2riadh
Excellent
حقيقة الأزواج الثلاثة التي جاءت في سورة الواقعة
في قوله تعالى
وَكُنْتُمْ أَزْوَاجًا ثَلَاثَةً فَأَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ مَا أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ وَأَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ مَا أَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ
وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ أُولَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ
سورة الواقعه
لكي نفهم من هم الأزواج الثلاثة لا بد لنا ان نعرف من هم أصحاب الميمنه وأصحاب اليمين والخلط
غير الصحيح بينهما وأصحاب الشمال والسابقون السابقون وسبب تكرارها مرتين مع عدم وجود تكرار في القران الكريم
وما هي الايات التي ترتبط بالازواج الثلاثه والتي جاءت بسور أخرى لكي نعرف صحة تفسيرنا لها
فكتاب الله وفهمه لغويا سوف يبين لنا من هم العامة
والمقربون والكفار والمجرمين
لتكون لدينا الأزواج الثلاثة فناتي كل فئةعلى حده
1- أصحاب الميمنة والسابقون السابقون
أصحاب الميمنة جاء ذكرهم في الكتاب
بقوله تعالى
فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْعَقَبَةُ فَكُّ رَقَبَةٍ أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ يَتِيمًا ذَا مَقْرَبَةٍ
أَوْ مِسْكِينًا ذَا مَتْرَبَةٍ ثُمَّ كَانَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ وَتَوَاصَوْا
بِالْمَرْحَمَةِ أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ
سورة البلد
من مدلول الاية يتبين لكم ان أصحاب الميمنه هم شخص او اشخاص معدودين سابقين بالخيرات من خلال عتقهم الرقاب
واطعام الناس وقت المجاعه لليتيم ذا مقربه أو مسكينا ذا متربة أي لا شيء له ، حتى كأنه قد لصق بالتراب من الفقر
ويكونوا من الذين آمنوا أي صدقوا ، فإن شرط قبول الطاعات الإيمان بالله . فالإيمان بالله بعد الإنفاق لا ينفع ،
بل يجب أن تكون الطاعة مصحوبة بالإيمان
وتواصوا أي أوصى بعضهم بعضا .
بالصبر أي بالصبر على طاعة الله ، وعن معاصيه وعلى ما أصابهم من البلاء والمصائب .
وتواصوا بالمرحمة بالرحمة على الخلق فإنهم إذا فعلوا ذلك رحموا اليتيم والمسكين .
وعلى شاكلة أصحاب الميمنةهنالك أيضا سابقين بالخيرات لكن اعلى منهم درجة المقربون
وهم والسابقون السابقون من الرسل واتباعهم المخلصين ومن يدخلون الجنة بغير حساب
ومن جاء فيهم بقوله تعالى
وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَٰئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ
وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ ۚ وَحَسُنَ أُولَٰئِكَ رَفِيقًا
كحال موسى والسبعين من قومه وعيسى والحواريين ورسولنا الخاتم ومن المهاجرين والانصار
فالاولين من ادم الى فترة رسولنا الخاتم والخلفاء الراشدين والاخرين هم من بعدهم الى يومنا هذا
مما جاء أعلاه يكون أصحاب الميمنه والسابقون السابقون شركاء في السبق بفعل الخيرات
ومن المقربين اي فئة واحدة بتفاوت فيما بينهم بالمنزلة في فعل الخيرات
ولكن ما السبب في تكرار كلمة السابقون والقران الكريم ليس له فيه تكرار بقوله والسابقون السابقون
فاعرابها يتبين لكم حالها
: أَنْ يكونَ الوقفُ على قولِه «والسابقون» ويكونَ قولُه «السابقون، أولئك المقرَّبون» ابتداءً وخبراً، وهذا يقتضي
أن يُعْطَفَ «والسابقون» على ما قبلَه، لكنْ لا يليق عَطْفُه على ما قبلَه ويليه، وإنما يليقُ عطفُه على
«أصحابُ المَيْمنة» كأنه قيل: وأصحابُ الميمنة ما أصحابُ الميمنة، والسابقون،
أي: ما السابقون تعظيماً لهم، فيكون شركاءَ لأصحابِ الميمنة في التعظيم
«وأصحابُ المَشْأمَةِ، ما أصحابُ المشأمة» اعتراضاً بين المتعاطفَيْن. وفي هذا الوجهِ تكلُّفٌ كثير جداً.
