سوريا اليوم
مراسل صقور الأبداع من سوريا
أکد لـ”السياسة” أن أوضاع المخيم مزرية وهو بمثابة مرکز للاعتقال �������� 09/04/2013
�
برلين – نزار جاف:
�
الاستقالة المفاجئة للدکتور طاهر بومدرا مسؤول ملف حقوق الانسان في معسکر أشرف باليونامي, فجرت مفاجآت من العيار الثقيل ولا ريب من أنها لم تعجب المنظمة الدولية ولا الحکومة العراقية ولا حتى الأميرکان, اذ لم يبادر أي طرف منهم الى مجرد اعلان موقف ضد ما أعلنه بومدرا من حقائق مروعة تکشف عن مخطط يجري تنفيذه على أرض الواقع ضد سکان أشرف وليبرتي. الدکتور طاهر بومدرا المستشار السابق للأمم المتحدة والذي عمل في مختلف نقاط العالم وهو الجزائري الاصل, کان يشارک ضمن مؤتمر صحافي في العاصمة الالمانية برلين في 3/4/2013, بخصوص الاوضاع المتعلقة بمخيم ليبرتي, التقته “السياسة” ودخلت معه في حوار مفصل بشأن فترة عمله في معسکر أشرف وليبرتي وکذلک آرائه ووجهات نظره بشأن تلک المشکلة وتداعياتها:
�
�بعد نقل معظم سکان معسکر أشرف الى مخيم ليبرتي وکل الذي جرى ويجري, ما الذي تم حله من هذه المشکلة؟
في الواقع لم تحل أية مشکلة وانما وعلى العکس من ذلک تماما, زادت المشکلة تعقيدا ومأساة, لأن هؤلاء الافراد قد أخرجوا من أماکنهم التي کانت منازلهم التي سکنوا فيها لأکثر من 26 عاما, واخرجوا وطردوا منها باستخدام القوة والعنف, وتم أخذهم الى معسکر ليبرتي, الذي هو معسکر سابق للقوات الأميرکية وتم ترکه وأهمل وصار غير صالح للسکن والاستخدام, لکن السؤال الذي يجب طرحه هو ما الغرض من اخراجهم من أشرف ونقلهم الى ليبرتي؟ هناک أهداف غير معلنة من وراء ذلک, واهمها هو العمل على حل منظمة مجاهدي خلق واخراج سکان أشرف من العراق الى جهات أخرى ويتم ايقاف قيادتهم, والعملية برمتها جرت من أجل ايقاف القادة في أشرف.
يشاع أن سکان أشرف وليبرتي يفتعلون والازمات والمشکلات مع الاطراف المختلفة, ما مدى صحة ذلک؟
السياسة الرسمية للحکومة العراقية تهدف الى جعل الحياة في مخيم ليبرتي لا تطاق والتضييق عليهم بکل الامکانيات وحرمانهم من کل الخدمات, لتکون مدة اقامتهم في ليبرتي قصيرة جدا, وعندما سألت المسؤولين العراقيين: لماذا هذه المعاملة اللاانسانية؟ قالوا لو جعلنا حياتهم تتسم بالرفاهية والسعادة فانهم لن يغادروا العراق, ولکي نضمن خروجهم من العراق يجب حرمانهم من کل الوسائل المتاحة والخدمات الاساسية.
�اعترض سکان ليبرتي منذ البداية على عدد من المسائل المتعلقة بالمخيم وفي مقدمتها انه مرکز للاعتقال لکن اليونامي وعلى لسان أبرز مسؤوليها مارتن کوبلر اکدت خلاف ذلک, أين تکمن الحقيقة؟
الحقيقة تکمن في أن اليونامي أعطت معلومات للمجتمع الدولي کانت صحيحة, في سبيل تضليل الرأي العام العالمي والرأي العام العراقي والاشرفيين أنفسهم, المخيم في حقيقته عبارة عن مرکز من مراکز التوقيف والاعتقال وهو بمواصفات سجن رديء, لکن هذه الحقيقة تم اخفاؤها من قبل مسؤولي الامم المتحدة وزعموا بأنه يتمتع بالمعايير الدولية ويلبي الاحتياجات الاساسية.
