سوريا اليوم
مراسل صقور الأبداع من سوريا
إلى شعبنا السوري البطل .. وإلى الرأي العام العربي والإسلامي .. والى الرأي العام الدولي : لم نفاجأ بالتصريحات غير المسؤولة وغير المقبولة التي صدرت في اليومين الماضيين عن أبي بكر البغدادي الملقب ( زعيم دولة العراق والشام الإسلامية ) وما تبعها لأبي محمد الجولاني (مسؤول جبهة النصرة في سوريا) . لأننا سبق أن تابعنا لهم في مناسبات مختلفة تصريحات ومواقف دعائية عابثة وإن كانت ذات مغزي سياسي لا يخفى على أعين المحللين , وهي بالإجمال تضر بالثورة وتشوهها أمام الرأي العام العالمي الذي يجهل حقيقة الأوضاع في سوريا , ولا تفيد سوى زمرة الإرهابي الأكبر بشار الأسد وتنزل عليه بردا وسلاما . وهي في كل الأحوال تفتت الصف الوطني مجانا وتسوق الأوهام في أوساط شعبنا الذي يعاني جراء تأخر النصر واستمرار المجازر وتدفعه للتعلق بمشاريع طوباوية غير واقعية في المستقبل . ولقد آثرنا في المرات السابقة عدم الرد على تصريحات أو سلوكيات ضارة من النوع المذكور حرصا على وحدة الصف والهدف , لكننا هذه المرة مضطرون للرد نظراً لخطورة المشروع الذي تريد فرضه على سوريا دون استشارة شعبها ، وللتوقيت الذي أطلقت فيه والذي يثير الشبهات إذ يأتي كطوق إنقاذ للنظام من جهة وكمبرر للقوى الدولية التي ما فتأت تعلق ترددها وتقاعسها عن نصرة الشعب السوري في محنته على شماعة إرهاب القاعدة الذي تسلل إلى صفوف الثورة في سوريا . ومن هنا لا بد من إيضاح بعض الحقائق الهامة والمبدئية التي يريد هؤلاء حجبها أو تزييفها لصالح مشروعات فئوية مضادة أو خاصة أو لأغراض خارجية مشبوهة :
أولا – إن الثورة السورية ثورة شعبية , نبعت من هبة الشعب في كل بقاع الوطن وبمشاركة كل فئاته ولم تأتِ من خارج الوطن ، ولقد قامت من اجل إسقاط نظام الطغيان والفساد الأسدي , وبناء سوريا جديدة ذات دولة مدنية ديمقراطية تعددية حديثة وعصرية . ولقد توفر الإجماع الوطني على هذين الهدفين , وبالتالي فكل ما عداهما يتناقض مع منطلقات الثورة وغاياتها . ومنها تعليق الجماهير بمشاريع غير واقعية كالخلافة الإسلامية , أو أي صيغة أخرى للدولة الدينية .
ثانيا – إن سوريا دولة جمهورية ذات هوية عربية وتتميز بتعدد المكونات القومية والطائفية , ولا يناسبها نظام حكم ديني من النوع الذي يروج له هؤلاء . كما أن طروحهم فضلا عن إعطائها الحجج القوية لاعلام الأسد ضد الثورة , لا يمكن تطبيقها مستقبلا على أرض الواقع , وللاصرارعليها نتيجة أكيدة هي الحروب الدينية والمذهبية التي لا تبقي لسوريا أرضا واحدة , ولا شعبا موحدا, وهما بطبيعة الحال الغاية الاستراتيجية العليا للثورة .
