2riadh
Excellent
لماذا خصت فئة من اصحاب اليمين السلام لرسولنا الخاتم
جاء في قوله تعالى
فَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ وَجَنَّةُ نَعِيمٍ
وَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ فَسَلَامٌ لَكَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ
(سورة الواقعة)
حيث فسرت الاية عن طريق الرواة (قول البشر ) واختلفوا فيها كالعادة
حيث قالوا سلام من عند الله، وسلمت عليه ملائكة الله.
والبعض قال سلم مما يكره والاخر قال أي كما تقول: فسلام لك من القوم.
وأولى الأقوال في ذلك بالصواب أن يقال: معناه: فسلام لك إنك من أصحاب اليمين، ثم حُذفت
واجتزئ بدلالة مِنْ عليها منها، فسلمت من عذاب الله، ومما تكره، لأنك من أصحاب اليمين
مما تبين اعلاه اننا قد دخلنا في متاهات وحقيقة الحال ان السلام لرسولنا الخاتم من اصحاب اليمين الكلام واضح
ولا علاقة الملائكه او السلم مما يكره يعني لا تقدر تعمل منهم جمله لتفسير الايه ما بين القال وقيل
ناتي لتدبر الاية لغويا لفهم معناها
حيث ان الامر متعلق بشفاعة رسولنا الخاتم(الشفاعه العظمى ) (اي الفضيلة )
الى من تقاربت حسناتهم مع سيئاتهم من اصحاب النار
عند منطقة الاعراف بعد تسوية الحقوق عند الحساب
ففي الاخرة تتشكل افواج ثلاثة من المؤمنين بقوله تعالى
ويَوْمَ يُنفَخُ فِي الصُّورِ فَتَأْتُونَ أَفْوَاجًا
والافواج فمنكم مؤمن ومنكم كافر اي المؤمنين والكافرون ولكل درجات تبدا تشكيل تلك الافواج
بقوله تعالى اذا النفوس زوجت= ( وكنتم أزواجا ثلاثة )
اي ذكورواناث لكل فوج( مثلما نقول دائرة النفوس العامه فيها سجلات الذكور والاناث
فافواج المؤمنين هم 1- السابقون السابقون2- وأصحاب الميمنة 3- اصحاب اليمين
اما افواج الكافرون هم اصحاب الشمال اي المجرمين والمشركين الكفار فما دون ذلك من العامه
باختصار الأزواج الثلاثه كالتالي
اصحاب الميمنه والسابقون السابقون ومن ضمنهم من يدخل الجنة بغير حساب =
فَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ وَجَنَّةُ نَعِيمٍ= وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ
أصحاب اليمين = وَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ فَسَلَامٌ لَكَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ= وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ
أصحاب الشمال = وَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنَ الْمُكَذِّبِينَ الضَّالِّينَ فَنُزُلٌ مِنْ حَمِيمٍ وَتَصْلِيَةُ جَحِيمٍ= فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ
وليكون في معلومكم في بداية الحساب لا توجد شفاعه وكما جاء في
قوله تعالى
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنْفِقُوا مِمَّا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لَا بَيْعٌ فِيهِ وَلَا خُلَّةٌ
وَلَا شَفَاعَةٌ وَالْكَافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُونَ
(سورة البقرة )
والحال حين توزيع الكتب وبقوله تعالى
فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيرًا وَيَنْقَلِبُ إِلَى أَهْلِهِ مَسْرُورًا
وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ وَرَاءَ ظَهْرِهِ فَسَوْفَ يَدْعُو ثُبُورًا وَيَصْلَى سَعِيرًا إِنَّهُ كَانَ فِي
أَهْلِهِ مَسْرُورًا إِنَّهُ ظَنَّ أَنْ لَنْ يَحُورَ بَلَى إِنَّ رَبَّهُ كَانَ بِهِ بَصِيرًا
