2riadh
Excellent
كيفية بقاء النفس في جسم الانسان بحال المنام
الكثير منا تحدث عن احوال النوم ولكن لم يتم ربط هذا الامر بآيات الكتاب المبين كنفس وجسد لذا جاءت اقوال من يدعي
ذهاب النفس الى الله سبحانه بدون سند لغوي اوعلمي وسوف ابين بمنهج واضح العكس من ذلك حتى تكتمل الصورة و بقاء
النفس داخل جسم الانسان لحظة نومه ففي
قوله تعالى
اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا ۖ فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَىٰ عَلَيْهَا الْمَوْتَ
وَيُرْسِلُ الْأُخْرَىٰ إِلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّى ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ
سورة الزمر
يبين الله سبحانه في تلك الاية حالين في التوفيه بذهاب النفس والروح من الجسد
الاول بحال اليقظه والثاني بحال النوم وكما ياتي :-
اولا حال اليقظه
بلوغ اي واحد منا اجله المسمى تحدث التوفيه بمرض او حادث او بدونهما جالسا
واقفا على اي صورة ياتيكم الموت ولو كنتم في بروج مشيدة ولا يوجد حال اسمه موت الفجئة كل باجله المسمى
ياتي الموت للجميع فجئة وحاله هو التفاف النفس مع الروح
ومغادرة الجسد ليصبح تراب بعدها
بقوله تعالى
وَالْتَفَّتِ السَّاقُ (الروح ) بِالسَّاقِ(بالنفس) إِلَى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمَسَاقُ(لبلوغ اجله المسمى)
سورة القيامة
فَلَوْلَا إِذَا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ وَأَنْتُمْ حِينَئِذٍ تَنْظُرُونَ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْكُمْ وَلَكِنْ لَا تُبْصِرُونَ } (سورة الواقعة )
تعيش النفس بحال النظام المغلق بعد الموت (اي تنظرون كنفس كحال الحلم في المنام) لفقدان اتصالها بالجسد (لا تبصرون)
فيتوفى الله النفس وتذهب الى عالم البرزخ(عالم حياة الانفس فقط)
الذي لا عودة منه والروح تذهب لملك الموت وقوله تعالى عن البرزخ
{ وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ } (سورة المؤمنون )
اي ما في رجعه للدنيا انتهى
هذه الاحوال اعلاه التي نمر بها حين الموت تسمى حال الامسك
وبقوله تعالى
( فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَىٰ عَلَيْهَا الْمَوْتَ)
ثانيا حال المنام
اي (وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا) «وَالَّتِي» الواو حرف عطف والتي معطوف على الأنفس «لَمْ تَمُتْ» مضارع
مجزوم بلم فاعله مستتر «فِي مَنامِها» متعلقان بتمت والجملة صلة «فَيُمْسِكُ» الفاء حرف استئناف ومضارع
فاعله مستتر الَّتِي= اي ان الواو في كلمة (والتي) لا تعود على جملة الله يتوفى الانفس
فلكل واحده حال هذا البيان لغويا اي معناه بقاء النفس مع الجسد
ومن قال ان النفس تغادر كحال توفيه فهو واهم لان في الموت تذهب النفس للبرزخ ولا تعود كما بينا اعلاه حال البرزخ
