سوريا اليوم
مراسل صقور الأبداع من سوريا
يوسف بلحاج رحومة : القدس العربي
الاربعاء 3/4/2013
لا يمكن تناول القضية السورية دون الأخذ بعين الاعتبار العمق التاريخي للصراع أو التدافع الذي ساد بعد نهاية الحرب العالمية الثانية في عديد الأقاليم العالمية والشرق الأوسط خاصة، بين ‘المعسكر الشرقي الاشتراكي’ المتمثل في الإتحاد السوفياتي سابقا، والولايات المتحدة والغرب. وتتميز منطقة الشرق الأوسط بتعقيداتها وإستراتيجيتها، نظرا لعمقها التاريخي باعتبارها مهد الأديان والحضارات قديما، ومصدرا ضخما للطاقة حديثا، وقد زاد تثبيت الكيان الصهيوني سنة 1948 المنطقة تعقيدا وتوهجا وغليانا…
بعد نهاية الحرب العالمية الثانية وبعد أن ساد نظام القطبية الثنائية، تحولت عديد الأقاليم إلى مسارح لحروب بالوكالة بين الولايات المتحدة ومشتقاتها، والمعسكر الاشتراكي ومشتقاته، فكانت الشعوب هي التي تدفع الثمن باهظا. ومن بين هذه الصراعات نذكر الحرب الكورية الأهلية بين عامي 1950 و1953 حيث دعمت الولايات المتحدة، تحت غطاء الأمم المتحدة، كوريا الجنوبية، بينما دعمت الصين وروسيا كوريا الشمالية، وانتهت الحرب بهدنة وفصل إداري وسياسي بين الكوريتين. ويمكن أن نذكر أيضا حرب الفيتنام بين عامي 1956 و1975 حيث دعمت الولايات المتحدة ومشتقاتها فيتنام الجنوبية بينما دعمت روسيا والصين فيتنام الشمالية، وانتهت الحرب بتوحيد الفيتنام التي شرعت بعد ذلك في تحقيق نمو اقتصادي باهر.
بعد الحرب العربية الإسرائيلية سنة 1974 خرجت روسيا استراتيجيا من الشرق الأوسط وأصبحت الولايات المتحدة مسيطرة على مفاصل المنطقة، خاصة بعد اتفاقية كامب ديفد سنة 1978 ودخول مصر إلى المحور الأمريكي رسميا. لكن بعد الثورة الإيرانية سنة 1979، سقط حكم الشاه العميل للولايات المتحدة وصعد نظام إسلامي شيعي في إيران، فوجد الإتحاد السوفياتي في هذه الثورة ‘كنزا إيديولوجيا’ لإعادة الاعتبار لحضوره في الشرق الأوسط، وإيجاد منفذ لتعميق امتداد استراتيجي يمر من إيران نحو سوريا والضفة الشرقية للبحر المتوسط. فبعد هذه الفترة وجد الإتحاد السوفياتي في الإسلام الشيعي ‘الثوري’ و’الممانع? عاملا إيجابيا لربط خط استراتيجي في الشرق الأوسط، وبالمقابل وجدت الولايات المتحدة في الإسلام السني بمختلف اتجاهاته الوهابية والجهادية-البنلادنية، والإخوانية في مرحلة لاحقة، ‘ذخيرة إيديولوجية’ لتعميق نفوذها الإستراتيجي في الشرق الأوسط ومحيطه القريب والمتوسط، فكانت الوهابية بشقها المدجّن عاملا إيجابيا للسيطرة على المملكة السعودية، فيما كان التيار الجهادي ذخيرة إيديولوجية لصد المد الروسي في أفغانستان، وأخيرا أصبح التيار الإخواني المعتدل ذخيرة إيديولوجية لا تقل أهمية لتعميق نفوذ الولايات المتحدة في المنطقة العربية – الإسلامية عامّة. هذا بالرغم من أن الولايات المتحدة اكتوت من هذه اللعبة في أحداث 11 سبتمبر 2001 خاصة، فأضحت تفضّل ‘الإسلام المعتدل’ أو ‘الإسلام الديمقراطي’ الإخواني القادر على النفاذ إلى العمق الشعبي للبلدان العربية – الإسلامية وبالتالي يسهل تمرير أنماط اقتصادية وأجندات إستراتيجية من خلاله، وفي نفس الوقت تحويل وجهة التناقض مع الجماعات الجهادية نحو العمق ‘الإسلامي’..