(سورة الِانْشقاق)
وعند منطقة الاعراف اي بعد الحساب
ياذن الله سبحانه بالشفاعه
بقوله تعالى
{ يَوْمَئِذٍ لَا تَنْفَعُ الشَّفَاعَةُ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَرَضِيَ لَهُ قَوْلًا }
(سورة طه 109)
اي الشفاعه بحالين
إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ= الشافع (من الرسل الذين يؤذن لهم بالشفاعه
ورسولنا الخاتم له تلك المنزلة بالشفاعه العظمى)
والمشفوع لهم (من اصحاب النار الذي تقاربت حسناتهم مع سيئاتهم)
وَرَضِيَ لَهُ قَوْلًا= اي ان يكون المشفوع لهم ممن نطقوا بتوحيد الله(لا اله الا الله )
في حياتهم الدنيا
فالشفاعه عن الذنوب في اللغة نقول
شفَع لفلان: سأل له العفو والتجاوزَ عن ذنبه،وبحال قارب حسناته مع سيئاته
ونقول تَشَفَّعَ لَهُ عِنْدَ رَئِيسِهِ : طَلَبَ لَهُ الشَّفَاعَةَ، الرَّحْمَةَ، الرَّأْفَةَ
وهذا الحال يحصل لبعض اهل النار
يتم فصل اصحاب الجنة عن اصحاب النار بسور له باب
يدخل من خلالها المشفع لهم تلقاء اهل الجنة
وبقوله تعالى في الايات
{ يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ يَسْعَى نُورُهُمْ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ بُشْرَاكُمُ الْيَوْمَ جَنَّاتٌ تَجْرِي
مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ يَوْمَ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ لِلَّذِينَ آمَنُوا انْظُرُونَا نَقْتَبِسْ
مِنْ نُورِكُمْ قِيلَ ارْجِعُوا وَرَاءَكُمْ فَالْتَمِسُوا نُورًا فَضُرِبَ بَيْنَهُمْ بِسُورٍ لَهُ بَابٌ بَاطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ وَظَاهِرُهُ مِنْ قِبَلِهِ
الْعَذَابُ يُنَادُونَهُمْ أَلَمْ نَكُنْ مَعَكُمْ قَالُوا بَلَى وَلَكِنَّكُمْ فَتَنْتُمْ أَنْفُسَكُمْ وَتَرَبَّصْتُمْ وَارْتَبْتُمْ وَغَرَّتْكُمُ الْأَمَانِيُّ حَتَّى جَاءَ
أَمْرُ اللهِ وَغَرَّكُمْ بِاللهِ الْغَرُورُ فَالْيَوْمَ لَا يُؤْخَذُ مِنْكُمْ فِدْيَةٌ وَلَا مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مَأْوَاكُمُ النَّارُ هِيَ مَوْلَاكُمْ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ
(سورة الحديد)
وَبَيْنَهُمَا حِجَابٌ وَعَلَى الْأَعْرَافِ رِجَالٌ يَعْرِفُونَ كُلًّا بِسِيمَاهُمْ وَنَادَوْا أَصْحَابَ الْجَنَّةِ أَنْ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ لَمْ يَدْخُلُوهَا
وَهُمْ يَطْمَعُونَ وَإِذَا صُرِفَتْ أَبْصَارُهُمْ تِلْقَاءَ أَصْحَابِ النَّارِ قَالُوا رَبَّنَا لَا تَجْعَلْنَا مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ وَنَادَى
أَصْحَابُ الْأَعْرَافِ رِجَالًا يَعْرِفُونَهُمْ بِسِيمَاهُمْ قَالُوا مَا أَغْنَى عَنْكُمْ جَمْعُكُمْ وَمَا كُنْتُمْ تَسْتَكْبِرُونَ أَهَؤُلَاءِ الَّذِينَ
أَقْسَمْتُمْ لَا يَنَالُهُمُ اللهُ بِرَحْمَةٍ ادْخُلُوا الْجَنَّةَ لَا خَوْفٌ عَلَيْكُمْ وَلَا أَنْتُمْ تَحْزَنُونَ
(سورة الأَعراف)
وصف للحال عند منطقة الاعراف
وَبَيْنَهُمَا حِجَابٌ وَعَلَى الْأَعْرَافِ رِجَالٌ يَعْرِفُونَ كُلًّا بِسِيمَاهُمْ = المرتفع الذي يتوسط اصحاب الجنة
واصحاب النار وعليه الرسل بنور مميز
عن البشريه اعلاهم نور الرسول الخاتم فيعرفون بسيماههم على شدة نورهم المميز عن بقية البشر
وبينهما سور له باب
ومدلول كلمة رجال مع اصحاب الجنة
اي على الملل كل حسب ديانته ورسولهم
