2riadh
Excellent
لماذا كتبت شجرت الزقوم بالتاء المفتوحة في سورة الدخان؟
يتساءل الكثيرون لماذا كتبت شجرت الزقوم بالتاء المفتوحة في سورة الدخان؟
وما هو الإعجاز الديني في هذا الأمر، حيث أن القرآن الكريم به الكثير من علامات
الإعجاز في اللغة العربية ليظل معجزة كل العصور.
حيث جاء في الايتين من سورتي الدخان والصافات
قوله تعالى
إِنَّ (شَجَرَتَ ) الزَّقُّومِ طَعَامُ الْأَثِيمِ كَالْمُهْلِ يَغْلِي فِي الْبُطُونِ كَغَلْيِ الْحَمِيمِ خُذُوهُ فَاعْتِلُوهُ إِلَى
سَوَاءِ الْجَحِيمِ ثُمَّ صُبُّوا فَوْقَ رَأْسِهِ مِنْ عَذَابِ الْحَمِيمِ ذُقْ إِنَّكَ أَنْتَ
الْعَزِيزُ الْكَرِيمُ إِنَّ هَذَا مَا كُنْتُمْ بِهِ تَمْتَرُونَ
(سورة الدخان 43 - 50)
وقوله تعالى
أَذَلِكَ خَيْرٌ نُزُلًا أَمْ (شَجَرَةُ) الزَّقُّومِ إِنَّا جَعَلْنَاهَا فِتْنَةً لِلظَّالِمِينَ إِنَّهَا شَجَرَةٌ تَخْرُجُ
فِي أَصْلِ الْجَحِيمِ طَلْعُهَا كَأَنَّهُ رُءُوسُ الشَّيَاطِينِ فَإِنَّهُمْ لَآكِلُونَ مِنْهَا فَمَالِئُونَ مِنْهَا الْبُطُونَ
ثُمَّ إِنَّ لَهُمْ عَلَيْهَا لَشَوْبًا مِنْ حَمِيمٍ ثُمَّ إِنَّ مَرْجِعَهُمْ لَإِلَى الْجَحِيمِ إِنَّهُمْ أَلْفَوْا آبَاءَهُمْ ضَالِّينَ
فَهُمْ عَلَى آثَارِهِمْ يُهْرَعُونَ
(سورة الصافات 62 - 70)
وقد جاء تفسير ذلك الاختلاف ان كلمة شجرة كما في قوله تعالى في سورة الدخان
“إن شجرت الزقوم طعام الأثيم”، وهذا هو الموضع الوحيد الذي أبدلت فيه
تاء كلمة شجرة المربوطة بتاء مفتوحة على غير المعتاد
فقد وردت كلمة شجرة نكرة في عشرة مواضع أخرى جميعها بتاء مربوطة
وذكر بعض علماء رسم القرآن الكريم سببًا آخر يوضح لماذا كتبت شجرت
الزقوم بالتاء المفتوحة في سورة الدخان؟ وهو اختلاف القراءات
والبعض قال إذا كانت الكلمة التي تنتهي بحرف التاء مضافة إلى ما بعدها، يتم اعتبار المضاف
والمضاف إليه الذي دائما ما يكون معرفا بالألف واللام كالكلمة الواحدة
فلا يجوز الفصل بينهما في النطق فلا يجوز الوقف على المضاف.
ومما ذكر اعلاه الامور لا زالت غير مبسطه في فهمها وسوف ابينها لغويا من حيث المعنى
ليسهل عليكم فهم سبب الاختلاف بطريقه مبسطه لا تحتاج الى اعراب
ناتي اولا ونقيس اختلاف التاء المفتوحه والمربوطه مع بقية ايات القران الكريم
لتتوضح لكم حقيقة تفسيرها
نلاحظ ان الألفاظ المنتهية بتاء التأنيث في القران ، بعضها يكتب بتاء مفتوحة ،
وبعضها بتاء مربوطة ، وهذا وارد حتى بالنسبة للكلمة الواحدة ،
فالمرأة وردت تارة بهيئة (أمرأت) وتارة بهيئة (امرأة)) .
ولدى استقراء الآيات التي وردت فيها هذه اللفظة نلاحظ أن اللفظة (امرأة)
بالتاء المربوطة جاءت في التعبير عن المرأة بشكل عام أو المرأة غير المتزوجة ، مثل قوله تعالى :
{كَانَ رَجُلٌ يُورَثُ كَلَالَةً أَوِ امْرَأَةٌ } [النساء : 12].