اما من اطلق بان النفس تذهب عند الله فهذا ايضا من الجهل لان الله وضع الحجاب للحفاظ على عالم الامر وعالم الخلق من ضياءه
فكيف يعقل بعدها ان الانفس تذهب عند الله فقد حدد الله حياتنا ومماتنا وبعثنا في الارض
بقوله تعالى
{ قَالَ فِيهَا تَحْيَوْنَ وَفِيهَا تَمُوتُونَ وَمِنْهَا تُخْرَجُونَ } (سورة الأَعراف 25)
{ مِنْهَا خَلَقْنَاكُمْ وَفِيهَا نُعِيدُكُمْ وَمِنْهَا نُخْرِجُكُمْ تَارَةً أُخْرَى } (سورة طه 55)
ولكن حقيقة الحال في المنام فقدان اتصال النفس بالجسد وبقائهما معا حيث يبين كتاب الله
حال النوم في قصة اصحاب الكهف
ببقاء النفس مع الجسد بقوله تعالى
{ فَضَرَبْنَا عَلَى آذَانِهِمْ فِي الْكَهْفِ سِنِينَ عَدَدًا } (سورة الكهف 11)
فضربنا اي منع وصول الصوت الى الاذن فكل الحواس تنام ماعدا الأذن فأنت
إذا قربت يدك من شخص نائم لا يستيقظ .. واذا ملأت الغرفة عطرا أو حتى غازا ساما .. فإنه يستنشقه
و يموت دون أن يستيقظ, ولكن اذا احدثت صوتا عاليا ، فانه يستيقظ من النوم لوصول اشارة الصوت من الجسد الى النفس
عبر الاذن وهذا دليل اخر على بقاء النفس في الجسد لحظة النوم
واية اخرى تبين ايضا بقاء النفس كمستقر مع الجسد قوله تعالى
{ وَهُوَ الَّذِي أَنْشَأَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ فَمُسْتَقَرٌّ وَمُسْتَوْدَعٌ } (سورة الأَنعام 98)
مستقر النفس مع الجسد فلو غادرت النفس لحظة النوم الجسد لخالفت سياق الاية اعلاه لان المستقر قد تغير
فالله بين بحال واحد تغير المستقر وهو حال الموت فقط حيث يتغير فيه مستقر النفس بتوفية الله لها و بذهابها الى عالم البرزخ
ومن ثم بعدها يكون البعث
{ كَلَّا لَا وَزَرَ إِلَى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ( الْمُسْتَقَرُّ) يُنَبَّأُ الْإِنْسَانُ يَوْمَئِذٍ بِمَا قَدَّمَ وَأَخَّرَ } (سورة القيامة)
نكمل تفسير الاية
وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا ۖ فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَىٰ عَلَيْهَا الْمَوْتَ
الحال عند النوم ممن بلغ اجله المسمى اي الموت حين منامه فيمسك التي قضى عليها الموت
وبينت اعلاه حقيقة الامساك في اليقظه هي نفسها في المنام بالتفاف النفس والروح وخروجهما من الجسد
اما حال النهوض من النوم وعودة اتصال النفس بالجسد لعدم بلوغ حال الاجل المسمى
(وَيُرْسِلُ الْأُخْرَىٰ إِلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّى )ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ
لماذا قال سبحانه ويرسل ولم يقل يبعث وكيف يحدث النوم
ففي قوله تعالى
{ وَجَعَلْنَا نَوْمَكُمْ سُبَاتًا وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ لِبَاسًا وَجَعَلْنَا النَّهَارَ مَعَاشًا } (سورة النبأ 9 - 11)
المعنى لغويا
أَسْبَتَ: (فعل)
أسبتَ يُسبت ، إسباتًا ، فهو مُسْبِت
أَسْبَتَتِ الحيَّةُ: أَطرقَتْ لا تتحرَّكُ
