سوريا اليوم
مراسل صقور الأبداع من سوريا
كلنا شركاء- مراسل المحليات- دمشق
ركب في المقعد الخلفي, كان عمره ثلاثة عشر ربيعاً, وضع وشاحاً أسود على جبينه كتب عليها” لا الله الا الله محمد رسول الله” يتوسطها عبارة دائرية صغيرة كُتب” كتائب شهداء الصديق” عندما سألته هل تذهب الى المدرسة؟ قال وهو يبتسم” لاء” قلت لماذا” أجاب بصوت هادئ غير مبالي” ومين بيشتغل ليطلع مصروف أهلي”
محمد أستشهد والده واخويه البكر في المعارك الطاحنة بين القوات الموالية للنظام السوري وتشكيلات الجيش الحر. والده تطوع في احد كتائب الحر في مدينة دوما, بعدها قرر اخويه الالتحاق بنفس الكتيبة, وفي أحد العمليات العسكرية استشهدوا جميعاً وبقي محمد المعيل الوحيد لوالدته واخوته الصغار.
فبعد تحرر أغلب مناطق الغوطة الشرقية في ريف دمشق, بدأ تشّكيل لجان متخصصة بالقطاع التعليمي لممارسة مهام فتح مراكز ومعاهد تدريسية. المنهاج السوري يدرس في تلك لمدارس ولكن بعد حذف (مادة التربية القومية) وتعديلات في بعض المواد التي تتعلق بالنظام الحاكم.
في تاريخ 16-12-2012 أجتمع اهالي مدينة دوما في مقر (شعبة حزب البعث) سابقاً كان ذلك اليوم هو يوم البيعة كما أطلق عليه سكان المدينة( انتخاب المجلس المحلي لإدارة شؤونها المدنية) أذ اجتمع في ذاك اليوم قرابة مائة شخصية ممثلين عن الاهالي ومعظم الكتائب العسكرية في مقر المجلس المحلي حالياً- لانتخاب أعضاء المكتب التنفيذي ورئيس الادارة المدنية.
اعلن في الاجتماع عن لجنة خاصة للتعليم, المدرس عدنان سليبي عضو في اللجنة التعليمية في المجلس المحلي لمدينة دوما. وعضو في مكتب التربية والتعليم الثوري في الغوطة الشرقية الذ حّل محل مديرية التربية في ريف دمشق. أعلن للأهلي في الاجتماع عن فتح معهد البدر, وبدء الدوام الرسمي في 14-01-2013 ويعد هذا المعهد الاكبر في تدريس الطلبة على مستوى مدينة دوما. وبلغت طاقة استيعابه القصوى. أذ يُدرس فيه جميع المراحل من الصف الاول الى الثانوية العامة بفرعيها العلمي والادبي والشرعية العامة.
المدرس عدنان كان يجلس في مكتب الادارة في معهد البدر ويحمل في يديه كتب يبدوا اناها للنسخ لشح الكتب في المعهد. بدأ كلامه بالقول ” طلبنا من جميع المدرسين الغاء مادة (التربية القومية) وحذف كل ما يتعلق بالنظام الساقط في كتب التاريخ واللغة العربية كزن قمنا بغربلتها قبل تدّريسها. كما عممنا تعديل دروس مادة التربية الدينية كونها كانت مفروضة ومجبرين تدريسها, الان نقوم بتدريس ما يتوافق مع مبادئ ثورتنا”
وعن لمنهاج التدريسي يضيف ” مسألة تأليف منهاج جديد او تعديل المنهاج الحالي غير واردة كّون لا يوجد لدينا متسع من الوقت والظرف الامني لا يسمح بذلك. لذلك قررنا الالتزام بالمنهاج التعليمي الحالي المعمول به في جميع أنحاء سوريا ولكن نحلم ان نقوم بتأسيس وتأليف منهاج يتناسب مع ثورتنا ومطالبها”.