هذا يعني أنکم لا تعتبرون مخيم ليبرتي مناسبا لاقامة لاجئين سياسيين معترف بهم دوليا کما هو الحال مع سکان ليبرتي؟?
کنت اول من زار ليبرتي على رأس فرقة من”unhcr”, وقد قمت کما بزيارتها بصورة منتظمة اسبوعيا طوال شهري يناير 2011 وديسمبر من عام 2012, وقدمت تقارير عدة کتبت فيها بأن هذا المعسکر غير لائق لاستقبال السکان, لکن مسؤولي اليونامي فبرکوابعض الصور عن المعسکر لتضليل الرأي العام, والصور منتقاة بشکل يعطي انطباعا ايجابيا عن المعسکر, وکانت هناک تقارير کتبت وتم اعدادها على وجه الخصوص لاقناع الأميرکيين والاوربيين وايصال رسالة اليهم مفادها أن هذا المخيم يلبي المعايير الدولية, ومن أجل ضمان اقناعهم جلبوا خبيراً دوليا لکتابة تقرير يؤکد تلبية المعسکر للمعايير الدولية, لکن الخبير رفض أن يؤکد بأن هذا المعسکر يلبي المعايير الدولية, لکن ورغم رفض هذا الخبير, فان اليونامي قدمت تقريرا يؤکد بأن المعسکر يلبي کل المعايير الدولية.
�سکان ليبرتي وممثلوهم في باريس, على ضوء الذي جرى وما جنوا من عملية النقل کلها, يطالبون بالعودة الى أشرف, برأيکم هل هذا ممکن؟
من الناحية العملية ممکن, لکن من الناحية السياسية غير ممکن. فمخيم أشرف جاهز وتتوافر فيه کل الخدمات التي تکفي لمدة يومين او ثلاثة, أما من الناحية السياسية فان رئيس الوزراء نوري المالکي صرح بأن الرجوع لأشرف غير ممکن کما أن الحکومة الايرانية لن تسمح للعراق بالاقدام على هکذا خطوة.
ماعلاقة الحکومة الايرانية بشأن عراقي داخلي؟
يجب أن تعرف بأن القرارات العراقية الحاسمة يتم اتخاذها في طهران.
�ما المهمة المناطة بيونامي في ما يتعلق بحل مشکلة معسکر أشرف, وهل أدت هذه المهمة؟
اليونامي لم تؤد أي دور لحل مشکلة أشرف بل ان تدخل اليونامي في هذه المشکلة هو لتعقيد الاوضاع وارغام السکان على مغادرة العراق, مع احتمال توقيف قادة السکان.
�لکن مارتن کوبلر يصرح بين الفينة والاخرى بأن تقدما للأمام او خطوات ايجابية قد تم اتخاذها لحل المشکلة, فماذا تقولون؟
اذا کان سجن 3200 فرد في مخيم صغير کليبرتي وقتل سبعة منهم فيه بمثابة انجاز للأمم المتحدة, فليکن کذلک. لکن لنتسائل من الناحية الواقعية: کم من السکان غادروا العراق منذ نقلهم الى هذا المخيم, أي تحت مظلة المفوضية العليا للاجئين؟ الاجابة: لم يغادر أي فرد منهم ماعدا 7 من جنسيات دول أخرى وهي حالة خاصة او لنقل استثناء عن القاعدة الاساسية العامة, وبصراحة کل العملية فاشلة وکل ما أنجز هو قتل وابادة الاشرفيين بالصورة التي عرفناها.
�
قصور واضح
�
�هنا نعود الى سکان ليبرتي وممثليهم في باريس الذين يؤکدون بأن هناک قصورا فاضحا في عمل اليونامي, فهل هذا صحيح؟
بصراحة ليست قضية تقصير وانما تدخل اليونامي في هذه العملية من أجل مساعدة رئيس الوزراء نوري المالکي لحل منظمة مجاهدي خلق وطردهم من العراق, هذا هو اساس عمل الامم المتحدة في العراق وهو التواطؤ مع الحکومة العراقية لطردهم من العراق.
