2riadh
Excellent
ادم عليه السلام بين النسيان والعصيان في قصة الشجرة
اخوتي الافاضل في القران الكريم لا يوجد تكرار في الايات بل في كل سوره هنالك ملمح جديد
بايات تخص حال معين يتناول فيه جانبا من احداث تلك القصص ففي قصة ادم
على سبيل المثال لا الحصر يتبين هذا الحال
ففي سورة البقرة ايات تخص
(حوار الله سبحانه مع الملائكه وادم خليفة الارض وعدم التقرب من الشجرة)
وسورة الاعراف ايات
(بملمح عن كيفية حال عصيان ادم )
وسورة طه ايات
( تبين عن حال النسيان لادم)
فالعهد الذي اخذه ربنا على ادم وزوجه
هو ان لايقربا هذه الشجرة
(الشجرة الملعونه التي ذكرت في القران) والتي تغير الطور الخالد
من الاحسن تقويم الى الطور المؤقت النشاة الاولى المرتبط بالموت
لادم وزوجه والبشريه كافه
مالكم لا ترجون لله وقارا وقد خلقكم اطوارا
والامر الاخر اتخاذ ابليس عدو لهما والحذر منه لكي يخلد
في جنة الماوى هو وزوجه مع الملائكه وهذا هوجل اهتمامهما للبقاء
عند السماء السابعه عالم الخلق(الارض والسموات السبع)
(معنى الخُلْد لغويا: دوام البقاء في دار لا يخرج منها .)
وادرك ابليس حقيقة هذا الامر لذا انطلق في تخطيط محكم بالخداع
على استدراج ادم وزوجه ثم إغرائهم ليكون العصيان بعدها
وهو الهدف الرئيسي له ومراده في تلك المسالة من بعد
رفضه الأمر الإلهي بالسجود لادم وخروجه فيما بعد من منطقة العبادات فقط مع الملائكة
ليبقى عند السماء السابعه ومنها جنة الماوى
وقبل البدء في الكلام ليكن في معلومكم ان الوسوسه الي كان يطلقها ابليس لادم هو
همس اي بصوت مباشر خافت
وليست وسوسة كوسوسة النفس في الصدور وسوف ابينها لاحقا
المراحل هي كالاتي :-
(اولا)
مرحلة الاستدراج والنسيان : سورة طه:
ففي قوله تعالى
(وَلَقَدْ عَهِدْنَا إِلَىٰ آدَمَ مِن قَبْلُ فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْمًا)
اشار الله سبحانه ان حال ادم وزوجه وما جرى من احداث فيها مع
ابليس هو حال النسيان في تلك الفترة فما الامر الذي حاوربه ابليس ادم وجعله ينسى
رغم تحذير الله سبحانه له بقوله تعالى
(فَقُلْنَا يَا آدَمُ إِنَّ هَٰذَا عَدُوٌّ لَّكَ وَلِزَوْجِكَ فَلَا يُخْرِجَنَّكُمَا مِنَ الْجَنَّةِ
فَتَشْقىَ انَّ لَكَ أَلَّا تَجُوعَ فِيهَا وَلَا تَعْرَىٰ
وَأَنَّكَ لَا تَظْمَأُ فِيهَا وَلَا تَضْحَىٰ)
والمدخل الذي اتبعه ابليس لاستدراج ادم وحواء رغم معرفتهم بالتحذير الالهي
بجره الى حال النسيان اي بالخلط والتشويش في فكرادم والخداع وصورلادم على انها حقيقه
اخفاها الله سبحانه عنه وكالاتي
حيث قال ابليس لادم
(فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ الشَّيْطَانُ قَالَ يَا آدَمُ هَلْ أَدُلُّكَ عَلَىٰ شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لَّا يَبْلَىٰ)
اول ما قام به ابليس انه لم يذكر الشجرة بعينها التي حذر الله منها ادم
(هَلْ أَدُلُّكَ عَلَىٰ شَجَرَةِ الْخُلْد)