{وَإِنِ امْرَأَةٌ خَافَتْ مِنْ بَعْلِهَا نُشُوزًا أَوْ إِعْرَاضًا} [النساء : 128].
{إِنِّي وَجَدْتُ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ وَأُوتِيَتْ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ} [النمل : 23].
{وَامْرَأَةً مُؤْمِنَةً إِنْ وَهَبَتْ نَفْسَهَا لِلنَّبِيِّ} [الأحزاب : 50].
بينما إذا استخدمت اللفظة للتعبير عن امرأة متزوجة فتأتي بالتاء المفتوحة (امرأت) كما في الآيات التالية :
{إِذْ قَالَتِ امْرَأَتُ عِمْرَانَ} [آل عمران : 35]
{وَقَالَ نِسْوَةٌ فِي الْمَدِينَةِ امْرَأَتُ الْعَزِيزِ تُرَاوِدُ فَتَاهَا عَنْ نَفْسِهِ} [يوسف : 30].
{قَالَتِ امْرَأَتُ الْعَزِيزِ الْآنَ حَصْحَصَ الْحَقُّ} [يوسف : 51].
{ وَقَالَتِ امْرَأَت فِرْعَوْنَ قُرَّةُ عَيْنٍ لِي وَلَكَ لَا تَقْتُلُوهُ } (2) .
{ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ كَفَرُوا امْرَأَتَ نُوحٍ وَامْرَأَتَ لُوطٍ} [التحريم : 10].
{وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ آمَنُوا امْرَأَتَ فِرْعَوْنَ } [التحريم : 11
الصورة اصبحت واضحة لكم بين التاء المربوطه والتاء المفتوحه هو لتبيان اختلاف الحال هذا
هو المعنى والسبب في اختلافهما والان ناتي الى سبب الاختلاف
ما بين شجرت وشجرة الزقوم في ايات سورتي الدخان والصافات
حيث يتبين لكم من المعنى في كتابتها بهذه الصورة هو اختلاف حال الايتين
ويجب التفريق عن كل حال
ففي سورة الدخان شجرت الزقوم بالتاء المفتوحة تحدث سبحانه عن اصل هذه الشجرة التي هي
في نار جهنم اما في سورة الصافات شجرة الزقوم بالتاء المربوطه فقد تحدث سبحانه
عن تشبيه هذه الشجرة بحال ما خلق على الارض وبقوله تعالى
( طَلْعُهَا كَأَنَّهُ رُءُوسُ الشَّيَاطِينِ )
يعني شجرة الزقوم للتشبيه في قُبحها كانها رءوس الشياطين
و لكن ما وجه تشبيه طلع هذه الشجرة برءوس الشياطين في القبح، ولا علم عندنا بمبلغ قبح رءوس الشياطين،
وإنما يمثَّل الشيء بالشيء تعريفا من المُمَثِّل له قُرب اشتباه الممثَّل أحدهما بصاحبه مع معرفة المُمَثَّل له الشيئين كليهما،
أو أحدهما، ومعلوم أن الذين خوطبوا بهذه الآية من المشركين،
لم يكونوا عارفين شَجَرة الزقوم، ولا برءوس الشياطين، ولا كانوا رأوهما، ولا واحدا منهما؟
نقول ان تشبه طلعها في قبحه برءوس الشياطين، لأنها موصوفة بالقبح، كانت لا ترى، وأنت قائل
للرجل كأنه شيطان: إذا استقبحته. والآخر أن: العرب تسمي بعض الحيات شيطانا، وهو حية ذو عرف،
قال الشاعر وهو يذم امرأة له:" عنجرد تحلف ... البيت".