ولم يخفي الاستاذ عدنان ان زيادة عدد الطلاب يعني ذلك رفع درجة المسؤولية وتكاليف النفقات وقال ” الى الان هناك اهالي يأتون ويطلبون تسجيل ابنائهم كي لأي يحرموا من العام الدراسي ما شّكل عبء اضافي فمن جهة اننا درسنا اكثر من 40% من المنهاج, اضافة الى زيادة مصاريف المعهد من جهة اخرى”
وزارة التربية وفي منتصف أيلول الماضي، أعلنت بدء العام الدراسي 2012- 2013 برغم اشتعال المعارك التي فرضت نزوحاً في العديد من مناطق ريف دمشق، كما نالت المدارس نصيبها من القصف والدمار. وتحول البعض منها إلى مراكز إيواء.
محمد فليطاني معارض اشتراكي قديم, وعضو في المكتب السياسي لحزب الاتحاد الاشتراكي الذي كان يتزعمه الدكتور جمال الاتاسي. يشغل عضو المكتب التنفيذي للمجلس المحلي في مدينة دوما, احد المشاركين في بناء مؤسسات تعليمية في مدينته, قال” التعليم الاساس ورافعة لأية عملية تنموية وهي بدورها تصنع الاجيال؛ لذلك وبشكل سريع قمنا بفتح ثلاث مراكز تعليمية تابعة للمجلس المحلي: معهد البدر- معهد دوما اللغوي- معهد وأعتصموا بحبل الله جميعاً. ونقوم بتأمين كل احتياجاتها من مصاريف وتغطية نفقات وتأمين الكادر التدريسي والاداري”
محمد الفليطاني كان مدرساً في مادة الرياضيات في الثانوية العامة سابقا قبل ان يتقاعد مما دفعه التمسك بالتعليم, كان من اكثر المتابعين للشأن التعليمي في مدينة دوما لأهميتها والدور الذي يسهم في اعادة تأهيل مدينة دوما, ولم يكن يتوقع النجاح الذي حققوه أذ قال” بداية عندما أعلن المجلس المحلي للمدينة فتح معهد البدر كان في نهاية العام الماضي, الان وبعد حوالي اربعة شهور من عملنا وفتح باقي المراكز التعليمية ادركنا ان هذا العمل هو استمرار للثورة ثورة الحرية والكرامة التي يطالب بها الشعب السوري”
وتشير أرقام الأمم المتحدة وتقرير منظمة اليونيسيف في شهر أيلول الماضي إلى تعرض أكثر من ألفي مدرسة للتدمير الكامل أو الجزئي ( هذا الرقم أرتفع وفقاً لإحصائيات وزارة التربية إلى 2400)، فيما تقيم مئات العائلات في 800 مدرسة (ارتفع الرقم إلى 1499 مدرسة حاليا وبعد اخر الاحصاءات)، لتعمل المنظمة الدولية على إصلاح أربع وستين منها في إطار برنامجها للإغاثة الذي يستهدف أربعة ملايين سوري في الداخل, كما تشير أرقام اليونيسيف إلى أهمية تزويد مليون طفل في سن الدراسة بالمواد التعليمية الأساسية واستفادة 150 ألفاً من أطفال المدارس من صفوف التقوية والأنشطة الترفيهية في بيئة تعليمية أفضل.
راشد طالب جامعة سنة ثالثة في كلية هندسة الميكانيك بجامعة دمشق, بعد ان انقطع عن تعليمه الجامعي قرر الالتحاق بالكادر التدريسي في معهد البدر ليدرس مادة الفيزياء والكيمياء والرياضيات للمرحلة الاعدادية. قال وهو يقف عند اللوح يشرح احدى النظريات لطلابه” تواجهنا تحديات كبيرة, أهمها ان الطالب عنا رغم القصف والوضع الامني وشح الكتب هو مصر على التعليم, ولكن التحدي الحقيقي شو حيكون مصير شهادة التاسع وهي مرحلية والاهم شهادة الثانوية العامة وقتها شو راح يتقرر وضع الطالب, لهلاء مو معروف شو حيصير وما وصلنا اي شي من مديرية التربية لتاريخه”
الكادر التعليمي من مدرسين وإداريين حملوا على عاتقهم فتح المدارس المدمرة واعادة فتحها لإيواء كل من يريد اكمال تعليمه. يخاطرون برغم كل شيء للحفاظ على هذا الحق، من دون أن يأبهوا بالدمار الذي لحق بالمدارس والتفجيرات التي طالت المدارس والمراكز التعليمية ناهيك ان اغلبها تحولت الى مراكز لإيواء النازحين مما شكل تحدٍ اضافي واجهت القائمين على القطاع التدريسي في المناطق المحررة.
