اليكم احبتي موضوع ديني عن كورنا تقدروا تسمونها خطبة جمعة او محاضرة او درس ديني عن كورونا
بامكانك استخدامها لاي شي مع التعديل الدي تحتاجه مع انه ما يحتاج تعديل
فلنبدء بعرضها عليكم خطبة كتابية
ملاحظة
( المقالة تحتوي على اكتر من خطبة او درس اختار الي يعجبك )
الخطبة رقم (1)
عباد الله، عالم اليوم يمر بأزمات ومحن ومصائب كثيرة، لعل منها أزمة انتشار الأوبئة والأمراض والطواعين الفتاكة التي تفتك بالبشر، ولم تكن على سالف عهدهم، بل وتفتك بالحيوانات العجماوات التي يعتمد عليها الناس في طعامهم وشرابهم، فقد سمعنا بوباء جنون البقر، وحمى الوادي المتصدع، وإنفلونزا الطيور والخنازير، والآن وباء كورونا الذي ضرب في الصين أولًا، وبدأ ينتشر في أنحاء من العالم، وقد حار العلماء في معالجته وخلف عددًا كبيرًا من الوفيات وخسائر اقتصادية؛ ما جعل العالم يدق أجراس الخطر وتتوالى الجهود لمحاربته ووقف انتشاره، ناهيكم عن الرعب والخوف من نتائجه ومآلاته.
ونقف اليوم هذه الوقفات لنبين منهج الإسلام في معالجة الأوبئة، فإن الناس مع ضعف عقائدهم وقلة علمهم بالشرع، يتخبطون ويتعلقون بالأسباب المادية البحتة، وينسَون الأسباب الشرعية التي تحميهم من الوباء والبلاء.
عباد الله، إن الله تبارك وتعالى قد يبتلي العباد ويمتحنهم؛ ليعلموا فقرهم وحاجتهم إليه، وأنه لا غنى لهم عنه، رغم ما تقدموا فيه من العلم، ورغم ما وصلوا إليه من الطب، ورغم ما عندهم من المال، فإن ذلك كله يبقى حائلًا دون كشف الكربات وقضاء الحاجات، فلا يكشف الضر إلا الله، ولا يدفع البلاء إلا الله، ولا يشفي من المرض إلا الله القائل: ﴿ وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ وَإِنْ يَمْسَسْكَ بِخَيْرٍ فَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴾ [الأنعام: 17]، ﴿ وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ ﴾ [الشعراء: 80]، ﴿ أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ ﴾ [النمل: 62]، وقد عالج الإسلام موضوع الأوبئة، وذلك قبل وقوع الوباء، وبعد وقوعه وانتشاره؛ فقبل وقوع الوباء لا بد على المسلم أن يعلم أن القضاء قد يكون خيرًا، وقد يكون شرًّا، ومن أركان الإيمان الإيمانُ بالقدر خيره وشره، فالمرض من الله والشفاء من الله، والموت من الله والحياة من الله، فهذا من الثوابت التي لا ينازع عليه مسلم في اعتقاده، وأن الله تعالى إذا أنزل المرض، فهو الذي أنزل الشفاء منه، علم ذلك من علمه وجهله من جهله؛ فقد روى مسلم في صحيحه عن جابر بن عبدالله رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((لكل داء دواء، فإذا أصيب دواء الداء، برأ بإذن الله عز وجل))، وفي الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((ما أنزل الله من داء إلا أنزل له شفاء))، وفي مسند الإمام أحمد عن أسامة بن شريك قال: ((كنت عند النبي صلى الله عليه وسلم وجاءت الأعراب فقالوا: يا رسول الله، أنتداوى؟ فقال: نعم، تداوَوا عباد الله؛ فإن الله تعالى لم يضع داء إلا وضع له دواء، غير داء واحد: الهرم))، وفي مستدرك الحاكم عن أبي سعيد رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إن الله تعالى لم ينزل داء إلا أنزل له دواء، علمه من علمه، وجهله من جهله، إلا السام وهو الموت)).