ثالثا – إن ثورتنا التي انطلقت من المدارس والجامعات والمساجد وكلها دور علم تستهدف بداهة إدماج سوريا بعالمها وعصرها المتقدمين , وتجسير هوة التخلف التي أوقعها فيها نظام الفساد لتلحق ركب التطور وتستأنف رسالتها التنويرية في محيطها , وهو ما يتعارض منهجا وموضوعا مع فكر( القاعدة ) الجامد الذي لا يناسب سوريا , ولا يعبر عن ثقافتها الاسلامية الوسطية المعتدلة , ولا يتناسب مع اختيارها منذ القديم منهج العقلانية والعلم والاجتهاد المنفتح . ومعروف أن لشعبنا السوري الخلاق دورا رائدا منذ قرنين في إبداع ثقافة النهضة العربية الحديثة في كل المجالات , ومساهمة كبرى في بلورة المشروع العربي الحضاري المعاصر الذي تلاقت عليه شعوب أمتنا , واستغرق إنجازه قرنا على الأقل من التفاعلات الحية بين مكوناتها كافة وكان هدفا ثابتا لثوراتها الحديثة .
رابعا – إن قوى الثورة والمعارضة وممثلي شعبنا في الداخل والخارج عملوا بدأب طوال عامين على صياغة (رؤية لمستقبل سوريا ) بعد التخلص من الطغيان وصاغوا (عهدا وطنيا) فيما بينهم , ولا يجوز تجاوز ما أنجز, وطرح أفكار وتصورات وهمية لا تعبر إلا عن فئات صغيرة ومحاولة فرضها من طرف واحد بقوة السلاح .
وعلى من يريد النصرة لثورتنا , والوئام والسلام لشعبنا , والازدهار لبلادنا أن ينضم للجماعة ولا يخرج عليها , وأن يطرح أفكاره عبر المؤسسات التي أنشأها نضالنا الوطني بجهد جهيد , وأن يلتزم برأي الاغلبية ويحترم الاختيارات الجماعية . وفي كل الأحوال ومع احترامنا لأي رأي أو فكر , فإننا نرفض الوصاية الفكرية على شعبنا كما نرفض الوصاية السياسية . ولقد اتفقت جميع القوى السورية على عقد( مؤتمر وطني عام) بعد سقوط النظام لتحديد معالم سوريا المستقبل ووضع دستور واقامة نظام ومؤسسات حديثة بعد انتخابات عامة حرة , وعليه فليس من حق أية جهة كانت ، سواء(جبهة النصرة) أو (القاعدة) أو ( دولة العراق الإسلامية) أو المجموعات الصغيرة من المجاهدين التي قدمت من مشارق الأرض ومغاربها لنصرة شعبنا كما تدعي ، تحديد مستقبل سوريا وهويتها بغير ما اجتمع السوريون عليه . بل إنه لمن السخف والاهانة لشعبنا مبايعة هؤلاء للظواهري أو البغدادي أو أي شخص غير سوري لتكون له الكلمة في مصير ثورتنا ومستقبل شعبنا وبلدنا .
خامسا -إننا نحذر المعنيين من محاولة فرض أفكارهم وتوجهاتهم الخاطئة التي لم تقتصر على الدعوة والتنظير بل ترجمت أحيانا على الأرض الى تجاوزات تشبه ممارسات النظام السابق , من اعتقال وقتل وتعذيب وحجر على الرأي , طالت كثيرين من شباب الثورة والمواطنين في المناطق المحررة الخاضعة لسيطرة هذه الجماعات ونحذرهم من التلاعب بعواطف الناس بشعارات بالية ظاهرها التقوى وباطنها المؤامرة , وموالاة دول وجهات أجنبية , وأعادة إنتاج النظام الشمولي السابق في صيغة مشابهة من الشمولية الدينية . لأن من شأن ذلك كله تمزيق سوريا وتفتيتها وحرف الثورة وإفشالها وجرها الى اقتتال أهلي .
وعلى المعنيين أن يتقوا الله فيما يطرحون ويفعلون لكيلا يكونوا (خوارج ) سوريا أو (طالبانها) ؛ فالاسلام دين العقل والعلم ودين السماحة والتعدد ودين الواقعية والوسطية والتدرج , وينهى عن الغلو والتشدد والإكراه . ولقد أضرت جماعات وحركات الغلو والتشدد قديما وحديثاً الإسلام أكثر مما أضر به أعداؤه ..