ياسر صالح مدير معهد البدر أكد ان” المجلس المحلي في مدينة دوما تكفّل بكل مصاريف المعهد من اعمال ترميم واصلاح ابواب ونوافذ التي تكسرت بسبب القصف. طلبنا من صاحب المعهد فتح المركز وبدوره وافق وشجع الفكرة. كون الان لا توجد حصص ودروس خاصة”.
واضاف المدير ياسر” الكادر التعليمي كان حوالي 70% مدرسون سابقون والباقي طلبة جامعة ومعاهد. والجميع متعاون مع ادارة المعهد, والكل يعلم انه لا يوحد اي راتب او مردود مالي, ولكن يصرون انهم جزء من الثورة لذلك ندبوا انفسهم متطوعين”.
وعن مخاوف الاهالي قال المدير” التحدي الاهم هو الوضع الامني لمدينة دوما, خصصنا باص لنقل الطلاب صباحاً وهو تبرع من كتائب شهداء الهدى مع السائق” واضاف” لاحظنا درجة تفاعل بين ادارة المعهد وأهالي الطلاب, والجميع ملتزمون بأرسال ابنائهم في اوقات الدوام دون أي تأخير”
مديرة الفصل الصباحي في معهد البدر وفي ردها على سؤال عزل البنات عن البنين لاسيما في المرحلة الاولى والثانية قالت” عنا في مدينة دوما من قبل الثورة ماكان في شي اسمه ختلط, الشباب لحال والبنات لحال, عنا هلاء الدوام الصباحي بيجوا البنات والمسائي الشباب بناءا على طلب الاهالي كونهم بيخافوا على بناتهم اكثر”
واكدت مديرة الفصل التي طلبت عدم نشر اسمها لدواعي امنية ان” �نسبة الطلاب الملتزمين بالدوام رغم الظروف الامنية الصعبة عالية ولكن نسبة التسرب عند الشباب اعلى من البنات, كون في ولاد عم يساعدوا اهاليون بالشغل كون منطقتنا منكوبة شي يعمر وشي ينقل وكتير مشاكل عنا, والتحدي الحقيقي هو الوضع الامني السيء احنا عم نعيش على اعصابنا. بنخاف على الطلاب كتير نبقى لبين ما يصلوا لعند اهاليهن لحتى نرتاح”
مديرة الفصل أكدت ان مشكلة نقص الكتب ارهقت المعهد واشارت ان هناك ” الكثير من الطلاب يقرؤون بكتاب واحد, اوقات نقوم بنسخه وتوزيعه حسب الضرورة. والاهالي تبرعوا لنشرتي كتب بس ما في وحاولنا نتصل مع مديرية التربية لتأمين نقص الكتب دون اي جدوى وماردوا علينا”
نادين مدرسة انهت المعهد المعالجة الفيزيائية بدمشق تطوعت في معهد البدر لتدريس الطلاب دون ان تتقاضى اي راتب. تدرس الصفوف الاولى(1-2-3) وكان دافعها هي الثورة كونها شاركت في اغلب التظاهرات التي كانت تخرج في بداية الثورة قالت” دوما بعد التحرر كانت مدينة منكوبة, دمار في كل مكان وشوارع فاضية, وكون اختصاصي مافي هون, قررت التحق باول معهد تدريسي, معهد البدر بعد ما اعلن عن بدء لدوام الدراسي قرت التحق لخدمة الثورة بتدريس طلاب دوما”
معهد البدر حاله كحال أغلب المراكز التعليمية في الغوطة الشرقية, الكادر التدريسي والاداري حملوا لواء التدريس رغم الظروف الصعبة, قرروا تحدي الواقع الراهن لتخريج جيل جديد جيل الثورة.