کما تعلمون بأن السکان قد تعرضوا لمذابح وهجمات فظيعة ترقى الى مستوى جرائم ضد الانسانية کما حدث في معسکر أشرف في 8 أبريل 2011, او في مخيم ليبرتي في 9 فبراير من العام الحالي, برأيکم هل من الممکن تکرار هکذا سيناريوهات دموية ضد سکان ليبرتي مستقبلا؟
بخصوص قضية الثامن من أبريل 2011, کنت اول من زار المعسکر وأجرى تحقيقاً على أرض الواقع ومعاينة الوضع وحتى تعداد الجثث, لقد کنت اول من دخل المخيم, طبعا طلب دخولي للمعسکر استغرق اسبوعا, والغريب أن السلطات العراقية ومنذ يوم 8/4 ولغاية 13/4, نفت نفيا مطلقا وجود أي اعتداء او هجوم على السکان, ونفوا أيضا وقوع قتلى, وبعد زيارتي للمعسکر وتفقد الاوضاع وتعداد الجثث وعودتي الى بغداد لاثبات بأنه کان هناک هجوم وقتلى, والوضع هذا لم يحقق في الامر من قبل أية جهة رغم مناداة الامم المتحدة للتحقيق لکن حتى هذه المناداة کانت من أجل الاستهلاکوخداع الرأي العام, وفي النهاية طالبت الامم المتحدة بالتحقيق ليوم واحد فقط وما أن سکتت الصحافة عن القضية انتهت مهمة الامم المتحدة , وهذا أيضا يمکن اعتباره تواطؤا للتغطية على جرائم ضد الانسانية وقتل عمد لسکان عزل بدون أي دفاع عن النفس, والقتل العام يرتقي الى الجريمة ضد الانسانية, والامم المتحدة تعرف هذا جيدا وعندها کل الوقائع لکن تحاول التقليل من شأن ذلککله.
يمکن القول بأنکم متشائمون من العملية برمتها؟
القضية الاساسية تکمن في وجود تواطؤ دولي ضد هؤلاء للموقف ضدهم تحت رعاية الامم المتحدة, الموقف السلبي من مجاهدي خلق جعل لمساندة الحکومات العراقية المتتالية على اخفاء الوضع الحقيقي للمخيم, والتقليل من حجم وشأن الفظائع التي تم ارتکابها , وهذا کله من أجل اثبات أن العراق دولة مستقرة قوية وديمقراطية ترعى حقوق الانسان وکل هذا يطمئن الرأي العام العالمي, وبالخصوص الأميرکي. فأميرکا تدعي انها غزت العراق لاقامة دولة ديمقراطية ترعى حقوق الانسان, وانها خرجت بعد تسليم مقاليد الامور کلها الى هذه الحکومة, لکن في الواقع أن هذا کله من أجل تضليل الرأي العام العالمي, فهناک حکومة عراقية أکثر بطشا وأکثر انتهاکا وخرقا لحقوق الانسان حتى من عهد صدام حسين.
هل تعتقدون بحل مشکلة أشرف وحکومة نوري المالکي قائمة؟
غير ممکن , فالقرار السياسي واضح ومتخذ على أساس أن هؤلاء السکان يجب أن يعاملوا معاملة سيئة کي يرغموا على مغادرة العراق.
�حتى وان کان هناک تدخل دولي عبر ممارسة الضغوطات مثلا؟
لن يکون هناک تدخل او ضغط دولي, الضغط الدولي هو لمؤازرة العراق, واذا لم يبادر دافعو الضرائب في وأميرکا واوروبا لممارسة الضغط على بلدانهم للتعامل بشکل يرعى حقوق الانسان والمبادئ الانسانية فالوضع القائم حاليا ومستقبلا سيکون بالغ السوء, أي أن حياة هؤلاء مازالت في خطر مؤکد.