وَنَادَوْا أَصْحَابَ الْجَنَّةِ= هؤلاء الرسل ينادون اصحاب الجنةأَنْ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ
أَصْحَابَ الْجَنَّةِ= الفائزون
لَمْ يَدْخُلُوهَا وَهُمْ يَطْمَعُونَ وَإِذَا صُرِفَتْ أَبْصَارُهُمْ تِلْقَاءَ
أَصْحَابِ النَّارِ قَالُوا رَبَّنَا لَا تَجْعَلْنَا مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ
اصحاب النار = الخاسرون
وَنَادَى أَصْحَابُ الْأَعْرَافِ= هؤلاء الرسل وجاء بحال اصحاب لشفاعتهم
أَهَؤُلَاءِ الَّذِينَ أَقْسَمْتُمْ لَا يَنَالُهُمُ اللهُ بِرَحْمَةٍ ادْخُلُوا
الْجَنَّةَ لَا خَوْفٌ عَلَيْكُمْ وَلَا أَنْتُمْ تَحْزَنُونَ
هنا حصلت شفاعة رسولنا الخاتم
لمن تقاربت حسناتهم مع سيئاتهم
ودخول الذين حصلت لهم الشفاعه من رسولنا الخاتم عبر سور الذي له باب
تلقاء اهل الجنة
وعند تكريم اصحاب الجنة بالشرب من حوض الكوثر
وتكون درجة المشفع لهم مع فئة اصحاب اليمين اي بنفس درجتهم وليس ضمن فئة السابقون السابقون
او اصحاب الميمنة فيخصوا هؤلاء الذين نالتهم الشفاعه من تكريم وخلاص من عقوبة عذاب النار
السلام لرسولنا الخاتم من بعد اذن الله ورحمته
وَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ فَسَلَامٌ لَكَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ
فاعلم الله سبحانه امة الرسالة بهذا الحال ليعتبروا لتلك الوقفه المصيريه في الاخرة
والسؤال الأهم لماذا لم يخص المشفع لهم السلام لرسول لله وهم في مكانهم عند اصحاب اهل النار من بعد
ما نالتهم شفاعة رسولنا الخاتم اقول ان حالهم الذي كانوا عليه في خوف شديد
وصور مروعه لحال اهل النار وهم يساقون الى الجحيم فلحظة ما ان قيل لهم ادخلوا الجنة
كانت وقعة الصدمه كبيره بحيث جعلتهم يسرعوا تلقاء الباب وحين اصبحوا مع اهل الجنة اطمأنت قلوبهم
واستردوا انفاسهم فكان من بعدها السلام لرسولنا الخاتم من قبلهم وهم مع اصحاب اليمين
فاقول لكم اخوتي في الايمان كما قال رب العزة في كتابه
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللهَ
مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ كَفَرُوا لَا تَعْتَذِرُوا الْيَوْمَ إِنَّمَا تُجْزَوْنَ مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ
آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللهِ تَوْبَةً نَصُوحًا عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُكَفِّرَ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ يَوْمَ لَا يُخْزِي اللهُ النَّبِيَّ
وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ نُورُهُمْ يَسْعَى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا
وَاغْفِرْ لَنَا إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ
واصلي واسلم على النور المبعوث رحمة للعالمين خاتم النبيين
والمرسلين محمد رسول الله
والحمد لله رب العالمين
التفسير لغويا سنة رسولنا الخاتم اللسان العربي المبين
جاء في قوله تعالى
فَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ وَجَنَّةُ نَعِيمٍ
وَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ فَسَلَامٌ لَكَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ
(سورة الواقعة)
حيث فسرت الاية عن طريق الرواة (قول البشر ) واختلفوا فيها كالعادة
حيث قالوا سلام من عند الله، وسلمت عليه ملائكة الله.