ركب في المقعد الخلفي, كان عمره ثلاثة عشر ربيعاً, وضع وشاحاً أسود على جبينه كتب عليها” لا الله الا الله محمد رسول الله” يتوسطها عبارة دائرية صغيرة كُتب” كتائب شهداء الصديق” عندما سألته هل تذهب الى المدرسة؟ قال وهو يبتسم” لاء” قلت لماذا” أجاب بصوت هادئ غير مبالي” ومين بيشتغل ليطلع مصروف أهلي”
محمد أستشهد والده واخويه البكر في المعارك الطاحنة بين القوات الموالية للنظام السوري وتشكيلات الجيش الحر. والده تطوع في احد كتائب الحر في مدينة دوما, بعدها قرر اخويه الالتحاق بنفس الكتيبة, وفي أحد العمليات العسكرية استشهدوا جميعاً وبقي محمد المعيل الوحيد لوالدته واخوته الصغار.
فبعد تحرر أغلب مناطق الغوطة الشرقية في ريف دمشق, بدأ تشّكيل لجان متخصصة بالقطاع التعليمي لممارسة مهام فتح مراكز ومعاهد تدريسية. المنهاج السوري يدرس في تلك لمدارس ولكن بعد حذف (مادة التربية القومية) وتعديلات في بعض المواد التي تتعلق بالنظام الحاكم.
في تاريخ 16-12-2012 أجتمع اهالي مدينة دوما في مقر (شعبة حزب البعث) سابقاً كان ذلك اليوم هو يوم البيعة كما أطلق عليه سكان المدينة( انتخاب المجلس المحلي لإدارة شؤونها المدنية) أذ اجتمع في ذاك اليوم قرابة مائة شخصية ممثلين عن الاهالي ومعظم الكتائب العسكرية في مقر المجلس المحلي حالياً- لانتخاب أعضاء المكتب التنفيذي ورئيس الادارة المدنية.
اعلن في الاجتماع عن لجنة خاصة للتعليم, المدرس عدنان سليبي عضو في اللجنة التعليمية في المجلس المحلي لمدينة دوما. وعضو في مكتب التربية والتعليم الثوري في الغوطة الشرقية الذ حّل محل مديرية التربية في ريف دمشق. أعلن للأهلي في الاجتماع عن فتح معهد البدر, وبدء الدوام الرسمي في 14-01-2013 ويعد هذا المعهد الاكبر في تدريس الطلبة على مستوى مدينة دوما. وبلغت طاقة استيعابه القصوى. أذ يُدرس فيه جميع المراحل من الصف الاول الى الثانوية العامة بفرعيها العلمي والادبي والشرعية العامة.
المدرس عدنان كان يجلس في مكتب الادارة في معهد البدر ويحمل في يديه كتب يبدوا اناها للنسخ لشح الكتب في المعهد. بدأ كلامه بالقول ” طلبنا من جميع المدرسين الغاء مادة (التربية القومية) وحذف كل ما يتعلق بالنظام الساقط في كتب التاريخ واللغة العربية كزن قمنا بغربلتها قبل تدّريسها. كما عممنا تعديل دروس مادة التربية الدينية كونها كانت مفروضة ومجبرين تدريسها, الان نقوم بتدريس ما يتوافق مع مبادئ ثورتنا”
وعن لمنهاج التدريسي يضيف ” مسألة تأليف منهاج جديد او تعديل المنهاج الحالي غير واردة كّون لا يوجد لدينا متسع من الوقت والظرف الامني لا يسمح بذلك. لذلك قررنا الالتزام بالمنهاج التعليمي الحالي المعمول به في جميع أنحاء سوريا ولكن نحلم ان نقوم بتأسيس وتأليف منهاج يتناسب مع ثورتنا ومطالبها”.