حيث كان كلامه في العموم على شجرة تحقق لك ما تريد للبقاء في الجنةوملك
لا يفنى يعني اقربها لكم لو انك حذرت شخصا بعدم الاقتراب من مطعم لان الاكل هنالك سوف يضره
وجاء بعدها شخص وقال له سوف اخذك الى مطعم فاخر تجد فيه طلبك
من الطعام الذي تشتهيه فانه بلا شك سوف يذهب معه لانه لم يعين له المطعم ذاته الذي حذره منه
الشخص الاخر وهذا ما حصل لادم بخصوص الشجرة فذهب هو وزوجه مع ابليس ليدلهما على تلك الشجرة
ولم ياتي بخاطرهما امر الشجره الملعونه فنسيا ولم نجد له عزما اي فلم يصبر ولم يكن
جادا بعدم الاستماع لابليس وبهذ يكون ادم
قد خالف ما وصاه الله فيه باتخاذه عدوا له وكثير من الايات التي جاءت في القران الكريم
بالخلط والتشويش في فكرذرية ادم من قبل ابليس ايضا
بقوله تعالى
قَالَ أَرَأَيْتَ إِذْ أَوَيْنَا إِلَى الصَّخْرَةِ فَإِنِّي نَسِيتُ الْحُوتَ وَمَا أَنْسَانِيهُ إِلا الشَّيْطَانُ
أَنْ أَذْكُرَهُ وَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ عَجَبًا
الكهف
وقال للذي ظن أنه ناج منهما اذكرني عند ربك فأنساه الشيطان ذكر
ربه فلبث في السجن بضع سنين
سورة يوسف
علاج هذا الامر بقوله تعالى
وَاذْكُرْ رَبَّكَ إِذَا نَسِيتَ وَقُلْ عَسَى أَنْ يَهْدِيَنِ رَبِّي لأَقْرَبَ مِنْ هَذَا رَشَدًا
(ثانيا)
حال العصيان: سورة طه والاعراف
ففي قوله تعالى في سورة طه
فَأَكَلَا مِنْهَا فَبَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِن وَرَقِ الْجَنَّةِ ۚ
وَعَصَىٰ آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَىٰ
ومن مدلول الايه لغويا يتبين لكم ان ادم وزوجه قد اكلا من الشجرة وعصوا
امر الله بعدم الاكل منها وان العصيان بحال فيه اغواء اي هوى النفس
فنقول في اللغة غَوِيَ الشَّابُّ :اي ضَلَّ، واِنْقَادَ لِلْهَوَى
ولكن السؤال يبقى فيه غموض
كيف اغرى ابليس ادم وزوجه بالاكل من الشجرة
رغم معرفتهما بها من قبل الله سبحانه
الجواب على تلك المسالة تبينها الاية في سورة الاعراف
بقوله تعالى
فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطَانُ لِيُبْدِيَ لَهُمَا مَا وُورِيَ عَنْهُمَا مِن سَوْآتِهِمَا وَقَالَ مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَنْ
هَٰذِهِ الشَّجَرَةِ إِلَّا أَن تَكُونَا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونَا مِنَ الْخَالِدِينَ وَقَاسَمَهُمَا
إِنِّي لَكُمَا لَمِنَ النَّاصِحِينَ
فَدَلَّاهُمَا بِغُرُورٍ ۚ فَلَمَّا ذَاقَا الشَّجَرَةَ بَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِن وَرَقِ الْجَنَّةِ
ۖ وَنَادَاهُمَا رَبُّهُمَا أَلَمْ أَنْهَكُمَا عَن تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ وَأَقُل لَّكُمَا
إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمَا عَدُوٌّ مُّبِينٌ
ابليس مع ادم وحواء ليدلهم على تلك الشجرة وهو يدرك جيدا ان وصلوا اليها
