سوريا اليوم
مراسل صقور الأبداع من سوريا
���
بقلم المهنس إلياس قومي
�
إليك أيتها النار الأبدية
�
عبثاً كلَّ ما قد حاولت فعله…
عبثاً كلَّ ما أردتُ أن يكون…
عبثاً وجودي متعذباً طي الأيام والشهور…
وكثيرا ًماتعبث الحياة بالذين يعبثون بها!!
لقد صلبتُ مرارة أشواقي…وحرقتُ كلَّ ما في داخلي من عواطف وأحاسيس،
ومزقتُ كلَّ صور الحبِّ وعذوبته وعذاباته.
لكن تُرى ما المنتهى!!
لا… فالأشواقُ والعوطفُ والحبُّ هي من سجايا الله الخالق، والمستحبة لدى نفوس البشرية المعجونة من تراب الأبدية، ومنذُ اللحظة الأولى يوم بدء الخليقة.
كم كانت خيبة أملٍ وفقدان زمنٍ…لقد ضيعتُ نفسي في ديار الغربة،
�فأصبحت أبحثُ عنها في كلِّ منعطفٍ وشارعٍ وزاوية، وما وجدتها؟!
كمْ تلاحقني ذكرياتي لتعذبني و لتقف إلى جانبي يوم لا أحد !!
�أنا أتحملُ عذاباتي، أناأُحبُّ خمرةَ حياتي، إذن أنا عشتار الجمال والنشوة والفرح الذي قلما يأتيك من فوق. إنَّه نبعٌ يتفجرُ من أعماقكَ وليغمركَ أنتَ بالذات، ولكن ياترى أليست الآلام والنشوة والحب هم من مكونات الوجود ذاته!!
ديكارت يقول:أنا أفكر إذن أنا موجود، أما أنا فأقول:إن التصاقي بتراب
�الوطن يجعلني أحسُّ بوجودي، وأنا ممن يبحثُ عن هذا الوجد عينه!!
بألامي هجرتُ وطني – وكم من مرةٍ أحببت آلامي – وبذكرياتي أستطعتُ البقاء ، بدموعي ملأتُ كؤوس أحزاني، فشربتهنَّ حتى الثمالة، لكنني أعلم علم اليقين إنَّ جلجلة آلامي هناكَ في تلك الديار – وما حباها الله من جمالٍ وروعةٍ في الخلق والإبداع – أنا أراها بأم عيني.
�نعم أنا أراها كلَّ يومٍ من خلف المحيطات والبحار، أرها من خلال الأشعة
�السرمدية التي هي الأسرع من كلِّ الأقمار التي تحوم في لجة هذا ��الفضاء، ومن كلِّ التقنيات التي نتعامل بها ، أنني أراها من وراء ذاكَ الشعاع المنبعث من على صفحة القمر، برج الأتصالات �الذي وضعه الخالق منذ بدء الخليقة، لأمثالي ممن يتطلعون بالروح، ولألتقي بممن أحببتُ في كلِّ ليلةٍ. ولأرى صورةأمي وأبي والأهل والأصحاب، لأرى صورة الوطن الذي مازال يكبر ليغطي مساحة الكون كلَّه،
من راحت تحرقني هذه حرائقه� لتحيلني �إلى بقايا من رمادٍ، لتتناثرمابين سهوله ووديانه وهضابه وجباله حيثُ رفاة الأباء والأجداد، وليكون مثل غبار الطلع يحمل الخصوبة إلى حقوله وبساتينه وأنهاره.
�
فأعبثي أيتها الآهات…وخذي ماتريدين وما شئت من هذا الجسد الزائل، لكن أقولُ لكِ: لن ولم تستطيعي أن تنالِ من روحي التي ستبقى خالدةً خلود دمشق،
شامخةً شموخ قاسيون، صامدةً صمود جبل الشيخ، كريمةً مثل سهول الجزيرة، متدفقةً تدفق بردى والعاصي والفرات والخابور، معطرةً بعطر الغوطتين، ومكللةً بكلِّ صور العشق من بلادي،
�وحتى آخر نخلةٍ في صحراء الوطن!!
قلبي يعجُّ لوعةً وأشتياقاً ، والرياح تعصف بما تبقى في حديقتي من ورود ورياحين، ولتختلط نسائم الأريج مع الأشواك والحشائش التي قذفتها يد الأنسان
خارجاً، فيبست وصارت مداسا ًلكلِّ الدابات تنتظر دورها حيث الأودية.
كم أحبُّ الأنسان وهو يحلم،
�لكن كم أحبُه أكثرَ عندما يرسم أحلامه بيديه.
لقد صقلتني النارُ الأبدية
�– نارُ شمس بلادي –
�فرسمت قمراً أسمراً
ليعلو جبهتي، فما عدتُّ أخشى حرائق كلَّ الغابات؟!