سورية بعد اندلاع الثورة
بعد اندلاع الثورة السورية في مارس 2011 وبعد الدخول في لعبة العسكرة دخلت عديد الأطراف على الخط، فكان المحور الروسي – الصيني – الإيراني داعما لنظام الأسد، فيما كان المحور المتكون من الولايات المتحدة وفرنسا وانكلترا والرجعيات التركية والعربية داعما للمعارضة السورية بشقها العسكري المتمثل في الجيش الحر. ولم يخرج المشهد عن إطاره التاريخي مع بعض الاختلافات، فروسيا ومن ورائها الصين لم تعد ذلك ‘الغول الاشتراكي’ الذي يهدد الغرب وإسرائيل إيديولوجيا بل أضحت تمثل النسخة الشرقية للإمبريالية. ومثلما هو معلوم فإن روسيا والولايات المتحدة لا يجمع بينهما عداء بمعناه الكلاسيكي، بل أضحيا منذ نهاية الحرب العالمية الثانية عبارة عن شقيقين متخاصمين يحكم بينهما التدافع والتكتيك أكثر من العداء المباشر، فالدول العظمى أخذت الدرس من التاريخ وأدركت أن المواجهة العسكرية المباشرة ستكون خسارة للجميع خاصة بعد ظهور ‘الغول’ النووي، فساد نظام عالمي جديد يقوم على تصدير الأزمات والحروب بالوكالة في بلدان العالم الثالث. ولا يخفى على أحد أن روسيا ومن ورائها الصين وإيران هي الأطراف المتضررة استراتيجيا من هذه الثورة السورية، وبالتالي تحصلنا على ذلك المشهد الكلاسيكي والنمطي، فروسيا ومشتقاتها تدعم النظام السوري سياسيا وعسكريا بينما الولايات المتحدة ومشتقاتها تدعم الثورة السورية سياسيا وعسكريا. وفي مشهد آخر لا يقل نمطية طفت على السطح تلك العبارات المعروفة، من قبيل (نشر الديمقراطية، حق الشعوب في تحقيق المصير، نشر السلام، حماية المدنيين، دعم الشرعية…) لتكون غطاء لصراع استراتيجي مصالحي تقوده لوبيات وأقطاب تبحث عن منافذ لمواجهة الأزمات التي تتخبط فيها الرأسمالية المعاصرة التي بلغت مرحلة التعفن …
التطورات الأخيرة
في الأيام الأخيرة احتد الصراع بين النظام السوري والجيش الحر المدعوم من المعارضة، وازدادت حدة معاناة الشعب السوري وحل الخراب أنحاء سورية ووصل الصراع رسميا إلى العاصمة دمشق. وبعد القمة العربية الأخيرة تولت جامعة الدول العربية المهمة للإعلان رسميا عن دعم الثورة السورية بالسلاح رغم أن التسليح كان متواصلا طيلة الأشهر الأخيرة من جانب قطر والسعودية وتركيا وفرنسا إضافة إلى الولايات المتحدة وانكلترا اللتان تستعملان سياسات ‘الأفعى الناعمة’ بتسويق خطابات من قبيل ‘ندعم الجيش الحر بأدوات غير قتالية’.. وذلك حفاظا على أمنهما القومي، وللظهور في ثوب الحمام الأبيض المحب للسلام …
تركيا وإسرائيل.. تبحثان عن منافذ …
في منطقة غنية بـ’الذخائر الإيديولوجية والعرقية’ لم تجد تركيا عناء في البحث عن منافذ لرمي الحبال في سورية والاستعداد لمرحلة أكثر انفلاتا، ففي اجتماع استضافه منتدى التركمان في العاصمة التركية أنقرة بمناسبة تأسيس جمعية التركمان السوريين صرّح أردوغان أنه يدعم تأسيس جمعية سوف تكون الصوت والضمير للتركمان السوريين، وأضاف رئيس الوزراء التركي أن بلاده لن تقف صامتة إزاء معاناة ‘الأشقاء التركمان في