سوريا اليوم
مراسل صقور الأبداع من سوريا
د.� كمال اللبواني : كلنا شركاء�
تحية وتقدير لغبطتكم ولكل رجال الدين وللأخوة من الديانة المسيحية في لبنان وسوريا معا
وبالنظر لمباحثاتكم مع فخامة الرئيس هولاند� الأخيرة في باريس ومقارنتكم بين الأسد ومن يقاتلونه ، نرى أن نضع وجهة نظرنا أمام حكمتكم التي نثق بها وأمام كل الأخوة شركاء الأرض والتاريخ الذين نحب ونحترم .
1-����� منذ نهاية الحقبة العثمانية ومع انطلاق الثورة العربية ، لم يكن الصراع في سوريا طائفيا إلا بمقدار السلوك التمييزي الاحتكاري الطائفي الذي مارسه بالذات حافظ أسد ومن بعده ولده ، وكل ما جرى حتى في الثمانينات ، كان ردة فعل على أفعاله ، نفذه ديكتاتور أراد أن يحول الدولة لمزرعة ، مستفيدا من عصبية طائفية أججها واستثمرها حتى النهاية ، وما يجري اليوم من حرب ابادة ضد غالبية الشعب السوري ،تحمل هذا الطابع الطائفي الذي هو صنع النظام الأسدي وجيشه وشبيحته وحلفاءه ، وليس من شيم الشعب السوري .
2-����� لا يمكن من وجهة نظرنا مقارنة شخص يترأس نظام عصبوي أسري ،� بشعب متعدد المكونات متنوع� الألوان ، له كامل الحق في تغيير نظامه والاحتجاج عليه ، خاصة إذا كان هذا النظام هو رأس الفساد والاستبداد الخالد الوراثي الذي لا يتغير ولا يتطور والذي يتعنت . �يبقى (أو نحرق البلد ) ،
3-����� كما لا يجوز القفز فوق سلوك هذا النظام �،للمقارنة بينه وبين من يقاتلونه ، فهو من شرع بقتل وتدمير وحرق وتعذيب الانسان في رده على مطالب شعبه ، فقد ابتدأ العنف والدم وأمعن وأفرط وطغى ، واستفز �كل أشكال ردود الفعل على سلوكه . ولا يجوز تعميم هذا الظرف الاستثنائي الطارئ على التاريخ ، فظروف الصراع غير المتكافئ ��، والتغاضي الخبيث عن مرتكب الجرائم ، هو من يدفع الناس للتطرف بل حتى للجنون . ��
4-����� إذا كنتم تتحدثون عن تنظيم القاعدة فهي لعلمكم ايديولوجيا ، وهي ككل الأيديولوجيات عبارة عن نظام فلسفي سلوكي يعبر عن ظرف ويتناسب مع حاجات معينة، يمكن استنباطه من أي فكر ومن أي فلسفة ، كما الفكر الاشتراكي والقومي والليبرالي وحتى من الديانة المسيحية ذاتها ، يمكن استنباط أيديولوجيات عنفية ( حروب المذاهب في أوروبا وقبلها محاكم التفتيش ) .
5-����� كما أن اعتبار أي أيديولوجيا ، كجزء ثابت من الهوية : هو نوع من العنصرية ، واللا اسلامية تشبه اللاسامية التي تحمل يهود اليوم مسؤولية أحداث تاريخية سياسية حصلت قبل قرون ، أو تحمل الشعب الألماني مسؤولية جرائم النازية ، وغدا تحمل العلويين والشيعة مسؤولية جرائم (بشار ونجاد وحسن كأنظمة) بحق شعوب المنطقة ، والاسلام كأي نظام فلسفي – قيمي ( دين ) يمكن قراءته �وتطبيقه بطرق مختلفة جدا ، وكل منها يمكن أن تدعي أنها الإسلام الصحيح ، ويمكن أن يكسب تأييد من يرون أنه يناسب مصالحهم ، ولا يمكن عمليا تحصين أي فلسفة من سوء التطبيق .