ولم يخفي الاستاذ عدنان ان زيادة عدد الطلاب يعني ذلك رفع درجة المسؤولية وتكاليف النفقات وقال ” الى الان هناك اهالي يأتون ويطلبون تسجيل ابنائهم كي لأي يحرموا من العام الدراسي ما شّكل عبء اضافي فمن جهة اننا درسنا اكثر من 40% من المنهاج, اضافة الى زيادة مصاريف المعهد من جهة اخرى”
وزارة التربية وفي منتصف أيلول الماضي، أعلنت بدء العام الدراسي 2012- 2013 برغم اشتعال المعارك التي فرضت نزوحاً في العديد من مناطق ريف دمشق، كما نالت المدارس نصيبها من القصف والدمار. وتحول البعض منها إلى مراكز إيواء.
محمد فليطاني معارض اشتراكي قديم, وعضو في المكتب السياسي لحزب الاتحاد الاشتراكي الذي كان يتزعمه الدكتور جمال الاتاسي. يشغل عضو المكتب التنفيذي للمجلس المحلي في مدينة دوما, احد المشاركين في بناء مؤسسات تعليمية في مدينته, قال” التعليم الاساس ورافعة لأية عملية تنموية وهي بدورها تصنع الاجيال؛ لذلك وبشكل سريع قمنا بفتح ثلاث مراكز تعليمية تابعة للمجلس المحلي: معهد البدر- معهد دوما اللغوي- معهد وأعتصموا بحبل الله جميعاً. ونقوم بتأمين كل احتياجاتها من مصاريف وتغطية نفقات وتأمين الكادر التدريسي والاداري”
محمد الفليطاني كان مدرساً في مادة الرياضيات في الثانوية العامة سابقا قبل ان يتقاعد مما دفعه التمسك بالتعليم, كان من اكثر المتابعين للشأن التعليمي في مدينة دوما لأهميتها والدور الذي يسهم في اعادة تأهيل مدينة دوما, ولم يكن يتوقع النجاح الذي حققوه أذ قال” بداية عندما أعلن المجلس المحلي للمدينة فتح معهد البدر كان في نهاية العام الماضي, الان وبعد حوالي اربعة شهور من عملنا وفتح باقي المراكز التعليمية ادركنا ان هذا العمل هو استمرار للثورة ثورة الحرية والكرامة التي يطالب بها الشعب السوري”
وتشير أرقام الأمم المتحدة وتقرير منظمة اليونيسيف في شهر أيلول الماضي إلى تعرض أكثر من ألفي مدرسة للتدمير الكامل أو الجزئي ( هذا الرقم أرتفع وفقاً لإحصائيات وزارة التربية إلى 2400)، فيما تقيم مئات العائلات في 800 مدرسة (ارتفع الرقم إلى 1499 مدرسة حاليا وبعد اخر الاحصاءات)، لتعمل المنظمة الدولية على إصلاح أربع وستين منها في إطار برنامجها للإغاثة الذي يستهدف أربعة ملايين سوري في الداخل, كما تشير أرقام اليونيسيف إلى أهمية تزويد مليون طفل في سن الدراسة بالمواد التعليمية الأساسية واستفادة 150 ألفاً من أطفال المدارس من صفوف التقوية والأنشطة الترفيهية في بيئة تعليمية أفضل.
راشد طالب جامعة سنة ثالثة في كلية هندسة الميكانيك بجامعة دمشق, بعد ان انقطع عن تعليمه الجامعي قرر الالتحاق بالكادر التدريسي في معهد البدر ليدرس مادة الفيزياء والكيمياء والرياضيات للمرحلة الاعدادية. قال وهو يقف عند اللوح يشرح احدى النظريات لطلابه” تواجهنا تحديات كبيرة, أهمها ان الطالب عنا رغم القصف والوضع الامني وشح الكتب هو مصر على التعليم, ولكن التحدي الحقيقي شو حيكون مصير شهادة التاسع وهي مرحلية والاهم شهادة الثانوية العامة وقتها شو راح يتقرر وضع الطالب, لهلاء مو معروف شو حيصير وما وصلنا اي شي من مديرية التربية لتاريخه”
الكادر التعليمي من مدرسين وإداريين حملوا على عاتقهم فتح المدارس المدمرة واعادة فتحها لإيواء كل من يريد اكمال تعليمه. يخاطرون برغم كل شيء للحفاظ على هذا الحق، من دون أن يأبهوا بالدمار الذي لحق بالمدارس والتفجيرات التي طالت المدارس والمراكز التعليمية ناهيك ان اغلبها تحولت الى مراكز لإيواء النازحين مما شكل تحدٍ اضافي واجهت القائمين على القطاع التدريسي في المناطق المحررة.