�
برلين – نزار جاف:
�
الاستقالة المفاجئة للدکتور طاهر بومدرا مسؤول ملف حقوق الانسان في معسکر أشرف باليونامي, فجرت مفاجآت من العيار الثقيل ولا ريب من أنها لم تعجب المنظمة الدولية ولا الحکومة العراقية ولا حتى الأميرکان, اذ لم يبادر أي طرف منهم الى مجرد اعلان موقف ضد ما أعلنه بومدرا من حقائق مروعة تکشف عن مخطط يجري تنفيذه على أرض الواقع ضد سکان أشرف وليبرتي. الدکتور طاهر بومدرا المستشار السابق للأمم المتحدة والذي عمل في مختلف نقاط العالم وهو الجزائري الاصل, کان يشارک ضمن مؤتمر صحافي في العاصمة الالمانية برلين في 3/4/2013, بخصوص الاوضاع المتعلقة بمخيم ليبرتي, التقته “السياسة” ودخلت معه في حوار مفصل بشأن فترة عمله في معسکر أشرف وليبرتي وکذلک آرائه ووجهات نظره بشأن تلک المشکلة وتداعياتها:
�
�بعد نقل معظم سکان معسکر أشرف الى مخيم ليبرتي وکل الذي جرى ويجري, ما الذي تم حله من هذه المشکلة؟
في الواقع لم تحل أية مشکلة وانما وعلى العکس من ذلک تماما, زادت المشکلة تعقيدا ومأساة, لأن هؤلاء الافراد قد أخرجوا من أماکنهم التي کانت منازلهم التي سکنوا فيها لأکثر من 26 عاما, واخرجوا وطردوا منها باستخدام القوة والعنف, وتم أخذهم الى معسکر ليبرتي, الذي هو معسکر سابق للقوات الأميرکية وتم ترکه وأهمل وصار غير صالح للسکن والاستخدام, لکن السؤال الذي يجب طرحه هو ما الغرض من اخراجهم من أشرف ونقلهم الى ليبرتي؟ هناک أهداف غير معلنة من وراء ذلک, واهمها هو العمل على حل منظمة مجاهدي خلق واخراج سکان أشرف من العراق الى جهات أخرى ويتم ايقاف قيادتهم, والعملية برمتها جرت من أجل ايقاف القادة في أشرف.
يشاع أن سکان أشرف وليبرتي يفتعلون والازمات والمشکلات مع الاطراف المختلفة, ما مدى صحة ذلک؟
السياسة الرسمية للحکومة العراقية تهدف الى جعل الحياة في مخيم ليبرتي لا تطاق والتضييق عليهم بکل الامکانيات وحرمانهم من کل الخدمات, لتکون مدة اقامتهم في ليبرتي قصيرة جدا, وعندما سألت المسؤولين العراقيين: لماذا هذه المعاملة اللاانسانية؟ قالوا لو جعلنا حياتهم تتسم بالرفاهية والسعادة فانهم لن يغادروا العراق, ولکي نضمن خروجهم من العراق يجب حرمانهم من کل الوسائل المتاحة والخدمات الاساسية.
�اعترض سکان ليبرتي منذ البداية على عدد من المسائل المتعلقة بالمخيم وفي مقدمتها انه مرکز للاعتقال لکن اليونامي وعلى لسان أبرز مسؤوليها مارتن کوبلر اکدت خلاف ذلک, أين تکمن الحقيقة؟
الحقيقة تکمن في أن اليونامي أعطت معلومات للمجتمع الدولي کانت صحيحة, في سبيل تضليل الرأي العام العالمي والرأي العام العراقي والاشرفيين أنفسهم, المخيم في حقيقته عبارة عن مرکز من مراکز التوقيف والاعتقال وهو بمواصفات سجن رديء, لکن هذه الحقيقة تم اخفاؤها من قبل مسؤولي الامم المتحدة وزعموا بأنه يتمتع بالمعايير الدولية ويلبي الاحتياجات الاساسية.