سورية’ مشيرا إلى أن جمهورية تركيا تثير مصالح ‘الأشقاء التركمان’ في كل محفل بصوت عال وسوف تواصل ذلك…وبالإضافة إلى ذلك فلقد تقبلت تركيا اعتذارات إسرائيل عن مجزرة أسطول الحرية، بدفع من الجانب الأمريكي، وبذلك استعدت تركيا لأي تحرك يقوم على أساس عمقها الناتوي، لما للعلاقة مع إسرائيل من تأثير في هكذا تحرك منتظر خلال المرحلة القادمة. أما إسرائيل فلقد أثارت المسألة الدرزية بعد رواج أخبار في الإعلام الإسرائيلي عن رغبة المئات من الجنود الدروز الإسرائيليين في الالتحاق بالجبهة السورية لحماية أشقائهم الدروز السوريين الذين يتعرضون لهجمات من جانب تنظيم ‘جبهة الأنصار…
الإخوان كالعادة …
لم يكن إخوان سوريا خارج التكتيك العام لأشقائهم في تونس ومصر، فلقد ‘شنت القيادة المشتركة للجيش السوري الحر وقيادات من المعارضة السورية هجوما عنيفا ضد جماعة الإخوان المسلمين بسورية، محملة الجماعة مسؤولية تأخر انتصار الثورة وتشرذم المعارضة، ومتهمة إياها بعقد تفاهمات جانبية من هنا وهناك مع الولايات المتحدة خاصة، وبإقصاء معظم الأطياف السورية والرغبة في الهيمنة على المجلس الوطني..
لا للتحامل على الشعب السوري …
يبدو أنه من الحكمة اجتناب التحامل على الشعب السوري بوضعه في صورة الدمية التي تتلاعب بها أطراف خارجية كما تشاء، كما أنه ليس من العدل الاعتراف بحقوق شعوب معينة في الثورة والتغيير، والامتناع عن ذلك بالنسبة للسوريين. فبكل صراحة، النظام السوري لم يعد يملك من البعثية الاشتراكية غير الاسم، كما أن الشعب السوري له من الحصانة الحضارية والذكاء ما يمكّنه من تحديد مصيره …
كاتب تونسي
الاربعاء 3/4/2013
لا يمكن تناول القضية السورية دون الأخذ بعين الاعتبار العمق التاريخي للصراع أو التدافع الذي ساد بعد نهاية الحرب العالمية الثانية في عديد الأقاليم العالمية والشرق الأوسط خاصة، بين ‘المعسكر الشرقي الاشتراكي’ المتمثل في الإتحاد السوفياتي سابقا، والولايات المتحدة والغرب. وتتميز منطقة الشرق الأوسط بتعقيداتها وإستراتيجيتها، نظرا لعمقها التاريخي باعتبارها مهد الأديان والحضارات قديما، ومصدرا ضخما للطاقة حديثا، وقد زاد تثبيت الكيان الصهيوني سنة 1948 المنطقة تعقيدا وتوهجا وغليانا…
بعد نهاية الحرب العالمية الثانية وبعد أن ساد نظام القطبية الثنائية، تحولت عديد الأقاليم إلى مسارح لحروب بالوكالة بين الولايات المتحدة ومشتقاتها، والمعسكر الاشتراكي ومشتقاته، فكانت الشعوب هي التي تدفع الثمن باهظا. ومن بين هذه الصراعات نذكر الحرب الكورية الأهلية بين عامي 1950 و1953 حيث دعمت الولايات المتحدة، تحت غطاء الأمم المتحدة، كوريا الجنوبية، بينما دعمت الصين وروسيا كوريا الشمالية، وانتهت الحرب بهدنة وفصل إداري وسياسي بين الكوريتين. ويمكن أن نذكر أيضا حرب الفيتنام بين عامي 1956 و1975 حيث دعمت الولايات المتحدة ومشتقاتها فيتنام الجنوبية بينما دعمت روسيا والصين فيتنام الشمالية، وانتهت الحرب بتوحيد الفيتنام التي شرعت بعد ذلك في تحقيق نمو اقتصادي باهر.