�
***
بقلم المهنس إلياس قومي
�
إليك أيتها النار الأبدية
�
عبثاً كلَّ ما قد حاولت فعله…
عبثاً كلَّ ما أردتُ أن يكون…
عبثاً وجودي متعذباً طي الأيام والشهور…
وكثيرا ًماتعبث الحياة بالذين يعبثون بها!!
لقد صلبتُ مرارة أشواقي…وحرقتُ كلَّ ما في داخلي من عواطف وأحاسيس،
ومزقتُ كلَّ صور الحبِّ وعذوبته وعذاباته.
لكن تُرى ما المنتهى!!
لا… فالأشواقُ والعوطفُ والحبُّ هي من سجايا الله الخالق، والمستحبة لدى نفوس البشرية المعجونة من تراب الأبدية، ومنذُ اللحظة الأولى يوم بدء الخليقة.
كم كانت خيبة أملٍ وفقدان زمنٍ…لقد ضيعتُ نفسي في ديار الغربة،
�فأصبحت أبحثُ عنها في كلِّ منعطفٍ وشارعٍ وزاوية، وما وجدتها؟!
كمْ تلاحقني ذكرياتي لتعذبني و لتقف إلى جانبي يوم لا أحد !!
�أنا أتحملُ عذاباتي، أناأُحبُّ خمرةَ حياتي، إذن أنا عشتار الجمال والنشوة والفرح الذي قلما يأتيك من فوق. إنَّه نبعٌ يتفجرُ من أعماقكَ وليغمركَ أنتَ بالذات، ولكن ياترى أليست الآلام والنشوة والحب هم من مكونات الوجود ذاته!!
ديكارت يقول:أنا أفكر إذن أنا موجود، أما أنا فأقول:إن التصاقي بتراب
�الوطن يجعلني أحسُّ بوجودي، وأنا ممن يبحثُ عن هذا الوجد عينه!!
بألامي هجرتُ وطني – وكم من مرةٍ أحببت آلامي – وبذكرياتي أستطعتُ البقاء ، بدموعي ملأتُ كؤوس أحزاني، فشربتهنَّ حتى الثمالة، لكنني أعلم علم اليقين إنَّ جلجلة آلامي هناكَ في تلك الديار – وما حباها الله من جمالٍ وروعةٍ في الخلق والإبداع – أنا أراها بأم عيني.
�نعم أنا أراها كلَّ يومٍ من خلف المحيطات والبحار، أرها من خلال الأشعة
�السرمدية التي هي الأسرع من كلِّ الأقمار التي تحوم في لجة هذا ��الفضاء، ومن كلِّ التقنيات التي نتعامل بها ، أنني أراها من وراء ذاكَ الشعاع المنبعث من على صفحة القمر، برج الأتصالات �الذي وضعه الخالق منذ بدء الخليقة، لأمثالي ممن يتطلعون بالروح، ولألتقي بممن أحببتُ في كلِّ ليلةٍ. ولأرى صورةأمي وأبي والأهل والأصحاب، لأرى صورة الوطن الذي مازال يكبر ليغطي مساحة الكون كلَّه،
من راحت تحرقني هذه حرائقه� لتحيلني �إلى بقايا من رمادٍ، لتتناثرمابين سهوله ووديانه وهضابه وجباله حيثُ رفاة الأباء والأجداد، وليكون مثل غبار الطلع يحمل الخصوبة إلى حقوله وبساتينه وأنهاره.
�
فأعبثي أيتها الآهات…وخذي ماتريدين وما شئت من هذا الجسد الزائل، لكن أقولُ لكِ: لن ولم تستطيعي أن تنالِ من روحي التي ستبقى خالدةً خلود دمشق،
شامخةً شموخ قاسيون، صامدةً صمود جبل الشيخ، كريمةً مثل سهول الجزيرة، متدفقةً تدفق بردى والعاصي والفرات والخابور، معطرةً بعطر الغوطتين، ومكللةً بكلِّ صور العشق من بلادي،
�وحتى آخر نخلةٍ في صحراء الوطن!!
قلبي يعجُّ لوعةً وأشتياقاً ، والرياح تعصف بما تبقى في حديقتي من ورود ورياحين، ولتختلط نسائم الأريج مع الأشواك والحشائش التي قذفتها يد الأنسان
خارجاً، فيبست وصارت مداسا ًلكلِّ الدابات تنتظر دورها حيث الأودية.
كم أحبُّ الأنسان وهو يحلم،
�لكن كم أحبُه أكثرَ عندما يرسم أحلامه بيديه.
لقد صقلتني النارُ الأبدية
�– نارُ شمس بلادي –
�فرسمت قمراً أسمراً
ليعلو جبهتي، فما عدتُّ أخشى حرائق كلَّ الغابات؟!
�
***