هذا يعني أنکم لا تعتبرون مخيم ليبرتي مناسبا لاقامة لاجئين سياسيين معترف بهم دوليا کما هو الحال مع سکان ليبرتي؟?
کنت اول من زار ليبرتي على رأس فرقة من”unhcr”, وقد قمت کما بزيارتها بصورة منتظمة اسبوعيا طوال شهري يناير 2011 وديسمبر من عام 2012, وقدمت تقارير عدة کتبت فيها بأن هذا المعسکر غير لائق لاستقبال السکان, لکن مسؤولي اليونامي فبرکوابعض الصور عن المعسکر لتضليل الرأي العام, والصور منتقاة بشکل يعطي انطباعا ايجابيا عن المعسکر, وکانت هناک تقارير کتبت وتم اعدادها على وجه الخصوص لاقناع الأميرکيين والاوربيين وايصال رسالة اليهم مفادها أن هذا المخيم يلبي المعايير الدولية, ومن أجل ضمان اقناعهم جلبوا خبيراً دوليا لکتابة تقرير يؤکد تلبية المعسکر للمعايير الدولية, لکن الخبير رفض أن يؤکد بأن هذا المعسکر يلبي المعايير الدولية, لکن ورغم رفض هذا الخبير, فان اليونامي قدمت تقريرا يؤکد بأن المعسکر يلبي کل المعايير الدولية.
�سکان ليبرتي وممثلوهم في باريس, على ضوء الذي جرى وما جنوا من عملية النقل کلها, يطالبون بالعودة الى أشرف, برأيکم هل هذا ممکن؟
من الناحية العملية ممکن, لکن من الناحية السياسية غير ممکن. فمخيم أشرف جاهز وتتوافر فيه کل الخدمات التي تکفي لمدة يومين او ثلاثة, أما من الناحية السياسية فان رئيس الوزراء نوري المالکي صرح بأن الرجوع لأشرف غير ممکن کما أن الحکومة الايرانية لن تسمح للعراق بالاقدام على هکذا خطوة.
ماعلاقة الحکومة الايرانية بشأن عراقي داخلي؟
يجب أن تعرف بأن القرارات العراقية الحاسمة يتم اتخاذها في طهران.
�ما المهمة المناطة بيونامي في ما يتعلق بحل مشکلة معسکر أشرف, وهل أدت هذه المهمة؟
اليونامي لم تؤد أي دور لحل مشکلة أشرف بل ان تدخل اليونامي في هذه المشکلة هو لتعقيد الاوضاع وارغام السکان على مغادرة العراق, مع احتمال توقيف قادة السکان.
�لکن مارتن کوبلر يصرح بين الفينة والاخرى بأن تقدما للأمام او خطوات ايجابية قد تم اتخاذها لحل المشکلة, فماذا تقولون؟
اذا کان سجن 3200 فرد في مخيم صغير کليبرتي وقتل سبعة منهم فيه بمثابة انجاز للأمم المتحدة, فليکن کذلک. لکن لنتسائل من الناحية الواقعية: کم من السکان غادروا العراق منذ نقلهم الى هذا المخيم, أي تحت مظلة المفوضية العليا للاجئين؟ الاجابة: لم يغادر أي فرد منهم ماعدا 7 من جنسيات دول أخرى وهي حالة خاصة او لنقل استثناء عن القاعدة الاساسية العامة, وبصراحة کل العملية فاشلة وکل ما أنجز هو قتل وابادة الاشرفيين بالصورة التي عرفناها.
�
قصور واضح
�
�هنا نعود الى سکان ليبرتي وممثليهم في باريس الذين يؤکدون بأن هناک قصورا فاضحا في عمل اليونامي, فهل هذا صحيح؟
بصراحة ليست قضية تقصير وانما تدخل اليونامي في هذه العملية من أجل مساعدة رئيس الوزراء نوري المالکي لحل منظمة مجاهدي خلق وطردهم من العراق, هذا هو اساس عمل الامم المتحدة في العراق وهو التواطؤ مع الحکومة العراقية لطردهم من العراق.