يعني ابسطها لكم متسابقين ثلاثه حصلوا مرتبه الأول والثاني والثالث فالاول هو سابق الاثنين
الذين فازوا معه فيكون المتسابق الأول سابق المنسابقون من المرتبه 2 و 3 أي شركاء بالفوز
ونفس الحال مع أصحاب الميمنه والسابقون الشركاء في سبق الخير وبالتفاوت فيما بينهما بالمنزلة
والعطاء فجمع الاثنان بهذا الوصف
وهؤلاء هم اول فئة من الأزواج الثلاثة أصحاب الميمنه والسابقون السابقون(السابقين بالخيرات من الاولين والاخرين)
ونسبتهم في الاولين والاخرين بقوله تعالى
{ ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ وَقَلِيلٌ مِنَ الْآخِرِينَ } (سورة الواقعة)
ومعنى ثلة والقليل في اللغة
مرادفات ثُلَّة (اسم)
جَمَاعَة , حِزْب , رَهْط , طائِفَة , عُصْبَة , عِصَابَة , فَرِيق , فَصِيلَة , فِرْقَة , قَوْم , كَوْكَبَة , مَجْمُوعَة
مرادفات فِئَة والتي جاءت فيها كلمة القليل ):
جَمَاعَة , جَمْهَرَة , جُمْهُور , حَشْد , رَهْط , زُمْرَة , طائِفَة , فَرِيق , فَصِيلَة , فَيْلَق , فِرْقَة , قَبِيل , قَوْم ,
كَوْكَبَة , لَمَّة , مَجْمُوعَة , مَعْشَر , نَفَر
لاحضوا التشابه في عناصر الثلة والفئة والفارق ان بالفئة جاءت بحال الكثرة مثل , فَيْلَق , فِرْقَة
فناسبت فئة قليلة بعكس الفئة الكثيرة وعلى مستوى فيلق او فرقه في الجيوش المقاتله
فالكثير منا فهم ان الثله اكبر من القليل لان الثلة عكسها القلة لكن الخطا الشائع الذي لم ياخذ بالحسبان اختلاف
سكان الأرض كاولين كقرى واقوام عن واخرين بمدن كبيره في القارات السبع
مثال على ذلك جاء الملك بثلة من حرسه
اي ان عدد الحرس ليس بالكثير اما بالنسبة لكلمة القليل
جاءت بسياق مع حال الجيش
بقوله تعالى
كم من فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ
نقول فئة عمريّة أي جميع الأشخاص من عمر
معيَّن أو المتراوحون في الأعمار
و يقصد بها هنا فئة بالجيش و بكلمة قليله اي جيش قليل العدد بالنسبة للجيش الكثير المقابل
له وقِلَّيل يأتي عكس الكَثْير وتفسير الاية ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ وَقَلِيلٌ مِنَ الْآخِرِينَ
بحال محدودية سكان الارض في حقبة الاولين
من المقربين محدود والتي تناسب لغويا مع ثلة
اما القليل فجاءت مع كثرة
سكان الارض في يومنا هذا أي الاخرين والكثير عكسه القليل
فناسب لغويا قوله تعالى و قليل من الاخرين
2- أصحاب اليمين
وهم الذين جاء ذكرهم في كتاب الله بقوله تعالى
كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ إِلَّا أَصْحَابَ الْيَمِينِ فِي جَنَّاتٍ يَتَسَاءَلُونَ
سورة المدثر
وهؤلاء هم عامة الناس بكافة منازلهم من الغني الى الفقير والذين عندهم حسنات وسيئات
ومعنى كل نفس بما كسبت رهينة الا أصحاب اليمين أي بعملهم
وطاعتهم وطلبهم دوما المغفرة من الله فغفر لهم وابدل سيئاتهم حسنات
وبقوله تعالى
وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللهِ إِلَهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا
يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ
وَكَانَ اللهُ غَفُورًا رَحِيمًا وَمَنْ تَابَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَإِنَّهُ يَتُوبُ إِلَى اللهِ مَتَابًا وَالَّذِينَ لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا
كِرَامًا وَالَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ لَمْ يَخِرُّوا عَلَيْهَا صُمًّا وَعُمْيَانًا وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ
وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا أُولَئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بِمَا صَبَرُوا وَيُلَقَّوْنَ فِيهَا تَحِيَّةً
وَسَلَامًا خَالِدِينَ فِيهَا حَسُنَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا
(سورة الفرقان 68 - 76)
وختم الله لكل من البشر المؤمنين لحظة موته
بقوله تعالى
يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي }
(سورة الفجر 27 - 30)
ونسبتهم ثلة من الاولين وثلة من الاخرين
أي التساوي فيما بين مجاميع الاولين والاخرين من أصحاب اليمين
3-أصحاب الشمال
هم الكفرة والمشركين والمجرمين وعامة الناس من خفت موازينهم
بصور شتى فعن الكافرون منها قوله تعالى
{ وَعَجِبُوا أَنْ جَاءَهُمْ مُنْذِرٌ مِنْهُمْ وَقَالَ الْكَافِرُونَ هَذَا سَاحِرٌ كَذَّابٌ أَجَعَلَ
الْآلِهَةَ إِلَهًا وَاحِدًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ }
سورة ص
{ بَلْ عَجِبُوا أَنْ جَاءَهُمْ مُنْذِرٌ مِنْهُمْ فَقَالَ الْكَافِرُونَ هَذَا شَيْءٌ عَجِيبٌ أَئِذَا مِتْنَا
وَكُنَّا تُرَابًا ذَلِكَ رَجْعٌ بَعِيدٌ }
سورة ق
اما عن المجرمين ومن ادنى منهم
قوله تعالى
فِي جَنَّاتٍ يَتَسَاءَلُونَ عَنِ الْمُجْرِمِينَ مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ
وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخَائِضِينَ وَكُنَّا نُكَذِّبُ بِيَوْمِ الدِّينِ
حَتَّى أَتَانَا الْيَقِينُ فَمَا تَنْفَعُهُمْ شَفَاعَةُ الشَّافِعِينَ
سورة المدثر
والاية بقوله تعالى
أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ فَذَلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ وَلَا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ
الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ الَّذِينَ هُمْ يُرَاءُونَ وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ
(سورة الماعون 1 - 7)
يبقى امر واحد ان يتوافق تفسير ما بيناه أعلاه مع أيات الكتاب
ففي قوله تعالى
فَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ وَجَنَّةُ نَعِيمٍ وَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ
فَسَلَامٌ لَكَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ وَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنَ الْمُكَذِّبِينَ الضَّالِّينَ فَنُزُلٌ مِنْ حَمِيمٍ وَتَصْلِيَةُ جَحِيمٍ
إِنَّ هَذَا لَهُوَ حَقُّ الْيَقِينِ فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ
سورة الواقعه
والاية بقوله تعالى
ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ
بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ
سورة فاطر
الأزواج الثلاثه كالتالي
اصحاب الميمنه والسابقون السابقون = فَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ وَجَنَّةُ نَعِيمٍ= وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ
أصحاب اليمين = وَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ فَسَلَامٌ لَكَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ= وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ
أصحاب الشمال = وَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنَ الْمُكَذِّبِينَ الضَّالِّينَ فَنُزُلٌ مِنْ حَمِيمٍ وَتَصْلِيَةُ جَحِيمٍ= فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ
ويَوْمَ يُنفَخُ فِي الصُّورِ فَتَأْتُونَ أَفْوَاجًا والافواج فمنكم مؤمن ومنكم كافر اي المؤمنين والكافرون ولكل درجات تبدا تشكيل تلك الافواج
بقوله تعالى اذا النفوس زوجت= ( وكنتم أزواجا ثلاثة ) اي ذكورواناث لكل فوج( مثلما نقول دائرة النفوس العامه فيها سجلات الذكور والاناث)
فافواج المؤمنين هم 1- أصحاب الميمنة والسابقون السابقون 2- اصحاب اليمين
اما افواج الكافرون هم 3- اصحاب الشمال اي المجرمين والمشركين الكفار فما دون ذلك
والحمد لله رب العالمين