فعلاج كل الأوبئة والأمراض الفتاكة وغيرها هو عند الله، وقد يعلمه من يشاء من عباده ويخفيه عمن يشاء؛ امتحانًا منه وابتلاءً؛ حتى يرجع العباد إلى خالقهم ومولاهم، ويسألوه ذلك العلاج والشفاء.
ومن هدي الإسلام في التعامل مع الوباء عدم الذهاب إلى الأرض التي ينتشر فيها، وعدم الخروج منها؛ يدل على ذلك ما رواه عبدالرحمن بن عوف رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إذا سمعتم به - يعني: الطاعون - بأرض فلا تقدموا عليه، وإذا وقع بأرض وأنتم بها، فلا تخرجوا فرارًا منه))؛ [رواه البخاري ومسلم]، فنهى عليه الصلاة والسلام عن التعرض للمكان الذي ينتشر فيه الوباء والمرض والخروج منه.
ومن هنا أخذ العلماء رحمهم الله الحكمَ فيما ينبغي على الناس في مرض الطاعون وما شابهه من الأوبئة، وهو أن من كان خارج نطاق المرض والوباء، فإنه ممنوع من القدوم على المكان الموبوء؛ ويؤيد ذلك قوله تعالى: ﴿ وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ ﴾ [البقرة: 195]، وقوله تعالى: ﴿ وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا ﴾ [النساء: 29]، وحتى لا يصابَ بالمرض، فيداخله حينئذٍ التسخط والتحسر والتمني وأنه لو لم يأتِ ما كان له ذلك.
والمشروع لمن كان داخل البلد ونطاق البقعة الموبوءة ألَّا يخرج من مكانه ذلك؛ لما في الخروج من المفاسد العديدة؛ فقد يؤدي إلى اتساع نطاق الوباء فيضر بالمسلمين انتقاله؛ ولهذا قال أهل العلم: "إن المرض ليس مختصًّا بالبقعة، ولكنه متعلق بالأشخاص، فالخروج لا يغني عن المرء شيئًا بل إنه يفاقم الحالة"، والحكمة في النهي عن الخروج من بلد الوباء هو حمل النفوس على الثقة بالله والتوكل عليه، والصبر على أقضيته والرضا بها.
وهذا الحديث يدل على أن الإسلام سبق إلى ما يسمى بالحجر الصحي؛ فقد حذر النبي صلى الله عليه وسلم أمته من الاختلاط بأهل المرض المعدي فقال: ((فرَّ من المجذوم كما تفر من الأسد))؛ [رواه أحمد]، وقال: ((لا يوردن ممرض على مصح))؛ [رواه أحمد وأبو داود].
وقد امتنع عمر بن الخطاب رضي الله عنه لما أُخبر أن الوباء والطاعون قد وقع بالشام، واستشار أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذلك، فأشار عليه بعضهم بالمضي قدمًا، وأشار عليه البعض الآخر بعدم الدخول حفاظًا على أنفس من معه من الصحابة، فقرر عدم الدخول، فاعترض عليه أبو عبيدة بن الجراح رضي الله عنه بقوله: "يا أمير المؤمنين، أفرارًا من قدر الله تعالى؟ فقال له: لو غيرك قالها يا أبا عبيدة، نعم، نفرُّ من قدر الله تعالى إلى قدر الله"، فقد بيَّن رضي الله عنه أن أخذ الحيطة والحذر من الوباء والمرض من قدر الله تعالى، ولا ينافي التوكل عليه.
ومن هنا يعلم أن ما تفعله السلطات الصحية في بلادنا حرسها الله؛ من الحجر الصحي، ومنع السفر لأماكن الوباء، وتعليق العمرة والزيارة مؤقتًا - هو من هذا الباب والهدي الإسلامي، ويحقق مقاصد الشريعة في حفظ النفوس والأبدان؛ فالواجب التعاون معهم في ذلك.
أما عن كيفية معالجة الوباء والمرض بعد الوقوع فيه، فيكون بعدة أمور أيضًا؛ منها: أن يوقن المصاب أن ما أخطأه لم يكن ليصيبه، وما أصابه لم يكن ليخطئه، وأن يسلم بقضاء الله وقدره، ويعلم أن القضاء والقدر منه خيرٌ ومنه شر؛ كما قال صلى الله عليه وسلم: ((عجبًا لأمر المؤمن إن أمره كله خير، وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن؛ إن أصابته سراء شكر فكان خيرًا له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرًا له))؛ [رواه مسلم].
