الرد على الموضوع


تفسير ايات من سورة العاديات بحال الاعصار وعلاقته بقوم عاد وهلاكهم ج 2

قوله تعالى

وَأَمَّا عَادٌ فَأُهْلِكُوا بِرِيحٍ صَرْصَرٍ عَاتِيَةٍ سَخَّرَهَا عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيَالٍ وَثَمَانِيَةَ

أَيَّامٍ حُسُومًا فَتَرَى الْقَوْمَ فِيهَا صَرْعَى كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ

نَخْلٍ خَاوِيَةٍ فَهَلْ تَرَى لَهُمْ مِنْ بَاقِيَةٍ

(سورة الحاقة)

اخوتي الافاضل بينا لكم في الجزء الاول حال الاعصار وصوره في سورة العاديات

ونكمل اليوم بحال عذاب قوم عاد بالاعصار ريح صرصر

صوت الاعصار ومكانهم ما بين اليمن وعمان وقبالة السواحل العمانيه

اذ دعاهم نبيهم هود الى ترك عبادة الاصنام وعبادة الله الواحد الاحد فرفضوا الانصياع لنبيهم

قوله تعالى

وَإِلَى عَادٍ أَخَاهُمْ هُودًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ أَفَلَا تَتَّقُونَ قَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَوْمِهِ إِنَّا لَنَرَاكَ فِي سَفَاهَةٍ وَإِنَّا لَنَظُنُّكَ مِنَ الْكَاذِبِينَ قَالَ يَا قَوْمِ لَيْسَ بِي سَفَاهَةٌ وَلَكِنِّي رَسُولٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ أُبَلِّغُكُمْ رِسَالَاتِ رَبِّي وَأَنَا لَكُمْ نَاصِحٌ أَمِينٌ أَوَعَجِبْتُمْ أَنْ جَاءَكُمْ ذِكْرٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَلَى رَجُلٍ مِنْكُمْ لِيُنْذِرَكُمْ وَاذْكُرُوا إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفَاءَ مِنْ بَعْدِ قَوْمِ نُوحٍ وَزَادَكُمْ فِي الْخَلْقِ بَسْطَةً فَاذْكُرُوا آلَاءَ اللهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ قَالُوا أَجِئْتَنَا لِنَعْبُدَ اللهَ وَحْدَهُ وَنَذَرَ مَا كَانَ يَعْبُدُ آبَاؤُنَا فَأْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ قَالَ قَدْ وَقَعَ عَلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ رِجْسٌ وَغَضَبٌ أَتُجَادِلُونَنِي فِي أَسْمَاءٍ سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ مَا نَزَّلَ اللهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ فَانْتَظِرُوا إِنِّي مَعَكُمْ مِنَ الْمُنْتَظِرِينَ

(الاعراف)

بداية عذابهم

فَلَمَّا رَأَوْهُ عَارِضًا مُسْتَقْبِلَ أَوْدِيَتِهِمْ قَالُوا هَذَا عَارِضٌ مُمْطِرُنَا بَلْ 

هُوَ مَا اسْتَعْجَلْتُمْ بِهِ رِيحٌ فِيهَا عَذَابٌ أَلِيمٌ تُدَمِّرُ كُلَّ شَيْءٍ بِأَمْرِ رَبِّهَا فَأَصْبَحُوا

لَا يُرَى إِلَّا مَسَاكِنُهُمْ كَذَلِكَ نَجْزِي الْقَوْمَ الْمُجْرِمِينَ

(سورة الأَحقاف 21 - 25)

( قَالُوا هَذَا عَارِضٌ مُمْطِرُنَا ) ظنا منهم برؤيتهم إياه أن غيثا قد

أتاهم يَحيون به, فقالوا: هذا الذي كان هودٌ يعدنا, وهو الغيث.

فقال لهم هود

قال: ( بَلْ هُوَ مَا اسْتَعْجَلْتُمْ بِهِ رِيحٌ فِيهَا عَذَابٌ أَلِيمٌ ) .

اي ان ما راه هو بداية تشكل الاعصار وبدرجته الدنيا


اما كيف وصل الاعصار الى ذروته تبينها الايات

بقوله تعالى

{ إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا صَرْصَرًا فِي (يَوْمِ نَحْسٍ مُسْتَمِرٍّ) تَنْزِعُ النَّاسَ

كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ مُنْقَعِرٍ فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ

وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ

(سورة القمر)

قوله تعالى

فَأَمَّا عَادٌ فَاسْتَكْبَرُوا فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَقَالُوا مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً

أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللهَ الَّذِي خَلَقَهُمْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يَجْحَدُونَ

فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا صَرْصَرًا فِي( أَيَّامٍ نَحِسَاتٍ) لِنُذِيقَهُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ فِي

الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَخْزَى وَهُمْ لَا يُنْصَرُونَ

(سورة فصلت )

(يَوْمِ نَحْسٍ مُسْتَمِرٍّ) يوم بحال النهار

( أَيَّامٍ نَحِسَاتٍ) اي ثمانية ايام بحال نهارها

ففي اللغة نقول

نَحِسَ: (فعل)

نحِسَ يَنحَس ، نَحَسًا ، فهو نحِس

نحِس الشَّخصُ :كان سيِّء الحظّ، شقي بعد سعادة، أصابه الشرّ

نحِس اليومُ: كان فيه نحسٌ وشؤم

نَحس: (اسم)