6-����� دأب النظام على محاولة اكتساب التأييد والدعم ، بالمتاجرة والمبالغة بموضوع الارهاب والقاعدة ، ليبرر عملية قمعه وفساده … لدرجة أن المواطن صار يحب هؤلاء كرها به وبكذبه ، فالخوف من القاعدة يستدعي ممارسة الديمقراطية والحكم الرشيد والانفتاح والعدل ، وليس قصف المدن والأحياء بالصواريخ والغازات السامة . وبمجرد تعرض أي شعب لكل هذا ، تحت عين وسمع القريب والبعيد ، ومجرد التغاضي عن هكذا حدث ، هو رسالة حقد وكراهية لا تتناسب مع أخلاق وقيم المسيحية ، فالمتوقع منها هو الوقوف إلى جانب الضحية ومساعدتها وليس المقارنة بينها وبين القاتل ( المستعد للحوار ؟؟؟ بعكس القتيل ) .
7-����� استغلت منظمات عالمية لا نعرف من يقف وراءها �ومن يدعمها ويستثمرها ، الحدث ودخلت كأيديولوجيا تحت ذريعة الدفاع عن النساء والأطفال والدين ، واكتسبت بعض القبول المحدود، بعد أن �خسره من هم أهله من العالم المتحضر� ، أو هكذا يصفون أنفسهم ، وهي اليوم تستخدم من قبل النظام �كحجة ، لتبرير التغاضي عن الجريمة التي ترتكب ، بل عن المجازر المروعة التي يندى لها الجبين ، ولا يوجد من يضع حدا لها� بكل أسف �ولا من يعطيها التوصيف الصحيح .
�
8-����� ان �موقع بشار الطائفي أو الأيديولوجي ، لا يبرر له أن يقتل الناس ويحتكر السلطة ، ولا يبرر مقارنته بمن يقاومونه والذين لم يكونوا ليفعلوا لولا امعانه في الجريمة . و لا يمكن بعد كل ما جرى وما ارتكب من جرائم وتدمير ، اعتبار بشار ونظامه مكون مجتمعي ثابت ، ولا يمكن ايضا اعتبار منظمات معينة مكونات مجتمعية ثابتة في الجهة المقابلة . فكلاهما مؤقت وزائل . وتجريم الأيديولوجيا هو الطريقة الوحيدة لتبرئة الطائفة والقوم ، التي تتيح اعادة انتاج العقد الوطني وصيغ العيش المشترك .
9-����� لا يمكن الحديث عن بداية حل قبل رحيل النظام المرتكب ، الذي يستعمر الدولة ويرهب الطائفة ، ويتبادل الشرعية والتبرير مع المتعصبين بعد أن �هيأ لهم الأرضية بسلوكه ، ولا ندري إن كان هو وحلفاؤه من يستثمرونهم ؟؟؟ . بل إن أي تأخير في هذا الرحيل ، سيزيد الوضع مأساوية �والحل صعوبة ، ولا أستطيع تصور بقاء نظام الأسد حاكما لسوريا حتى لو حارب معه العالم كله ، والاصرار على بقائه يضمر رغبة في تقسيم سوريا ما لن يخلو من العواقب وردود الافعال التي� ربما تطيح بكل الخريطة السياسية التي رسمتها اتفاقية سايكس – بيكو .
10-� �الثورة فقط هي من فتح باب التغيير ، وهي لو احسن استغلالها ودعمها ستفتح باب العقل والحوار والتطور ، في المنطقة التي تحتاج وبشكل استِثنائي وملح لنهضة ثقافية حضارية شاملة ، ومشاريع موسعة لإعادة مناخ السلم واسترداد آفاق العيش المشترك . وهذا لن ينتجه التعصب� ولا المتعصبين . ولا تبنى الأوطان على جرائم أفلتت من العقاب ، ولا بمشاركة المجرمين . وحتما ليس بالحوار بينهم .
11-� لنعمل معا من أجل سوريا حرة ديمقراطية مدنية ليس فيها اضطهاد وتمييز وفساد ، هذا هو المشروع الذي يتناقض وجوديا مع بشار وأمثاله (من وجهة نظركم ). فالحل هو في الاسراع بالتغيير وليس دعم بقاء طرف هو بذاته سبب المشكلة . ولا بد لنا أن نثق بشعوبنا ونحترم ارادتها التي لن تكون سوى الحق والخير في نهاية المطاف ، ولا يجوز لنا أن نفترض أن شعب ما �بغالبيته سوف يرفض الحضارة ويعمل ضد مصلحته وازدهاره لو فتح له الباب جديا لتحقيق ذلك .
