العراق اليوم
مراسل صقور الأبداع من العراق
فوجئ البغداديون برسم عين كبيرة وكلمتي “أكدر أشوفك” على رأس عمارة المطعم التركي المطلة على المنطقة الخضراء، فأثارت فيهم الشكوك والخوف، إذ ما أدركوا معناها ولا عرفوا من رسمها في هذا المكان، المسيج بالحراسة اللصيقة.
بغداد: اثار رسم عين كبيرة مع كلمتي (اكدر اشوفك) بالعامية العراقية على اعلى بناية مهملة في بغداد، هي بناية المطعم التركي ذات الطوابق العديدة، قبالة المنطقة الخضراء مقر الحكومة والبرلمان والمسؤولين في الدولة، خوف مواطني العاصمة، فتناولوها بالتفسير والتحليل، إذ لا احد يدري من رسمها. فالشكل واضح ولافت للنظر، عين كبيرة وما معناه “اقدر أن اراك”. فإلى من تنظر هذه العين؟ وهي عين من؟ ومن فعل هذا؟
تحوم شكوك العامة حول الجهات الأمنية العراقية، لأن البناية مغلقة ومحروسة، لا يمكن الدخول اليها والصعود إلى اعلاها، فكيف بالكتابة على واجهتها المقابلة للمنطقة الخضراء المزروعة بكاميرات المراقبة والجنود؟ وهذه البناية مخيفة بسبب شائعات عن تلوثها بسبب التفجيرات التي طالتها في الحرب الاخيرة، كما أن جسر الجمهورية المقابل محروس جيدًا.
وثمة شائعات أن طالبا في معهد الفنون الجميلة في بغداد هو الفاعل، أراد من خلالها أن يوصل رسالة إلى كل مسؤول ينظر إلى هذه العين بأن الناس تراه!! لكن هل يستطيع هذا الطالب أن يفعل ذلك من تلقاء نفسه؟
حرب نفسية أو أعور دجال!
عجز العديد من المواطنين عن تفسير هذه الظاهرة التي أخافتهم، فيما اكد بعضهم أنها من فعل المخابرات الاميركية التي تريد أن تزرع الاثارة والخوف في نفوس المواطنين العراقيين، وكأنها تقول لهم ما زلنا هنا ونحن نراقبكم. ورأى آخرون أن هذا الرسم يدخل في إطار الحرب النفسية على العراقيين ليس الا.
واوضح المواطن حامد موسى أن هذه البناية مرصد عسكري، “واعتقد أن هذه العبارة وضعت لتكون اشبه بالحرب النفسية العسكرية، لحماية المنطقة الخضراء، فالمخاطب هنا مجهول، اي شخص ممكن، أي كل من يريد أن يستهدف المنطقة الخضراء”.
وشبه المواطن عبد الحسين كولي الرسم بعين الاعور الدجال. قال: “هذه العين المرسومة موجهة للمنطقة الخضراء، وبالتأكيد هي مقصودة، يريد راسمها أن يقول إن عين الله لا تنام، ويقول للسياسيين ربما ناموا انتم ونحن تحرسنا عين الله، وهي ايضا تراقب تصرفاتكم مع الشعب، وهناك تفسير آخر، بمعنى أنها عين الاعور الدجال، ينظر إلى الناس بعين واحدة، فهذا ربما لاثارة الرهبة في النفوس”.
اما ندى عثمان فتراها تعني أن هناك من يتجسس على المنطقة الخضراء، “وربما هناك من يراقب من هذا المكان تحركات تحصل هناك، واذا ما كان الفاعل هي الحكومة او جهة امنية فمعناها انهم يراقبون الشعب اينما كان”.
تحشيد الخوف
اعرب الكاتب جلال حسن عن دهشته لما يرى، مشيرًا إلى أنها تقول عندنا كاميرات تصوركم أيها المارون إلى الضفة الأخرى.
أضاف: “هذه البناية موضوع شك منذ زمن، حين اتهمتها مصادر مطلعة في منظمات المجتمع المدني وبعض الصحف العراقية بأنها مصدر للاشعاع الكيمياوي نتيجة قصف الطائرات الاميركية، لكن وزارة البيئة العراقية قالت إنها ليست ملوثة كيميائيًا، بحسب قول الوزيرة نرمين عثمان التي استقالت بسرعة لافتة، ما حدا برواد وباعة الباب الشرقي أن يغادروا المنطقة”.
لكنه ختم قائلًا: “البناية وما كتب عليها مدعاة للسخرية”.
من جانبه، لا يعرف الناقد التشكيلي والكاتب حسن عبد الحميد تفسيرًا واقعيًا لهذه العين، لكنه يضعها في باب اشاعة الفرقة وتحشيد الخوف، “وعلى الجهات المعنية أن تتحرى من فعل ذلك، خصوصًا اننا نعلم أن المطعم التركي مهمل وليس من السهل الصعود إلى بنايته، والمكان شهد تظاهرات في شباط (فبراير) 2011″.
