سوريا اليوم
مراسل صقور الأبداع من سوريا
�مايكل غابودان – هوفينغتون بوست
5/4/2013
ترجمة : قسم الترجمة في مركز الشرق العربي
هناك ما يقرب من 200000 لاجئ سوري موزعين على 17 مخيم في أنحاء جنوب شرق تركيا, وهذا الأسبوع قام فريق من اللاجئين الدوليين بزيارة أحد هذه المخيمات في محافظة كليس.
لا بد من القول إن المعايير هناك عالية جدا, ويقوم العاملون هناك بتقديم الدعم المطلوب بشدة للسوريين الأكثر ضعفا. لدى سكان المخيمات ما يكفي من الطعام كما أن هناك أماكن مناسبة للأطفال و برامج تعليمية و مناطق مخصصة للنساء لجمعهم وتقديم المساعدة لهم. ولكن اعتماد الأتراك على المخيمات كان له ثمن غال جدا. توسيع أو إضافة مخيمات لاستضافة التدفق المستمر للقادمين الجدد سوف يكون مرهقا اقتصاديا بالنسبة للحكومة التركية, التي تدفع الفاتورة جميعها لوحدها تقريبا.
لحسن الحظ, بدأت تركيا بالتحول نحو نموذج أكثر استدامة من خلال تسجيل اللاجئين الذين يقدر عددهم ب200000 لاجئ سوري يعيشون خارج المخيمات. عندما زار فريق اللاجئين الدوليين تركيا في أكتوبر, كان السوريون يصارعون من أجل الحصول على الرعاية الصحية و التعليم و الخدمات الحيوية الأخرى. وقد قدمت المساعدات عن طريق السلطات المحلية و الأفراد, الذين يعتمدون على الدعم المالي غير المنتظم و الذي لا يمكن الاعتماد عليه من قبل مانحين خاصين. المساعدة لأولئك الذين يعانون من الصدمات النفسية و العنف المبني على الجنس – وهذان النوعان منتشران بصورة صادمة بين السوريين – لم تكن موجودة في الأساس. ومع اقتراب نفاد مدخراتهم, فإن العديد من اللاجئين يخشون أن عليهم أن ينتقلوا إلى أحد المخيمات المكتظة.
عملية التسجيل سوف تساعد هؤلاء السوريين على تلبية حاجاتهم الأساسية في الأماكن التي يتواجدون فيها, بدلا من وضع المزيد من الضغط على نظام المخيم. كما أنها سوف تسمح للاجئين بالحصول إلى أمور مثل التعليم و التدريب و التوظيف ما من شأنه أن يساعدهم على المدى الطويل.
الحقيقة المحزنة هي أن معظم اللاجئين السوريين لن يكون بمقدورهم العودة إلى ديارهم قريبا. و لكن من خلال دمج هؤلاء السوريين في المجتمعات المضيفة, فإن بإمكان تركيا أن تخفض من اعتمادها على المخيمات و أن تحد من كلفة المساعدات كما يمكنها أن تساعد اللاجئين على تحقيق الاكتفاء الذاتي. ومع قيام تركيا بهذا التحول, فإن الجهات المانحة مثل الولايات المتحدة يجب أن تساهم من خلال دعم خطة الأمم المتحدة الإقليمية لمساعدة اللاجئين السوريين.
إذا كان الوضع في تركيا جادا, فإن الظروف داخل سوريا قاسية جدا. فقد وجد فريقنا أن عمليات المساعدة عبر الحدود ضعيفة وغير كافية بشكل واضح. بينما تصل بعض المساعدات غير المنتظمة إلى السوريين في المخيمات البائسة قرب الحدود التركية, فإن المساعدات تصبح أكثر ضعفا عند الدخول إلى سوريا. هناك حاجة ماسة للماء النظيف (وذلك لمنع انتشار الأوبئة و الجفاف في الصيف), إضافة إلى الطعام و الدواء و المعدات اللازمة للأطباء و الممرضين الذين لا زالوا يعملون في الداخل.