ويقال: إنه بيت قبيح يسمى برءوس الشياطين. والأوجه الثلاثة إلى معنى واحد في القبح
والعرب تقول لجنس من الحيات: شيطان الحماط. وقيل الحماط بلغة هذيل: شجرة عظام تنبت في بلادهم، تألفها الحيات
الصورة اصبحت الان واضحه امامكم لماذا جاءت كلمة شجرت \ شجرة بالتاء المفتوحه والمربوطه لاختلاف حال
الايتين من سورة الدخان من حيث اصل تلك الشجرة وسورة الصافات من حيث التشبيه بما خلق على الارض
اي اختلاف الحالين هذه هو المعنى وهذا يجرنا الى تفاسير مغلوطه حيث لم تفسير لغويا
بقوله تعالى
وَإِذْ قُلْنَا لَكَ إِنَّ رَبَّكَ أَحَاطَ بِالنَّاسِ وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلَّا فِتْنَةً لِلنَّاسِ (وَالشَّجَرَةَ )الْمَلْعُونَةَ
فِي الْقُرْآنِ وَنُخَوِّفُهُمْ فَمَا يَزِيدُهُمْ إِلَّا طُغْيَانًا كَبِيرًا
(سورة الإسراء 60)
حيث فسرت بالخطا على انها الشجرة في نار جهنم الزقوم ولكن لوتتبعنا حال التاء المربوطه في سورة الاسراء
والشجرة الملعونه نلاحظ ان لا تتوافق مع حال شجرت الزقوم (بالتاء المفتوحه)
وقد بيتها سابقا بموضوع لو اننا اكملنا
الايه لتبين لكم ان سياق ومدلول الايه تتحدث فترة حياة ادم عند السماء السابعه جنة الماوى ومكان عبادة الملائكه
وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ قَالَ أَأَسْجُدُ لِمَنْ خَلَقْتَ طِينًا
قَالَ أَرَأَيْتَكَ هَذَا الَّذِي كَرَّمْتَ عَلَيَّ لَئِنْ أَخَّرْتَنِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لَأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ
إِلَّا قَلِيلًا قَالَ اذْهَبْ فَمَنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ فَإِنَّ جَهَنَّمَ جَزَاؤُكُمْ جَزَاءً مَوْفُورًا
(سورة الإسراء 61 - 63)
ومن هذا الاختلاف في الحالين يتبين لكم سبب مجىء كلمة شجرت بالتاء المفتوحه بقوله
(ان شجرت الزقوم طعام الاثيم )
حتى تميزوا فيها الفرق والاختلاف ايضا لغويا ما بين شجرت الزقوم التي في نار جهنم والشجرة الملعونة
بالتاء المربوطه والمقصود بها شجرة ادم وحواء في السماء السابعه عند جنة الماوى والتي غيرت طور
ادم وحواء من بعد الاكل منها من الاحسن تقويم الى طور النشاة الاولى الطور المؤقت المرتبط بالموت والتي جاءت منه البشريه
واصيبوا بلعنتها ليكون حالهم كحال ادم وحواء بعد اكلهم من الشجرة
والحمد لله رب العالمين
التفسير لغويا سنة رسولنا الخاتم اللسان العربي المبين
يتساءل الكثيرون لماذا كتبت شجرت الزقوم بالتاء المفتوحة في سورة الدخان؟
وما هو الإعجاز الديني في هذا الأمر، حيث أن القرآن الكريم به الكثير من علامات
الإعجاز في اللغة العربية ليظل معجزة كل العصور.
حيث جاء في الايتين من سورتي الدخان والصافات
قوله تعالى
إِنَّ (شَجَرَتَ ) الزَّقُّومِ طَعَامُ الْأَثِيمِ كَالْمُهْلِ يَغْلِي فِي الْبُطُونِ كَغَلْيِ الْحَمِيمِ خُذُوهُ فَاعْتِلُوهُ إِلَى
سَوَاءِ الْجَحِيمِ ثُمَّ صُبُّوا فَوْقَ رَأْسِهِ مِنْ عَذَابِ الْحَمِيمِ ذُقْ إِنَّكَ أَنْتَ
الْعَزِيزُ الْكَرِيمُ إِنَّ هَذَا مَا كُنْتُمْ بِهِ تَمْتَرُونَ
(سورة الدخان 43 - 50)
وقوله تعالى
أَذَلِكَ خَيْرٌ نُزُلًا أَمْ (شَجَرَةُ) الزَّقُّومِ إِنَّا جَعَلْنَاهَا فِتْنَةً لِلظَّالِمِينَ إِنَّهَا شَجَرَةٌ تَخْرُجُ
فِي أَصْلِ الْجَحِيمِ طَلْعُهَا كَأَنَّهُ رُءُوسُ الشَّيَاطِينِ فَإِنَّهُمْ لَآكِلُونَ مِنْهَا فَمَالِئُونَ مِنْهَا الْبُطُونَ
ثُمَّ إِنَّ لَهُمْ عَلَيْهَا لَشَوْبًا مِنْ حَمِيمٍ ثُمَّ إِنَّ مَرْجِعَهُمْ لَإِلَى الْجَحِيمِ إِنَّهُمْ أَلْفَوْا آبَاءَهُمْ ضَالِّينَ
فَهُمْ عَلَى آثَارِهِمْ يُهْرَعُونَ
(سورة الصافات 62 - 70)
وقد جاء تفسير ذلك الاختلاف ان كلمة شجرة كما في قوله تعالى في سورة الدخان
“إن شجرت الزقوم طعام الأثيم”، وهذا هو الموضع الوحيد الذي أبدلت فيه
تاء كلمة شجرة المربوطة بتاء مفتوحة على غير المعتاد
فقد وردت كلمة شجرة نكرة في عشرة مواضع أخرى جميعها بتاء مربوطة
وذكر بعض علماء رسم القرآن الكريم سببًا آخر يوضح لماذا كتبت شجرت
الزقوم بالتاء المفتوحة في سورة الدخان؟ وهو اختلاف القراءات
والبعض قال إذا كانت الكلمة التي تنتهي بحرف التاء مضافة إلى ما بعدها، يتم اعتبار المضاف
والمضاف إليه الذي دائما ما يكون معرفا بالألف واللام كالكلمة الواحدة
فلا يجوز الفصل بينهما في النطق فلا يجوز الوقف على المضاف.