أَسْبَتَ فلانٌ: دَخَلَ في يومٍ السَّبْت
أسبتَ اليهودُ: سَبتوا، انقطعوا عن المعيشة والاكتساب يومَ السَّبت
إِسبات: (اسم))
مصدر أسبتَ
(الأحياء) ظاهرة تحدث في فصل الشتاء لبعض النباتات والحيوانات، وتسمى أيضًا البيات الشتويّ؛ حيث
تفقد النباتات أوراقها وتتوقّف عن النموّ، أمّا الحيوانات فتخلد إلى النوم في انتظار عودة الربيع
السُّبَاتُ : الراحَةُ
(الأحياء) حالة يكون فيها الكائن الحيّ تحت ظروف غير ملائمة، تسكن فيها حركت اعضاء جسده
مُسبِت: (اسم فاعل مِنْ أَسْبَتَ)
وَجَدَهُ مُسْبِتاً : لَمْ يَعُدْ يَتَحَرَّكُ لِمَرَضٍ أَوْ عِلَّةٍ
حَيَوَانٌ مُسْبِتٌ : رَابِضٌ فِي مَكَانِهِ لاَ يَتَحَرَّكُ
وهذا ما يحدث للجسد حينما يفقد اتصاله بالنفس لحظة النوم مع بقائهما معا بدون اتصال كحال محطتين واحده للارسال واخرى لاستلام
في حال الانقطاع وعودة البث بينهما بالارسال وهذه هي علاقة النفس والجسد كعمل بحال الاتصال فيما بينهما على نفس الشاكله
والنوم بحالين التلقائي والغير تلقائي اي بفعل مؤثر خارجي
وكما يلي حال التلقائي
الميلاتونين هرمون تفرزه الغدة الصنوبرية وهي غدة صغيرة قطرها 7.2 ملم في الإنسان توجد في
المخ. والميلاتونين يوجد في جميع خلايا كل كائن حي. هرمون الميلاتونين مسؤول عن تنظيم الإيقاع الحيوي
في كل من الإنسان و الحيوان. عند الإنسان، عملية إفراز الميلاتونين تحدث حيث تواجه عيناه الظلام ومما يسبب
الإحساس بالنعاس أثناء الليل ويساعده على النوم. يضيع تأثيره عند رؤية النور فيصحو الإنسان من النوم، عند طلوع الشمس كل يوم
وتقوم الساعة البيولوجية بتنظيم الساعة الداخلية للإنسان على مدار أربعة وعشرين ساعة؛ وهى
التي تجعل الانسان يستيقظ صباحا وينام ليلا ؛ وترتفع مستويات الميلاتونين عندما تقل
درجة حرارة الجسم فتحفز الشعور بالنوم؛ ويحدث العكس عند الاستيقاظ
لكن كيف يبدأ النوم اقو لان النفس كفؤاد تستمد قوتها كطاقه من الجسد فحينما يصيب الانسان التعب والاعياء
في جسده تكون طاقة النفس فيه قريبه من الصفر
لان النفس تستمد القوة من الجسد بتواصل القلب والعقل والاحاسيس معها فتكون الحاجة الى النوم ضروريه لاعادة نشاطهما
فيحدث نشاط مخي صغير يجعل الجسم في حالة سكون بعدها تتعمق هذه الموجات لتصبح بطيئة وكبيرة وفيها
ما يعرف بالسكون التام والنوم العميق اي ينعدم اتصال النفس بالجسد مع بقائهما معا
ويتحول نسبة كبيرة من الدم الواصل إلى المخ إلى العضلات لتستعيد نشاطها وتجدد حيويتها
ويختفي منها أثار التعب والإرهاق؛ ثم يحدث شئ أخر لعدم إرهاق المخ؛ وينقل جزء صغير
منه النبضات العصبية بين الحبل الشوكي والمخ والمناطق المجاورة؛ كما يبعث بإشارات إلى
القشرة الدماغية المسؤولة عن معظم عمليات التفكير كي تسترخي و اشارات أخرى لغلق
الخلايا العصبية التي تعمل في الحبل الشوكي مسبباً نوعاً من الشلل المؤقت(السبات).
