سوريا اليوم
مراسل صقور الأبداع من سوريا
ربما تقتضي الأمانة مني وصف كل ما عاينته ” بأم العين ” في ذلك اليوم
الذي انتظرته طويلا مما حتم علي قطع تسع ساعات متواصلة عبر الحافلة التي
أقلتني في تجاه العاصمة الرباط , طبعا كل تلك “الهالة ” المصاحبة ليوم
الوقفة على تلك الصفحة المهيأة للحدث عبر موقع التواصل الاجتماعي الفايس
بوك وكم التعليقات والرسائل والهتافات الحماسية جعلتني اقطع كل تلك
المسافة بدون وعي وإدراك وكلي آمل وشوق ولهفة لمعاينة “الحدث ” كيف لا
والثورة السورية والتضامن معها �هي العنوان الأبرز كما “يدعي ” رواد
الصفحة ؟ ,وصلت المدينة “الموعودة ” قبل ثلاث ساعات من انطلاق الوقفة ولم
أجد غير سيارات للأمن وأربعة صحافيين مغاربة يتناقشون فيما بينهم حول
أشياء ابعد ما تكون عن الموضوع الرئيسي الذي استنتجت انه ليس بالنسبة
إليهم سوى “واجب مهني ” مفروض عليهم القيام به ولا اثر للمبادئ والوقوف
في خندق الحق والانتصار للثورة بينهم ,للوهلة الأولى كتمت إحساسا خفيا
يراودني بأنني لست سوى “ضحية ” ثوار افتراضيين همهم الأساسي الاستحواذ
على اكبر عدد ممكن من الزوار وحشد الهمم بكلمات لا تسمن ولا تغني من جوع
ولكن في إطار ضيق ولا أساس صحي له ,الوقت المحدد في الحادية عشر صباحا قد
حان وسبعة أشخاص فقط يلفون أجسادهم بأعلام الثورة هم من حضروا لمباشرة
التحضيرات وبلورة شعارات الصفحة على ارض الواقع ,رقم مخز حقا وأنا من
توقعت “جحافل ” للتعبير عن غضبهم ورفضهم لاستمرار القتل والتدمير في ارض
الشام مما حول راسي إلى حقل أسئلة لا تنتهي :أين الآلاف من المغاربة ممن
يطبلون ويزمرون للثورة على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي ؟ كما أين
اختفى كل أولئك السوريين المنتشرين في كل مناطق المغرب ؟ ,صبري بدا
بالنفاذ ولم أستطيع تقبل فكرة أنني “أكلت مقلبا �مرتبا ” {كما يقول
إخواننا السوريين بلهجتهم الرائعة } ساعة إضافية كانت كافية لاستيعاب
“الدرس المرير ” والتيقن بان هنالك فرقا شاسعا بين الواقع المر
والافتراضي الذي “انغمسنا ” فيه لدرجة لا تطاق ولم تكن تلك الفئة القليلة
من السوريين ومعهم فئة أخرى من المغاربة الذين �انخرطوا في ترديد شعارات
{كم اكره هذه الكلمة } مناوئة للنظام الدموي وكذا لتخاذل العرب والمسلمين
في نصرة ” أشقاءهم ” في محنتهم مستعيدين شريطا نسيه {آو تناسوه } جميعا
بأنهم {أي السوريين } احتضنوا اللبنانيين والعراقيين والفلسطينيين في عز
أزمتهم ولكن الجميع تفرق من حولهم الآن وجعلهم يواجهون مصيرهم لوحدهم دون
أدنى التفاتة آو مساعدة ,ومع كل هذه النظرة السوداوية التي سيطرت على
تفكيري في ذلك اليوم الذي لم يرتقي �قطعا لحجم تضحيات الشعب السوري الحر
وإحقاقا للحق لا بد من الإشادة بذلك التلاحم الغاية في الروعة السائد بين
الحاضرين واقصد تحديدا المغاربة والسوريين والتفاهم والانسجام الذي يثير
الغبطة والبهجة في النفوس في ذروة هذا الليل الحالك السواد والدليل تجسد
في سيدة مغربية كانت برفقة ابنتها الصغيرة وكانت تتناوب على الميكروفون
مع بعض الشباب السوري المتحمس وتنشد كلمات من صميم اللهجة السورية وبنطق
سليم ومع تنوع مميز في لهجة كل منطقة سورية مما آثار إعجاب القلة القلية
