</p> تدعي منظمة الامم المتحدة انها تسحب موظفيها من سوريا وتغلق مكاتبها هناك. لكن المعلومات التي سربت لنا من داخل المنظمة نفسها تشيرعكس ذلك تماما.
هناك محاولات داخلية ضمن المنظمة لاقناع مؤسسات الامم المتحدة المتعددة بالعودة الى سوريا بل افتتاح مكاتب جديدة واستقدا…م خبراء جدد من دول يمكن وصفها بانها موالية لنظام بشار الأسد من امثال البرازيل.
والنتيجة بدلا من ان يقل عدد العاملين في الامم المتحدة داخل سوريا هو في زيادة بحجة انه سيسهمون في عملية اعادة بناء الدولة ويعملون مع حكومة الأسد. من امثال هذه المؤسسات الاسكوا (لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا) برئاسة فريق عبد الله دردري (الذي يعتبرونه البرنامج الوحيد الجدي لما مرحلة ما بعد الاسد من اجل اعادة اعمار سورية بما في ذلك المؤسسات والاقتصاد والصحة وكل القطاعات الأخرى).
وتطالب هذه المؤسسات التابعة للامم المتحدة بالمليارات من الدولارات من خلال الاتصال مع الدول المانحة وخاصة ما تم التعهد به في مؤتمر الكويت لتطبيق برامجهم داخل سوريا بالتعاون مع النظام.
أليس من الامور المثيرة للاستغراب والاشمئزاز ان تستمر المنظمة الاممية ومؤسساتها التابعة لها في العمل مع النظام الأسدي بغرض اعادة اعمار سوريا!! هل يعقل ان تعمل هذه المنظمة على اعادة اعمار سوريا مع النظام الذي يقصف سوريا جوا وبرا وبحرا مستخدما الصواريخ البالستية والبراميل المتفجرة ويدمر الانسان والحيوان والحجر؟!!! .. أليس من المنطق قبل ان تساعدوا على اعادة اعمار سوريا اضغطوا على العصابة الأسدية او اجبروها على ان تتوقف عن قتل الشعب السوري .. ثم انتقالوا الى اعادة الاعمار ولكن ليس مع من دمر سوريا بل مع المعارضة والناشطين.
وعندما يسألهم اي سوري حر .. ومن يوافق على برنامجكم بعد سقوط الاسد ..هل يستطيع الدردري ان ينفذه ؟ هل هناك من يعترف به أصلا به من القوى المعارضة والجيش الحر؟ وكل خططكم من سيعترف بها؟ لماذا لا تنسقون مع الائتلاف؟ مع قوى المعارضة الحقيقية التي تمثل الشعب السوري ؟ كل هذا الجهد الذي تبذلون سيكون في سلة المهملات ما لم يكن منسقا مسبقا مع الائتلاف الوطني الممثل الوحيد الشرعي للشعب السوري (على الرغم من كل علات الائتلاف).
اموال المساعدات المالية تصرف بشكل عشوائي على خبراء ورواتب ومهمات بالملايين.. وخطط ليست منطقية وليست واقعية … الشعب السوري يعرف ان الأمم المتحدة تدعم بشار الأسد انطلاقا من قناعات واقاويل نقلت من هنا وهناك. ولكن اليوم يمكنني ان اوكد ان الامم المتحدة من خلال مكاتبها الاقليمية وبعض عناصر ادارة تلك المكاتب والمؤسسات هم بالاصل من المقربين الى الأسد او الى حزب الله في لبنان، وبالتالي يستخدمهم النظام وحلفاؤه في توظيف مؤسسات الامم المتحدة لخدمة مصالحة النظام.
فمثلا، برنامج الموئل التابع للامم المتحدة UN HABITAT سيفتتح مكتبا في سوريا ..الجدير بالذكر ان ممثلتهم في الدول العربية كانت لمياء شكور سفيرة النظام في اليونيسكو.
وينطلق هؤلاء المساندون للنظام من ان الامم المتحدة لا يمكنها العمل مع المعارضة بل مع الحكومة، فمن وجهة نظر الأمم المتحدة فان الحكومة الأسدية لا زالت شرعية… وهي من تعمل معه ومن خلاله … بينما الائتلاف ليس الا جسم سياسي معارض.
ويقول مواطن سوري معلقا على هذا الشأن أنه من خلال توزيع المساعدات من خلال الحكومة فإن المجتمع الدولي يعمل على تقوية الأسد وإضفاء الشرعية على حكومته. عندما طلبت منظمات الإغاثة الطبية السورية, مؤخرا المساعدة لتطعيم ما يقرب من 2 إلى 3 مليون طفل في المناطق الخاضعة لسيطرة الجيش الحر, تم إخبارهم عن طريق الحكومات الأجنبية أن المطاعيم (اللقاحات) يمكن أن تقدم فقط عن طريق اليونيسف, و عن طريق الحكومة السورية ..هل من يقتل الأطفال يهتم بتطعيمهم ؟؟؟!!!
وعلى نفس الصعيد، يقول صيدلي من حلب :”كيف يمكن أن تسلم الأمم المتحدة المساعدات الإنسانية للنظام الذي يرتكب المجازر, و الذي قتل ما يزيد عن 100000 شخص لحد الآن؟. إنه الشخص الذي يقتلني, فكيف سوف يكون الشخص الذي يطعمني؟”.