ياسر صالح مدير معهد البدر أكد ان” المجلس المحلي في مدينة دوما تكفّل بكل مصاريف المعهد من اعمال ترميم واصلاح ابواب ونوافذ التي تكسرت بسبب القصف. طلبنا من صاحب المعهد فتح المركز وبدوره وافق وشجع الفكرة. كون الان لا توجد حصص ودروس خاصة”.
واضاف المدير ياسر” الكادر التعليمي كان حوالي 70% مدرسون سابقون والباقي طلبة جامعة ومعاهد. والجميع متعاون مع ادارة المعهد, والكل يعلم انه لا يوحد اي راتب او مردود مالي, ولكن يصرون انهم جزء من الثورة لذلك ندبوا انفسهم متطوعين”.
وعن مخاوف الاهالي قال المدير” التحدي الاهم هو الوضع الامني لمدينة دوما, خصصنا باص لنقل الطلاب صباحاً وهو تبرع من كتائب شهداء الهدى مع السائق” واضاف” لاحظنا درجة تفاعل بين ادارة المعهد وأهالي الطلاب, والجميع ملتزمون بأرسال ابنائهم في اوقات الدوام دون أي تأخير”
مديرة الفصل الصباحي في معهد البدر وفي ردها على سؤال عزل البنات عن البنين لاسيما في المرحلة الاولى والثانية قالت” عنا في مدينة دوما من قبل الثورة ماكان في شي اسمه ختلط, الشباب لحال والبنات لحال, عنا هلاء الدوام الصباحي بيجوا البنات والمسائي الشباب بناءا على طلب الاهالي كونهم بيخافوا على بناتهم اكثر”
واكدت مديرة الفصل التي طلبت عدم نشر اسمها لدواعي امنية ان” �نسبة الطلاب الملتزمين بالدوام رغم الظروف الامنية الصعبة عالية ولكن نسبة التسرب عند الشباب اعلى من البنات, كون في ولاد عم يساعدوا اهاليون بالشغل كون منطقتنا منكوبة شي يعمر وشي ينقل وكتير مشاكل عنا, والتحدي الحقيقي هو الوضع الامني السيء احنا عم نعيش على اعصابنا. بنخاف على الطلاب كتير نبقى لبين ما يصلوا لعند اهاليهن لحتى نرتاح”
مديرة الفصل أكدت ان مشكلة نقص الكتب ارهقت المعهد واشارت ان هناك ” الكثير من الطلاب يقرؤون بكتاب واحد, اوقات نقوم بنسخه وتوزيعه حسب الضرورة. والاهالي تبرعوا لنشرتي كتب بس ما في وحاولنا نتصل مع مديرية التربية لتأمين نقص الكتب دون اي جدوى وماردوا علينا”
نادين مدرسة انهت المعهد المعالجة الفيزيائية بدمشق تطوعت في معهد البدر لتدريس الطلاب دون ان تتقاضى اي راتب. تدرس الصفوف الاولى(1-2-3) وكان دافعها هي الثورة كونها شاركت في اغلب التظاهرات التي كانت تخرج في بداية الثورة قالت” دوما بعد التحرر كانت مدينة منكوبة, دمار في كل مكان وشوارع فاضية, وكون اختصاصي مافي هون, قررت التحق باول معهد تدريسي, معهد البدر بعد ما اعلن عن بدء لدوام الدراسي قرت التحق لخدمة الثورة بتدريس طلاب دوما”
معهد البدر حاله كحال أغلب المراكز التعليمية في الغوطة الشرقية, الكادر التدريسي والاداري حملوا لواء التدريس رغم الظروف الصعبة, قرروا تحدي الواقع الراهن لتخريج جيل جديد جيل الثورة.