إن الدم يتدفق بحدة في مناطق عديدة من المخ ترتبط بالذاكرة والعاطفة، أما المناطق التي
تشمل اللغة والعقل فيقل تدفق الدم فيه وبالتالي نضمن خلال تلك الفترة من
النوم تقوية الذاكرة وتجديد العاطفة وزيادة التخزين في المخ
وأثناء النوم ينشط الجهاز المناعي وينتج الجسم مضادات الأكسدة ويقل الصداع الشقيقي
ويعاد تكوين الموصلات العصبية التي تنقل الإشارات والتعليمات بين الخلايا العصبية؛ وهي خلايا تؤثر في الذكاء والتفكير
والإبداع والمزاج والقدرة على الاستيعاب والاحتفاظ بالمعلومات
كما تسترخى عضلات الحنجرة؛ وينخفض تدفق اللعاب أثناء النوم، وبالتالي يسبب جفاف
الفم في الصباح؛ وتنخفض ضربات القلب بنسبة تتراوح بين 10 إلى 30 نبضة في الدقيقة خلال النوم
وخلال النوم أيضا يحرق الجسم كمية من الأكسجين والغذاء لتزويده بالطاقة وتحدث عمليات
الإصلاح ويبدأ الجسم في إنتاج هرمون النمو
وبعد اخذ الجسد راحته يعاد اتصاله ( الارسال) حسب الساعه البيلوجيه الداخليه في جسم
الانسان ويقل هرمون المسؤول عن النوم ثم يحدث الاتصال بين النفس والجسد فتمتلى النفس
طاقة عالية لان الجسد اكتسب راحة تامه واستخادم كلمة فيرسل الاخرى لاجل مسمى ولم يقل
بعث لان البعث فيه احوال الشدة كحال استخدام كلمة بعث في حال احياء الموتى وكرب الاخرة
المتعدده صورها والعكس مع والارسال عند النهوض هو عودة اتصال النفس بالجسد فناسب
لغويا كلمة فيرسل الاخرى لديمومة اتصالهما بين طرفين الى حين اجلهما المسمى
تكون تلك الاحوال على هذه الشاكلة التي بينتها
اما الحال الاخر الغير تلقائي فهو انفصال النفس عن الجسد خلال عمليات التخدير اوتناول الحبوب المسكنة والمنومه
ومتى ما تنتهي مدة مفعول المخدر او الدواء رجع اتصال النفس بالجسد ولكن الحال فيه اعياء بعد
النهوض بفعل العمليه الجراحية فلم ياخذ الجسم كفايته من الراحة بعكس النوم التلقائي
والحمد لله رب العالمين
المصدر التفسير لغويا وعلميا سنة رسولنا الخاتم اللسان العربي المبين
الكثير منا تحدث عن احوال النوم ولكن لم يتم ربط هذا الامر بآيات الكتاب المبين كنفس وجسد لذا جاءت اقوال من يدعي
ذهاب النفس الى الله سبحانه بدون سند لغوي اوعلمي وسوف ابين بمنهج واضح العكس من ذلك حتى تكتمل الصورة و بقاء
النفس داخل جسم الانسان لحظة نومه ففي
قوله تعالى
اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا ۖ فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَىٰ عَلَيْهَا الْمَوْتَ
وَيُرْسِلُ الْأُخْرَىٰ إِلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّى ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ
سورة الزمر
يبين الله سبحانه في تلك الاية حالين في التوفيه بذهاب النفس والروح من الجسد
الاول بحال اليقظه والثاني بحال النوم وكما ياتي :-
اولا حال اليقظه
بلوغ اي واحد منا اجله المسمى تحدث التوفيه بمرض او حادث او بدونهما جالسا
واقفا على اي صورة ياتيكم الموت ولو كنتم في بروج مشيدة ولا يوجد حال اسمه موت الفجئة كل باجله المسمى
ياتي الموت للجميع فجئة وحاله هو التفاف النفس مع الروح
ومغادرة الجسد ليصبح تراب بعدها