�
دمتم غبطة البطريرك��
تحية وتقدير لغبطتكم ولكل رجال الدين وللأخوة من الديانة المسيحية في لبنان وسوريا معا
وبالنظر لمباحثاتكم مع فخامة الرئيس هولاند� الأخيرة في باريس ومقارنتكم بين الأسد ومن يقاتلونه ، نرى أن نضع وجهة نظرنا أمام حكمتكم التي نثق بها وأمام كل الأخوة شركاء الأرض والتاريخ الذين نحب ونحترم .
1-����� منذ نهاية الحقبة العثمانية ومع انطلاق الثورة العربية ، لم يكن الصراع في سوريا طائفيا إلا بمقدار السلوك التمييزي الاحتكاري الطائفي الذي مارسه بالذات حافظ أسد ومن بعده ولده ، وكل ما جرى حتى في الثمانينات ، كان ردة فعل على أفعاله ، نفذه ديكتاتور أراد أن يحول الدولة لمزرعة ، مستفيدا من عصبية طائفية أججها واستثمرها حتى النهاية ، وما يجري اليوم من حرب ابادة ضد غالبية الشعب السوري ،تحمل هذا الطابع الطائفي الذي هو صنع النظام الأسدي وجيشه وشبيحته وحلفاءه ، وليس من شيم الشعب السوري .
2-����� لا يمكن من وجهة نظرنا مقارنة شخص يترأس نظام عصبوي أسري ،� بشعب متعدد المكونات متنوع� الألوان ، له كامل الحق في تغيير نظامه والاحتجاج عليه ، خاصة إذا كان هذا النظام هو رأس الفساد والاستبداد الخالد الوراثي الذي لا يتغير ولا يتطور والذي يتعنت . �يبقى (أو نحرق البلد ) ،
3-����� كما لا يجوز القفز فوق سلوك هذا النظام �،للمقارنة بينه وبين من يقاتلونه ، فهو من شرع بقتل وتدمير وحرق وتعذيب الانسان في رده على مطالب شعبه ، فقد ابتدأ العنف والدم وأمعن وأفرط وطغى ، واستفز �كل أشكال ردود الفعل على سلوكه . ولا يجوز تعميم هذا الظرف الاستثنائي الطارئ على التاريخ ، فظروف الصراع غير المتكافئ ��، والتغاضي الخبيث عن مرتكب الجرائم ، هو من يدفع الناس للتطرف بل حتى للجنون . ��
4-����� إذا كنتم تتحدثون عن تنظيم القاعدة فهي لعلمكم ايديولوجيا ، وهي ككل الأيديولوجيات عبارة عن نظام فلسفي سلوكي يعبر عن ظرف ويتناسب مع حاجات معينة، يمكن استنباطه من أي فكر ومن أي فلسفة ، كما الفكر الاشتراكي والقومي والليبرالي وحتى من الديانة المسيحية ذاتها ، يمكن استنباط أيديولوجيات عنفية ( حروب المذاهب في أوروبا وقبلها محاكم التفتيش ) .
5-����� كما أن اعتبار أي أيديولوجيا ، كجزء ثابت من الهوية : هو نوع من العنصرية ، واللا اسلامية تشبه اللاسامية التي تحمل يهود اليوم مسؤولية أحداث تاريخية سياسية حصلت قبل قرون ، أو تحمل الشعب الألماني مسؤولية جرائم النازية ، وغدا تحمل العلويين والشيعة مسؤولية جرائم (بشار ونجاد وحسن كأنظمة) بحق شعوب المنطقة ، والاسلام كأي نظام فلسفي – قيمي ( دين ) يمكن قراءته �وتطبيقه بطرق مختلفة جدا ، وكل منها يمكن أن تدعي أنها الإسلام الصحيح ، ويمكن أن يكسب تأييد من يرون أنه يناسب مصالحهم ، ولا يمكن عمليا تحصين أي فلسفة من سوء التطبيق .
