2riadh

Excellent

برمجية ومحاكاة الله سبحانه للكون واختلاف احوال التسبيح فيه ج2
اخوتي الافاضل تم بيان لكم اولا برمجية الكون في الجزء الاول ونكمل موضوعنا
الى حال اخر وكما يلي

(ثانيا)
محاكاة الكون بمخلوقاته من قبل الله سبحانه وتعتمد على برمجية كل مخلوق
وينتج عنها صور التسبيحات في الكون التي لا تحصى بحال البقاء والفناء لعالم
الخلق الارض والسموات السبع و عالم الامر بحال الخلود وعدم الفناء
وبقوانين تحكم العلاقه بتلك الصور (التسبيح)
والذي نتفاعل معه قولا وفعلا ومن هذه القوانين

قانون الوحدانية الإلهية
القانون الأكثر تأسيسًا للكون، يعني الترابط بين جميع الأشياء لخالق واحد
ليس كمثله شىء لا يتغير ولا يتعدد ، ويساعدنا
على فهم أننا نعيش في عالم متصل، وكل شئ نفعله أو نقوله
أو نفكر به إنما يؤثر على الآخر وعلى العالم.

قانون الاهتزاز
حيث لا يوجد شئ ثابت، والكون يهتز بترددات معينة، وبانماط متغيره
قانون (الارسال والاستقبال)
يعني أن الأنماط تتكرر في الكون على سبيل المثال أن واقعنا
هو مرآة لما يحدث بداخلنا، ويعني أيضًا الانسجام
والتوافق بين النفس كطاقة والجسد كماده
والارسال والاستقبال فيما بينهما بحال فجور النفس او تقواها
وزيادة الكم المعرفي بالمدخلات والمخرجات
من واقع الحياة الذي نعيشه بالزمان والمكان

قانون الجذب
هو القانون الجوهري للكون والأكثر شيوعًا، ويعني أننا في الواقع بكل الذي يدور من حولنا
وفق جاذبيه كحال الارض الشمس والقمر والنجوم والكواكب الاخرى كلها تجري لاجل مسمى
وحال خلقنا او موتنا هي بقوانين الجذب والتنافر بين الروح والنفس فحين الموت تصدر
الروح موجه صوتيه بتردد الجذب لتلتف بالنفس وتخرجها من الجسد ثم موجه صوتيه بتردد التنافر
لتنفصل النفس عن الروح وتذهب النفس الى حياة اخرى في عالم البرزخ
وتترك الجسد (القلم – الذي علم بالقلم ) ليصبح تراب
ونفتقد لعنصر الاختيار بذهاب النفس دون الجسد(القلم) لتصبح مسير بعدها

وقوانين اخرى الحديث فيها مطول وباختصار ساذكر بعضها
قوانين الحركه والسكون وقوانين تحول الطاقه اي أننا تستطيع تغيير الطاقات
بمجرد أن نفهم القانون الكوني ضمن سقفنا المعرفي ويمكن تطبيقه
وقانون السبب والنتيجة اي ان لكلّ سبب نتيجة ولكلّ نتيجة سبب
لا تخرج عن ارادة الله سبحانه ومشيئته
وهي من القوانين الكونية المباشرة
ويعني أن الأشياء لا تحدث بالمصادفة، ولكل فعل ردة فعل أو نتيجة
أما الصدفة فهي مجرد
مصطلحات نابعة من الجهل بهذا القانون.
بعد كل تلك القوانين ناتي الى بدء محاكاة الله سبحانه
لمخلوفاته في الكون اي البدء بعملها من بعد برمجتها ليتم التنفيذ

قوله تعالى
ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ ائْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا
قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاءٍ
أَمْرَهَا وَزَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظًا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ
(سورة فصلت )

اي ملكوت السموات والارض
{ فَسُبْحَانَ الَّذِي بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ }
(سورة يس 83)