بقوله تعالى
وَالْتَفَّتِ السَّاقُ (الروح ) بِالسَّاقِ(بالنفس) إِلَى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمَسَاقُ(لبلوغ اجله المسمى)
سورة القيامة
فَلَوْلَا إِذَا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ وَأَنْتُمْ حِينَئِذٍ تَنْظُرُونَ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْكُمْ وَلَكِنْ لَا تُبْصِرُونَ } (سورة الواقعة )
تعيش النفس بحال النظام المغلق بعد الموت (اي تنظرون كنفس كحال الحلم في المنام) لفقدان اتصالها بالجسد (لا تبصرون)
فيتوفى الله النفس وتذهب الى عالم البرزخ(عالم حياة الانفس فقط)
الذي لا عودة منه والروح تذهب لملك الموت وقوله تعالى عن البرزخ
{ وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ } (سورة المؤمنون )
اي ما في رجعه للدنيا انتهى
هذه الاحوال اعلاه التي نمر بها حين الموت تسمى حال الامسك
وبقوله تعالى
( فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَىٰ عَلَيْهَا الْمَوْتَ)
ثانيا حال المنام
اي (وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا) «وَالَّتِي» الواو حرف عطف والتي معطوف على الأنفس «لَمْ تَمُتْ» مضارع
مجزوم بلم فاعله مستتر «فِي مَنامِها» متعلقان بتمت والجملة صلة «فَيُمْسِكُ» الفاء حرف استئناف ومضارع
فاعله مستتر الَّتِي= اي ان الواو في كلمة (والتي) لا تعود على جملة الله يتوفى الانفس
فلكل واحده حال هذا البيان لغويا اي معناه بقاء النفس مع الجسد
ومن قال ان النفس تغادر كحال توفيه فهو واهم لان في الموت تذهب النفس للبرزخ ولا تعود كما بينا اعلاه حال البرزخ
اما من اطلق بان النفس تذهب عند الله فهذا ايضا من الجهل لان الله وضع الحجاب للحفاظ على عالم الامر وعالم الخلق من ضياءه
فكيف يعقل بعدها ان الانفس تذهب عند الله فقد حدد الله حياتنا ومماتنا وبعثنا في الارض
بقوله تعالى
{ قَالَ فِيهَا تَحْيَوْنَ وَفِيهَا تَمُوتُونَ وَمِنْهَا تُخْرَجُونَ } (سورة الأَعراف 25)
{ مِنْهَا خَلَقْنَاكُمْ وَفِيهَا نُعِيدُكُمْ وَمِنْهَا نُخْرِجُكُمْ تَارَةً أُخْرَى } (سورة طه 55)
ولكن حقيقة الحال في المنام فقدان اتصال النفس بالجسد وبقائهما معا حيث يبين كتاب الله
حال النوم في قصة اصحاب الكهف
ببقاء النفس مع الجسد بقوله تعالى
{ فَضَرَبْنَا عَلَى آذَانِهِمْ فِي الْكَهْفِ سِنِينَ عَدَدًا } (سورة الكهف 11)
فضربنا اي منع وصول الصوت الى الاذن فكل الحواس تنام ماعدا الأذن فأنت
إذا قربت يدك من شخص نائم لا يستيقظ .. واذا ملأت الغرفة عطرا أو حتى غازا ساما .. فإنه يستنشقه
و يموت دون أن يستيقظ, ولكن اذا احدثت صوتا عاليا ، فانه يستيقظ من النوم لوصول اشارة الصوت من الجسد الى النفس
عبر الاذن وهذا دليل اخر على بقاء النفس في الجسد لحظة النوم
واية اخرى تبين ايضا بقاء النفس كمستقر مع الجسد قوله تعالى
{ وَهُوَ الَّذِي أَنْشَأَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ فَمُسْتَقَرٌّ وَمُسْتَوْدَعٌ } (سورة الأَنعام 98)
مستقر النفس مع الجسد فلو غادرت النفس لحظة النوم الجسد لخالفت سياق الاية اعلاه لان المستقر قد تغير
