الدكتورة هدى
.:: إدارية الأقـسـام العامـة ::.
متابعينا الاعزاء
ونحن فى فصل الشتاء والمطر والغيوم الملبدة فى السحاب وهطول الامطار اقدم لكم شعر عن المطر
فالمطر هو نعمة من نعم الله عزوجل على الارض ومن عليها ففيها الخير الكثير للناس
فالمطر يعطى الدفئ والامان وهو يبعث بالخير الوفير من اخضرار الارض وتكسو الارض باللون الاخضر
ومنظر المطر هو منظر خلاب يعطينا بتدفق الااحساس والمشاعر الجميلة وكثيرا من الشعراء استمدوا قصائدهم من المطر
حيث الفوا الكثير من القصائد الشعرية عن المطر وكلام جميل عن الشتاء
الأشعار التي ارتبطت فيها أحاسيس الشّعراء بالمطر
يا زين شوف المطر والمزن همالي
والبرق نوضه يشع ابمقدم اخياله
غيثٍ من المزن هل بقدرة الوالي
سبحان ربٍ عظيم الشان نلجا له
امطار رحمه وسقيا مزنهم عالي
سحايب الخير بالخيرات هماله
يحن قلبك علي المكشات طوالي
والبر شوفه جميع الناس تسعى له
في روضةٍ عشبها جايله اظلالي
عشبٍ جديدٍ وتوّه ماحدٍ جاله
فيه النواوير زهى بحلو الاشكالي
يفوح فيها النفل يوم الحيا طاله
والطير صوته شجي لا طار بالعالي
من فرحته بالمطر بالصوت غنى له
تبعد عن اهل القشر والقيل والقالي
وترافق اللي تنومس طيبت افعاله
خوّة رفيقٍ تعزّه باول وتالي
لا زاد حمل الزمن عن ساعدك شاله
سجّه وفلّة حجاج وضحك متوالي
والنار تحت الدلال الصفر شعّاله
جوٍ بديعٍ وشوفه يشرح البالي
يشفي عليل الصدر لا زاد غرباله
هذي حلات العمر مهما الزمن طالي
تنسى هموم الزمان وجور مد هاله
المـطـر حـنّـت رعـــوده وإلـتـعـج بـرّاقــه
صــدّق وهــذا أولــه فــوق الـثـرى دفـاقـي
جــاء سحـابـه حــادرٍ ممْـلـي تــدلاّ أعنـاقـه
وانتـثـر هملـولـه وســاق وسـقـى وإنـسـاقـي
مرحبـابـه عـــدْ عـيــنٍ للـحـيـا مشـتـاقـه
مرحبـا يـا إمفـرّج الضيقـه علـى مــن ضـاقـي
يــا هماليـلـه تـسـاقـي وأرفـقــي بـإدفـاقـه
أسـقـي الارض المحـيـلـه والـثــرا مشـتـاقـي
قـالـوا ان الـوسـم قـفّـا والـوســوم إشـفـاقـه
قلـت ربـي يـا عـرب هــو كـافـل الأرزاقــي
الكـريـم الـلـي يـجـود ولا بـخــل بـأرزاقــه
بـأمـره إتْـلـم الـمــزون ويـلـعـج الـبـرّاقـي
هــذي امـزونـه تهـامـل والـحـيـا بـإشـراقـه
كـل وادي سـال حتـى الـقـاع صــارت سـاقـي
وامتـلـت كــل الخـبـاري مــن زلال أوداقـــه
لـيـن عـقـب اسـبـوع بـيّـن بــاذره وادقـاقـي
ابشـروا يـا أهـل المـواشـي لا إكتـسـا بإرنـاقـه
ليتنـي مـا بعـت فــي هــاك السنـيـن إنيـاقـي
شعر عن المطر رومانسي:
كالمجنون أخرج إلى الشرفة لأستقبلهْ
وكالمجنون، أتركه يبلل وجهي وثيابي
ويحولني إلى اسفنجة بحرية
المطر يعني عودة الضباب،
والقراميد المبللة
والمواعيد المبللة.
رائحة الشوق عند اللقاء كرائحة الأرض بعد المطر
لأن حياة الثرى بعض ماء وتحيا القلوب ببعض البشر.
المطرُ أبيض
وكذلك أحلامي.