من الحضور ,وفي ذات الصدد توجهنا بالسؤال إلى رئيس تنسيقية الشباب السوري
بالمغرب الأستاذ جهاد فرعون حول رضاهم �عن الحضور وكذا للتفسيرات التي
يمكن تقديمها إزاء هذا “التقاعس ” فأجاب :” �اكيد لست راضيا �عن مستوى
الحضور الذي لا يرقى لمستوى الألم والمعاناة في سورية ولن أقدم تبريرات
حول بعد المكان أو إيصال الموضوع للناس لأنه لا يهم لا يوجد ما يبرر هذا
النقص ولابد للجميع أن يتحرك ” و عن إمكانية تعرضهم لمضايقات أو معارضات
من طرف السلطات المغربية نفى ذلك جملة وتفصيلا مشددا على انه ” لا
مضايقات ” ,وعن نسبة السوريين الموجودين بالمغرب وقلتها {الملاحظة أثناء
الوقفة } أكد الأستاذ جهاد : “السوريين موجودين ومنتشرين في أصقاع المغرب
في آماكن متباعدة لكن هذا ليس عذرا لأحد وهو تقصير غير مقبول ” وفي سؤال
أخير عن الفرق الشاسع بين كلام مواقع التواصل الاجتماعي وبين ما شاهدناه
على ارض الواقع وعن شعوره بنوع من التخاذل آو حتى “الخيانة ” شدد على آن
من يسمون “بثوار الفايس بوك ” ليست ظاهرة جديدة ولكنه يترك للجميع قرار
محاسبة نفسه في الأخير “فنحن غير مخولين بإلقاء اللوم على احد ” .
الأكيد أن ثورة الشعب السوري تحتاج لتضافر الجهود من لدن كل الأطراف
وخصوصا العربية �للرقي بنوعية المساهمة المقدمة من اجل حماية هذا الوطن
وهذا الشعب العظيم الذي لم يتوانى للحظة في تبني كل القضايا العربية
المصيرية وقدم الغالي والنفيس من اجلها وقد حان الوقت {بل تأخر } لرد
الدين وان تصل متأخرا خير من ألا تصل أبدا ..فعلا كما ردد الحضور على
قلته “سورية بدها حرية .. “
من عادل العوفي
الذي انتظرته طويلا مما حتم علي قطع تسع ساعات متواصلة عبر الحافلة التي
أقلتني في تجاه العاصمة الرباط , طبعا كل تلك “الهالة ” المصاحبة ليوم
الوقفة على تلك الصفحة المهيأة للحدث عبر موقع التواصل الاجتماعي الفايس
بوك وكم التعليقات والرسائل والهتافات الحماسية جعلتني اقطع كل تلك
المسافة بدون وعي وإدراك وكلي آمل وشوق ولهفة لمعاينة “الحدث ” كيف لا
والثورة السورية والتضامن معها �هي العنوان الأبرز كما “يدعي ” رواد
الصفحة ؟ ,وصلت المدينة “الموعودة ” قبل ثلاث ساعات من انطلاق الوقفة ولم
أجد غير سيارات للأمن وأربعة صحافيين مغاربة يتناقشون فيما بينهم حول
أشياء ابعد ما تكون عن الموضوع الرئيسي الذي استنتجت انه ليس بالنسبة
إليهم سوى “واجب مهني ” مفروض عليهم القيام به ولا اثر للمبادئ والوقوف
في خندق الحق والانتصار للثورة بينهم ,للوهلة الأولى كتمت إحساسا خفيا
يراودني بأنني لست سوى “ضحية ” ثوار افتراضيين همهم الأساسي الاستحواذ
على اكبر عدد ممكن من الزوار وحشد الهمم بكلمات لا تسمن ولا تغني من جوع
ولكن في إطار ضيق ولا أساس صحي له ,الوقت المحدد في الحادية عشر صباحا قد
حان وسبعة أشخاص فقط يلفون أجسادهم بأعلام الثورة هم من حضروا لمباشرة
التحضيرات وبلورة شعارات الصفحة على ارض الواقع ,رقم مخز حقا وأنا من
توقعت “جحافل ” للتعبير عن غضبهم ورفضهم لاستمرار القتل والتدمير في ارض
الشام مما حول راسي إلى حقل أسئلة لا تنتهي :أين الآلاف من المغاربة ممن