سوف يمتنع ادم وزوجه عن الاكل منها فيذهب ما خطط اليه ادراج الرياح وتفشل مهمته
لانه خبر الحياة كونه قبل ادم وعرف بكل احوالها
لذا فحين وصولهم للشجرة لم يترك ابليس زمام المبادره لادم ان يرد بخصوص الشجرة بل سبقه
في القول ليشكك بالخداع لماذا منعهما الله سبحانه عن الاكل
منها وليكون جوابه موافق لما يفكر فيه ادم
فقال له بهمس وحلف لهما انه من الناصحين
مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَنْ هَٰذِهِ الشَّجَرَةِ إِلَّا أَن تَكُونَا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونَا مِنَ الْخَالِدِينَ
وَقَاسَمَهُمَا إِنِّي لَكُمَا لَمِنَ النَّاصِحِينَ
فصدق ادم وزوجه ما قاله ابليس بحال الاغراء المصحوب بالخداع
مع هوى النفس الامارة بالسوء لادم وقع هو وزوجه في المعصيه
فاكلا من الشجرة
وتحولوا من الطور الخالد الاحسن تقويم الى طور النشاة الاولى التي جاءت منها البشريه
والمرتبط بالاجل المسمى الموت فلم يحفظ ادم عهده مع الله سبحانه
مع العلم ان الله بين له وببساطه الكيفية التي يخلد فيها مع زوجه عند جنة الماوى
فكانوا من الظالمين
فجاء الرد الالهي
بقوله تعالى
وَنَادَاهُمَا رَبُّهُمَا أَلَمْ أَنْهَكُمَا عَن تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ وَأَقُل لَّكُمَا إِنَّ الشَّيْطَانَ
لَكُمَا عَدُوٌّ مُّبِينٌ
ولما احس ادم وزوجه بظلم انفسهم تلقوا من رب العزة والرحمة والمغفرة
كلمات يعلمهم فيها طريق التوبه
بقوله تعالى
فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِماتٍ فَتابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ
سورة البقرة
وهذه الكلمات هي في سورة الاعراف
بقوله تعالى
قَالَا رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِن لَّمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ
وكان من بعدها هبوط ادم وزوجه وابليس الى الارض
لتكون البشريه مع امتحان لكل واحد منهم وباختياره كحال ابونا ادم
فمنكم مؤمن او كافر وبصور شتى في حياتنا الدنيا
والتي لاتختلف فيها المعصيه عن الاستدراج واغراءات الشيطان وهوى النفس
ورقة الامتحان فقاعة الامتحان هي الارض التي نعيش عليها
وزمن الامتحان هو الاجل المسمى الذي تغادر فيها الدنيا كنفس
لا تاخذ معها الا العمل الصالح من بعد رحمة الله سبحانه
بحال بعث رسله والكتب المنزلة اليهم للهداية الى الطريق المستقيم
ومنهم اولو العزم من الرسل نوح ابراهيم موسى عيسى محمد
صلوات ربي وسلامي عليهم
بقى امر واحد بخصوص وسوسة ابليس لادم وقلت فيه انه الهمس
ففي اللغة نقول
وَسْوَسَ صَاحِبَهُ:
اي كَلَّمَهُ كَلاَماً خَفِيّاً وَبِهَمْسٍ
وسوس الشيطان إليه:
أغواه، حَدَّثه بِشَرٍّ أو بما لا نفع فيه ولا خير فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطَانُ
مُوَسْوِسٌ بَيْنَ النَّاسِ : الْمُتَحَدِّثُ بِشَرٍّ بَيْنَهُمْ بِمَا لاَ نَفْعَ فِيهِ ولاَ خَيْرَ