فقد يكون إصابته بالمرض رفعة لدرجاته وتكفيرًا لسيئاته؛ حتى يلقى الله وما به من الذنوب شيء، وأن إصابته تلك إن أدت إلى وفاته كانت سببًا في استشهاده ولحوقه بالشهداء؛ ففي الصحيحين عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((الطاعون شهادة لكل مسلم))، وهذا من فضل الله تعالى ورحمته بالمصابين بالأوبئة.
ومن واجب السلطات الصحية أن تبذل كل ما في وسعها، من جهة الحجر الصحي، مع ضرورة إعطاء اللقاحات والقضاء على مسببات المرض والوباء؛ لأن ذلك من جملة الأسباب التي أمر بها العبد لمدافعة المرض، وكذلك نشر الوعي الصحي المكثف ببيان مسببات المرض، وكيفية تجنبه، وأهم أعراضه لمداواته، وفي الحين نفسه ينبغي أن نقويَ عند الناس جانب التوكل، وتفويض الأمر لله والثقة به جل وعلا تعالى، فيقترن الأمران ببعضهما؛ قال الله تعالى: ﴿ قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلَانَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ ﴾ [التوبة: 51]، والمعنى: أننا والخلق جميعًا تحت مشيئة الله وقدره، وهو سبحانه مولانا؛ أي: ملجؤنا ومتولي تصريف أمورنا، فعلينا الرضا بأقداره وتفويض الأمور إليه.
عباد الله، إن الطاعون قد يكون ابتلاء من الله تعالى وعذابًا من عنده كما أرسله على بني إسرائيل؛ ففي الصحيحين عن أسامة بن زيد رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((الطاعون رجز أرسل على طائفة من بني إسرائيل وعلى من كان قبلكم، فإذا سمعتم به بأرض، فلا تدخلوا عليه، وإذا وقع بأرض وأنتم بها، فلا تخرجوا منها فرارًا منه))، وقد روى البخاري في صحيحه عن عائشة رضي الله عنها قالت: ((سألتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الطاعون فقال: كان عذابًا يبعثه الله على من كان قبلكم، فجعله الله رحمة للمؤمنين، ما من عبد يكون في بلد فيكون فيه، فيمكث لا يخرج، صابرًا محتسبًا يعلم أنه لا يصيبه إلا ما كتب الله له - إلا كان له أجر شهيد)).
والله خير حافظًا وهو أرحم الراحمين وهو على كل شيء وكيل، فنسأله العفو والعافية في ديننا ودنيانا، وبلادنا وأهلينا وأموالنا، إنه سميع مجيب.
بارك الله لي ولكم ...
الخطبة الثانية
عباد الله، اتقوا الله حق التقوى، وتفكروا في عظيم قدرته، فهذا وباء استُنفرت لأجله وزارات الصحة في العالم، وأُغلقت بسببه مدارس وجامعات، وعُطلت مصالح، وهزَّ اقتصاد العالم، وهو فيروس لا يرى بالعين المجردة، فما أضعف الإنسان أمام قدرة الله! ﴿ وَخُلِقَ الْإِنْسَانُ ضَعِيفًا ﴾ [النساء: 28]، مخلوق ركب الطائرات بلا تذاكر، وتجاوز نقاط التفتيش بلا تحايل، ودخل الدول بلا جوازات، وعبر القارات مع شدة التدابير والاحترازات، ذلك ليعلم العالم أن أمر الله نافذ، وأنه على كل شيء قدير؛ ﴿ وَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِقَوْمٍ سُوءًا فَلَا مَرَدَّ لَهُ وَمَا لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَالٍ ﴾ [الرعد: 11].