فالله بين بحال واحد تغير المستقر وهو حال الموت فقط حيث يتغير فيه مستقر النفس بتوفية الله لها و بذهابها الى عالم البرزخ
ومن ثم بعدها يكون البعث
{ كَلَّا لَا وَزَرَ إِلَى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ( الْمُسْتَقَرُّ) يُنَبَّأُ الْإِنْسَانُ يَوْمَئِذٍ بِمَا قَدَّمَ وَأَخَّرَ } (سورة القيامة)
نكمل تفسير الاية
وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا ۖ فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَىٰ عَلَيْهَا الْمَوْتَ
الحال عند النوم ممن بلغ اجله المسمى اي الموت حين منامه فيمسك التي قضى عليها الموت
وبينت اعلاه حقيقة الامساك في اليقظه هي نفسها في المنام بالتفاف النفس والروح وخروجهما من الجسد
اما حال النهوض من النوم وعودة اتصال النفس بالجسد لعدم بلوغ حال الاجل المسمى
(وَيُرْسِلُ الْأُخْرَىٰ إِلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّى )ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ
لماذا قال سبحانه ويرسل ولم يقل يبعث وكيف يحدث النوم
ففي قوله تعالى
{ وَجَعَلْنَا نَوْمَكُمْ سُبَاتًا وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ لِبَاسًا وَجَعَلْنَا النَّهَارَ مَعَاشًا } (سورة النبأ 9 - 11)
المعنى لغويا
أَسْبَتَ: (فعل)
أسبتَ يُسبت ، إسباتًا ، فهو مُسْبِت
أَسْبَتَتِ الحيَّةُ: أَطرقَتْ لا تتحرَّكُ
أَسْبَتَ فلانٌ: دَخَلَ في يومٍ السَّبْت
أسبتَ اليهودُ: سَبتوا، انقطعوا عن المعيشة والاكتساب يومَ السَّبت
إِسبات: (اسم))
مصدر أسبتَ
(الأحياء) ظاهرة تحدث في فصل الشتاء لبعض النباتات والحيوانات، وتسمى أيضًا البيات الشتويّ؛ حيث
تفقد النباتات أوراقها وتتوقّف عن النموّ، أمّا الحيوانات فتخلد إلى النوم في انتظار عودة الربيع
السُّبَاتُ : الراحَةُ
(الأحياء) حالة يكون فيها الكائن الحيّ تحت ظروف غير ملائمة، تسكن فيها حركت اعضاء جسده
مُسبِت: (اسم فاعل مِنْ أَسْبَتَ)
وَجَدَهُ مُسْبِتاً : لَمْ يَعُدْ يَتَحَرَّكُ لِمَرَضٍ أَوْ عِلَّةٍ
حَيَوَانٌ مُسْبِتٌ : رَابِضٌ فِي مَكَانِهِ لاَ يَتَحَرَّكُ
وهذا ما يحدث للجسد حينما يفقد اتصاله بالنفس لحظة النوم مع بقائهما معا بدون اتصال كحال محطتين واحده للارسال واخرى لاستلام
في حال الانقطاع وعودة البث بينهما بالارسال وهذه هي علاقة النفس والجسد كعمل بحال الاتصال فيما بينهما على نفس الشاكله
والنوم بحالين التلقائي والغير تلقائي اي بفعل مؤثر خارجي
وكما يلي حال التلقائي
الميلاتونين هرمون تفرزه الغدة الصنوبرية وهي غدة صغيرة قطرها 7.2 ملم في الإنسان توجد في
المخ. والميلاتونين يوجد في جميع خلايا كل كائن حي. هرمون الميلاتونين مسؤول عن تنظيم الإيقاع الحيوي
في كل من الإنسان و الحيوان. عند الإنسان، عملية إفراز الميلاتونين تحدث حيث تواجه عيناه الظلام ومما يسبب
الإحساس بالنعاس أثناء الليل ويساعده على النوم. يضيع تأثيره عند رؤية النور فيصحو الإنسان من النوم، عند طلوع الشمس كل يوم
وتقوم الساعة البيولوجية بتنظيم الساعة الداخلية للإنسان على مدار أربعة وعشرين ساعة؛ وهى