ترى هل تفرّقُ الشوارعُ بينهما؟
المطرُ حزين
وكذلك قلبي
ترى أيهما أكثر ألماً..؟
حين تسحقهما أقدام العابرين
حين يموتُ المطرُ
ستشّيعُ جنازتَهُ الحقولُ
وحدها شجيرةُ الصبير
ستضحكُ في البراري
شامتةً من بكاءِ الأشجار
مطر ناعم في خريف بعيد والعصافير زرقاء
زرقاء والأرض عيد، لا تقولي أنا غيمة في المطار
فأنا لا أريد من بلادي التي سقطت من زجاج القطار غير منديل أمي
وما هي أسباب موت جديد
مطر ناعم في خريف غريب والشّبابيك بيضاء، بيضاء
والشّمس بيّارة في المغيب وأنا برتقال سليب.
يازين سجات القدم وقت الامطار~~~~وشوف الفياض اللي جديدن مطرها
من مزنت هلت على كل الاقطار~~~~~~~~~~~البرق فيها والرعدماهجرها
السيل مع وديانهاكنه انهار ~~اليا التطم ماتفرقه من بحرها
فيه بركه للارض ويسر الانضار******يجلى عت النفس العزيزه كدرها
بـيـن خـطــلان الـيـديـن إمْتيّـهـيـن الـنـاقـه لابــةٍ بـيــن القـبـايـل مسـتـواهـا راقـــي
سـجّـةٍ تبـعـد هـمـوم المشْـتـحـن واغـلاقــه والمديـنـه بالحـيـا مـالـي علـيـهـا اخـلاقــي
هالليـالـي وقـتـهـا بـيــن الـلـيـال اذواقـــه مــا تـعـد مــن العـمـار بسـجّـة الأرفـاقــي
مــن تطـوفـه والله انــه مــا تـزيـن اخـلاقـه لـيـن يمـشـي وســط روضٍ زاهــي الأرنـاقـي
للشّاعر نزار قباني
عاد المطرُ، يا حبيبة َ المطرْ
كالمجنون أخرج إلى الشّرفة لأستقبلهْ
وكالمجنون، أتركه يبلل وجهي
وثيابي ويحوّلني إلى إسفنجة بحريّة المطر
يعني عودة الضّباب، والقراميد المُبلّلة
والمواعيد المُبلّلة يعني عودتك وعودة الشّعر
أيلول يعني عودة يدينا إلى الالتصاقْ
فطوال أشهر الصّيف كانت يدكِ مسافرة
أيلول يعني عودةَ فمك، وشَعْرك ومعاطفك،
قفّازاتك وعطركِ الهنديّ الذي يخترقني كالسّيفْ
المطر يتساقط كأغنية مُتوحّشة
ومطركِ يتساقط في داخلي كقرع الطّبول الإفريقيّة
يتساقط كسهام الهنود الحُمرْ حبي لكِ
على صوت المطرْ يأخذ شكلاً آخر يصير سنجاباً
يصير مهراً عربيّاً يصير بجعة ً تسبح في ضوء القمرْ
كلما اشتدَّ صوتُ المطرْ
وصارت السماء ستارة ً من القطيفة الرماديّة
أخرجُ كخروفٍ إلى المراعي أبحث عن الحشائش الطّازجة
وعن رائحتك التي هاجرتْ مع الصّيف
للشّاعر حسين علي العتيبي
المطر حنّت رعوده وإلتعج برّاقه
صدّق وهذا أوله فوق الثرى دفاقي
جاء سحابه حادرٍ ممْلي تدلاّ أعناقه
وانتثر هملوله وساق وسقى وإنساقي
مرحبابه عدْ عينٍ للحيا مشتاقة
مرحبا يا إمفرّج الضّيقة على من ضاقي
يا هماليله تساقي وأرفقي بإدفاقه
اسقي الأرض المحيلة والثّرا مشتاقي
قالوا إنّ الوسم قفّا والوسوم إشفاقه
قلت ربّي يا عرب هوكافل الأرزاقي
الكريم اللّي يجود ولا بخل بأرزاقه
بأمره اتْلم المزون ويلعج البرّاقي
هذي امزونة تهامل والحيا بإشراقه
كلّ وادي سال حتّى القاع صارت ساقي
وامتلت كل الخباري من زلال أوداقه
