سوريا اليوم
مراسل صقور الأبداع من سوريا
في برقية سرية مؤرخة في 3 نوفمبر 2008 سربتها “ويكليكس”، وتدور حول رد فعل نظام بشار الأسد على الغارة الأمريكية على مدينة البوكمال السورية والتي أوقعت 7 ضحايا من المدنيين، تنقل السفارة الأمريكية في دمشق ما مفاده أن وزير خارجية بشار “وليد المعلم” أبدى رغبة قوية في احتواء أي توتر قد يظهر ويتصاعد بين النظام السوري وواشنطن على خلفية الغارة، وأنه (المعلم) لا يرغب في إثارة أمريكا إلى درجة تطرد معها سفير سوريا “عماد مصطفى”؛ لأن “الحكومة السورية ستستهلك شهورا عدة قبل أن تستطيع إحلال أحد مكانه”!!
�وتنقل البرقية أن الرد العلني الذي اختاره بشار بإقفال المدرسة الأمريكية، إنما جاء بدافع الإحراج بعد أن تسرب نبأ الغارة التي شنها الطيران الأمريكي على البوكمال في 26/10، ولم يعد أمام النظام أي مجال لللتغطية على الغارة، رغم أن بشار كان لايرغب في اتخاذ أي خطوة تصعد التوتر مع واشنطن، وتدخل علاقته معها في حال “سبات عميق”.
�وتختم البرقية بتعليق يؤكد أن أي قرار لدى النظام السوري يبدأ وينتهي عند نقطة بقاءه في السلطة، وحفاظه على “برستيجه” –صورته لدى العامة-، وأن الهجوم الأمريكي ليس إلا واحدا من عدة هجمات سابقة انتهكت السيادة السورية، من قبيل غارة إسرائيل على موقع الكبر في سبتمبر 2007، وقبلها اغتيال القيادي في حزب الله “عماد مغنية” في فبراير 2007، وهي انتهاكات لم يرد عليها النظام بشيء، فيما اختار الرد على غارة البوكمال بإقفال المدرسة الأمريكية، وهو رد فعل يقصد منه “الإزعاج” لا “التهديد”، كما تسنتج البرقية.
ترجمة: زمان الوصل – خاص