[وَاللهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ] [وَاللهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ]
الفارق بينهما
هناك فرق بين الآيتين؛ فتارة يقدم العمل على الخبرة, وأخرى يقدم الخبرة
على العمل, والقرآن معجز في ترتيبه وتركيبه
فإذا كان السياق في عمل الإنسان بحال الجسد وافعاله في الحياة الدنيا
يُقدَم العمل على الخبرة
[وَاللهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ]
واذا كان السياق في امور السر وما اخفى بحال النفس يقدم الخبرة على العمل
[وَاللهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ]
لان ربنا كما جاء بقوله تعالى
{ وَإِنْ تَجْهَرْ بِالْقَوْلِ فَإِنَّهُ يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفَى }
(سورة طه 7)
اي الخبير لانه خالق النفس ويعلم كل اسرارها
وفي قوله تعالى
وَأَقْسَمُوا بِاللهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لَئِنْ أَمَرْتَهُمْ لَيَخْرُجُنَّ قُلْ
لَا تُقْسِمُوا طَاعَةٌ مَعْرُوفَةٌ إِنَّ اللهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ
النور:53
فالنفاق بالقول أمر بحال فجور النفس وليس عملًا فقدمت الخبرةعلى العمل
إِنَّ اللهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ
فهذه قاعدة عامة: إذا كان الكلام عن عمل الإنسان بحال افعال الجسد يقدم العمل
على الخبرة وإذا كان الكلام ليس عن العمل وإنما في أمر النفس
السر وما اخفى بالقول والعالم بها هو الله سيحانه تقدم الخبرةعلى العمل