إن شعبنا لم يقدم مائة الف شهيد لتكون سوريا أفغانا ثانية , أو صومالا ثالثة أو لبنانا جديدا أو عراقا أخرى , ولكن لتكون أقوى وأمنع وأكفأ في مواجهة إسرائيل وأعداء العرب والاسلام. إننا لنؤمن بعمق أن الديمقراطية هي النظام العصري الذي يجسد مفهوم الشورى الإسلامي في هذا العصر , وبالتالي فإننا ندعو المعنيين إلى كلمة سواء بيننا والكف عن مثل هذه الدعاوى وتغليب الوحدة على الفتنة .. والله من وراء القصد .
النصر للثورة السورية المباركة , والعزة للثوار والمجاهدين المخلصين , والرحمة والخلود للشهداء الأبرار , والحرية للمعتقلين الأبطال , والكرامة للاجئين الصابرين المحتسبين . وعاشت سوريا عربية حرة ابية .
صدر في 11 / 4 / 2013
التيار الشعبي الحر
الأمانة العامة
ِ
أولا – إن الثورة السورية ثورة شعبية , نبعت من هبة الشعب في كل بقاع الوطن وبمشاركة كل فئاته ولم تأتِ من خارج الوطن ، ولقد قامت من اجل إسقاط نظام الطغيان والفساد الأسدي , وبناء سوريا جديدة ذات دولة مدنية ديمقراطية تعددية حديثة وعصرية . ولقد توفر الإجماع الوطني على هذين الهدفين , وبالتالي فكل ما عداهما يتناقض مع منطلقات الثورة وغاياتها . ومنها تعليق الجماهير بمشاريع غير واقعية كالخلافة الإسلامية , أو أي صيغة أخرى للدولة الدينية .
ثانيا – إن سوريا دولة جمهورية ذات هوية عربية وتتميز بتعدد المكونات القومية والطائفية , ولا يناسبها نظام حكم ديني من النوع الذي يروج له هؤلاء . كما أن طروحهم فضلا عن إعطائها الحجج القوية لاعلام الأسد ضد الثورة , لا يمكن تطبيقها مستقبلا على أرض الواقع , وللاصرارعليها نتيجة أكيدة هي الحروب الدينية والمذهبية التي لا تبقي لسوريا أرضا واحدة , ولا شعبا موحدا, وهما بطبيعة الحال الغاية الاستراتيجية العليا للثورة .
ثالثا – إن ثورتنا التي انطلقت من المدارس والجامعات والمساجد وكلها دور علم تستهدف بداهة إدماج سوريا بعالمها وعصرها المتقدمين , وتجسير هوة التخلف التي أوقعها فيها نظام الفساد لتلحق ركب التطور وتستأنف رسالتها التنويرية في محيطها , وهو ما يتعارض منهجا وموضوعا مع فكر( القاعدة ) الجامد الذي لا يناسب سوريا , ولا يعبر عن ثقافتها الاسلامية الوسطية المعتدلة , ولا يتناسب مع اختيارها منذ القديم منهج العقلانية والعلم والاجتهاد المنفتح . ومعروف أن لشعبنا السوري الخلاق دورا رائدا منذ قرنين في إبداع ثقافة النهضة العربية الحديثة في كل المجالات , ومساهمة كبرى في بلورة المشروع العربي الحضاري المعاصر الذي تلاقت عليه شعوب أمتنا , واستغرق إنجازه قرنا على الأقل من التفاعلات الحية بين مكوناتها كافة وكان هدفا ثابتا لثوراتها الحديثة .
رابعا – إن قوى الثورة والمعارضة وممثلي شعبنا في الداخل والخارج عملوا بدأب طوال عامين على صياغة (رؤية لمستقبل سوريا ) بعد التخلص من الطغيان وصاغوا (عهدا وطنيا) فيما بينهم , ولا يجوز تجاوز ما أنجز, وطرح أفكار وتصورات وهمية لا تعبر إلا عن فئات صغيرة ومحاولة فرضها من طرف واحد بقوة السلاح .