والبعض قال سلم مما يكره والاخر قال أي كما تقول: فسلام لك من القوم.
وأولى الأقوال في ذلك بالصواب أن يقال: معناه: فسلام لك إنك من أصحاب اليمين، ثم حُذفت
واجتزئ بدلالة مِنْ عليها منها، فسلمت من عذاب الله، ومما تكره، لأنك من أصحاب اليمين
مما تبين اعلاه اننا قد دخلنا في متاهات وحقيقة الحال ان السلام لرسولنا الخاتم من اصحاب اليمين الكلام واضح
ولا علاقة الملائكه او السلم مما يكره يعني لا تقدر تعمل منهم جمله لتفسير الايه ما بين القال وقيل
ناتي لتدبر الاية لغويا لفهم معناها
حيث ان الامر متعلق بشفاعة رسولنا الخاتم(الشفاعه العظمى ) (اي الفضيلة )
الى من تقاربت حسناتهم مع سيئاتهم من اصحاب النار
عند منطقة الاعراف بعد تسوية الحقوق عند الحساب
ففي الاخرة تتشكل افواج ثلاثة من المؤمنين بقوله تعالى
ويَوْمَ يُنفَخُ فِي الصُّورِ فَتَأْتُونَ أَفْوَاجًا
والافواج فمنكم مؤمن ومنكم كافر اي المؤمنين والكافرون ولكل درجات تبدا تشكيل تلك الافواج
بقوله تعالى اذا النفوس زوجت= ( وكنتم أزواجا ثلاثة )
اي ذكورواناث لكل فوج( مثلما نقول دائرة النفوس العامه فيها سجلات الذكور والاناث
فافواج المؤمنين هم 1- السابقون السابقون2- وأصحاب الميمنة 3- اصحاب اليمين
اما افواج الكافرون هم اصحاب الشمال اي المجرمين والمشركين الكفار فما دون ذلك من العامه
باختصار الأزواج الثلاثه كالتالي
اصحاب الميمنه والسابقون السابقون ومن ضمنهم من يدخل الجنة بغير حساب =
فَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ وَجَنَّةُ نَعِيمٍ= وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ
أصحاب اليمين = وَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ فَسَلَامٌ لَكَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ= وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ
أصحاب الشمال = وَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنَ الْمُكَذِّبِينَ الضَّالِّينَ فَنُزُلٌ مِنْ حَمِيمٍ وَتَصْلِيَةُ جَحِيمٍ= فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ
وليكون في معلومكم في بداية الحساب لا توجد شفاعه وكما جاء في
قوله تعالى
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنْفِقُوا مِمَّا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لَا بَيْعٌ فِيهِ وَلَا خُلَّةٌ
وَلَا شَفَاعَةٌ وَالْكَافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُونَ
(سورة البقرة )
والحال حين توزيع الكتب وبقوله تعالى
فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيرًا وَيَنْقَلِبُ إِلَى أَهْلِهِ مَسْرُورًا
وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ وَرَاءَ ظَهْرِهِ فَسَوْفَ يَدْعُو ثُبُورًا وَيَصْلَى سَعِيرًا إِنَّهُ كَانَ فِي
أَهْلِهِ مَسْرُورًا إِنَّهُ ظَنَّ أَنْ لَنْ يَحُورَ بَلَى إِنَّ رَبَّهُ كَانَ بِهِ بَصِيرًا
(سورة الِانْشقاق)
وعند منطقة الاعراف اي بعد الحساب
ياذن الله سبحانه بالشفاعه
بقوله تعالى