ولتكون بعدها صور بالملايين لا تحصى بحال التسبيح وعلاقتا بتلك القوانين التي ذكرتها
ونتعرف فيه على صورة كل تسبيح ومراد الله فيه وقد جاء التسبيح في القران الكريم
بحال اسم مصدر بكلمة سبحانك وسبحان فسبحان او بحال فعل الماضي سبح
او الفعل المضارع يسبح وصيغة الامر وسبح سبحوا فسبح
وسوف اتناول صور التسبيح وطبيعة القانون الذي يحكمها

صورة التسبيح بكلمة (سبحانك ) خالقنا العظيم
تنزيها لك من مشابهة خلقك ومالكا لكل تلك القوانين والمتحكم فيها في الكون
والتسبيح بحال قانون الحركه والسكون
وما حصل للنبي يونس عليه السلام

بقوله تعالى
وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا
أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ
(سورة الأنبياء )

وقوله تعالى
{ فَالْتَقَمَهُ الْحُوتُ وَهُوَ مُلِيمٌ فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ
لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ }
(سورة الصافات)

حال الحركه= يونس عليه السلام غضب من قومه وقرر
تركهم دون وحي من الله = وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِبًا
حال السكون= فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ اي نضيق عليه في حركته هذه= فَالْتَقَمَهُ الْحُوتُ وَهُوَ مُلِيمٌ
وادرك النبي يونس انه لا يستطيع تغيير هذا الحال الا الله سبحانه
صورة التسبيح لهذا الحال والخروج منه= لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ
كلمه واحده ذكرها النبي يونس في طلبه لله هي سبحانك
وحقيقة تسبيحه كفعل وليس قول فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ =
انقاد لامر الله سبحانه اي للقانون الالهي وألقي يونس نفسه في
البحر فبعث له الله حوتًا عظيمًا فالتقمه
هذا هو فعل التسبيح لهذا الموقف والتسليم لامر الله نجاه من ان يلبث
في بطن الحوت كحال النبي ابراهيم عليه السلام في غير صوره
وانقياده لامر الله سبحانه

قوله تعالى
يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانْظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَا أَبَتِ
افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللهُ مِنَ الصَّابِرِينَ
(سورة الصافات 102)

وصوره اخرى بحال التسبيح (سبحانك) بقانون البقاء والفناء
قوله تعالى
وَلَمَّا جَاءَ مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ قَالَ
لَنْ تَرَانِي وَلَكِنِ انْظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي فَلَمَّا تَجَلَّى
رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ مُوسَى صَعِقًا فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ
تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ
(سورة الأَعراف 143)

يعني التسبيح بالعدد ليس له علاقه كما يضن البعض بل هو ادراك موسى عليه السلام
لحال البقاء والفناء بهذه الصورة التي راها وان يخر صعقا لهذا الموقف العظيم فسلم الامر لله
الفعل وليس القول

فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ
تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ

صوره اخرى بحال التسبيح بكلمة ( سبحان)
بقوانين التحول من الكتله الى الطاقه والرجوع الى كتله

قوله تعالى
سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى
الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ
(سورة الإسراء 1)

مدلول سبحان بقدرة الله =اسراء وعروج رسولنا الخاتم من مكه الى بيت المقدس
ثم العروج الى السماء السابعه جنة الماوى في السماء السابعه لعالم الخلق
بقانون التحول كتله طاقه كتله مع جبريل وهي احد السبع المثاني التي اعطيت لرسولنا الخاتم
الغيب(البرزخ) والشهاده (العوالم الخلق والامر) ولا يوجد حال ان رسولنا انتقل بالبراق الدابه
فلم يذكر في الكتاب هذا الحال بل هو من اقوال البشر وتزييفهم
وجهلهم بحقيقة تلك القوانين وعلومها
التي ادركها جيلنا اليوم بالمكتشفات العلميه

والحمد لله رب العالمين
التفسير لغة وعلم

نهاية الجزء الثاني وترقبوا
لاحقا الجزء الثالث والاخير وما نكتبه نقطه في
بحر من علم الله سبحانه فاحمده واشكره
 

التعديل الأخير:
عودة
أعلى