لين عقب اسبوع بيّن باذره وأدقاقي ابشروا يا أهل المواشي
لا اكتسى بإرناقه
ليتني ما بعت في هاك السّنين إنياقي
جتْ مناة اللّي شفوفه من شفوف إنياقه
بدوي للفياض المخْضره عشّاقي
يوم شاف الوسم صدّق زال عنْه إرهاقه
من يلومه غير خبْلٍ خافقه ما تاقي
ميّت قلبه وعايش في زمانه
عاقة شفْ باله لبسه وتسكّع الأسواقي
جعل جنسه في تناقص قاطعين السّاقة
لين ما يبقا لهم بين الخلايق باقي
الحيا نبتة لقلبي سجّته وأشواقه
شوفته تبهجني وتبعد هموم أعماقي
بكره إليا نوّر النوّار بين أوراقه
واكتست جرد الفيافي هي تراها أشواقي
والدّلال وشبْ نارٍ بالدّجا شعّاقه
وسط روضٍ ريح نبتة ينعش الخفّاقي
بين خطلان اليدين إمْتيّهين النّاقة
لابةٍ بين القبايل مستواها راقي سجّةٍ تبعد هموم المشْتحن وإغلاقه والمدينة بالحيا مالي عليها أخلاقي
هاللّيالي وقتها بين اللّيال أذواقه
ما تعد من العمار بسجّة الأرفاقي
من تطوفه والله إنّه ما تزين أخلاقه
لين يمشي وسط روضٍ زاهي الأرناقي
للشّاعر بدر شاكر السّياب
عَيْنَاكِ غَابَتَا نَخِيلٍ سَاعَةَ السَّحَرْ
أوشُرْفَتَانِ رَاحَ يَنْأَى عَنْهُمَا القَمَرْ
عَيْنَاكِ حِينَ تَبْسُمَانِ تُورِقُ الكُرُومْ
وَتَرْقُصُ الأَضْوَاءُكَالأَقْمَارِ في نَهَرْ
يَرُجُّهُ المِجْدَافُ وَهْنَاً سَاعَةَ السَّحَرْ
كَأَنَّمَا تَنْبُضُ في غَوْرَيْهِمَا، النُّجُومْ
وَتَغْرَقَانِ في ضَبَابٍ مِنْ أَسَىً شَفِيفْ
كَالبَحْرِ سَرَّحَ اليَدَيْنِ فَوْقَهُ المَسَاء
دِفءُ الشِّتَاءِ فِيهِ وَارْتِعَاشَةُ الخَرِيف
وَالمَوْتُ، وَالميلادُ، والظلامُ، وَالضِّيَاء
فَتَسْتَفِيق مِلء رُوحِي، رَعْشَةُ البُكَاء
كنشوةِ الطفلِ إذا خَافَ مِنَ القَمَر
كَأَنَّ أَقْوَاسَ السَّحَابِ تَشْرَبُ الغُيُومْ
وَقَطْرَةً فَقَطْرَةً تَذُوبُ في المَطَر
وَكَرْكَرَ الأَطْفَالُ في عَرَائِشِ الكُرُوم
وَدَغْدَغَتْ صَمْتَ العَصَافِيرِ عَلَى الشَّجَر
أُنْشُودَةُ المَطَر
مَطَر
مَطَر
مَطَر
تَثَاءَبَ الْمَسَاءُ، وَالغُيُومُ مَا تَزَال
تَسِحُّ مَا تَسِحّ من دُمُوعِهَا الثِّقَالْ
كَأَنَّ طِفَلاً بَاتَ يَهْذِي قَبْلَ أنْ يَنَام
بِأنَّ أمَّهُ - التي أَفَاقَ مُنْذُ عَامْ
فَلَمْ يَجِدْهَا، ثُمَّ حِينَ لَجَّ في السُّؤَال
قَالوا لَهُ " بَعْدَ غَدٍ تَعُودْ"
لا بدَّ أنْ تَعُودْ
وَإنْ تَهَامَسَ الرِّفَاقُ أنَّها هُنَاكْ
في جَانِبِ التَّلِّ تَنَامُ نَوْمَةَ اللُّحُودْ
تَسفُّ مِنْ تُرَابِهَا وَتَشْرَبُ المَطَر
كَأنَّ صَيَّادَاً حَزِينَاً يَجْمَعُ الشِّبَاك
وَيَنْثُرُ الغِنَاءَ حَيْثُ يَأْفلُ القَمَرْ
مَطَر
مَطَر
أتعلمينَ أيَّ حُزْنٍ يبعثُ المَطَر
وَكَيْفَ تَنْشج المزاريبُ إذا انْهَمَر
وكيفَ يَشْعُرُ الوَحِيدُ فِيهِ بِالضّيَاعِ
بِلا انْتِهَاءٍ - كَالدَّمِ الْمُرَاقِ، كَالْجِياع
كَالْحُبِّ، كَالأطْفَالِ، كَالْمَوْتَى - هُوَ الْمَطَر!