عباد الله، وإذا كانت الدول والشعوب تقلق وتخاف من انتشار الأوبئة والأمراض، وتتخذ كافة السبل، وتجند كل الطاقات، وتشتري كل الأدوية مهما غلا ثمنها، وهذا أمر مطلوب وواجب، ولكن أما تنبه الناس إلى مرض خطير وفتاك، يفتك بالأمم والشعوب، وضرره على الناس أشد من السموم على الأبدان؛ ألا وهو داء الذنوب والمعاصي؟ فالشرك بالله ومخالفة أمره من أعظم أسباب البلاء وحلول الآفات، واندثار الخيرات وقلة البركات، وإن من الوقاية من الذنوب والمعاصي الأمر بالمعروف والنهي من المنكر؛ فهو صمام الأمان من هلاك الأمم والجماعات؛ قال تعالى: ﴿ وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ ﴾ [هود: 117]، فالواجب أن تتكاتف الجهود في القضاء على وباء المعاصي والمنكرات؛ حتى لا تغرق السفينة؛ فالذنوب والمعاصي هي سبب البلاء والنقمة ونزول الآفات؛ فإنه ما نزل بلاء إلا بذنب ولا رُفع إلا بتوبة.
ونسأل المولى جل في علاه أن يحميَنا ويحميَ بلاد الحرمين وبلاد المسلمين من كل شر ومكروه، إنه سميع قريب مجيب.
الخطبة رقم (2)
إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، وصفيه وخليله، بلغ الرسالة، وأدى الأمانة، ونصح الأمة، وجاهد في الله حق جهاده، وعبد ربه مخلصًا حتى أتاه اليقين، صلَّى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا إلى يوم الدين؛ أما بعد:
فاتقوا الله عباد الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون.
عباد الله، مرت بنا أيام وأحداث اتخذت فيها بلادنا حرسها الله إجراءاتٍ واحترازات لحفظ النفوس والأبدان من وباء استشرى في العالم خطره وبان ضرره، فعُلقت العمرة والزيارة، وأُجلت الدراسة بشكل مؤقت، وبُذلت جهود، وتعاونت سواعد لمواجهة الوباء المسمى كورونا، ومحاصرته قبل تفشيه.
وفي هذا الصدد عباد الله نقول: إن في شريعة الإسلام إرشاداتٍ وتوجيهاتٍ ودواءً ناجعًا في مواجهة الأوبئة والأمراض؛ فعن عبدالرحمن بن عوف رضي الله عنه قال: سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((إذا سمعتُم به - يعني: الطاعون - بأرضٍ فلا تَقْدَموا عليه، وإذا وقع بأرض وأنتم بها فلا تخرجوا فرارًا منه))؛ [رواه البخاري ومسلم]، فمن هدي الإسلام أن مَنَعَ من الذهاب إلى المناطق المصابة بالوباء، ومنع الخروج منها لِمَن كان فيها، وهذا ما يُسمَّى في عصرنا بالحجر والعزل الصحي.
وفي المقابل ينبغي أن يقوى في النفس جانب التوكل على الله، وتفويض الأمر إليه والثقة به سبحانه؛ قال تعالى: ﴿ قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلَانَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ ﴾ [التوبة: 51]؛ والمعنى: أننا والخلق جميعًا تحت مشيئة الله وقدره، وهو سبحانه مولانا؛ أي: ملجؤنا ومتولي تصريف أمورنا، فعلينا الرضا بأقداره وتفويض الأمور إليه.
وفي الحين نفسه ينبغي أن نأخذ بجملة الأسباب التي أُمر بها العبد لمدافعة المرض؛ من التداوي، والبعد عن مسببات المرض وتجنبه؛ ففي صحيح مسلم عن الشريد بن عمرو الثقفي قال: ((كان في وفد ثقيف رجل مجذوم، فأرسل إليه النبي صلى الله عليه وسلم: ارجع فقد بايعناك))، وفي الصحيحين: ((لا يورد ممرض على مصحٍّ))؛ أي: لا يُدخِل صاحب الإبل إبلَه المريضة على الإبل الصحيحة؛ قال صلى الله عليه وسلم: ((فرَّ من المجذوم فرارك من الأسد))؛ [رواه البخاري].
فهذه النصوص وغيرها تدل على وجوب الأخذ بالأسباب، وأنه من الشرع، ولا ينافي التوكل على الله، وعلى المسلم ألا يُفْرِط في الأخذ بالأسباب بحيث يعتقد أنها تدفع عنه المرض بنفسها، بل يعتقد أن الأمر كله لله، وأن ما قدره الله فلا راد له.