في المخيمات والقرى التي زارها فريقنا, كنا تقابل باستياء شديد عبر عنه العاملون السوريون في مجال الإغاثة – وجميعهم عصريون و متعلمون تعليما عاليا- ضد المجتمع الدولي. حيث اشتكوا من أن الغرب يفرط في الحذر عندما يتعلق الأمر بالاشتراك مع مجموعات سورية, من أجل تحديد حاجات الناس.
بعض هؤلاء السوريين قد لا يعرفون الحجم الحقيقي للمساعدات التي يتم تقديمها, فالطعام المقدم من الولايات المتحدة على سبيل المثال, يقدم في صناديق غير مكتوب عليها صنع في أمريكا وذلك لأسباب أمنية. الحقيقة الباقية, هي أن الشبكات و المنظمات المحلية غير مستغلة بشكل فعال. هذه المجموعات يمكن أن تصل للمدنيين العالقين في خطوط القتال الأمامية – من حلب إلى حمص وحتى دمشق- و لكن المانحين الغربيين لا يستفيدون من قدراتهم الكبيرة على الوصول إلى الداخل.
هناك أسباب وجيهة لتوخي الحذر من تمويل المنظمات السورية خصوصا بالنظر إلى التحديات المتعلقة بمراقبة أماكن توجيه المساعدات و المستفيدين منها. و لكن رفض المانحين أصبح زائدا عن حده نظرا للحاجات اليومية واليأس الذي أصبح يلازم المدنيين السوريين. لجنة اللاجئين الدوليين تعتقد أن المنظمات السورية المسئولة يجب أن تمنح الفرصة لتقديم المساعدات الدولية.
هذه هي فرصتنا ليس لتقديم المساعدات الحيوية لسوريا فقط , ولكن لبناء جسور مع المجتمع المدني السوري الأساسي. إذا أقامت الولايات المتحدة و أوروبا روابط قوية مع منظمات الإغاثة السورية الآن, فإنه سوف يكون لديهم شركاء راغبين و قادرين على العمل بعد سقوط الأسد. ولكن العكس صحيح أيضا: إذا تجاهل الغرب السوريين في وقت الحاجة, فإن حالة عدم الثقة والعداء المستحكم سوف تكون أقوى من أن يتم تجاوزها. إن الفرصة أمامنا و علينا أن نكسبها.
5/4/2013
ترجمة : قسم الترجمة في مركز الشرق العربي
هناك ما يقرب من 200000 لاجئ سوري موزعين على 17 مخيم في أنحاء جنوب شرق تركيا, وهذا الأسبوع قام فريق من اللاجئين الدوليين بزيارة أحد هذه المخيمات في محافظة كليس.
لا بد من القول إن المعايير هناك عالية جدا, ويقوم العاملون هناك بتقديم الدعم المطلوب بشدة للسوريين الأكثر ضعفا. لدى سكان المخيمات ما يكفي من الطعام كما أن هناك أماكن مناسبة للأطفال و برامج تعليمية و مناطق مخصصة للنساء لجمعهم وتقديم المساعدة لهم. ولكن اعتماد الأتراك على المخيمات كان له ثمن غال جدا. توسيع أو إضافة مخيمات لاستضافة التدفق المستمر للقادمين الجدد سوف يكون مرهقا اقتصاديا بالنسبة للحكومة التركية, التي تدفع الفاتورة جميعها لوحدها تقريبا.
لحسن الحظ, بدأت تركيا بالتحول نحو نموذج أكثر استدامة من خلال تسجيل اللاجئين الذين يقدر عددهم ب200000 لاجئ سوري يعيشون خارج المخيمات. عندما زار فريق اللاجئين الدوليين تركيا في أكتوبر, كان السوريون يصارعون من أجل الحصول على الرعاية الصحية و التعليم و الخدمات الحيوية الأخرى. وقد قدمت المساعدات عن طريق السلطات المحلية و الأفراد, الذين يعتمدون على الدعم المالي غير المنتظم و الذي لا يمكن الاعتماد عليه من قبل مانحين خاصين. المساعدة لأولئك الذين يعانون من الصدمات النفسية و العنف المبني على الجنس – وهذان النوعان منتشران بصورة صادمة بين السوريين – لم تكن موجودة في الأساس. ومع اقتراب نفاد مدخراتهم, فإن العديد من اللاجئين يخشون أن عليهم أن ينتقلوا إلى أحد المخيمات المكتظة.
