سوريا اليوم
مراسل صقور الأبداع من سوريا
�أنور صالح الخطيب : الراية القطرية
�
قدم تنظيم القاعدة في العراق أو ما يعرف “بدولة العراق الإسلامية” خدمة العمر للنظام السوري ورئيسه بشار الاسد بإعلانه أن جبهة النصرة التي تحارب في سوريا ضد نظام الرئيس بشار الأسد هي جزء من التنظيم الناشط في العراق فحسب رسالة مسجلة نشرت على مواقع جهادية على شبكة الانترنت، وبثتها وكالات الأنباء قال زعيم تنظيم القاعدة العراقي ابو بكر البغدادي “آن الأوان لنعلن أمام أهل الشام والعالم بأسره أن جبهة النصرة ما هي إلا امتداد لدولة العراق الإسلامية وجزء منها”.
كما أعلن “إلغاء اسم دولة العراق الإسلامية واسم جبهة النصرة وجمعهما تحت اسم واحد هو الدولة الإسلامية في العراق والشام”.
آخر ما يحتاجه الشعب السوري الذي يقتل منذ عامين على يد نظامه بالطائرات وبراميل المتفجرات التي تلقى عليه أن يجري وصم “ثورته بالإرهاب” وهو الاتهام الذي يقدم الدعم للنظام السوري ولروايته التي يرفض فيها الاعتراف بوجود ثورة شعبية وأن النظام يقاتل “عصابات مسلحة”.
سيحتفل النظام في سوريا برسالة أمير القاعدة في العراق التي هبطت عليه من حيث لا يحتسب وسيقوم إعلامه ببثها والترويج لها واستضافة عشرات المعلقين والمحللين ليؤكدوا رؤية النظام “وصدق روايته”عن “العصابات الإرهابية” التي تقاتل في سوريا.
مخطئ من يعتقد أن رسالة أمير القاعدة في العراق لن تضر الثورة السورية فهي ستطيل من معاناة الشعب السوري وسترفع من كلفة التغيير في سوريا وستزيد من عدد الدول المترددة في دعم الشعب السوري في وجه النظام وستقلص إمكانات دعم المعارضة السورية بالسلاح النوعي-خشية من وقوعه بيد القاعدة-وقد يتمدد هذا الموقف لنرى أن الدول الغربية أصبحت أكثر ميلا لاتخاذ موقف الحياد من الأزمة السورية والاكتفاء بالتنديد والإدانة للمجازر التي ترتكب بحق الشعب السوري الذي يقتل على يد نظامه.
المعارضة السورية والجيش السوري الحر مطالبان بسرعة التحرك لاحتواء آثار هذه الرسالة المدمرة التي يمكن أن تعصف بالثورة السورية وتعصف معها بالشعب السوري الذي لا تستحق ثورته النبيلة هذه النهاية .
من المهم أن تؤكد المعارضة السورية أن هدفها واضح يتمثل في إسقاط النظام وتحقيق مطالب الشعب السوري بالحرية والديمقراطية والتغيير وان الشعب السوري بكل فئاته هو الذي سيذهب بعد انتصار الثورة إلى صندوق الاقتراع لاختيار هوية دولته وهوية من يحكمها.
من المهم أيضا بعد هذا التطور الذي ينم عن ضعف في قراءة الواقع السياسي المعقد للوضع في سوريا ويدل أيضا على قلة الخبرة والدراية لدى قادة تنظيم القاعدة الذين يحاكون في هذه الرسالة “الدب الذي أراد أن يطرد الذبابة عن وجه صاحبه فقتله” أن لا تتخلى الدول العربية والشعوب العربية عن الشعب السوري وثورته ويخف الحماس لدعمه ماديا ومعنويا.
لقد دخلت الشعوب العربية بعد اندلاع ثورات الربيع العربي مرحلة جديدة وتاريخا جديدا ومنعطفا هاما سيحدد بوصلتها لسنوات طويلة مقبلة وباندلاع ثورات الربيع العربي وضع الشارع العربي يده على أدوات وطرق التغير وبأقل كلفة ممكنة وبالتالي فإن طريقة وأسلوب القاعدة ذهبت وانتهت وهي الرسالة التي لم تصل بعد – كما يبدو- إلى قادة القاعدة ليس في العراق فحسب بل في كل مكان يتواجدون فيه.
ما يمكن أن يحبط “النظام السوري” الذي يتفق الجميع على دمويته أن تعتبر” جبهة النصرة”-رغم وضعها على قائمة الإرهاب – أنها مجرد فصيل جهادي هب لنصرة أبناء الشعب السوري وأن مهمتها في سوريا تنتهي بإسقاط النظام وأنها ليست معنية بممارسة الوصاية على الشعب السوري أو حكمه أو اختيار هوية الدولة الجديدة في سوريا.
من المهم أن نعرف أن جزءا كبيرا من المنتسبين لتنظيم جبهة النصرة في سوريا هم من أبناء الشعب السوري وأن منهم من كانوا ضباطا وجنودا في الجيش السوري قبل انشقاقهم عنه لرفضهم قتل أبناء شعبهم وبالتالي ليس جميع من يقاتل في جبهة النصرة هم طارئون على سوريا وعلى هؤلاء أن يدركوا أن انتصارهم لقضية شعبهم ضد النظام السوري لا يخولهم مصادرة رأيه في شكل الدولة التي يريدونها بعد انتصار الثورة .. نعم انتصرتم لشعبكم ضد الديكتاتورية فلتنتصروا أيضا لحريته ولقراره ولنتيجة صندوق الاقتراع.