يطبلون ويزمرون للثورة على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي ؟ كما أين
اختفى كل أولئك السوريين المنتشرين في كل مناطق المغرب ؟ ,صبري بدا
بالنفاذ ولم أستطيع تقبل فكرة أنني “أكلت مقلبا �مرتبا ” {كما يقول
إخواننا السوريين بلهجتهم الرائعة } ساعة إضافية كانت كافية لاستيعاب
“الدرس المرير ” والتيقن بان هنالك فرقا شاسعا بين الواقع المر
والافتراضي الذي “انغمسنا ” فيه لدرجة لا تطاق ولم تكن تلك الفئة القليلة
من السوريين ومعهم فئة أخرى من المغاربة الذين �انخرطوا في ترديد شعارات
{كم اكره هذه الكلمة } مناوئة للنظام الدموي وكذا لتخاذل العرب والمسلمين
في نصرة ” أشقاءهم ” في محنتهم مستعيدين شريطا نسيه {آو تناسوه } جميعا
بأنهم {أي السوريين } احتضنوا اللبنانيين والعراقيين والفلسطينيين في عز
أزمتهم ولكن الجميع تفرق من حولهم الآن وجعلهم يواجهون مصيرهم لوحدهم دون
أدنى التفاتة آو مساعدة ,ومع كل هذه النظرة السوداوية التي سيطرت على
تفكيري في ذلك اليوم الذي لم يرتقي �قطعا لحجم تضحيات الشعب السوري الحر
وإحقاقا للحق لا بد من الإشادة بذلك التلاحم الغاية في الروعة السائد بين
الحاضرين واقصد تحديدا المغاربة والسوريين والتفاهم والانسجام الذي يثير
الغبطة والبهجة في النفوس في ذروة هذا الليل الحالك السواد والدليل تجسد
في سيدة مغربية كانت برفقة ابنتها الصغيرة وكانت تتناوب على الميكروفون
مع بعض الشباب السوري المتحمس وتنشد كلمات من صميم اللهجة السورية وبنطق
سليم ومع تنوع مميز في لهجة كل منطقة سورية مما آثار إعجاب القلة القلية
من الحضور ,وفي ذات الصدد توجهنا بالسؤال إلى رئيس تنسيقية الشباب السوري
بالمغرب الأستاذ جهاد فرعون حول رضاهم �عن الحضور وكذا للتفسيرات التي
يمكن تقديمها إزاء هذا “التقاعس ” فأجاب :” �اكيد لست راضيا �عن مستوى
الحضور الذي لا يرقى لمستوى الألم والمعاناة في سورية ولن أقدم تبريرات
حول بعد المكان أو إيصال الموضوع للناس لأنه لا يهم لا يوجد ما يبرر هذا
النقص ولابد للجميع أن يتحرك ” و عن إمكانية تعرضهم لمضايقات أو معارضات
من طرف السلطات المغربية نفى ذلك جملة وتفصيلا مشددا على انه ” لا
مضايقات ” ,وعن نسبة السوريين الموجودين بالمغرب وقلتها {الملاحظة أثناء
الوقفة } أكد الأستاذ جهاد : “السوريين موجودين ومنتشرين في أصقاع المغرب
في آماكن متباعدة لكن هذا ليس عذرا لأحد وهو تقصير غير مقبول ” وفي سؤال
أخير عن الفرق الشاسع بين كلام مواقع التواصل الاجتماعي وبين ما شاهدناه
على ارض الواقع وعن شعوره بنوع من التخاذل آو حتى “الخيانة ” شدد على آن
من يسمون “بثوار الفايس بوك ” ليست ظاهرة جديدة ولكنه يترك للجميع قرار
محاسبة نفسه في الأخير “فنحن غير مخولين بإلقاء اللوم على احد ” .
الأكيد أن ثورة الشعب السوري تحتاج لتضافر الجهود من لدن كل الأطراف
وخصوصا العربية �للرقي بنوعية المساهمة المقدمة من اجل حماية هذا الوطن
وهذا الشعب العظيم الذي لم يتوانى للحظة في تبني كل القضايا العربية
المصيرية وقدم الغالي والنفيس من اجلها وقد حان الوقت {بل تأخر } لرد
الدين وان تصل متأخرا خير من ألا تصل أبدا ..فعلا كما ردد الحضور على
قلته “سورية بدها حرية .. “
من عادل العوفي