ويقال لِهَمْس الصائد والكلاب وسوسه وأَصواتِ الحلي: وَسْواس
كما ان ادم كان على خلقة الاحسن تقويم وكان يرى الملائكه والجن
حين حواره مع الملائكه وعدم سجود ابليس له
بينما ذريته وهم على طور النشاة الاولى لا يستطيعون رؤية الجن
بقوله تعالى
إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لَا تَرَوْنَهُمْ ۗ إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ
أَوْلِيَاءَ لِلَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ
الاعراف
فوسوسته بطرق شتى مع البشرفي حياتنا الدنيا منها
هَمَزات الشَّيطان: وساوسه وخطراته
وَقُلْ رَبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ
المؤمنون
وقل - أيها النبي -: رب أستجير بك من إغواء الشياطين ووسوستها,
المغرية على الباطل والفساد والصد عن الحق
واستفزز من استطعت منهم بصوتك وأجلب عليهم بخيلك ورجلك
وشاركهم في الأموال والأولاد وعدهم وما يعدهم الشيطان إلا غرورا
الاسراء
الاستفزاز
الإثارة ، و التحريض بالاستخفاف والاستعجال أَي استخف بصوتك ودعائك، قال:
وكذلك قوله عز وجل: وإِن كادوا لَيَسْتَفِزُّونَكَ من الأَرض أَي ليستَخِفُّونَك
النزغ
وسوسه غرضها جعل شك في العقيده
بقوله تعالى
وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله إنه سميع عليم
بينما بعثنا في الاخرة على خلقة الاحسن تقويم
لقد جئتمونا كما خلقناكم اول مره اي خلقة ادم الاولى قبل اكله من الشجرة
ونرى الملائكه بقوله تعالى وجاءت كل نفس ومعها سائق وشهيد
ونرى الجن بقوله تعالى
وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا رَبَّنَا أَرِنَا اللَّذَيْنِ أَضَلَّانَا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ نَجْعَلْهُمَا تَحْتَ
أَقْدَامِنَا لِيَكُونَا مِنَ الْأَسْفَلِينَ
والحمد لله رب العالمين
التفسير لغويا سنة رسولنا الخاتم اللسان العربي المبين
اخوتي الافاضل في القران الكريم لا يوجد تكرار في الايات بل في كل سوره هنالك ملمح جديد
بايات تخص حال معين يتناول فيه جانبا من احداث تلك القصص ففي قصة ادم
على سبيل المثال لا الحصر يتبين هذا الحال
ففي سورة البقرة ايات تخص
(حوار الله سبحانه مع الملائكه وادم خليفة الارض وعدم التقرب من الشجرة)
وسورة الاعراف ايات
(بملمح عن كيفية حال عصيان ادم )
وسورة طه ايات
( تبين عن حال النسيان لادم)
فالعهد الذي اخذه ربنا على ادم وزوجه
هو ان لايقربا هذه الشجرة
(الشجرة الملعونه التي ذكرت في القران) والتي تغير الطور الخالد
من الاحسن تقويم الى الطور المؤقت النشاة الاولى المرتبط بالموت
لادم وزوجه والبشريه كافه
مالكم لا ترجون لله وقارا وقد خلقكم اطوارا
والامر الاخر اتخاذ ابليس عدو لهما والحذر منه لكي يخلد
في جنة الماوى هو وزوجه مع الملائكه وهذا هوجل اهتمامهما للبقاء
عند السماء السابعه عالم الخلق(الارض والسموات السبع)
(معنى الخُلْد لغويا: دوام البقاء في دار لا يخرج منها .)
