سوريا اليوم
مراسل صقور الأبداع من سوريا
رامي زين الدين : المقال
كرامة، حرية، عدالة، الشعب الواحد.. بالتأكيد هي مبادئ إنسانية وأخلاقية سامية، رغم الجراح والألم وكثرة الدماء التي سالت على مذبح الحرية، لا تزال تلك المبادئ تتصدر شعارات الشعب السوري الثائر. في الجانب المقابل يستمر النظام باستفزاز و جرّ الناس للفتنة والاقتتال الداخلي حتى يظهر هو كمخلص للشعب السوري من الحرب الأهلية المحتملة، وللأسف استطاع النظام في بعض المناطق استغلال الانقسامات في الموقف السياسي لإثارة نعرات طائفية أو أهلية، وفي مكان آخر عمد إلى استفزاز الناس في مقدساتها وعقائدها حتى تظهر ردات فعل عكسية ، تصل في بعض الأحيان إلى العنف المضاد.
…
يذكر الكاتب الأمريكي كرين برينتن في كتابه “تشريح الثورة” أن الثورات تمر بمراحل عديدة، وإحدى خصائص المرحلة الثالثة التي هي “مرحلة الأزمة” ما يمكن أن يسمى الحرب الأهلية، حيث يجنح الكاتب بناءً على دراسته التي تناولت ست ثورات عالمية، إلى عرض نزاعات وانقسامات وحروب على أسس دينية أو طبقية أو سياسية داخل البلد الواحد، وإذا ما نظرنا إلى الثورة السورية التي مرت بمراحل كثيرة نرى اليوم من ناحية انقساماً اجتماعياً عميقا في بنية المجتمع السوري ومن ناحية أخرى حساسيات طائفية تغذيها بعض الجهات، وحيث أنّ هذا الإنقسام ربما يعدّ طبيعيا في ظلّ الوضع القائم كون المجتمع منقسم أساساّ في الموقف من الثورة السورية. كذلك ساهم النظام بشكل رئيسي بإشعال الفتنة وتشويه سمعة الفريق المناهض له وكيل الاتهامات جزافا، مستخدما إعلامه الرخيص وجيش الكتروني جنده لتنفيذ مهمات بث الشائعات المضللة لضرب علاقات الناس وترسيخ الانقسام.</p> رغم كون ذلك الانقسام طبيعياً إلّا أنّه بكلّ تأكيد ظاهرة سلبية لا يمكن التغاضي عنها، ولا بد من الوقوف عندها ومحاولة وضع حلول استباقية لعلاجها لما يمكن أن تسببه من أخطار حقيقية تهدد المجتمع وتودي به إلى الهلاك.
من هنا يأتي القول أن انتصار للثورة لا يتمثل بإسقاط النظام فقط، بل الانتصار الحقيقي للثورة يتمثل أولا بالمحافظة على وحدة الشعب وتماسكه، وإسقاط كل مشاعر الحقد والكراهية والبغضاء من قلوب الشعب السوري، وإلّا فما فائدة الثورة إذا انتقلنا من الكراهية للنظام إلى الكراهية لبعضنا؟ ومن حرب ضد النظام المجرم إلى حرب ضد بعضنا؟
لابد أيضا من الإشارة إلى أن إحدى أهم معايير تقدم المجتمعات هي وحدتها، والوحدة لا تعني الكلام فقط، بل هي إيمان وسلوك وفعل، تتحقق عند تقبل الجميع للجميع على اختلاف آرائهم وتوجهاتهم، وعند تذويب جميع الانتماءات الضيقة (الدينية والمذهبية والقومية والعشائرية والمناطقية) في بوتقة الوطن الواحد، الوطن الحاضن والحامي للجميع.
الشعب السوري اليوم ينتظر اللحظة التاريخية التي يعلن بها نهاية حقبة الظلم والطغيان وتأسيس نظام ديمقراطي جديد يقوم على مبادئ الحقّ والعدل والمساواة، والإنتصار الحقيقي يكون بدفن الأحقاد وإعلان التسامح شعارا للمرحلة القادمة حتى يبدأ بناء الدولة على جميع المستويات، وشعار “الشعب السوري واحد” إذا تحول لممارسة سيضمن بالتأكيد لأبناء سورية السلام والبقاء والتقدم.