الجمع : نُحُوس ، و أنْحُسٌ

مصدر نُحِسَ ونحَسَ ونحُسَ

النَّحْس : الجهْدُ والضُّرُّ

نَّحْس : شؤم وشقاءٌ بعد سعادة، نقيض سعد

ويوم نحس: لم يُصادَف فيه خير

النَّحْسُ الرِّيح ذات الغُبار

ونحسات جمع نحس

صَعَقَ: (فعل)

صعَقَ يَصعَق ، صَعْقًا وصاعِقةً ، فهو صاعِق ، والمفعول مَصْعوق

صَعَقتِ السَّماءُ النَّاسَ: ألقت عليهم صاعقة

صَعَقَتْهُمُ الصَّاعِقَةُ : ضَرَبَتْهُمْ بِعُنْفٍ

صَعَقَهُ التَّيَّارُ الكَهْرَبَائِيُّ : أَصَابَهُ

صعَقتِ الكارثةُ النَّاسَ: أذهلتهم، كان لها وقع شديد عليهم صعقه نبأ مفجع،

صعَقه النَّبأُ السَّيِّئُ: نزل عليه كالصَّاعقة

الصاعِقة: (اسم)

الصوتُ الشديد من الرعدة يسقط معها قطْعةُ نار

اليوم: (مصطلحات)

بفتح فسكون ، الوقت ليلا أو نهارا قليلا أو كثيرا ، وفي العرف

من طلوع جرم الشمس ولو بعضها

إلى غروب تمام جرمها

يَوم: (اسم)

الجمع : أيّام

يَوْمُ : زمنٌ مِقدارُه من طُلوع الشمس إِلى غروبها

يَقُومُ بِعَمَلٍ يَوْمِيٍّ : فِي كُلِّ يَوْمٍ، مُسْتَمِرٍّ، دَائِمٍ يَأْتِي يَوْمِيّاً إِلَى الْمَكْتَبِ

1- يوم : زمن مقداره من طلوع الشمس إلى غروبها. 2- يوم  نهاروليل. 3- يوم  وقت حاضر

. 4- يوم  «أيام الله»  نعمه ونقمه. 5- يوم  «أيام العرب» حروبهم ومعاركهم.

6- يوم  «إبن اليوم»  الذي يعتبر حاله فيما هو فيه.

فيكون معنى

(يَوْمِ نَحْسٍ مُسْتَمِرٍّ) يوم بحال النهار

مستمر اي متتابع ونحس حال من سىء الى الاسوء وهو ازياد قوة الاعصار تدريجيا نهارا

اما لماذا في الليالي السبع لم يذكر فيه كلمة نحس او نحسات

نقول لان تغير قوة الاعصار تزداد في النهار

قوله تعالى

فَالْمُغِيرَاتِ صُبْحًا

الفاء تفيد ترتيب الاعصار بحال درجات سرعته المدمره

تؤدي الرياح القوية للاعصار إلى هيجان البحر وتلاطم الأمواج العالية، التي قد يصل ارتفاعها 6 أمتار(فَالْمُغِيرَاتِ)

ويستمد الإعصار طاقته من الشمس في النهار (صبحا) حيث تسقط أشعتها القصيرة على سطح البحر فتسخن الماء و يتحول إلى بخار، ويرتفع إلى الأعلى فيبرد ويتكاثف محررا الطاقة الحرارية (الكامنة) التي تتحول إلى طاقة حركية تدير الإعصار

فيكون معنى

( أَيَّامٍ نَحِسَاتٍ) اي ثمانبة ايام بحال نهارها

اي ايام بنهارها يزداد فيها قوة الاعصار الى الذروه

ليدمر كل شى ولا يبقى الامنازلهم

قوله تعالى

وَأَمَّا عَادٌ فَأُهْلِكُوا بِرِيحٍ صَرْصَرٍ عَاتِيَةٍ سَخَّرَهَا عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيَالٍ وَثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ

حُسُومًا فَتَرَى الْقَوْمَ فِيهَا صَرْعَى كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ

خَاوِيَةٍ فَهَلْ تَرَى لَهُمْ مِنْ بَاقِيَةٍ

(سورة الحاقة )

وقوله تعالى

رِيحٌ فِيهَا عَذَابٌ أَلِيمٌ تُدَمِّرُ كُلَّ شَيْءٍ بِأَمْرِ رَبِّهَا فَأَصْبَحُوا لَا يُرَى

إِلَّا مَسَاكِنُهُمْ كَذَلِكَ نَجْزِي الْقَوْمَ الْمُجْرِمِينَ

سورة الأَحقاف

اهلكهم ريح الاعصار والصواعق التي فيه

فالصاعقة تحدث عندما يكون التفريغ الكهربائي بين أسفل السحابة ذات

الشحنات السالبة مع الشحنات الموجبة على سطح الأرض وما عليه

من أجسام مما يؤدي إلى حدوث وميض يمتد من الأرض 

إلى أعلى يسمى البرق، كما أن هذا الضوء يعقبه صوتٌ عالٍ قادم من السماء وهو ما يسمى الرعد

وجاء عذابهم بحال الرجس كجسد اي الماديات بعبادتهم الاصنام الشرك بالله

بعكس عذاب فرعون بحال الرجز المعنويات اي النفس بالتكبر والغرور

والحمد لله رب العالمين

التفسير لغة وعلم


عودة
أعلى