى
( فلا جناح عليهما أن يصلحا بينهما صلحا ) ثم قال ( والصلح خير )
أي من الفراق . وقوله ( وأحضرت الأنفس الشح ) أي الصلح عند
المشاحة خير من الفراق ولهذا لما كبرت سودة بنت زمعة
عزم رسول الله صلى الله عليه وسلم على فراقها ، فصالحته على
أن يمسكها ، وتترك يومها لعائشة ،
فقبل ذلك منها وأبقاها على ذلك .
ناتي الى تفسيرها لغويا
السبب واضح من سياق الايه بكلمة الشح (واحضرت الانفس الشح)
اي عدم انفاقه عليها واعراضه ونفوره منها
فلا بد لنا ان نبين معنى الشح ومعنى البخل ليتبين لكم تفسيرها
بدقه علما ان المعنيين متشابهين في التعريف
ومن هذا التقارب في المعنى سوف يتبين لكم
ان كلمة الشح تاتي بحال النفس ما بين فجورها وتقواها
وكلمة البخل تاتي بحال الجسد عقلا وقلبا كحال
تدخل الشيطان بوسوسته ما بين ايديهم اي كجسد
ومن خلفهم كنفس
قوله تعالى
ثُمَّ لَآتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ(الجسد) وَمِنْ خَلْفِهِمْ (النفس)وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ
(العهد والميثاق)وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ (الاخلاق والعادات)
وَلَا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ
(سورة الأَعراف 17)
فالبخل والشح، هل هما مترادفان أم لكلِّ واحد
منهما معنى غير معنى الآخر وهذا ما سنبينه
اولا الشح بحال النفس
اي مايحيك المرء في داخل نفسه من امور تخفي
(السرواخفى) حقيقة الشح في نفسه وحبه الى المال
فالشحَّ هو شدة الحرص على الشيء، والإحفاء في طلبه،
والاستقصاء في تحصيله، وجشع النفس عليه
ثانيا البخل بحال الجسد عقلا وقلبا
البخل وهو كنز المال وجمعه وعدم إنفاقه في المباحات بحجة الخوف
من عاديات المستقبل، والبخل خصلة ذميمة
مكروهة تمنع الفرد من
البذل والعطاء. والبخل يعد من أسوأ الصفات التي يكرهها الناس،
على الأخص العرب، فهي بنظرهم
من الصفات القبيحة التي تقلّل من المرؤة.
هنا توضحت لكم الامور يعني ما تفكر فيه
داخل نفسك شدة الحرص وحب المال كشح
ينعكس صورته بحال الجسد بالبخل امام الناس
وهو كنز المال وجمعه وعدم إنفاقه
والطبيعه البشريه في الحياة الدنيا زينتها المال والبنون
بقوله تعالى
الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ
خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلًا
(سورة الكهف 46)
فيتبين لكم تفسير تكملة سياق الايه موضوع بحثنا
قوله تعالى
وَأُحْضِرَتِ الْأَنْفُسُ الشُّحَّ
اي احضرت الانفس بشحها بحال فجور
النفس كطبيعه بشريه مذمومه
وان لم يتبع تقوى النفس فان البخل في حياته يكون
طبع يسري في جسده لحين مماته
وجاء الاية الكريمه بايقاف حال الشح من خلال تقوى النفس
بقوله تعالى
وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ
فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ
بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ (يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ) فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ }
(سورة الحشر )
فَاتَّقُوا اللهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ وَاسْمَعُوا وَأَطِيعُوا وَأَنْفِقُوا خَيْرًا لِأَنْفُسِكُمْ
وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ إِنْ تُقْرِضُوا اللهَ قَرْضًا
حَسَنًا يُضَاعِفْهُ لَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللهُ شَكُورٌ حَلِيمٌ
(سورة التغابن)
، والشحُّ كامن في النفس، فمن بخل فقد أطاع شحَّ نفسه، ومن لم يبخل
فقد عصى شحَّه ووقي شرَّه، وذلك هو المفلح
وقوله تعالى
وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِمَا آتَاهُمُ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ هُوَ خَيْرًا لَهُمْ
بَلْ هُوَ شَرٌّ لَهُمْ سَيُطَوَّقُونَ مَا بَخِلُوا بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلِلَّهِ مِيرَاثُ
السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاللهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ
(سورة آل عمران 180)
الَّذِينَ يَبْخَلُونَ وَيَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبُخْلِ وَيَكْتُمُونَ مَا آتَاهُمُ اللهُ
مِنْ فَضْلِهِ وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا مُهِينًا
(سورة النساء 37)
لذا فالمراة التي خافت من بعلها نشوزا او اعراضا
سببه شح وبخل زوجها وعدم انفاقه عليها
والصلح بينهما ان يدفع لزوجته حقها من المال ليعيلها
كزوجة وليست خادمه وحتى ان كانت كبيره في العمروان لم ينفق يكون الحكم عليه
لدى المحاكم باداءه لزوجته حقها من نفقة أو كسوة
أو سكن، أو غير ذلك من الحقوق عليه
فاما امساك بمعروف او تسريح باحسان
والحمد لله رب العالمين
التفسير لغة وعلم