ولما خرج عمر رضي الله عنه إلى الشام أُخبر أن الطاعون قد وقع بها، فاستشار مَن معه مِن الصحابة رضي الله عنهم في ذلك، فأشار عليه بعضهم بالمضي قدمًا، وأشار عليه البعض الآخر بعدم الدخول حفاظًا على أنفس من معه، فقرر عدم الدخول، فاعترض عليه أبو عبيدة بن الجراح رضي الله عنه بقوله: "يا أمير المؤمنين، أفرارًا من قدر الله تعالى؟" فقال له: "لو غيرك قالها يا أبا عبيدة، نعم، نفرُّ من قدر الله تعالى إلى قدر الله"، فقدر الخوف يُستدفَع بقدر الأمن.
وعقيدة المؤمن تقوم على الإيمان بالقضاء والرضا بالقدر خيره وشره، والصبر على الوجع؛ احتسابًا لما عند الله؛ ففي الصحيحين عن أنس رضي الله عنه أنه صلى الله عليه وسلم قال: ((الطاعون شهادة لكل مسلم)).
وشأن المؤمنين الخلَّص الالتجاء إلى الله تعالى وقت المصائب والشدائد، وحسنُ الظن به، واليقين التامُّ أنه لا كاشفَ للضرِّ ولا رافعَ للبأسِ إلا هو سبحانه وتعالى، والمحن والبلاء لا تُقابَل باليأس والقنوط من رحمة الله والتسخط والجزع، فهذا ينافي كمال الإيمان.
عباد الله، لقد جاءت الإجراءات والاحترازات التي اتخذتها حكومةُ بلادنا حرسها الله بتعليق العمرة والزيارة مؤقتًا وتعليق الدراسة، ومنع السفر إلى بعض الدول؛ للحدِّ من انتشار هذا الوباء - جاءت متوافقةً مع الشريعة المطهرة، فحفظُ الأرواح والأبدان من مسؤوليات الحاكم، وله تقديرُ ذلك بالرجوع إلى أهل العلم والاختصاص.
كما على المسلم أن يحصن نفسه بالأذكار والأوراد والرقية الشرعية، فهي من الأسباب الواقية بإذن الله.
والواجب على المسلمين كافةً التضرُّع والالتجاء إلى الله بالدعاء أن يرفع عن خلقه ما نزل بهم، فالدعاء ينفع مما نزل ومما لم ينزل؛ قال تعالى: ﴿ قُلْ مَا يَعْبَأُ بِكُمْ رَبِّي لَوْلَا دُعَاؤُكُمْ ﴾ [الفرقان: 77]، فنسأل الله أن يديم لطفه وحفظه وعافيته على بلادنا وبلاد المسلمين، بمن فيها وما فيها، رعاة ورعية، وأن يرفع هذا البلاء عنا وعن المسلمين.
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم.
الخطبة الثانية
الحمد لله وكفى، وسمع الله لمن دعا؛ أما بعد:
فاتقوا الله عباد الله حق التقوى، واعلموا أن نبيكم عليه الصلاة والسلام كان يعجبه الفأل، والأوبئة تكون ثم تهون، وكم من أوبئة حلَّت ثم اضمحلت، وجَلَّت ثم جَلَتْ، وتوالت ثم تولت! واعلموا أن مع العسر يسرًا، إن مع العسر يسرًا، ولن يغلب عسرٌ يسيرين، فانشروا الفأل والطمأنينة في مجتمعكم، وحَذارِ من الشائعات والأراجيف وترويع الناس، وردوا الأمر إلى أهله، وتقيدوا بتعليمات الجهات الرسمية والسلطات الصحية، فالأخبار تتلقى من مصادرها الموثوقة، والتجِئوا إلى الله على الدوام بالدعاء والإنابة وكثرة الاستغفار، فإنه ما نزل بلاء إلا بذنب، ولا رُفع إلا بتوبة.
