سوريا اليوم
مراسل صقور الأبداع من سوريا
غسان المفلح : السياسة
الولادة في القرداحة, سورية, من احدى العائلات الكبيرة في تلك المنطقة, ومعروف عن هذه العائلة أن فيها دوما مشايخ اكثر حضورا بالمعنى الديني لدى الطائفة العلوية, وكما رفاقي واصدقائي من تلك المنطقة بيت الخير” عائلة مشايخ” . 1976تخرج في كلية الطب في جامعة دمشق. 1992 اعتُقل أول مرة بعد تخفٍّ دام 11 عاماً كقيادي في حزب العمل الشيوعي, ثم أُفرج عنه عام 2005 , احد اهم الشخصيات المؤسسة لهيئة التنسيق الوطنية المعارضة بعد الثورة2011, اعتقل في 29 سنين 2012 بعد عودته من الصين مع رفيقيه بوفد لهيئة التنسيق ولايزال معتقلا حتى اللحظة.
منذ تعرفت على أبو المجد ونحن على اختلاف, حيث كان اللقاء الاول في بدايات انشقاق فتح ابوموسى عن حركة فتح ومنظمة التحرير الفلسطينية برئاسة الشهيد ياسر عرفات 1983, كنت ضد الانشقاق آنذاك, وكنت ضد ان يدعم حزب العمل سياسيا هذا الانشقاق..وكانت الجلسة في بيت الصديق العزيز رياض عودة, وكان يحضرها عدد من الاصدقاء والرفاق في الحزب آنذاك..وفيما بعد بقينا مختلفين في لقاءاتنا الحزبية لاحقا, حتى اعتقلت مع مئات من الرفاق والاصدقاء في حملة عام 1987 التي شنتها اجهزة القمع على الحزب وبقي هو مع من تبقى من كوادر يقودون الحزب خارج السجن حتى تم اعتقاله 1992 . ثم التقينا من جديد في سجن صيدنايا, بقينا على اختلاف في الرؤى والاجتهادات السياسية..ثم التقينا في باريس قريبا من الشاتلييه بعد خروجه من السجن بعام تقريبا أو أكثر لم اعد اذكر..وبقينا ايضا مختلفين..
يقول صديقنا ورفيقنا الباحث ثائر ديب في مقال مؤثر عن عبد العزيز (في المعتقل, راح “الحكيم”, كما سماه المعتقلون, “يحمي الحياة بلا حدود, ويسافر في طبه من عهد الطبيب البابلي… وصولاً إلى حق الحشرات في الحياة”, كما يقول معتقل أمضى بقربه ما يزيد على العام.الطبيب الذي لم تُتَح له فرصة ممارسة الطب طويلاً قبل تخفيه, والذي عاين في المعتقل آلاف الحالات, قبل أن يقنع إدارة السجن بتحويل إحدى الزنازين إلى عيادة تستقبل المرضى من السجناء, تبقى صورته الأشهر والأبقى هي التي رسمها له رفيق المعتقل هذا, وهو ينفخ في فم سجين ميت “روح الحياة”, فقد نفخ حتى احمرت عيناه ونفرتا حتى كادتا تخرجان من صدغيه, ثم انهمر في بكاء مرير.
نعم هذه روحية ابو المجد داخل سجن صيدنايا ويشهد له بذلك القاصي والداني من المعتقلين على مختلف انتماءاتهم السياسية. لابو المجد بالطبع سمات قليلة سلبية لأنه ليس نبيا بالمعنى الانساني للعبارة..قليل من النرجسية الزائدة واعتداد أكبر بالرأي..احيانا يصل حد الدوغما الايديولوجية والسياسية..