المصدر التفسير لغويا سنة رسولنا الخاتم اللسان العربي المبين
في قوله تعالى
وَكُنْتُمْ أَزْوَاجًا ثَلَاثَةً فَأَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ مَا أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ وَأَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ مَا أَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ
وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ أُولَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ
سورة الواقعه
لكي نفهم من هم الأزواج الثلاثة لا بد لنا ان نعرف من هم أصحاب الميمنه وأصحاب اليمين والخلط
غير الصحيح بينهما وأصحاب الشمال والسابقون السابقون وسبب تكرارها مرتين مع عدم وجود تكرار في القران الكريم
وما هي الايات التي ترتبط بالازواج الثلاثه والتي جاءت بسور أخرى لكي نعرف صحة تفسيرنا لها
فكتاب الله وفهمه لغويا سوف يبين لنا من هم العامة
والمقربون والكفار والمجرمين
لتكون لدينا الأزواج الثلاثة فناتي كل فئةعلى حده
1- أصحاب الميمنة والسابقون السابقون
أصحاب الميمنة جاء ذكرهم في الكتاب
بقوله تعالى
فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْعَقَبَةُ فَكُّ رَقَبَةٍ أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ يَتِيمًا ذَا مَقْرَبَةٍ
أَوْ مِسْكِينًا ذَا مَتْرَبَةٍ ثُمَّ كَانَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ وَتَوَاصَوْا
بِالْمَرْحَمَةِ أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ
سورة البلد
من مدلول الاية يتبين لكم ان أصحاب الميمنه هم شخص او اشخاص معدودين سابقين بالخيرات من خلال عتقهم الرقاب
واطعام الناس وقت المجاعه لليتيم ذا مقربه أو مسكينا ذا متربة أي لا شيء له ، حتى كأنه قد لصق بالتراب من الفقر
ويكونوا من الذين آمنوا أي صدقوا ، فإن شرط قبول الطاعات الإيمان بالله . فالإيمان بالله بعد الإنفاق لا ينفع ،
بل يجب أن تكون الطاعة مصحوبة بالإيمان
وتواصوا أي أوصى بعضهم بعضا .
بالصبر أي بالصبر على طاعة الله ، وعن معاصيه وعلى ما أصابهم من البلاء والمصائب .
وتواصوا بالمرحمة بالرحمة على الخلق فإنهم إذا فعلوا ذلك رحموا اليتيم والمسكين .
وعلى شاكلة أصحاب الميمنةهنالك أيضا سابقين بالخيرات لكن اعلى منهم درجة المقربون
وهم والسابقون السابقون من الرسل واتباعهم المخلصين ومن يدخلون الجنة بغير حساب
ومن جاء فيهم بقوله تعالى
وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَٰئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ
وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ ۚ وَحَسُنَ أُولَٰئِكَ رَفِيقًا
كحال موسى والسبعين من قومه وعيسى والحواريين ورسولنا الخاتم ومن المهاجرين والانصار
فالاولين من ادم الى فترة رسولنا الخاتم والخلفاء الراشدين والاخرين هم من بعدهم الى يومنا هذا
مما جاء أعلاه يكون أصحاب الميمنه والسابقون السابقون شركاء في السبق بفعل الخيرات
ومن المقربين اي فئة واحدة بتفاوت فيما بينهم بالمنزلة في فعل الخيرات
ولكن ما السبب في تكرار كلمة السابقون والقران الكريم ليس له فيه تكرار بقوله والسابقون السابقون
فاعرابها يتبين لكم حالها
: أَنْ يكونَ الوقفُ على قولِه «والسابقون» ويكونَ قولُه «السابقون، أولئك المقرَّبون» ابتداءً وخبراً، وهذا يقتضي
أن يُعْطَفَ «والسابقون» على ما قبلَه، لكنْ لا يليق عَطْفُه على ما قبلَه ويليه، وإنما يليقُ عطفُه على
«أصحابُ المَيْمنة» كأنه قيل: وأصحابُ الميمنة ما أصحابُ الميمنة، والسابقون،
أي: ما السابقون تعظيماً لهم، فيكون شركاءَ لأصحابِ الميمنة في التعظيم
«وأصحابُ المَشْأمَةِ، ما أصحابُ المشأمة» اعتراضاً بين المتعاطفَيْن. وفي هذا الوجهِ تكلُّفٌ كثير جداً.