اللهم ادفع عنا الغلاء والوباء، والربا والزنا، والزلازل والمحن، وسوء الفتن ما ظهر منها وما بطن، عن بلدنا هذا خاصة، وعن سائر بلاد المسلمين عامة يا رب العالمين، اللهم إنا نعوذ بك من الطعن والطاعون، وعظم البلاء في النفس والأهل والمال والولد، الله أكبر، الله أكبر مما نخاف ونحذر، اللهم إنا نعوذ بك من البرص والجنون والجذام، ومن سيئ الأسقام.
واعلموا رحمكم الله أن الله أمركم بالصلاة والسلام على نبيه؛ فقال في محكم تنزيله: ﴿ إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴾ [الأحزاب: 56]، اللهم صلِّ وسلِّم على نبيِّنا محمدٍ، وارضَ اللهم عن خلفائه الراشدين الذين قضَوا بالحق وبه كانوا يعدلون: أبي بكرٍ، وعمر، وعثمان، وعليٍّ، وعن بقية العشرة وأصحاب الشجرة، وعن سائر الصحابة أجمعين، وعنَّا معهم بجُودِك وكرمك يا أكرم الأكرمين، اللهم أعزَّ الإسلام والمسلمين، وأذلَّ الشرك والمشركين، ودمِّر أعداء الدين، واجعل اللهم هذا البلد آمِنًا مطمئنًّا رخاءً، وسائر بلاد المسلمين.
عباد الله، ﴿ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ﴾ [النحل: 90]، فاذكروا الله العظيم الجليل يذكركم، واشكروه على آلائه ونعمه يزدكم، ولذكر الله أكبر، والله يعلم ما تصنعون.
الخطبة رقم (3)
بسم الله الرحمن الرحيم
عشر وقفات حول الوباء (كورونا)
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه. أما بعد:
فهذه عَشْرُ وقفاتٍ شرعية حول حديث الساعة، وهو انتشار الوباء: (كوفيد-19)، أحد أنواع فيروس كورونا، ويتجدَّدُ الاحتياج لهذه التذكرة مع تجدُّد أمثاله من الأوبئة والمصائب، كفى الله شرَّها.
1- على المسلم أن يتذكر أنَّ الخير والشرَّ بقَدَر، قال تعالى: ﴿ إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ ﴾. وأنَّ اللهَ وحدَه هو النافع والضار، ولا يكونُ شيءٌ إلا بعِلْمه وأَمْرِه، وله الحكمةُ البالغة بتقديره، وأن الله يبتلي عبادَه ويمتحنُهم بالشرِّ كما يبتليهم بالخير، وأن المُراد من ذلك الرجوعُ إلى الله تعالى، قال تعالى: ﴿ وَبَلَوْنَاهُمْ بِالْحَسَنَاتِ وَالسَّيِّئَاتِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ ﴾. وقال تعالى: ﴿ فَلَوْلَا إِذْ جَاءَهُم بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا وَلَـٰكِنْ قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾.
2- يتذكر المسلم أن من أسباب المصائب: انتشار المعاصي، قال تعالى: ﴿ وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ ﴾. وفي الحديث: «لم تظهرْ الفاحشةُ في قومٍ قَطُّ حتى يُعلنوا بها إلا فَشَا فيهمُ الطاعونُ والأوجاعُ التي لم تَكُنْ في أَسْلافِهمُ الذين مَضَوْا». [رواه ابن ماجه، وصححه الألباني].
وفي قول الله تعالى في سورة النَّحْل: ﴿ وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللهُ النَّاسَ بِظُلْمِهِمْ مَّا تَرَكَ عَلَيْهَا مِن دَابَّةٍ وَلَـٰكِنْ يُؤَخِّرُهُمْ إِلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّى ﴾. وفي سورة فاطر: ﴿ وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللهُ النَّاسَ بما كَسَبُوا مَّا تَرَكَ عَلَيْهَا مِن دَابَّةٍ ﴾.
3- يتذكر المسلم أن الإنسان ضعيفٌ، ومهما ظنَّ البشرُ أنهم تقدَّموا واكتشفوا وعرَفوا: فإنَّ الحقيقةَ كما قال تعالى: ﴿ وَخُلِقَ الْإِنسَانُ ضَعِيفًا ﴾. وقال تعالى: ﴿ يا أَيُّهَا النَّاسُ أَنتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللهِ وَاللهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ ﴾.