كاتب وصحفي أردني
�
قدم تنظيم القاعدة في العراق أو ما يعرف “بدولة العراق الإسلامية” خدمة العمر للنظام السوري ورئيسه بشار الاسد بإعلانه أن جبهة النصرة التي تحارب في سوريا ضد نظام الرئيس بشار الأسد هي جزء من التنظيم الناشط في العراق فحسب رسالة مسجلة نشرت على مواقع جهادية على شبكة الانترنت، وبثتها وكالات الأنباء قال زعيم تنظيم القاعدة العراقي ابو بكر البغدادي “آن الأوان لنعلن أمام أهل الشام والعالم بأسره أن جبهة النصرة ما هي إلا امتداد لدولة العراق الإسلامية وجزء منها”.
كما أعلن “إلغاء اسم دولة العراق الإسلامية واسم جبهة النصرة وجمعهما تحت اسم واحد هو الدولة الإسلامية في العراق والشام”.
آخر ما يحتاجه الشعب السوري الذي يقتل منذ عامين على يد نظامه بالطائرات وبراميل المتفجرات التي تلقى عليه أن يجري وصم “ثورته بالإرهاب” وهو الاتهام الذي يقدم الدعم للنظام السوري ولروايته التي يرفض فيها الاعتراف بوجود ثورة شعبية وأن النظام يقاتل “عصابات مسلحة”.
سيحتفل النظام في سوريا برسالة أمير القاعدة في العراق التي هبطت عليه من حيث لا يحتسب وسيقوم إعلامه ببثها والترويج لها واستضافة عشرات المعلقين والمحللين ليؤكدوا رؤية النظام “وصدق روايته”عن “العصابات الإرهابية” التي تقاتل في سوريا.
مخطئ من يعتقد أن رسالة أمير القاعدة في العراق لن تضر الثورة السورية فهي ستطيل من معاناة الشعب السوري وسترفع من كلفة التغيير في سوريا وستزيد من عدد الدول المترددة في دعم الشعب السوري في وجه النظام وستقلص إمكانات دعم المعارضة السورية بالسلاح النوعي-خشية من وقوعه بيد القاعدة-وقد يتمدد هذا الموقف لنرى أن الدول الغربية أصبحت أكثر ميلا لاتخاذ موقف الحياد من الأزمة السورية والاكتفاء بالتنديد والإدانة للمجازر التي ترتكب بحق الشعب السوري الذي يقتل على يد نظامه.
المعارضة السورية والجيش السوري الحر مطالبان بسرعة التحرك لاحتواء آثار هذه الرسالة المدمرة التي يمكن أن تعصف بالثورة السورية وتعصف معها بالشعب السوري الذي لا تستحق ثورته النبيلة هذه النهاية .
من المهم أن تؤكد المعارضة السورية أن هدفها واضح يتمثل في إسقاط النظام وتحقيق مطالب الشعب السوري بالحرية والديمقراطية والتغيير وان الشعب السوري بكل فئاته هو الذي سيذهب بعد انتصار الثورة إلى صندوق الاقتراع لاختيار هوية دولته وهوية من يحكمها.
من المهم أيضا بعد هذا التطور الذي ينم عن ضعف في قراءة الواقع السياسي المعقد للوضع في سوريا ويدل أيضا على قلة الخبرة والدراية لدى قادة تنظيم القاعدة الذين يحاكون في هذه الرسالة “الدب الذي أراد أن يطرد الذبابة عن وجه صاحبه فقتله” أن لا تتخلى الدول العربية والشعوب العربية عن الشعب السوري وثورته ويخف الحماس لدعمه ماديا ومعنويا.
لقد دخلت الشعوب العربية بعد اندلاع ثورات الربيع العربي مرحلة جديدة وتاريخا جديدا ومنعطفا هاما سيحدد بوصلتها لسنوات طويلة مقبلة وباندلاع ثورات الربيع العربي وضع الشارع العربي يده على أدوات وطرق التغير وبأقل كلفة ممكنة وبالتالي فإن طريقة وأسلوب القاعدة ذهبت وانتهت وهي الرسالة التي لم تصل بعد – كما يبدو- إلى قادة القاعدة ليس في العراق فحسب بل في كل مكان يتواجدون فيه.
ما يمكن أن يحبط “النظام السوري” الذي يتفق الجميع على دمويته أن تعتبر” جبهة النصرة”-رغم وضعها على قائمة الإرهاب – أنها مجرد فصيل جهادي هب لنصرة أبناء الشعب السوري وأن مهمتها في سوريا تنتهي بإسقاط النظام وأنها ليست معنية بممارسة الوصاية على الشعب السوري أو حكمه أو اختيار هوية الدولة الجديدة في سوريا.
من المهم أن نعرف أن جزءا كبيرا من المنتسبين لتنظيم جبهة النصرة في سوريا هم من أبناء الشعب السوري وأن منهم من كانوا ضباطا وجنودا في الجيش السوري قبل انشقاقهم عنه لرفضهم قتل أبناء شعبهم وبالتالي ليس جميع من يقاتل في جبهة النصرة هم طارئون على سوريا وعلى هؤلاء أن يدركوا أن انتصارهم لقضية شعبهم ضد النظام السوري لا يخولهم مصادرة رأيه في شكل الدولة التي يريدونها بعد انتصار الثورة .. نعم انتصرتم لشعبكم ضد الديكتاتورية فلتنتصروا أيضا لحريته ولقراره ولنتيجة صندوق الاقتراع.
كاتب وصحفي أردني