6-����� دأب النظام على محاولة اكتساب التأييد والدعم ، بالمتاجرة والمبالغة بموضوع الارهاب والقاعدة ، ليبرر عملية قمعه وفساده … لدرجة أن المواطن صار يحب هؤلاء كرها به وبكذبه ، فالخوف من القاعدة يستدعي ممارسة الديمقراطية والحكم الرشيد والانفتاح والعدل ، وليس قصف المدن والأحياء بالصواريخ والغازات السامة . وبمجرد تعرض أي شعب لكل هذا ، تحت عين وسمع القريب والبعيد ، ومجرد التغاضي عن هكذا حدث ، هو رسالة حقد وكراهية لا تتناسب مع أخلاق وقيم المسيحية ، فالمتوقع منها هو الوقوف إلى جانب الضحية ومساعدتها وليس المقارنة بينها وبين القاتل ( المستعد للحوار ؟؟؟ بعكس القتيل ) .
7-����� استغلت منظمات عالمية لا نعرف من يقف وراءها �ومن يدعمها ويستثمرها ، الحدث ودخلت كأيديولوجيا تحت ذريعة الدفاع عن النساء والأطفال والدين ، واكتسبت بعض القبول المحدود، بعد أن �خسره من هم أهله من العالم المتحضر� ، أو هكذا يصفون أنفسهم ، وهي اليوم تستخدم من قبل النظام �كحجة ، لتبرير التغاضي عن الجريمة التي ترتكب ، بل عن المجازر المروعة التي يندى لها الجبين ، ولا يوجد من يضع حدا لها� بكل أسف �ولا من يعطيها التوصيف الصحيح .
�
8-����� ان �موقع بشار الطائفي أو الأيديولوجي ، لا يبرر له أن يقتل الناس ويحتكر السلطة ، ولا يبرر مقارنته بمن يقاومونه والذين لم يكونوا ليفعلوا لولا امعانه في الجريمة . و لا يمكن بعد كل ما جرى وما ارتكب من جرائم وتدمير ، اعتبار بشار ونظامه مكون مجتمعي ثابت ، ولا يمكن ايضا اعتبار منظمات معينة مكونات مجتمعية ثابتة في الجهة المقابلة . فكلاهما مؤقت وزائل . وتجريم الأيديولوجيا هو الطريقة الوحيدة لتبرئة الطائفة والقوم ، التي تتيح اعادة انتاج العقد الوطني وصيغ العيش المشترك .
9-����� لا يمكن الحديث عن بداية حل قبل رحيل النظام المرتكب ، الذي يستعمر الدولة ويرهب الطائفة ، ويتبادل الشرعية والتبرير مع المتعصبين بعد أن �هيأ لهم الأرضية بسلوكه ، ولا ندري إن كان هو وحلفاؤه من يستثمرونهم ؟؟؟ . بل إن أي تأخير في هذا الرحيل ، سيزيد الوضع مأساوية �والحل صعوبة ، ولا أستطيع تصور بقاء نظام الأسد حاكما لسوريا حتى لو حارب معه العالم كله ، والاصرار على بقائه يضمر رغبة في تقسيم سوريا ما لن يخلو من العواقب وردود الافعال التي� ربما تطيح بكل الخريطة السياسية التي رسمتها اتفاقية سايكس – بيكو .
10-� �الثورة فقط هي من فتح باب التغيير ، وهي لو احسن استغلالها ودعمها ستفتح باب العقل والحوار والتطور ، في المنطقة التي تحتاج وبشكل استِثنائي وملح لنهضة ثقافية حضارية شاملة ، ومشاريع موسعة لإعادة مناخ السلم واسترداد آفاق العيش المشترك . وهذا لن ينتجه التعصب� ولا المتعصبين . ولا تبنى الأوطان على جرائم أفلتت من العقاب ، ولا بمشاركة المجرمين . وحتما ليس بالحوار بينهم .
11-� لنعمل معا من أجل سوريا حرة ديمقراطية مدنية ليس فيها اضطهاد وتمييز وفساد ، هذا هو المشروع الذي يتناقض وجوديا مع بشار وأمثاله (من وجهة نظركم ). فالحل هو في الاسراع بالتغيير وليس دعم بقاء طرف هو بذاته سبب المشكلة . ولا بد لنا أن نثق بشعوبنا ونحترم ارادتها التي لن تكون سوى الحق والخير في نهاية المطاف ، ولا يجوز لنا أن نفترض أن شعب ما �بغالبيته سوف يرفض الحضارة ويعمل ضد مصلحته وازدهاره لو فتح له الباب جديا لتحقيق ذلك .
�
دمتم غبطة البطريرك��