{ يَوْمَئِذٍ لَا تَنْفَعُ الشَّفَاعَةُ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَرَضِيَ لَهُ قَوْلًا }
(سورة طه 109)
اي الشفاعه بحالين
إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ= الشافع (من الرسل الذين يؤذن لهم بالشفاعه
ورسولنا الخاتم له تلك المنزلة بالشفاعه العظمى)
والمشفوع لهم (من اصحاب النار الذي تقاربت حسناتهم مع سيئاتهم)
وَرَضِيَ لَهُ قَوْلًا= اي ان يكون المشفوع لهم ممن نطقوا بتوحيد الله(لا اله الا الله )
في حياتهم الدنيا
فالشفاعه عن الذنوب في اللغة نقول
شفَع لفلان: سأل له العفو والتجاوزَ عن ذنبه،وبحال قارب حسناته مع سيئاته
ونقول تَشَفَّعَ لَهُ عِنْدَ رَئِيسِهِ : طَلَبَ لَهُ الشَّفَاعَةَ، الرَّحْمَةَ، الرَّأْفَةَ
وهذا الحال يحصل لبعض اهل النار
يتم فصل اصحاب الجنة عن اصحاب النار بسور له باب
يدخل من خلالها المشفع لهم تلقاء اهل الجنة
وبقوله تعالى في الايات
{ يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ يَسْعَى نُورُهُمْ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ بُشْرَاكُمُ الْيَوْمَ جَنَّاتٌ تَجْرِي
مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ يَوْمَ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ لِلَّذِينَ آمَنُوا انْظُرُونَا نَقْتَبِسْ
مِنْ نُورِكُمْ قِيلَ ارْجِعُوا وَرَاءَكُمْ فَالْتَمِسُوا نُورًا فَضُرِبَ بَيْنَهُمْ بِسُورٍ لَهُ بَابٌ بَاطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ وَظَاهِرُهُ مِنْ قِبَلِهِ
الْعَذَابُ يُنَادُونَهُمْ أَلَمْ نَكُنْ مَعَكُمْ قَالُوا بَلَى وَلَكِنَّكُمْ فَتَنْتُمْ أَنْفُسَكُمْ وَتَرَبَّصْتُمْ وَارْتَبْتُمْ وَغَرَّتْكُمُ الْأَمَانِيُّ حَتَّى جَاءَ
أَمْرُ اللهِ وَغَرَّكُمْ بِاللهِ الْغَرُورُ فَالْيَوْمَ لَا يُؤْخَذُ مِنْكُمْ فِدْيَةٌ وَلَا مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مَأْوَاكُمُ النَّارُ هِيَ مَوْلَاكُمْ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ
(سورة الحديد)
وَبَيْنَهُمَا حِجَابٌ وَعَلَى الْأَعْرَافِ رِجَالٌ يَعْرِفُونَ كُلًّا بِسِيمَاهُمْ وَنَادَوْا أَصْحَابَ الْجَنَّةِ أَنْ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ لَمْ يَدْخُلُوهَا
وَهُمْ يَطْمَعُونَ وَإِذَا صُرِفَتْ أَبْصَارُهُمْ تِلْقَاءَ أَصْحَابِ النَّارِ قَالُوا رَبَّنَا لَا تَجْعَلْنَا مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ وَنَادَى
أَصْحَابُ الْأَعْرَافِ رِجَالًا يَعْرِفُونَهُمْ بِسِيمَاهُمْ قَالُوا مَا أَغْنَى عَنْكُمْ جَمْعُكُمْ وَمَا كُنْتُمْ تَسْتَكْبِرُونَ أَهَؤُلَاءِ الَّذِينَ
أَقْسَمْتُمْ لَا يَنَالُهُمُ اللهُ بِرَحْمَةٍ ادْخُلُوا الْجَنَّةَ لَا خَوْفٌ عَلَيْكُمْ وَلَا أَنْتُمْ تَحْزَنُونَ
(سورة الأَعراف)
وصف للحال عند منطقة الاعراف
وَبَيْنَهُمَا حِجَابٌ وَعَلَى الْأَعْرَافِ رِجَالٌ يَعْرِفُونَ كُلًّا بِسِيمَاهُمْ = المرتفع الذي يتوسط اصحاب الجنة
واصحاب النار وعليه الرسل بنور مميز
عن البشريه اعلاهم نور الرسول الخاتم فيعرفون بسيماههم على شدة نورهم المميز عن بقية البشر