وادرك ابليس حقيقة هذا الامر لذا انطلق في تخطيط محكم بالخداع
على استدراج ادم وزوجه ثم إغرائهم ليكون العصيان بعدها
وهو الهدف الرئيسي له ومراده في تلك المسالة من بعد
رفضه الأمر الإلهي بالسجود لادم وخروجه فيما بعد من منطقة العبادات فقط مع الملائكة
ليبقى عند السماء السابعه ومنها جنة الماوى
وقبل البدء في الكلام ليكن في معلومكم ان الوسوسه الي كان يطلقها ابليس لادم هو
همس اي بصوت مباشر خافت
وليست وسوسة كوسوسة النفس في الصدور وسوف ابينها لاحقا
المراحل هي كالاتي :-
(اولا)
مرحلة الاستدراج والنسيان : سورة طه:
ففي قوله تعالى
(وَلَقَدْ عَهِدْنَا إِلَىٰ آدَمَ مِن قَبْلُ فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْمًا)
اشار الله سبحانه ان حال ادم وزوجه وما جرى من احداث فيها مع
ابليس هو حال النسيان في تلك الفترة فما الامر الذي حاوربه ابليس ادم وجعله ينسى
رغم تحذير الله سبحانه له بقوله تعالى
(فَقُلْنَا يَا آدَمُ إِنَّ هَٰذَا عَدُوٌّ لَّكَ وَلِزَوْجِكَ فَلَا يُخْرِجَنَّكُمَا مِنَ الْجَنَّةِ
فَتَشْقىَ انَّ لَكَ أَلَّا تَجُوعَ فِيهَا وَلَا تَعْرَىٰ
وَأَنَّكَ لَا تَظْمَأُ فِيهَا وَلَا تَضْحَىٰ)
والمدخل الذي اتبعه ابليس لاستدراج ادم وحواء رغم معرفتهم بالتحذير الالهي
بجره الى حال النسيان اي بالخلط والتشويش في فكرادم والخداع وصورلادم على انها حقيقه
اخفاها الله سبحانه عنه وكالاتي
حيث قال ابليس لادم
(فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ الشَّيْطَانُ قَالَ يَا آدَمُ هَلْ أَدُلُّكَ عَلَىٰ شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لَّا يَبْلَىٰ)
اول ما قام به ابليس انه لم يذكر الشجرة بعينها التي حذر الله منها ادم
(هَلْ أَدُلُّكَ عَلَىٰ شَجَرَةِ الْخُلْد)
حيث كان كلامه في العموم على شجرة تحقق لك ما تريد للبقاء في الجنةوملك
لا يفنى يعني اقربها لكم لو انك حذرت شخصا بعدم الاقتراب من مطعم لان الاكل هنالك سوف يضره
وجاء بعدها شخص وقال له سوف اخذك الى مطعم فاخر تجد فيه طلبك
من الطعام الذي تشتهيه فانه بلا شك سوف يذهب معه لانه لم يعين له المطعم ذاته الذي حذره منه
الشخص الاخر وهذا ما حصل لادم بخصوص الشجرة فذهب هو وزوجه مع ابليس ليدلهما على تلك الشجرة
ولم ياتي بخاطرهما امر الشجره الملعونه فنسيا ولم نجد له عزما اي فلم يصبر ولم يكن
جادا بعدم الاستماع لابليس وبهذ يكون ادم
قد خالف ما وصاه الله فيه باتخاذه عدوا له وكثير من الايات التي جاءت في القران الكريم
بالخلط والتشويش في فكرذرية ادم من قبل ابليس ايضا
بقوله تعالى
قَالَ أَرَأَيْتَ إِذْ أَوَيْنَا إِلَى الصَّخْرَةِ فَإِنِّي نَسِيتُ الْحُوتَ وَمَا أَنْسَانِيهُ إِلا الشَّيْطَانُ
أَنْ أَذْكُرَهُ وَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ عَجَبًا
الكهف
وقال للذي ظن أنه ناج منهما اذكرني عند ربك فأنساه الشيطان ذكر
ربه فلبث في السجن بضع سنين
سورة يوسف
علاج هذا الامر بقوله تعالى
وَاذْكُرْ رَبَّكَ إِذَا نَسِيتَ وَقُلْ عَسَى أَنْ يَهْدِيَنِ رَبِّي لأَقْرَبَ مِنْ هَذَا رَشَدًا
(ثانيا)
حال العصيان: سورة طه والاعراف
ففي قوله تعالى في سورة طه