أضاف: “الفاعل استخدم كلمة شعبية (اكدر اشوفك)، وربما هو يريد أن يخاطب الناس العاديين، مستحيل أن يكون الشخص فعل ذلك من دون أن يوجهه احد ، فالمكان مرتفع ويحتاج إلى رافعة ووقت، وانا لا استطيع أن اتصور كيف جرى ذلك، وان كانت برأيي لا تعدو أن تكون دعابة حمقاء، فلنحسن النيات ونقل إن الحكومة أو وزارة الداخلية تراقب الناس بعينها الساهرة”.
اليهود مروا من هنا
عزا الصحافي احمد كاظم الامر إلى أياد يهودية قائلًا: “شيدت هذه البناية شركة اماراتية يديرها رجل يهودي من اصل تركي، وأعتقد انه من خلال هذا الرسم يراد الاشارة إلى أن هناك حنينا يهوديا إلى الارض العراقية، موطنهم القديم، وبالاحرى منطقة الكفل وأطراف مدينة الحلة في المناطق الجنوبية الشرقية منها”.
أضاف: “هناك بناية مشابهة لهذه في منطقة حائل في السعودية، وهذه البنايات ربما تتطابق مع رؤية اليهود المستقبلية لحدود دولتهم المزعومة”. أضاف: “سواء كان هذا هو التفسير الحقيقي أو غيره، فهو في مجمله يثير الخوف، لأن العين والكلمتين المكتوبتين بالعامية تعنيان شيئًا، ولا اعتقد أن من كتبها هدفه الدعابة”.
الكف الاسود
اشارت الصحافية غفران حداد إلى أن هذه العين تذكرها بعصابة الكف الاسود، وقالت: “هذا ما يثير الخوف والدهشة أيضًا، فهل اصبحت البنايات كهذه واجهة لأي كلام؟ وما معنى هذه العين والجملة تحتها؟”
أضافت: “انها بصراحة تثير الدهشة والاستغراب حتى بالنسبة إلي كإعلامية، كأننا نعيش في بلد المافيا ومن حق اي شخص او جهة أن يصعد إلى أي عمارة ويكتب ما يشاء ويرسم ما يريد، وهذا ذكرني بعصابة الكف الاسود التي ظهرت في التسعينات، وتلطخ كفها بالدم على بيوت المواطنين وتنشر منشورات تثير الرعب بين الناس”.
وبحسب حداد، ربما لهذه العين علاقة بالحكومة، من خلال جهة معينة او تيار او حزب، وربما من فعل ذلك يريد أن يقول إن للحكومة عينا على الشعب، باعتبارها العين العليا، وربما يشيرون بها إلى الشعب أو الارهابيين أو الخارجين عن القانون.
بغداد: اثار رسم عين كبيرة مع كلمتي (اكدر اشوفك) بالعامية العراقية على اعلى بناية مهملة في بغداد، هي بناية المطعم التركي ذات الطوابق العديدة، قبالة المنطقة الخضراء مقر الحكومة والبرلمان والمسؤولين في الدولة، خوف مواطني العاصمة، فتناولوها بالتفسير والتحليل، إذ لا احد يدري من رسمها. فالشكل واضح ولافت للنظر، عين كبيرة وما معناه “اقدر أن اراك”. فإلى من تنظر هذه العين؟ وهي عين من؟ ومن فعل هذا؟
تحوم شكوك العامة حول الجهات الأمنية العراقية، لأن البناية مغلقة ومحروسة، لا يمكن الدخول اليها والصعود إلى اعلاها، فكيف بالكتابة على واجهتها المقابلة للمنطقة الخضراء المزروعة بكاميرات المراقبة والجنود؟ وهذه البناية مخيفة بسبب شائعات عن تلوثها بسبب التفجيرات التي طالتها في الحرب الاخيرة، كما أن جسر الجمهورية المقابل محروس جيدًا.
وثمة شائعات أن طالبا في معهد الفنون الجميلة في بغداد هو الفاعل، أراد من خلالها أن يوصل رسالة إلى كل مسؤول ينظر إلى هذه العين بأن الناس تراه!! لكن هل يستطيع هذا الطالب أن يفعل ذلك من تلقاء نفسه؟
حرب نفسية أو أعور دجال!
عجز العديد من المواطنين عن تفسير هذه الظاهرة التي أخافتهم، فيما اكد بعضهم أنها من فعل المخابرات الاميركية التي تريد أن تزرع الاثارة والخوف في نفوس المواطنين العراقيين، وكأنها تقول لهم ما زلنا هنا ونحن نراقبكم. ورأى آخرون أن هذا الرسم يدخل في إطار الحرب النفسية على العراقيين ليس الا.
واوضح المواطن حامد موسى أن هذه البناية مرصد عسكري، “واعتقد أن هذه العبارة وضعت لتكون اشبه بالحرب النفسية العسكرية، لحماية المنطقة الخضراء، فالمخاطب هنا مجهول، اي شخص ممكن، أي كل من يريد أن يستهدف المنطقة الخضراء”.