4- يتذكر المسلمُ أنه لا يَكْشِفُ الضُّرَّ إلا الله سبحانه، قال تعالى: ﴿ وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ وَإِنْ يَمْسَسْكَ بِخَيْرٍ فَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴾. وقال تعالى: ﴿ أَمَّنْ يُجِيبُ المُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَعَ اللهِ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ ﴾. وقال تعالى: ﴿ وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ ﴾.
5- على المسلم بَذْلُ الأسباب الشرعية والكونية للنَّجاة من المصائب والبلاء، ومن أهمِّها التوكُّلُ الصادقُ على الله عز وجل، قال تعالى: ﴿ قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللهُ لَنَا هُوَ مَوْلَانَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ المُؤْمِنُونَ ﴾. وقال تعالى: ﴿ وَعَلَى اللهِ فَتَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ﴾. وما هي عاقبتُه؟ يقول تعالى: ﴿ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ فَهُوَ حَسْبُهُ ﴾.
6- ومن الأسباب الشرعية: الإصلاحُ، والتوبةُ، وردُّ المظالم، وأداءُ الحقوق، والاستغفارُ، والإكثارُ من الصَّدَقات والأعمال الصالحات، قال تعالى: ﴿ وَمَا كَانَ اللهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ ﴾. ومنه قوله تعالى: ﴿ وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ ﴾. وفي الحديث: «احْفَظِ اللهَ يَحْفَظْكَ، احفظِ اللهَ تَجِدْهُ تُجاهَك». [رواه الترمذي وقال: حسنٌ صحيح. وصحَّحه الألباني وجمع]. ويتذكَّر المسلم أنه ما نَزَلَ بَلَاءٌ إلا بذَنْب، ولا رُفع إلا بتَوْبَة.
7- ومنه التحصُّن بالأوراد الشرعية والأدعية المأثورة، لنَفْسِه وأَهْلِه، وقد ثَبَتَ جُمْلَةٌ منها في التحصين والحِفْظ، ومنه من أذكار الصباح والمساء: «بسم الله الذي لا يَضُرُّ مع اسْمِه شيءُ في الأرض ولا في السماء وهو السَّميعُ العليم». (ثلاثًا). و«أعوذُ بكَلِماتِ اللهِ التامّاتِ مِنْ شَرِّ ما خَلَق». (ثلاثا). والمعوِّذتان، وآية الكُرْسيّ. ومنه قراءة الآيتين من آخر سورة البَقَرة كلَّ لَيْلَةٍ. ومنه أدعية الخُرُوج من البَيْت، ونزول المَنْزِل، وعند إرادة النَّوْم. ومنه صلاة أربع ركعات أول النهار، وصلاة الفجر في الجماعة. ومنه أدعية الكَرْب، والأدعية الواردة في حفظ النفس، والتعوُّذ من البَلاء وسيِّء الأسقام، ومنه الرُّقية الشَّرعية، ويُنصح بالمداومة على ما في الرسالتَين النافعتَين المختصرتَين: حِصْن المسلم، والدعاء والعلاج بالرقى؛ كلتاهما للقحطاني، وفيهما تفصيلُ ما أَجْمَلْتُه.
8- إذا كان المرء يخاف على نفسه من وَبَاءٍ نسبةُ الوَفَاةِ فيه أقل من 2% على ما يقوله المختصُّون، فليتذكرْ أنَّ الموت آتٍ به أو بغيره بنسبة 100% فماذا عَمِلَ الإنسانُ لهذا؟ وماذا قدّم؟ وبماذا استعدّ؟
9- من الأسباب الشرعية والكونية: الوقاية والتداوي، ففي الحديث: «تداوَوْا عباد الله؛ فإنَّ الله تعالى لم يَضَعْ داءً إلا وَضَعَ له دَواءً، غير: الهَرَم». [رواه أهل السنن، وصححه الألباني وجمع]. ومن الوقاية حديث: «فِرَّ من المَجْذومِ كما تَفِرُّ من الأَسَد». [علّقه البخاري، ورواه أحمد، وصححه الألباني]. وحديث: «لا يُورِدُ مُمْرِضٌ على مُصِحٍّ» [رواه البخاري ومسلم]. وغير ذلك. ومنها حديث: كان في وَفْدِ ثَقِيفٍ رَجُلٌ مَجْذومٌ، فأَرْسَلَ إليه النبيُّ صلى الله عليه وسلم: «إنّا قَدْ بايَعَْ فَارْجِعْ». [رواه مسلم] وغير ذلك. وفي الحديث الأخير تَرْكُ المصافحة والمبايَعَة باليد عند خوف العدوى. ولهذا فمن الضرورة الالتزام بالإجراءات الوقائية التي تذكرُها الجهات المختصَّة، ولا سيّما أن أصولَها وَرَدتْ في ديننا.