فَأَكَلَا مِنْهَا فَبَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِن وَرَقِ الْجَنَّةِ ۚ
وَعَصَىٰ آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَىٰ
ومن مدلول الايه لغويا يتبين لكم ان ادم وزوجه قد اكلا من الشجرة وعصوا
امر الله بعدم الاكل منها وان العصيان بحال فيه اغواء اي هوى النفس
فنقول في اللغة غَوِيَ الشَّابُّ :اي ضَلَّ، واِنْقَادَ لِلْهَوَى
ولكن السؤال يبقى فيه غموض
كيف اغرى ابليس ادم وزوجه بالاكل من الشجرة
رغم معرفتهما بها من قبل الله سبحانه
الجواب على تلك المسالة تبينها الاية في سورة الاعراف
بقوله تعالى
فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطَانُ لِيُبْدِيَ لَهُمَا مَا وُورِيَ عَنْهُمَا مِن سَوْآتِهِمَا وَقَالَ مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَنْ
هَٰذِهِ الشَّجَرَةِ إِلَّا أَن تَكُونَا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونَا مِنَ الْخَالِدِينَ وَقَاسَمَهُمَا
إِنِّي لَكُمَا لَمِنَ النَّاصِحِينَ
فَدَلَّاهُمَا بِغُرُورٍ ۚ فَلَمَّا ذَاقَا الشَّجَرَةَ بَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِن وَرَقِ الْجَنَّةِ
ۖ وَنَادَاهُمَا رَبُّهُمَا أَلَمْ أَنْهَكُمَا عَن تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ وَأَقُل لَّكُمَا
إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمَا عَدُوٌّ مُّبِينٌ
ابليس مع ادم وحواء ليدلهم على تلك الشجرة وهو يدرك جيدا ان وصلوا اليها
سوف يمتنع ادم وزوجه عن الاكل منها فيذهب ما خطط اليه ادراج الرياح وتفشل مهمته
لانه خبر الحياة كونه قبل ادم وعرف بكل احوالها
لذا فحين وصولهم للشجرة لم يترك ابليس زمام المبادره لادم ان يرد بخصوص الشجرة بل سبقه
في القول ليشكك بالخداع لماذا منعهما الله سبحانه عن الاكل
منها وليكون جوابه موافق لما يفكر فيه ادم
فقال له بهمس وحلف لهما انه من الناصحين
مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَنْ هَٰذِهِ الشَّجَرَةِ إِلَّا أَن تَكُونَا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونَا مِنَ الْخَالِدِينَ
وَقَاسَمَهُمَا إِنِّي لَكُمَا لَمِنَ النَّاصِحِينَ
فصدق ادم وزوجه ما قاله ابليس بحال الاغراء المصحوب بالخداع
مع هوى النفس الامارة بالسوء لادم وقع هو وزوجه في المعصيه
فاكلا من الشجرة
وتحولوا من الطور الخالد الاحسن تقويم الى طور النشاة الاولى التي جاءت منها البشريه
والمرتبط بالاجل المسمى الموت فلم يحفظ ادم عهده مع الله سبحانه
مع العلم ان الله بين له وببساطه الكيفية التي يخلد فيها مع زوجه عند جنة الماوى
فكانوا من الظالمين
فجاء الرد الالهي
بقوله تعالى
وَنَادَاهُمَا رَبُّهُمَا أَلَمْ أَنْهَكُمَا عَن تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ وَأَقُل لَّكُمَا إِنَّ الشَّيْطَانَ
لَكُمَا عَدُوٌّ مُّبِينٌ
ولما احس ادم وزوجه بظلم انفسهم تلقوا من رب العزة والرحمة والمغفرة
كلمات يعلمهم فيها طريق التوبه
بقوله تعالى
فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِماتٍ فَتابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ
سورة البقرة
وهذه الكلمات هي في سورة الاعراف
بقوله تعالى
قَالَا رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِن لَّمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ
وكان من بعدها هبوط ادم وزوجه وابليس الى الارض
لتكون البشريه مع امتحان لكل واحد منهم وباختياره كحال ابونا ادم
فمنكم مؤمن او كافر وبصور شتى في حياتنا الدنيا
والتي لاتختلف فيها المعصيه عن الاستدراج واغراءات الشيطان وهوى النفس
ورقة الامتحان فقاعة الامتحان هي الارض التي نعيش عليها
وزمن الامتحان هو الاجل المسمى الذي تغادر فيها الدنيا كنفس
لا تاخذ معها الا العمل الصالح من بعد رحمة الله سبحانه
بحال بعث رسله والكتب المنزلة اليهم للهداية الى الطريق المستقيم
ومنهم اولو العزم من الرسل نوح ابراهيم موسى عيسى محمد
صلوات ربي وسلامي عليهم
بقى امر واحد بخصوص وسوسة ابليس لادم وقلت فيه انه الهمس
ففي اللغة نقول
وَسْوَسَ صَاحِبَهُ:
اي كَلَّمَهُ كَلاَماً خَفِيّاً وَبِهَمْسٍ
وسوس الشيطان إليه:
أغواه، حَدَّثه بِشَرٍّ أو بما لا نفع فيه ولا خير فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطَانُ
مُوَسْوِسٌ بَيْنَ النَّاسِ : الْمُتَحَدِّثُ بِشَرٍّ بَيْنَهُمْ بِمَا لاَ نَفْعَ فِيهِ ولاَ خَيْرَ
ويقال لِهَمْس الصائد والكلاب وسوسه وأَصواتِ الحلي: وَسْواس
كما ان ادم كان على خلقة الاحسن تقويم وكان يرى الملائكه والجن
حين حواره مع الملائكه وعدم سجود ابليس له
بينما ذريته وهم على طور النشاة الاولى لا يستطيعون رؤية الجن
بقوله تعالى
إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لَا تَرَوْنَهُمْ ۗ إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ
أَوْلِيَاءَ لِلَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ
الاعراف
فوسوسته بطرق شتى مع البشرفي حياتنا الدنيا منها
هَمَزات الشَّيطان: وساوسه وخطراته
وَقُلْ رَبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ
المؤمنون
وقل - أيها النبي -: رب أستجير بك من إغواء الشياطين ووسوستها,
المغرية على الباطل والفساد والصد عن الحق
واستفزز من استطعت منهم بصوتك وأجلب عليهم بخيلك ورجلك
وشاركهم في الأموال والأولاد وعدهم وما يعدهم الشيطان إلا غرورا
الاسراء
الاستفزاز
الإثارة ، و التحريض بالاستخفاف والاستعجال أَي استخف بصوتك ودعائك، قال:
وكذلك قوله عز وجل: وإِن كادوا لَيَسْتَفِزُّونَكَ من الأَرض أَي ليستَخِفُّونَك
النزغ
وسوسه غرضها جعل شك في العقيده
بقوله تعالى
وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله إنه سميع عليم
بينما بعثنا في الاخرة على خلقة الاحسن تقويم
لقد جئتمونا كما خلقناكم اول مره اي خلقة ادم الاولى قبل اكله من الشجرة
ونرى الملائكه بقوله تعالى وجاءت كل نفس ومعها سائق وشهيد
ونرى الجن بقوله تعالى
وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا رَبَّنَا أَرِنَا اللَّذَيْنِ أَضَلَّانَا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ نَجْعَلْهُمَا تَحْتَ
أَقْدَامِنَا لِيَكُونَا مِنَ الْأَسْفَلِينَ
والحمد لله رب العالمين
التفسير لغويا سنة رسولنا الخاتم اللسان العربي المبين