يعني ابسطها لكم متسابقين ثلاثه حصلوا مرتبه الأول والثاني والثالث فالاول هو سابق الاثنين
الذين فازوا معه فيكون المتسابق الأول سابق المنسابقون من المرتبه 2 و 3 أي شركاء بالفوز
ونفس الحال مع أصحاب الميمنه والسابقون الشركاء في سبق الخير وبالتفاوت فيما بينهما بالمنزلة
والعطاء فجمع الاثنان بهذا الوصف
وهؤلاء هم اول فئة من الأزواج الثلاثة أصحاب الميمنه والسابقون السابقون(السابقين بالخيرات من الاولين والاخرين)
ونسبتهم في الاولين والاخرين بقوله تعالى
{ ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ وَقَلِيلٌ مِنَ الْآخِرِينَ } (سورة الواقعة)
ومعنى ثلة والقليل في اللغة
مرادفات ثُلَّة (اسم)
جَمَاعَة , حِزْب , رَهْط , طائِفَة , عُصْبَة , عِصَابَة , فَرِيق , فَصِيلَة , فِرْقَة , قَوْم , كَوْكَبَة , مَجْمُوعَة
مرادفات فِئَة والتي جاءت فيها كلمة القليل ):
جَمَاعَة , جَمْهَرَة , جُمْهُور , حَشْد , رَهْط , زُمْرَة , طائِفَة , فَرِيق , فَصِيلَة , فَيْلَق , فِرْقَة , قَبِيل , قَوْم ,
كَوْكَبَة , لَمَّة , مَجْمُوعَة , مَعْشَر , نَفَر
لاحضوا التشابه في عناصر الثلة والفئة والفارق ان بالفئة جاءت بحال الكثرة مثل , فَيْلَق , فِرْقَة
فناسبت فئة قليلة بعكس الفئة الكثيرة وعلى مستوى فيلق او فرقه في الجيوش المقاتله
فالكثير منا فهم ان الثله اكبر من القليل لان الثلة عكسها القلة لكن الخطا الشائع الذي لم ياخذ بالحسبان اختلاف
سكان الأرض كاولين كقرى واقوام عن واخرين بمدن كبيره في القارات السبع
مثال على ذلك جاء الملك بثلة من حرسه
اي ان عدد الحرس ليس بالكثير اما بالنسبة لكلمة القليل
جاءت بسياق مع حال الجيش
بقوله تعالى
كم من فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ
نقول فئة عمريّة أي جميع الأشخاص من عمر
معيَّن أو المتراوحون في الأعمار
و يقصد بها هنا فئة بالجيش و بكلمة قليله اي جيش قليل العدد بالنسبة للجيش الكثير المقابل
له وقِلَّيل يأتي عكس الكَثْير وتفسير الاية ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ وَقَلِيلٌ مِنَ الْآخِرِينَ
بحال محدودية سكان الارض في حقبة الاولين
من المقربين محدود والتي تناسب لغويا مع ثلة
اما القليل فجاءت مع كثرة
سكان الارض في يومنا هذا أي الاخرين والكثير عكسه القليل
فناسب لغويا قوله تعالى و قليل من الاخرين
2- أصحاب اليمين
وهم الذين جاء ذكرهم في كتاب الله بقوله تعالى
كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ إِلَّا أَصْحَابَ الْيَمِينِ فِي جَنَّاتٍ يَتَسَاءَلُونَ
سورة المدثر
وهؤلاء هم عامة الناس بكافة منازلهم من الغني الى الفقير والذين عندهم حسنات وسيئات
ومعنى كل نفس بما كسبت رهينة الا أصحاب اليمين أي بعملهم
وطاعتهم وطلبهم دوما المغفرة من الله فغفر لهم وابدل سيئاتهم حسنات
وبقوله تعالى
وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللهِ إِلَهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا
يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ
وَكَانَ اللهُ غَفُورًا رَحِيمًا وَمَنْ تَابَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَإِنَّهُ يَتُوبُ إِلَى اللهِ مَتَابًا وَالَّذِينَ لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا
كِرَامًا وَالَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ لَمْ يَخِرُّوا عَلَيْهَا صُمًّا وَعُمْيَانًا وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ
وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا أُولَئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بِمَا صَبَرُوا وَيُلَقَّوْنَ فِيهَا تَحِيَّةً
وَسَلَامًا خَالِدِينَ فِيهَا حَسُنَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا
(سورة الفرقان 68 - 76)
وختم الله لكل من البشر المؤمنين لحظة موته
بقوله تعالى
يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي }
(سورة الفجر 27 - 30)
ونسبتهم ثلة من الاولين وثلة من الاخرين
أي التساوي فيما بين مجاميع الاولين والاخرين من أصحاب اليمين
3-أصحاب الشمال
هم الكفرة والمشركين والمجرمين وعامة الناس من خفت موازينهم
بصور شتى فعن الكافرون منها قوله تعالى
{ وَعَجِبُوا أَنْ جَاءَهُمْ مُنْذِرٌ مِنْهُمْ وَقَالَ الْكَافِرُونَ هَذَا سَاحِرٌ كَذَّابٌ أَجَعَلَ
الْآلِهَةَ إِلَهًا وَاحِدًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ }
سورة ص
{ بَلْ عَجِبُوا أَنْ جَاءَهُمْ مُنْذِرٌ مِنْهُمْ فَقَالَ الْكَافِرُونَ هَذَا شَيْءٌ عَجِيبٌ أَئِذَا مِتْنَا
وَكُنَّا تُرَابًا ذَلِكَ رَجْعٌ بَعِيدٌ }
سورة ق
اما عن المجرمين ومن ادنى منهم
قوله تعالى
فِي جَنَّاتٍ يَتَسَاءَلُونَ عَنِ الْمُجْرِمِينَ مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ
وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخَائِضِينَ وَكُنَّا نُكَذِّبُ بِيَوْمِ الدِّينِ
حَتَّى أَتَانَا الْيَقِينُ فَمَا تَنْفَعُهُمْ شَفَاعَةُ الشَّافِعِينَ
سورة المدثر
والاية بقوله تعالى
أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ فَذَلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ وَلَا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ
الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ الَّذِينَ هُمْ يُرَاءُونَ وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ
(سورة الماعون 1 - 7)
يبقى امر واحد ان يتوافق تفسير ما بيناه أعلاه مع أيات الكتاب
ففي قوله تعالى
فَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ وَجَنَّةُ نَعِيمٍ وَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ
فَسَلَامٌ لَكَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ وَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنَ الْمُكَذِّبِينَ الضَّالِّينَ فَنُزُلٌ مِنْ حَمِيمٍ وَتَصْلِيَةُ جَحِيمٍ
إِنَّ هَذَا لَهُوَ حَقُّ الْيَقِينِ فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ
سورة الواقعه
والاية بقوله تعالى
ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ
بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ
سورة فاطر
الأزواج الثلاثه كالتالي
اصحاب الميمنه والسابقون السابقون = فَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ وَجَنَّةُ نَعِيمٍ= وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ
أصحاب اليمين = وَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ فَسَلَامٌ لَكَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ= وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ
أصحاب الشمال = وَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنَ الْمُكَذِّبِينَ الضَّالِّينَ فَنُزُلٌ مِنْ حَمِيمٍ وَتَصْلِيَةُ جَحِيمٍ= فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ
ويَوْمَ يُنفَخُ فِي الصُّورِ فَتَأْتُونَ أَفْوَاجًا والافواج فمنكم مؤمن ومنكم كافر اي المؤمنين والكافرون ولكل درجات تبدا تشكيل تلك الافواج
بقوله تعالى اذا النفوس زوجت= ( وكنتم أزواجا ثلاثة ) اي ذكورواناث لكل فوج( مثلما نقول دائرة النفوس العامه فيها سجلات الذكور والاناث)
فافواج المؤمنين هم 1- أصحاب الميمنة والسابقون السابقون 2- اصحاب اليمين
اما افواج الكافرون هم 3- اصحاب الشمال اي المجرمين والمشركين الكفار فما دون ذلك
والحمد لله رب العالمين
المصدر التفسير لغويا سنة رسولنا الخاتم اللسان العربي المبين