10- من أُصيب -لا سَمَح الله- فعليه بالصَّبْر، واحتساب الأَجْر، وأن لا يخالِطَ أحدًا، وأن يتضرَّع إلى الله زيادةً على ما كان عليه من قَبْلُ، وفيه أُسْوةٌ بالأنبياء، قال تعالى: ﴿ وأيُّوبَ إذْ نادَى ربَّه أنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وأَنْتَ أَرْحَمُ الرّاحِمينَ * فاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِنْ ضُرٍّ وَآتَيْنَاهُ أَهْلَهُ ومِثْلَهُمْ مَعَهُمْ رَحْمَةً مِنْ عِنْدَنَا وذِكْرَى لِلعَابِدِينَ ﴾. ويتذكر ما قدّمناه أن كل شيء بقَدَر، وفي الحديث: «عَجَبًا لأَمْرِ المؤمن إنَّ أَمْرَهُ كُلَّه خيرٌ، وليس ذلك لأَحَدٍ إلا للمؤمن؛ إنْ أصابَتْهُ سَرّاءُ شَكَرَ؛ فكان خيرًا له، وإن أصابَتْهُ ضَرّاءُ صَبَر؛ فكان خيرًا له». [رواه مسلم]. ويتفاءل خيرًا، ويُحْسِن الظنَّ بربِّه الرحيم الكريم، فإنَّ غالب الإصابات تُشفى بإذن الله.
وإذا قدّر الله أنّه لم يُشْفَ فيُرجى له حديث: «الطاعونُ شهادةٌ لكل مسلم». [رواه البخاري ومسلم]. وثَبَت أن المرض عمومًا فيه كفّارةٌ للذنوب. وعن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: «سألتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم عن الطاعون، فقال: كان عذابًا يبعثُه اللهُ على مَنْ كان قَبْلَكم، فجَعَلَه الله رحمةً للمؤمنين، ما مِنْ عَبْدٍ يكون في بَلَدٍ فيكون فيه، فيَمْكُثُ لا يَخْرُج، صابرًا محتسبًا؛ يعلم أنه لا يُصيبُه إلا ما كَتَبَ اللهُ له: إلا كان له أَجْرُ شَهيد». [رواه البخاري].
♦ فهذه عَشْرُ وَقَفات حول هذا الوباء وأمثاله، ونسأل ُالله العَفْوَ والعافيةَ التامّة العامّة، وأن يَرْفَعَ البَلَاءَ والغُمَّة عن هذه الأُمَّة، فاللهُ خيرٌ حافظًا وهو أرحم الراحمين.
اللهم احْفَظْنا بحِفْظِك، واكْلَأْنا برِعايَتك، واحْرُسْنا بعَيْنِك التي لا تنام. اللهم ارفعْ عَنّا البَلَاءَ والوَباءَ والغَلَاءَ وعن المسلمين، اللهمَّ لا تُؤاخذنا بذُنوبنا ولا بما فَعَلَه السُّفهاء منّا. اللهم اجْعَلْنا في حِمَاك، واجعلْ عَمَلنا في رِضاك، إليك التجأنا، وعليك توكَّلْنا، وإليك فوَّضْنا أمورَنا.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلَّم على نبيِّنا محمَّدٍ وآلِهِ وصَحْبِه أجمعين.
كتبها: محمد زياد بن عمر التُّكْلَة
وأصلُها خطبة الجمعة في مسجد السلام في دارْبي، يوم الجمعة 18 رجب 1441
والنَّشْر متاحٌ لكلِّ مسلم