عملية التسجيل سوف تساعد هؤلاء السوريين على تلبية حاجاتهم الأساسية في الأماكن التي يتواجدون فيها, بدلا من وضع المزيد من الضغط على نظام المخيم. كما أنها سوف تسمح للاجئين بالحصول إلى أمور مثل التعليم و التدريب و التوظيف ما من شأنه أن يساعدهم على المدى الطويل.
الحقيقة المحزنة هي أن معظم اللاجئين السوريين لن يكون بمقدورهم العودة إلى ديارهم قريبا. و لكن من خلال دمج هؤلاء السوريين في المجتمعات المضيفة, فإن بإمكان تركيا أن تخفض من اعتمادها على المخيمات و أن تحد من كلفة المساعدات كما يمكنها أن تساعد اللاجئين على تحقيق الاكتفاء الذاتي. ومع قيام تركيا بهذا التحول, فإن الجهات المانحة مثل الولايات المتحدة يجب أن تساهم من خلال دعم خطة الأمم المتحدة الإقليمية لمساعدة اللاجئين السوريين.
إذا كان الوضع في تركيا جادا, فإن الظروف داخل سوريا قاسية جدا. فقد وجد فريقنا أن عمليات المساعدة عبر الحدود ضعيفة وغير كافية بشكل واضح. بينما تصل بعض المساعدات غير المنتظمة إلى السوريين في المخيمات البائسة قرب الحدود التركية, فإن المساعدات تصبح أكثر ضعفا عند الدخول إلى سوريا. هناك حاجة ماسة للماء النظيف (وذلك لمنع انتشار الأوبئة و الجفاف في الصيف), إضافة إلى الطعام و الدواء و المعدات اللازمة للأطباء و الممرضين الذين لا زالوا يعملون في الداخل.
في المخيمات والقرى التي زارها فريقنا, كنا تقابل باستياء شديد عبر عنه العاملون السوريون في مجال الإغاثة – وجميعهم عصريون و متعلمون تعليما عاليا- ضد المجتمع الدولي. حيث اشتكوا من أن الغرب يفرط في الحذر عندما يتعلق الأمر بالاشتراك مع مجموعات سورية, من أجل تحديد حاجات الناس.
بعض هؤلاء السوريين قد لا يعرفون الحجم الحقيقي للمساعدات التي يتم تقديمها, فالطعام المقدم من الولايات المتحدة على سبيل المثال, يقدم في صناديق غير مكتوب عليها صنع في أمريكا وذلك لأسباب أمنية. الحقيقة الباقية, هي أن الشبكات و المنظمات المحلية غير مستغلة بشكل فعال. هذه المجموعات يمكن أن تصل للمدنيين العالقين في خطوط القتال الأمامية – من حلب إلى حمص وحتى دمشق- و لكن المانحين الغربيين لا يستفيدون من قدراتهم الكبيرة على الوصول إلى الداخل.
هناك أسباب وجيهة لتوخي الحذر من تمويل المنظمات السورية خصوصا بالنظر إلى التحديات المتعلقة بمراقبة أماكن توجيه المساعدات و المستفيدين منها. و لكن رفض المانحين أصبح زائدا عن حده نظرا للحاجات اليومية واليأس الذي أصبح يلازم المدنيين السوريين. لجنة اللاجئين الدوليين تعتقد أن المنظمات السورية المسئولة يجب أن تمنح الفرصة لتقديم المساعدات الدولية.
هذه هي فرصتنا ليس لتقديم المساعدات الحيوية لسوريا فقط , ولكن لبناء جسور مع المجتمع المدني السوري الأساسي. إذا أقامت الولايات المتحدة و أوروبا روابط قوية مع منظمات الإغاثة السورية الآن, فإنه سوف يكون لديهم شركاء راغبين و قادرين على العمل بعد سقوط الأسد. ولكن العكس صحيح أيضا: إذا تجاهل الغرب السوريين في وقت الحاجة, فإن حالة عدم الثقة والعداء المستحكم سوف تكون أقوى من أن يتم تجاوزها. إن الفرصة أمامنا و علينا أن نكسبها.