كرامة، حرية، عدالة، الشعب الواحد.. بالتأكيد هي مبادئ إنسانية وأخلاقية سامية، رغم الجراح والألم وكثرة الدماء التي سالت على مذبح الحرية، لا تزال تلك المبادئ تتصدر شعارات الشعب السوري الثائر. في الجانب المقابل يستمر النظام باستفزاز و جرّ الناس للفتنة والاقتتال الداخلي حتى يظهر هو كمخلص للشعب السوري من الحرب الأهلية المحتملة، وللأسف استطاع النظام في بعض المناطق استغلال الانقسامات في الموقف السياسي لإثارة نعرات طائفية أو أهلية، وفي مكان آخر عمد إلى استفزاز الناس في مقدساتها وعقائدها حتى تظهر ردات فعل عكسية ، تصل في بعض الأحيان إلى العنف المضاد.
…
يذكر الكاتب الأمريكي كرين برينتن في كتابه “تشريح الثورة” أن الثورات تمر بمراحل عديدة، وإحدى خصائص المرحلة الثالثة التي هي “مرحلة الأزمة” ما يمكن أن يسمى الحرب الأهلية، حيث يجنح الكاتب بناءً على دراسته التي تناولت ست ثورات عالمية، إلى عرض نزاعات وانقسامات وحروب على أسس دينية أو طبقية أو سياسية داخل البلد الواحد، وإذا ما نظرنا إلى الثورة السورية التي مرت بمراحل كثيرة نرى اليوم من ناحية انقساماً اجتماعياً عميقا في بنية المجتمع السوري ومن ناحية أخرى حساسيات طائفية تغذيها بعض الجهات، وحيث أنّ هذا الإنقسام ربما يعدّ طبيعيا في ظلّ الوضع القائم كون المجتمع منقسم أساساّ في الموقف من الثورة السورية. كذلك ساهم النظام بشكل رئيسي بإشعال الفتنة وتشويه سمعة الفريق المناهض له وكيل الاتهامات جزافا، مستخدما إعلامه الرخيص وجيش الكتروني جنده لتنفيذ مهمات بث الشائعات المضللة لضرب علاقات الناس وترسيخ الانقسام.</p> رغم كون ذلك الانقسام طبيعياً إلّا أنّه بكلّ تأكيد ظاهرة سلبية لا يمكن التغاضي عنها، ولا بد من الوقوف عندها ومحاولة وضع حلول استباقية لعلاجها لما يمكن أن تسببه من أخطار حقيقية تهدد المجتمع وتودي به إلى الهلاك.
من هنا يأتي القول أن انتصار للثورة لا يتمثل بإسقاط النظام فقط، بل الانتصار الحقيقي للثورة يتمثل أولا بالمحافظة على وحدة الشعب وتماسكه، وإسقاط كل مشاعر الحقد والكراهية والبغضاء من قلوب الشعب السوري، وإلّا فما فائدة الثورة إذا انتقلنا من الكراهية للنظام إلى الكراهية لبعضنا؟ ومن حرب ضد النظام المجرم إلى حرب ضد بعضنا؟
لابد أيضا من الإشارة إلى أن إحدى أهم معايير تقدم المجتمعات هي وحدتها، والوحدة لا تعني الكلام فقط، بل هي إيمان وسلوك وفعل، تتحقق عند تقبل الجميع للجميع على اختلاف آرائهم وتوجهاتهم، وعند تذويب جميع الانتماءات الضيقة (الدينية والمذهبية والقومية والعشائرية والمناطقية) في بوتقة الوطن الواحد، الوطن الحاضن والحامي للجميع.
الشعب السوري اليوم ينتظر اللحظة التاريخية التي يعلن بها نهاية حقبة الظلم والطغيان وتأسيس نظام ديمقراطي جديد يقوم على مبادئ الحقّ والعدل والمساواة، والإنتصار الحقيقي يكون بدفن الأحقاد وإعلان التسامح شعارا للمرحلة القادمة حتى يبدأ بناء الدولة على جميع المستويات، وشعار “الشعب السوري واحد” إذا تحول لممارسة سيضمن بالتأكيد لأبناء سورية السلام والبقاء والتقدم.