بعد انطلاق الثورة من حوران 18.03.2011 كان لعبد العزيز الخير موقف جذري من النظام, كما هو موقفه دوما ودفع من اجله ما دفع ولايزال يدفع, لكنه حذر من الثورة- وإن لم يعبر عنه صراحة في البداية- وهذا ما فاجأني في الواقع بدرجة قليلة..وبدأ ابو المجد يتقدم باتجاه بلورة رأي سياسي حول ما يجري في سورية, حتى وصلنا لتأسيسه هيئة التنسيق مع مجموعة من القوى والشخصيات المستقلة, والجميع يعرف بالطبع مواقف هيئة التنسيق اللاحقة, وكنت كتبت مقالا نقديا ازاء تصريحات عبد العزيز في اول زيارة له لمبنى الجامعة العربية, وتصريحه عما يحدث على الارض من عنف وعنف متبادل, لم يأت على كلمة” ثورة” في حديثه امام الصحافة آنذاك أمام مبنى الجامعة العربية, وتأكيده الدائم على ايجابية التعاطي مع الموقفين الروسي والصيني. واظهر عبد العزيز ميلا واضحا كعديد من الاصدقاء والرفاق المنحدرين من الطائفة العلوية, إلى اعتبار ما يجري حربا اهلية, ولو انهم لم يصرحوا بذلك, وهذا في جزء منه نابع من خوفهم الغريزي ربما!! بما هو خوف اقلوي غير مبرر وإن كان مفسرا. واصبح عبد العزيز الوجه الابرز في هيئة التنسيق بالداخل,
وقام بزيارة عدد من الدول وخاصة روسيا والصين من أجل الوصول لحل سياسي, كان يرفض عسكرة الثورة والتدخل الدولي لحماية المدنيين الذي كنا نطالب به مع عدد من قوى الثورة على الارض كما طالب به الشارع, قبل ان تتشكل هيئة التنسيق وقبل تأسيس المجلس الوطني, رغم أنه يعرف جيدا ان روسيا لم تعد الاتحاد السوفييتي, ومن يحكمها ليس سوى نوع من انواع المافيا السياسية, لكن كل محاولات عبد العزيز هذه للوصول لحل سياسي كانت العصابة الاسدية تفشلها وعبد العزيز يعرف ذلك واعتقاله اكبر دليل من قبل هذه الطغمة, رغم انه لايزال اصدقاء كثر في هيئة التنسيق يحملون المجلس الوطني فشل الوصول لحل سياسي, ويصرون على أننا في المجلس الوطني طالبنا بتدخل دولي!! وهذا لم يحدث اصولا بغض النظر عما نشر وينشر بالاعلام. كنت قلت لعبد العزيز ليقدموا لنا حلا!! بدل الحديث عن عنف وعن عسكرة في كيفية وقف قتل المتظاهرين السلميين وتمزيق المدن السورية بالحواجز آنذاك من قبل الجيش والمخابرات الاسدية? وهذا لم يحدث.
ما لم اشك فيه بالطبع هو موقف ابو المجد من العصابة الحاكمة, لكنه أخطأ في اجتهاده السياسي منذ البداية, وهذا التناقض ما كان لشخص مثل ابو المجد ان يحله بالضد من الثورة السورية واهدافها, لأنه يعرف جيدا من هي العصابة الحاكمة بل ربما يعرف اكثر منا بكثير, ولهذا اعتقل عبد العزيز الخير.. هنالك من يعتقد ان ابو المجد اعتقل لأن موقفه لا تتحمله العصابة الحاكمة لأنه ينحدر من الطائفة العلوية? وربما لأنه من آل الخير? وهنالك من يعتقد أنه اعتقل نتيجة لما ادلى به من مواقف في مباحثاته مع الرفاق الصينيين? لكن الاغرب من كل هذا أنه لم يقل لنا احد من الاصدقاء في هيئة التنسيق, لماذا اعتقل عبد العزيز الخير? ولا حتى لم نسمع صوتا للذين يتحدثون عن الارهاب من زراء خارجية العالم وعلى راسهم سيرغي لافروف لماذا اعتقل عبد العزيز الخير? فهل كان عبد العزيز الخير ارهابيا? مطلوب الاجابة عن سؤال: لماذا اعتقل عبد العزيز? حيث لاتزال الاجهزة الامنية ترفض الاعتراف بوجوده في المعتقل, على حد زعم علي حيدر وزير آل الأسد للمصالحة الوطنية في مقابلة له على تلفزيون المنار, والخوف كثيرا الآن على حياة أبو المجد بعد هذا التصريح..قلبنا معك والاختلاف معك جدير بالمناضلين أمثالك من اجل حرية شعبنا السوري.
وتجربة عبد العزيز والاصدقاء في هيئة التنسيق, يجب ان تكون درسا لمن يطرحون امكانية الحل السياسي مع هذه العصابة الاسدية سواء في الائتلاف السوري المعارض أوغيره.