بعد الحرب العربية الإسرائيلية سنة 1974 خرجت روسيا استراتيجيا من الشرق الأوسط وأصبحت الولايات المتحدة مسيطرة على مفاصل المنطقة، خاصة بعد اتفاقية كامب ديفد سنة 1978 ودخول مصر إلى المحور الأمريكي رسميا. لكن بعد الثورة الإيرانية سنة 1979، سقط حكم الشاه العميل للولايات المتحدة وصعد نظام إسلامي شيعي في إيران، فوجد الإتحاد السوفياتي في هذه الثورة ‘كنزا إيديولوجيا’ لإعادة الاعتبار لحضوره في الشرق الأوسط، وإيجاد منفذ لتعميق امتداد استراتيجي يمر من إيران نحو سوريا والضفة الشرقية للبحر المتوسط. فبعد هذه الفترة وجد الإتحاد السوفياتي في الإسلام الشيعي ‘الثوري’ و’الممانع? عاملا إيجابيا لربط خط استراتيجي في الشرق الأوسط، وبالمقابل وجدت الولايات المتحدة في الإسلام السني بمختلف اتجاهاته الوهابية والجهادية-البنلادنية، والإخوانية في مرحلة لاحقة، ‘ذخيرة إيديولوجية’ لتعميق نفوذها الإستراتيجي في الشرق الأوسط ومحيطه القريب والمتوسط، فكانت الوهابية بشقها المدجّن عاملا إيجابيا للسيطرة على المملكة السعودية، فيما كان التيار الجهادي ذخيرة إيديولوجية لصد المد الروسي في أفغانستان، وأخيرا أصبح التيار الإخواني المعتدل ذخيرة إيديولوجية لا تقل أهمية لتعميق نفوذ الولايات المتحدة في المنطقة العربية – الإسلامية عامّة. هذا بالرغم من أن الولايات المتحدة اكتوت من هذه اللعبة في أحداث 11 سبتمبر 2001 خاصة، فأضحت تفضّل ‘الإسلام المعتدل’ أو ‘الإسلام الديمقراطي’ الإخواني القادر على النفاذ إلى العمق الشعبي للبلدان العربية – الإسلامية وبالتالي يسهل تمرير أنماط اقتصادية وأجندات إستراتيجية من خلاله، وفي نفس الوقت تحويل وجهة التناقض مع الجماعات الجهادية نحو العمق ‘الإسلامي’..
سورية بعد اندلاع الثورة
بعد اندلاع الثورة السورية في مارس 2011 وبعد الدخول في لعبة العسكرة دخلت عديد الأطراف على الخط، فكان المحور الروسي – الصيني – الإيراني داعما لنظام الأسد، فيما كان المحور المتكون من الولايات المتحدة وفرنسا وانكلترا والرجعيات التركية والعربية داعما للمعارضة السورية بشقها العسكري المتمثل في الجيش الحر. ولم يخرج المشهد عن إطاره التاريخي مع بعض الاختلافات، فروسيا ومن ورائها الصين لم تعد ذلك ‘الغول الاشتراكي’ الذي يهدد الغرب وإسرائيل إيديولوجيا بل أضحت تمثل النسخة الشرقية للإمبريالية. ومثلما هو معلوم فإن روسيا والولايات المتحدة لا يجمع بينهما عداء بمعناه الكلاسيكي، بل أضحيا منذ نهاية الحرب العالمية الثانية عبارة عن شقيقين متخاصمين يحكم بينهما التدافع والتكتيك أكثر من العداء المباشر، فالدول العظمى أخذت الدرس من التاريخ وأدركت أن المواجهة العسكرية المباشرة ستكون خسارة للجميع خاصة بعد ظهور ‘الغول’ النووي، فساد نظام عالمي جديد يقوم على تصدير الأزمات والحروب بالوكالة في بلدان العالم الثالث. ولا يخفى على أحد أن روسيا ومن ورائها الصين وإيران هي الأطراف المتضررة استراتيجيا من هذه الثورة السورية، وبالتالي تحصلنا على ذلك المشهد الكلاسيكي والنمطي، فروسيا ومشتقاتها تدعم النظام السوري سياسيا وعسكريا بينما الولايات المتحدة ومشتقاتها تدعم الثورة السورية سياسيا وعسكريا. وفي مشهد آخر لا يقل نمطية طفت على السطح تلك العبارات المعروفة، من قبيل (نشر الديمقراطية، حق الشعوب في تحقيق المصير، نشر السلام، حماية المدنيين، دعم الشرعية…) لتكون غطاء لصراع استراتيجي مصالحي تقوده لوبيات وأقطاب تبحث عن منافذ لمواجهة الأزمات التي تتخبط فيها الرأسمالية المعاصرة التي بلغت مرحلة التعفن …