وشبه المواطن عبد الحسين كولي الرسم بعين الاعور الدجال. قال: “هذه العين المرسومة موجهة للمنطقة الخضراء، وبالتأكيد هي مقصودة، يريد راسمها أن يقول إن عين الله لا تنام، ويقول للسياسيين ربما ناموا انتم ونحن تحرسنا عين الله، وهي ايضا تراقب تصرفاتكم مع الشعب، وهناك تفسير آخر، بمعنى أنها عين الاعور الدجال، ينظر إلى الناس بعين واحدة، فهذا ربما لاثارة الرهبة في النفوس”.
اما ندى عثمان فتراها تعني أن هناك من يتجسس على المنطقة الخضراء، “وربما هناك من يراقب من هذا المكان تحركات تحصل هناك، واذا ما كان الفاعل هي الحكومة او جهة امنية فمعناها انهم يراقبون الشعب اينما كان”.
تحشيد الخوف
اعرب الكاتب جلال حسن عن دهشته لما يرى، مشيرًا إلى أنها تقول عندنا كاميرات تصوركم أيها المارون إلى الضفة الأخرى.
أضاف: “هذه البناية موضوع شك منذ زمن، حين اتهمتها مصادر مطلعة في منظمات المجتمع المدني وبعض الصحف العراقية بأنها مصدر للاشعاع الكيمياوي نتيجة قصف الطائرات الاميركية، لكن وزارة البيئة العراقية قالت إنها ليست ملوثة كيميائيًا، بحسب قول الوزيرة نرمين عثمان التي استقالت بسرعة لافتة، ما حدا برواد وباعة الباب الشرقي أن يغادروا المنطقة”.
لكنه ختم قائلًا: “البناية وما كتب عليها مدعاة للسخرية”.
من جانبه، لا يعرف الناقد التشكيلي والكاتب حسن عبد الحميد تفسيرًا واقعيًا لهذه العين، لكنه يضعها في باب اشاعة الفرقة وتحشيد الخوف، “وعلى الجهات المعنية أن تتحرى من فعل ذلك، خصوصًا اننا نعلم أن المطعم التركي مهمل وليس من السهل الصعود إلى بنايته، والمكان شهد تظاهرات في شباط (فبراير) 2011″.
أضاف: “الفاعل استخدم كلمة شعبية (اكدر اشوفك)، وربما هو يريد أن يخاطب الناس العاديين، مستحيل أن يكون الشخص فعل ذلك من دون أن يوجهه احد ، فالمكان مرتفع ويحتاج إلى رافعة ووقت، وانا لا استطيع أن اتصور كيف جرى ذلك، وان كانت برأيي لا تعدو أن تكون دعابة حمقاء، فلنحسن النيات ونقل إن الحكومة أو وزارة الداخلية تراقب الناس بعينها الساهرة”.
اليهود مروا من هنا
عزا الصحافي احمد كاظم الامر إلى أياد يهودية قائلًا: “شيدت هذه البناية شركة اماراتية يديرها رجل يهودي من اصل تركي، وأعتقد انه من خلال هذا الرسم يراد الاشارة إلى أن هناك حنينا يهوديا إلى الارض العراقية، موطنهم القديم، وبالاحرى منطقة الكفل وأطراف مدينة الحلة في المناطق الجنوبية الشرقية منها”.
أضاف: “هناك بناية مشابهة لهذه في منطقة حائل في السعودية، وهذه البنايات ربما تتطابق مع رؤية اليهود المستقبلية لحدود دولتهم المزعومة”. أضاف: “سواء كان هذا هو التفسير الحقيقي أو غيره، فهو في مجمله يثير الخوف، لأن العين والكلمتين المكتوبتين بالعامية تعنيان شيئًا، ولا اعتقد أن من كتبها هدفه الدعابة”.
الكف الاسود
اشارت الصحافية غفران حداد إلى أن هذه العين تذكرها بعصابة الكف الاسود، وقالت: “هذا ما يثير الخوف والدهشة أيضًا، فهل اصبحت البنايات كهذه واجهة لأي كلام؟ وما معنى هذه العين والجملة تحتها؟”
أضافت: “انها بصراحة تثير الدهشة والاستغراب حتى بالنسبة إلي كإعلامية، كأننا نعيش في بلد المافيا ومن حق اي شخص او جهة أن يصعد إلى أي عمارة ويكتب ما يشاء ويرسم ما يريد، وهذا ذكرني بعصابة الكف الاسود التي ظهرت في التسعينات، وتلطخ كفها بالدم على بيوت المواطنين وتنشر منشورات تثير الرعب بين الناس”.
وبحسب حداد، ربما لهذه العين علاقة بالحكومة، من خلال جهة معينة او تيار او حزب، وربما من فعل ذلك يريد أن يقول إن للحكومة عينا على الشعب، باعتبارها العين العليا، وربما يشيرون بها إلى الشعب أو الارهابيين أو الخارجين عن القانون.