كاتب سوري
الولادة في القرداحة, سورية, من احدى العائلات الكبيرة في تلك المنطقة, ومعروف عن هذه العائلة أن فيها دوما مشايخ اكثر حضورا بالمعنى الديني لدى الطائفة العلوية, وكما رفاقي واصدقائي من تلك المنطقة بيت الخير” عائلة مشايخ” . 1976تخرج في كلية الطب في جامعة دمشق. 1992 اعتُقل أول مرة بعد تخفٍّ دام 11 عاماً كقيادي في حزب العمل الشيوعي, ثم أُفرج عنه عام 2005 , احد اهم الشخصيات المؤسسة لهيئة التنسيق الوطنية المعارضة بعد الثورة2011, اعتقل في 29 سنين 2012 بعد عودته من الصين مع رفيقيه بوفد لهيئة التنسيق ولايزال معتقلا حتى اللحظة.
منذ تعرفت على أبو المجد ونحن على اختلاف, حيث كان اللقاء الاول في بدايات انشقاق فتح ابوموسى عن حركة فتح ومنظمة التحرير الفلسطينية برئاسة الشهيد ياسر عرفات 1983, كنت ضد الانشقاق آنذاك, وكنت ضد ان يدعم حزب العمل سياسيا هذا الانشقاق..وكانت الجلسة في بيت الصديق العزيز رياض عودة, وكان يحضرها عدد من الاصدقاء والرفاق في الحزب آنذاك..وفيما بعد بقينا مختلفين في لقاءاتنا الحزبية لاحقا, حتى اعتقلت مع مئات من الرفاق والاصدقاء في حملة عام 1987 التي شنتها اجهزة القمع على الحزب وبقي هو مع من تبقى من كوادر يقودون الحزب خارج السجن حتى تم اعتقاله 1992 . ثم التقينا من جديد في سجن صيدنايا, بقينا على اختلاف في الرؤى والاجتهادات السياسية..ثم التقينا في باريس قريبا من الشاتلييه بعد خروجه من السجن بعام تقريبا أو أكثر لم اعد اذكر..وبقينا ايضا مختلفين..
يقول صديقنا ورفيقنا الباحث ثائر ديب في مقال مؤثر عن عبد العزيز (في المعتقل, راح “الحكيم”, كما سماه المعتقلون, “يحمي الحياة بلا حدود, ويسافر في طبه من عهد الطبيب البابلي… وصولاً إلى حق الحشرات في الحياة”, كما يقول معتقل أمضى بقربه ما يزيد على العام.الطبيب الذي لم تُتَح له فرصة ممارسة الطب طويلاً قبل تخفيه, والذي عاين في المعتقل آلاف الحالات, قبل أن يقنع إدارة السجن بتحويل إحدى الزنازين إلى عيادة تستقبل المرضى من السجناء, تبقى صورته الأشهر والأبقى هي التي رسمها له رفيق المعتقل هذا, وهو ينفخ في فم سجين ميت “روح الحياة”, فقد نفخ حتى احمرت عيناه ونفرتا حتى كادتا تخرجان من صدغيه, ثم انهمر في بكاء مرير.
نعم هذه روحية ابو المجد داخل سجن صيدنايا ويشهد له بذلك القاصي والداني من المعتقلين على مختلف انتماءاتهم السياسية. لابو المجد بالطبع سمات قليلة سلبية لأنه ليس نبيا بالمعنى الانساني للعبارة..قليل من النرجسية الزائدة واعتداد أكبر بالرأي..احيانا يصل حد الدوغما الايديولوجية والسياسية..