التطورات الأخيرة
في الأيام الأخيرة احتد الصراع بين النظام السوري والجيش الحر المدعوم من المعارضة، وازدادت حدة معاناة الشعب السوري وحل الخراب أنحاء سورية ووصل الصراع رسميا إلى العاصمة دمشق. وبعد القمة العربية الأخيرة تولت جامعة الدول العربية المهمة للإعلان رسميا عن دعم الثورة السورية بالسلاح رغم أن التسليح كان متواصلا طيلة الأشهر الأخيرة من جانب قطر والسعودية وتركيا وفرنسا إضافة إلى الولايات المتحدة وانكلترا اللتان تستعملان سياسات ‘الأفعى الناعمة’ بتسويق خطابات من قبيل ‘ندعم الجيش الحر بأدوات غير قتالية’.. وذلك حفاظا على أمنهما القومي، وللظهور في ثوب الحمام الأبيض المحب للسلام …
تركيا وإسرائيل.. تبحثان عن منافذ …
في منطقة غنية بـ’الذخائر الإيديولوجية والعرقية’ لم تجد تركيا عناء في البحث عن منافذ لرمي الحبال في سورية والاستعداد لمرحلة أكثر انفلاتا، ففي اجتماع استضافه منتدى التركمان في العاصمة التركية أنقرة بمناسبة تأسيس جمعية التركمان السوريين صرّح أردوغان أنه يدعم تأسيس جمعية سوف تكون الصوت والضمير للتركمان السوريين، وأضاف رئيس الوزراء التركي أن بلاده لن تقف صامتة إزاء معاناة ‘الأشقاء التركمان في سورية’ مشيرا إلى أن جمهورية تركيا تثير مصالح ‘الأشقاء التركمان’ في كل محفل بصوت عال وسوف تواصل ذلك…وبالإضافة إلى ذلك فلقد تقبلت تركيا اعتذارات إسرائيل عن مجزرة أسطول الحرية، بدفع من الجانب الأمريكي، وبذلك استعدت تركيا لأي تحرك يقوم على أساس عمقها الناتوي، لما للعلاقة مع إسرائيل من تأثير في هكذا تحرك منتظر خلال المرحلة القادمة. أما إسرائيل فلقد أثارت المسألة الدرزية بعد رواج أخبار في الإعلام الإسرائيلي عن رغبة المئات من الجنود الدروز الإسرائيليين في الالتحاق بالجبهة السورية لحماية أشقائهم الدروز السوريين الذين يتعرضون لهجمات من جانب تنظيم ‘جبهة الأنصار…
الإخوان كالعادة …
لم يكن إخوان سوريا خارج التكتيك العام لأشقائهم في تونس ومصر، فلقد ‘شنت القيادة المشتركة للجيش السوري الحر وقيادات من المعارضة السورية هجوما عنيفا ضد جماعة الإخوان المسلمين بسورية، محملة الجماعة مسؤولية تأخر انتصار الثورة وتشرذم المعارضة، ومتهمة إياها بعقد تفاهمات جانبية من هنا وهناك مع الولايات المتحدة خاصة، وبإقصاء معظم الأطياف السورية والرغبة في الهيمنة على المجلس الوطني..
لا للتحامل على الشعب السوري …
يبدو أنه من الحكمة اجتناب التحامل على الشعب السوري بوضعه في صورة الدمية التي تتلاعب بها أطراف خارجية كما تشاء، كما أنه ليس من العدل الاعتراف بحقوق شعوب معينة في الثورة والتغيير، والامتناع عن ذلك بالنسبة للسوريين. فبكل صراحة، النظام السوري لم يعد يملك من البعثية الاشتراكية غير الاسم، كما أن الشعب السوري له من الحصانة الحضارية والذكاء ما يمكّنه من تحديد مصيره …
كاتب تونسي