وعلى من يريد النصرة لثورتنا , والوئام والسلام لشعبنا , والازدهار لبلادنا أن ينضم للجماعة ولا يخرج عليها , وأن يطرح أفكاره عبر المؤسسات التي أنشأها نضالنا الوطني بجهد جهيد , وأن يلتزم برأي الاغلبية ويحترم الاختيارات الجماعية . وفي كل الأحوال ومع احترامنا لأي رأي أو فكر , فإننا نرفض الوصاية الفكرية على شعبنا كما نرفض الوصاية السياسية . ولقد اتفقت جميع القوى السورية على عقد( مؤتمر وطني عام) بعد سقوط النظام لتحديد معالم سوريا المستقبل ووضع دستور واقامة نظام ومؤسسات حديثة بعد انتخابات عامة حرة , وعليه فليس من حق أية جهة كانت ، سواء(جبهة النصرة) أو (القاعدة) أو ( دولة العراق الإسلامية) أو المجموعات الصغيرة من المجاهدين التي قدمت من مشارق الأرض ومغاربها لنصرة شعبنا كما تدعي ، تحديد مستقبل سوريا وهويتها بغير ما اجتمع السوريون عليه . بل إنه لمن السخف والاهانة لشعبنا مبايعة هؤلاء للظواهري أو البغدادي أو أي شخص غير سوري لتكون له الكلمة في مصير ثورتنا ومستقبل شعبنا وبلدنا .
خامسا -إننا نحذر المعنيين من محاولة فرض أفكارهم وتوجهاتهم الخاطئة التي لم تقتصر على الدعوة والتنظير بل ترجمت أحيانا على الأرض الى تجاوزات تشبه ممارسات النظام السابق , من اعتقال وقتل وتعذيب وحجر على الرأي , طالت كثيرين من شباب الثورة والمواطنين في المناطق المحررة الخاضعة لسيطرة هذه الجماعات ونحذرهم من التلاعب بعواطف الناس بشعارات بالية ظاهرها التقوى وباطنها المؤامرة , وموالاة دول وجهات أجنبية , وأعادة إنتاج النظام الشمولي السابق في صيغة مشابهة من الشمولية الدينية . لأن من شأن ذلك كله تمزيق سوريا وتفتيتها وحرف الثورة وإفشالها وجرها الى اقتتال أهلي .
وعلى المعنيين أن يتقوا الله فيما يطرحون ويفعلون لكيلا يكونوا (خوارج ) سوريا أو (طالبانها) ؛ فالاسلام دين العقل والعلم ودين السماحة والتعدد ودين الواقعية والوسطية والتدرج , وينهى عن الغلو والتشدد والإكراه . ولقد أضرت جماعات وحركات الغلو والتشدد قديما وحديثاً الإسلام أكثر مما أضر به أعداؤه ..
إن شعبنا لم يقدم مائة الف شهيد لتكون سوريا أفغانا ثانية , أو صومالا ثالثة أو لبنانا جديدا أو عراقا أخرى , ولكن لتكون أقوى وأمنع وأكفأ في مواجهة إسرائيل وأعداء العرب والاسلام. إننا لنؤمن بعمق أن الديمقراطية هي النظام العصري الذي يجسد مفهوم الشورى الإسلامي في هذا العصر , وبالتالي فإننا ندعو المعنيين إلى كلمة سواء بيننا والكف عن مثل هذه الدعاوى وتغليب الوحدة على الفتنة .. والله من وراء القصد .
النصر للثورة السورية المباركة , والعزة للثوار والمجاهدين المخلصين , والرحمة والخلود للشهداء الأبرار , والحرية للمعتقلين الأبطال , والكرامة للاجئين الصابرين المحتسبين . وعاشت سوريا عربية حرة ابية .
صدر في 11 / 4 / 2013
التيار الشعبي الحر
الأمانة العامة
ِ