بعد انطلاق الثورة من حوران 18.03.2011 كان لعبد العزيز الخير موقف جذري من النظام, كما هو موقفه دوما ودفع من اجله ما دفع ولايزال يدفع, لكنه حذر من الثورة- وإن لم يعبر عنه صراحة في البداية- وهذا ما فاجأني في الواقع بدرجة قليلة..وبدأ ابو المجد يتقدم باتجاه بلورة رأي سياسي حول ما يجري في سورية, حتى وصلنا لتأسيسه هيئة التنسيق مع مجموعة من القوى والشخصيات المستقلة, والجميع يعرف بالطبع مواقف هيئة التنسيق اللاحقة, وكنت كتبت مقالا نقديا ازاء تصريحات عبد العزيز في اول زيارة له لمبنى الجامعة العربية, وتصريحه عما يحدث على الارض من عنف وعنف متبادل, لم يأت على كلمة” ثورة” في حديثه امام الصحافة آنذاك أمام مبنى الجامعة العربية, وتأكيده الدائم على ايجابية التعاطي مع الموقفين الروسي والصيني. واظهر عبد العزيز ميلا واضحا كعديد من الاصدقاء والرفاق المنحدرين من الطائفة العلوية, إلى اعتبار ما يجري حربا اهلية, ولو انهم لم يصرحوا بذلك, وهذا في جزء منه نابع من خوفهم الغريزي ربما!! بما هو خوف اقلوي غير مبرر وإن كان مفسرا. واصبح عبد العزيز الوجه الابرز في هيئة التنسيق بالداخل,
وقام بزيارة عدد من الدول وخاصة روسيا والصين من أجل الوصول لحل سياسي, كان يرفض عسكرة الثورة والتدخل الدولي لحماية المدنيين الذي كنا نطالب به مع عدد من قوى الثورة على الارض كما طالب به الشارع, قبل ان تتشكل هيئة التنسيق وقبل تأسيس المجلس الوطني, رغم أنه يعرف جيدا ان روسيا لم تعد الاتحاد السوفييتي, ومن يحكمها ليس سوى نوع من انواع المافيا السياسية, لكن كل محاولات عبد العزيز هذه للوصول لحل سياسي كانت العصابة الاسدية تفشلها وعبد العزيز يعرف ذلك واعتقاله اكبر دليل من قبل هذه الطغمة, رغم انه لايزال اصدقاء كثر في هيئة التنسيق يحملون المجلس الوطني فشل الوصول لحل سياسي, ويصرون على أننا في المجلس الوطني طالبنا بتدخل دولي!! وهذا لم يحدث اصولا بغض النظر عما نشر وينشر بالاعلام. كنت قلت لعبد العزيز ليقدموا لنا حلا!! بدل الحديث عن عنف وعن عسكرة في كيفية وقف قتل المتظاهرين السلميين وتمزيق المدن السورية بالحواجز آنذاك من قبل الجيش والمخابرات الاسدية? وهذا لم يحدث.
ما لم اشك فيه بالطبع هو موقف ابو المجد من العصابة الحاكمة, لكنه أخطأ في اجتهاده السياسي منذ البداية, وهذا التناقض ما كان لشخص مثل ابو المجد ان يحله بالضد من الثورة السورية واهدافها, لأنه يعرف جيدا من هي العصابة الحاكمة بل ربما يعرف اكثر منا بكثير, ولهذا اعتقل عبد العزيز الخير.. هنالك من يعتقد ان ابو المجد اعتقل لأن موقفه لا تتحمله العصابة الحاكمة لأنه ينحدر من الطائفة العلوية? وربما لأنه من آل الخير? وهنالك من يعتقد أنه اعتقل نتيجة لما ادلى به من مواقف في مباحثاته مع الرفاق الصينيين? لكن الاغرب من كل هذا أنه لم يقل لنا احد من الاصدقاء في هيئة التنسيق, لماذا اعتقل عبد العزيز الخير? ولا حتى لم نسمع صوتا للذين يتحدثون عن الارهاب من زراء خارجية العالم وعلى راسهم سيرغي لافروف لماذا اعتقل عبد العزيز الخير? فهل كان عبد العزيز الخير ارهابيا? مطلوب الاجابة عن سؤال: لماذا اعتقل عبد العزيز? حيث لاتزال الاجهزة الامنية ترفض الاعتراف بوجوده في المعتقل, على حد زعم علي حيدر وزير آل الأسد للمصالحة الوطنية في مقابلة له على تلفزيون المنار, والخوف كثيرا الآن على حياة أبو المجد بعد هذا التصريح..قلبنا معك والاختلاف معك جدير بالمناضلين أمثالك من اجل حرية شعبنا السوري.
وتجربة عبد العزيز والاصدقاء في هيئة التنسيق, يجب ان تكون درسا لمن يطرحون امكانية الحل السياسي مع هذه العصابة الاسدية سواء في الائتلاف السوري المعارض أوغيره.
كاتب سوري