التي تجعل الانسان يستيقظ صباحا وينام ليلا ؛ وترتفع مستويات الميلاتونين عندما تقل
درجة حرارة الجسم فتحفز الشعور بالنوم؛ ويحدث العكس عند الاستيقاظ
لكن كيف يبدأ النوم اقو لان النفس كفؤاد تستمد قوتها كطاقه من الجسد فحينما يصيب الانسان التعب والاعياء
في جسده تكون طاقة النفس فيه قريبه من الصفر
لان النفس تستمد القوة من الجسد بتواصل القلب والعقل والاحاسيس معها فتكون الحاجة الى النوم ضروريه لاعادة نشاطهما
فيحدث نشاط مخي صغير يجعل الجسم في حالة سكون بعدها تتعمق هذه الموجات لتصبح بطيئة وكبيرة وفيها
ما يعرف بالسكون التام والنوم العميق اي ينعدم اتصال النفس بالجسد مع بقائهما معا
ويتحول نسبة كبيرة من الدم الواصل إلى المخ إلى العضلات لتستعيد نشاطها وتجدد حيويتها
ويختفي منها أثار التعب والإرهاق؛ ثم يحدث شئ أخر لعدم إرهاق المخ؛ وينقل جزء صغير
منه النبضات العصبية بين الحبل الشوكي والمخ والمناطق المجاورة؛ كما يبعث بإشارات إلى
القشرة الدماغية المسؤولة عن معظم عمليات التفكير كي تسترخي و اشارات أخرى لغلق
الخلايا العصبية التي تعمل في الحبل الشوكي مسبباً نوعاً من الشلل المؤقت(السبات).
إن الدم يتدفق بحدة في مناطق عديدة من المخ ترتبط بالذاكرة والعاطفة، أما المناطق التي
تشمل اللغة والعقل فيقل تدفق الدم فيه وبالتالي نضمن خلال تلك الفترة من
النوم تقوية الذاكرة وتجديد العاطفة وزيادة التخزين في المخ
وأثناء النوم ينشط الجهاز المناعي وينتج الجسم مضادات الأكسدة ويقل الصداع الشقيقي
ويعاد تكوين الموصلات العصبية التي تنقل الإشارات والتعليمات بين الخلايا العصبية؛ وهي خلايا تؤثر في الذكاء والتفكير
والإبداع والمزاج والقدرة على الاستيعاب والاحتفاظ بالمعلومات
كما تسترخى عضلات الحنجرة؛ وينخفض تدفق اللعاب أثناء النوم، وبالتالي يسبب جفاف
الفم في الصباح؛ وتنخفض ضربات القلب بنسبة تتراوح بين 10 إلى 30 نبضة في الدقيقة خلال النوم
وخلال النوم أيضا يحرق الجسم كمية من الأكسجين والغذاء لتزويده بالطاقة وتحدث عمليات
الإصلاح ويبدأ الجسم في إنتاج هرمون النمو
وبعد اخذ الجسد راحته يعاد اتصاله ( الارسال) حسب الساعه البيلوجيه الداخليه في جسم
الانسان ويقل هرمون المسؤول عن النوم ثم يحدث الاتصال بين النفس والجسد فتمتلى النفس
طاقة عالية لان الجسد اكتسب راحة تامه واستخادم كلمة فيرسل الاخرى لاجل مسمى ولم يقل
بعث لان البعث فيه احوال الشدة كحال استخدام كلمة بعث في حال احياء الموتى وكرب الاخرة
المتعدده صورها والعكس مع والارسال عند النهوض هو عودة اتصال النفس بالجسد فناسب
لغويا كلمة فيرسل الاخرى لديمومة اتصالهما بين طرفين الى حين اجلهما المسمى
تكون تلك الاحوال على هذه الشاكلة التي بينتها
اما الحال الاخر الغير تلقائي فهو انفصال النفس عن الجسد خلال عمليات التخدير اوتناول الحبوب المسكنة والمنومه
ومتى ما تنتهي مدة مفعول المخدر او الدواء رجع اتصال النفس بالجسد ولكن الحال فيه اعياء بعد
النهوض بفعل العمليه الجراحية فلم ياخذ الجسم كفايته من الراحة بعكس النوم التلقائي
والحمد لله رب العالمين
المصدر التفسير لغويا وعلميا سنة رسولنا الخاتم اللسان العربي المبين