کما تعلمون بأن السکان قد تعرضوا لمذابح وهجمات فظيعة ترقى الى مستوى جرائم ضد الانسانية کما حدث في معسکر أشرف في 8 أبريل 2011, او في مخيم ليبرتي في 9 فبراير من العام الحالي, برأيکم هل من الممکن تکرار هکذا سيناريوهات دموية ضد سکان ليبرتي مستقبلا؟
بخصوص قضية الثامن من أبريل 2011, کنت اول من زار المعسکر وأجرى تحقيقاً على أرض الواقع ومعاينة الوضع وحتى تعداد الجثث, لقد کنت اول من دخل المخيم, طبعا طلب دخولي للمعسکر استغرق اسبوعا, والغريب أن السلطات العراقية ومنذ يوم 8/4 ولغاية 13/4, نفت نفيا مطلقا وجود أي اعتداء او هجوم على السکان, ونفوا أيضا وقوع قتلى, وبعد زيارتي للمعسکر وتفقد الاوضاع وتعداد الجثث وعودتي الى بغداد لاثبات بأنه کان هناک هجوم وقتلى, والوضع هذا لم يحقق في الامر من قبل أية جهة رغم مناداة الامم المتحدة للتحقيق لکن حتى هذه المناداة کانت من أجل الاستهلاکوخداع الرأي العام, وفي النهاية طالبت الامم المتحدة بالتحقيق ليوم واحد فقط وما أن سکتت الصحافة عن القضية انتهت مهمة الامم المتحدة , وهذا أيضا يمکن اعتباره تواطؤا للتغطية على جرائم ضد الانسانية وقتل عمد لسکان عزل بدون أي دفاع عن النفس, والقتل العام يرتقي الى الجريمة ضد الانسانية, والامم المتحدة تعرف هذا جيدا وعندها کل الوقائع لکن تحاول التقليل من شأن ذلککله.
يمکن القول بأنکم متشائمون من العملية برمتها؟
القضية الاساسية تکمن في وجود تواطؤ دولي ضد هؤلاء للموقف ضدهم تحت رعاية الامم المتحدة, الموقف السلبي من مجاهدي خلق جعل لمساندة الحکومات العراقية المتتالية على اخفاء الوضع الحقيقي للمخيم, والتقليل من حجم وشأن الفظائع التي تم ارتکابها , وهذا کله من أجل اثبات أن العراق دولة مستقرة قوية وديمقراطية ترعى حقوق الانسان وکل هذا يطمئن الرأي العام العالمي, وبالخصوص الأميرکي. فأميرکا تدعي انها غزت العراق لاقامة دولة ديمقراطية ترعى حقوق الانسان, وانها خرجت بعد تسليم مقاليد الامور کلها الى هذه الحکومة, لکن في الواقع أن هذا کله من أجل تضليل الرأي العام العالمي, فهناک حکومة عراقية أکثر بطشا وأکثر انتهاکا وخرقا لحقوق الانسان حتى من عهد صدام حسين.
هل تعتقدون بحل مشکلة أشرف وحکومة نوري المالکي قائمة؟
غير ممکن , فالقرار السياسي واضح ومتخذ على أساس أن هؤلاء السکان يجب أن يعاملوا معاملة سيئة کي يرغموا على مغادرة العراق.
�حتى وان کان هناک تدخل دولي عبر ممارسة الضغوطات مثلا؟
لن يکون هناک تدخل او ضغط دولي, الضغط الدولي هو لمؤازرة العراق, واذا لم يبادر دافعو الضرائب في وأميرکا واوروبا لممارسة الضغط على بلدانهم للتعامل بشکل يرعى حقوق الانسان والمبادئ الانسانية فالوضع القائم حاليا ومستقبلا سيکون بالغ السوء, أي أن حياة هؤلاء مازالت في خطر مؤکد.