ومما ذكر اعلاه الامور لا زالت غير مبسطه في فهمها وسوف ابينها لغويا من حيث المعنى
ليسهل عليكم فهم سبب الاختلاف بطريقه مبسطه لا تحتاج الى اعراب
ناتي اولا ونقيس اختلاف التاء المفتوحه والمربوطه مع بقية ايات القران الكريم
لتتوضح لكم حقيقة تفسيرها
نلاحظ ان الألفاظ المنتهية بتاء التأنيث في القران ، بعضها يكتب بتاء مفتوحة ،
وبعضها بتاء مربوطة ، وهذا وارد حتى بالنسبة للكلمة الواحدة ،
فالمرأة وردت تارة بهيئة (أمرأت) وتارة بهيئة (امرأة)) .
ولدى استقراء الآيات التي وردت فيها هذه اللفظة نلاحظ أن اللفظة (امرأة)
بالتاء المربوطة جاءت في التعبير عن المرأة بشكل عام أو المرأة غير المتزوجة ، مثل قوله تعالى :
{كَانَ رَجُلٌ يُورَثُ كَلَالَةً أَوِ امْرَأَةٌ } [النساء : 12].
{وَإِنِ امْرَأَةٌ خَافَتْ مِنْ بَعْلِهَا نُشُوزًا أَوْ إِعْرَاضًا} [النساء : 128].
{إِنِّي وَجَدْتُ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ وَأُوتِيَتْ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ} [النمل : 23].
{وَامْرَأَةً مُؤْمِنَةً إِنْ وَهَبَتْ نَفْسَهَا لِلنَّبِيِّ} [الأحزاب : 50].
بينما إذا استخدمت اللفظة للتعبير عن امرأة متزوجة فتأتي بالتاء المفتوحة (امرأت) كما في الآيات التالية :
{إِذْ قَالَتِ امْرَأَتُ عِمْرَانَ} [آل عمران : 35]
{وَقَالَ نِسْوَةٌ فِي الْمَدِينَةِ امْرَأَتُ الْعَزِيزِ تُرَاوِدُ فَتَاهَا عَنْ نَفْسِهِ} [يوسف : 30].
{قَالَتِ امْرَأَتُ الْعَزِيزِ الْآنَ حَصْحَصَ الْحَقُّ} [يوسف : 51].
{ وَقَالَتِ امْرَأَت فِرْعَوْنَ قُرَّةُ عَيْنٍ لِي وَلَكَ لَا تَقْتُلُوهُ } (2) .
{ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ كَفَرُوا امْرَأَتَ نُوحٍ وَامْرَأَتَ لُوطٍ} [التحريم : 10].
{وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ آمَنُوا امْرَأَتَ فِرْعَوْنَ } [التحريم : 11
الصورة اصبحت واضحة لكم بين التاء المربوطه والتاء المفتوحه هو لتبيان اختلاف الحال هذا
هو المعنى والسبب في اختلافهما والان ناتي الى سبب الاختلاف
ما بين شجرت وشجرة الزقوم في ايات سورتي الدخان والصافات
حيث يتبين لكم من المعنى في كتابتها بهذه الصورة هو اختلاف حال الايتين
ويجب التفريق عن كل حال
ففي سورة الدخان شجرت الزقوم بالتاء المفتوحة تحدث سبحانه عن اصل هذه الشجرة التي هي
في نار جهنم اما في سورة الصافات شجرة الزقوم بالتاء المربوطه فقد تحدث سبحانه
عن تشبيه هذه الشجرة بحال ما خلق على الارض وبقوله تعالى
( طَلْعُهَا كَأَنَّهُ رُءُوسُ الشَّيَاطِينِ )
يعني شجرة الزقوم للتشبيه في قُبحها كانها رءوس الشياطين
و لكن ما وجه تشبيه طلع هذه الشجرة برءوس الشياطين في القبح، ولا علم عندنا بمبلغ قبح رءوس الشياطين،
وإنما يمثَّل الشيء بالشيء تعريفا من المُمَثِّل له قُرب اشتباه الممثَّل أحدهما بصاحبه مع معرفة المُمَثَّل له الشيئين كليهما،
أو أحدهما، ومعلوم أن الذين خوطبوا بهذه الآية من المشركين،
لم يكونوا عارفين شَجَرة الزقوم، ولا برءوس الشياطين، ولا كانوا رأوهما، ولا واحدا منهما؟
نقول ان تشبه طلعها في قبحه برءوس الشياطين، لأنها موصوفة بالقبح، كانت لا ترى، وأنت قائل
للرجل كأنه شيطان: إذا استقبحته. والآخر أن: العرب تسمي بعض الحيات شيطانا، وهو حية ذو عرف،
قال الشاعر وهو يذم امرأة له:" عنجرد تحلف ... البيت".
ويقال: إنه بيت قبيح يسمى برءوس الشياطين. والأوجه الثلاثة إلى معنى واحد في القبح
والعرب تقول لجنس من الحيات: شيطان الحماط. وقيل الحماط بلغة هذيل: شجرة عظام تنبت في بلادهم، تألفها الحيات
الصورة اصبحت الان واضحه امامكم لماذا جاءت كلمة شجرت \ شجرة بالتاء المفتوحه والمربوطه لاختلاف حال
الايتين من سورة الدخان من حيث اصل تلك الشجرة وسورة الصافات من حيث التشبيه بما خلق على الارض
اي اختلاف الحالين هذه هو المعنى وهذا يجرنا الى تفاسير مغلوطه حيث لم تفسير لغويا
بقوله تعالى
وَإِذْ قُلْنَا لَكَ إِنَّ رَبَّكَ أَحَاطَ بِالنَّاسِ وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلَّا فِتْنَةً لِلنَّاسِ (وَالشَّجَرَةَ )الْمَلْعُونَةَ
فِي الْقُرْآنِ وَنُخَوِّفُهُمْ فَمَا يَزِيدُهُمْ إِلَّا طُغْيَانًا كَبِيرًا
(سورة الإسراء 60)
حيث فسرت بالخطا على انها الشجرة في نار جهنم الزقوم ولكن لوتتبعنا حال التاء المربوطه في سورة الاسراء
والشجرة الملعونه نلاحظ ان لا تتوافق مع حال شجرت الزقوم (بالتاء المفتوحه)
وقد بيتها سابقا بموضوع لو اننا اكملنا
الايه لتبين لكم ان سياق ومدلول الايه تتحدث فترة حياة ادم عند السماء السابعه جنة الماوى ومكان عبادة الملائكه
وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ قَالَ أَأَسْجُدُ لِمَنْ خَلَقْتَ طِينًا
قَالَ أَرَأَيْتَكَ هَذَا الَّذِي كَرَّمْتَ عَلَيَّ لَئِنْ أَخَّرْتَنِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لَأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ
إِلَّا قَلِيلًا قَالَ اذْهَبْ فَمَنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ فَإِنَّ جَهَنَّمَ جَزَاؤُكُمْ جَزَاءً مَوْفُورًا
(سورة الإسراء 61 - 63)
ومن هذا الاختلاف في الحالين يتبين لكم سبب مجىء كلمة شجرت بالتاء المفتوحه بقوله
(ان شجرت الزقوم طعام الاثيم )
حتى تميزوا فيها الفرق والاختلاف ايضا لغويا ما بين شجرت الزقوم التي في نار جهنم والشجرة الملعونة
بالتاء المربوطه والمقصود بها شجرة ادم وحواء في السماء السابعه عند جنة الماوى والتي غيرت طور
ادم وحواء من بعد الاكل منها من الاحسن تقويم الى طور النشاة الاولى الطور المؤقت المرتبط بالموت والتي جاءت منه البشريه
واصيبوا بلعنتها ليكون حالهم كحال ادم وحواء بعد اكلهم من الشجرة
والحمد لله رب العالمين
التفسير لغويا سنة رسولنا الخاتم اللسان العربي المبين