وبينهما سور له باب
ومدلول كلمة رجال مع اصحاب الجنة
اي على الملل كل حسب ديانته ورسولهم
وَنَادَوْا أَصْحَابَ الْجَنَّةِ= هؤلاء الرسل ينادون اصحاب الجنةأَنْ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ
أَصْحَابَ الْجَنَّةِ= الفائزون
لَمْ يَدْخُلُوهَا وَهُمْ يَطْمَعُونَ وَإِذَا صُرِفَتْ أَبْصَارُهُمْ تِلْقَاءَ
أَصْحَابِ النَّارِ قَالُوا رَبَّنَا لَا تَجْعَلْنَا مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ
اصحاب النار = الخاسرون
وَنَادَى أَصْحَابُ الْأَعْرَافِ= هؤلاء الرسل وجاء بحال اصحاب لشفاعتهم
أَهَؤُلَاءِ الَّذِينَ أَقْسَمْتُمْ لَا يَنَالُهُمُ اللهُ بِرَحْمَةٍ ادْخُلُوا
الْجَنَّةَ لَا خَوْفٌ عَلَيْكُمْ وَلَا أَنْتُمْ تَحْزَنُونَ
هنا حصلت شفاعة رسولنا الخاتم
لمن تقاربت حسناتهم مع سيئاتهم
ودخول الذين حصلت لهم الشفاعه من رسولنا الخاتم عبر سور الذي له باب
تلقاء اهل الجنة
وعند تكريم اصحاب الجنة بالشرب من حوض الكوثر
وتكون درجة المشفع لهم مع فئة اصحاب اليمين اي بنفس درجتهم وليس ضمن فئة السابقون السابقون
او اصحاب الميمنة فيخصوا هؤلاء الذين نالتهم الشفاعه من تكريم وخلاص من عقوبة عذاب النار
السلام لرسولنا الخاتم من بعد اذن الله ورحمته
وَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ فَسَلَامٌ لَكَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ
فاعلم الله سبحانه امة الرسالة بهذا الحال ليعتبروا لتلك الوقفه المصيريه في الاخرة
والسؤال الأهم لماذا لم يخص المشفع لهم السلام لرسول لله وهم في مكانهم عند اصحاب اهل النار من بعد
ما نالتهم شفاعة رسولنا الخاتم اقول ان حالهم الذي كانوا عليه في خوف شديد
وصور مروعه لحال اهل النار وهم يساقون الى الجحيم فلحظة ما ان قيل لهم ادخلوا الجنة
كانت وقعة الصدمه كبيره بحيث جعلتهم يسرعوا تلقاء الباب وحين اصبحوا مع اهل الجنة اطمأنت قلوبهم
واستردوا انفاسهم فكان من بعدها السلام لرسولنا الخاتم من قبلهم وهم مع اصحاب اليمين
فاقول لكم اخوتي في الايمان كما قال رب العزة في كتابه
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللهَ
مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ كَفَرُوا لَا تَعْتَذِرُوا الْيَوْمَ إِنَّمَا تُجْزَوْنَ مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ
آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللهِ تَوْبَةً نَصُوحًا عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُكَفِّرَ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ يَوْمَ لَا يُخْزِي اللهُ النَّبِيَّ
وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ نُورُهُمْ يَسْعَى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا
وَاغْفِرْ لَنَا إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ
واصلي واسلم على النور المبعوث رحمة للعالمين خاتم النبيين
والمرسلين محمد رسول الله
والحمد لله رب العالمين
التفسير لغويا سنة رسولنا الخاتم اللسان العربي المبين