وَمُقْلَتَاكِ بِي تُطِيفَانِ مَعِ الْمَطَر
وَعَبْرَ أَمْوَاجِ الخَلِيج تَمْسَحُ البُرُوقْ
سَوَاحِلَ العِرَاقِ بِالنُّجُومِ وَالْمَحَار
كَأَنَّهَا تَهمُّ بِالشُّرُوق
فَيَسْحَب الليلُ عليها مِنْ دَمٍ دِثَارْ
أصيح بالخليج "يا خليجْ يا واهبَ اللؤلؤ، والمحار، والردى!"
فيرجعُ الصَّدَى
كأنَّه النشيجْ
" يَا خَلِيجْ يَا وَاهِبَ المَحَارِ وَالرَّدَى"
أَكَادُ أَسْمَعُ العِرَاقَ يذْخرُ الرّعودْ
ويخزن البروق في السهولِ والجبالْ
حتى إذا ما فَضَّ عنها ختمَها الرِّجالْ
لم تترك الرّياحُ من ثمودْ
في الوادِ من أثرْ
أكاد أسمع النّخيل يشربُ المطر
وأسمع القرى تَئِنُّ، والمهاجرين
يُصَارِعُون بِالمجاذيف وبالقُلُوع
عَوَاصِفَ الخليج، والرُّعُودَ، منشدين
مَطَر
مَطَر
مَطَر
وفي العِرَاق جُوعْ
وينثر الغلالَ فيه مَوْسِمُ الحصادْ
لتشبعَ الغِرْبَان والجراد
وتطحن الشّوان والحَجَر
رِحَىً تَدُورُ في الحقول حولها بَشَرْ
مَطَر
مَطَر
مَطَر
وَكَمْ ذَرَفْنَا لَيْلَةَ الرَّحِيلِ، مِنْ دُمُوعْ ثُمَّ اعْتَلَلْنَا - خَوْفَ أَنْ نُلامَ –
بِالمَطَر
مَطَر
مَطَر
وَمُنْذُ أَنْ كُنَّا صِغَارَاً، كَانَتِ السَّمَاء
تَغِيمُ في الشِّتَاء
وَيَهْطُل المَطَر
وَكُلَّ عَامٍ - حِينَ يُعْشُب الثَّرَى- نَجُوعْ
مَا مَرَّ عَامٌ وَالعِرَاقُ لَيْسَ فِيهِ جُوعْ
مَطَر
مَطَر
مَطَر
في كُلِّ قَطْرَةٍ مِنَ المَطَر
حَمْرَاءُ أَوْ صَفْرَاءُ مِنْ أَجِنَّةِ الزَّهَرْ
وَكُلّ دَمْعَةٍ مِنَ الجيَاعِ وَالعُرَاة
وَكُلّ قَطْرَةٍ تُرَاقُ مِنْ دَمِ العَبِيدْ
فَهيَ ابْتِسَامٌ في انْتِظَارِ مَبْسَمٍ جَدِيد
أوْ حُلْمَةٌ تَوَرَّدَتْ عَلَى فَمِ الوَلِيدْ
في عَالَمِ الغَدِ الفَتِيِّ، وَاهِب الحَيَاة
مَطَر
مَطَر
مَطَر
سيُعْشِبُ العِرَاقُ بِالمَطَر
" أصِيحُ بالخليج " يا خَلِيجْ
يا واهبَ اللؤلؤ، والمحار، والرّدى !
" فيرجعُ الصَّدَى
كأنَّهُ النّشيجْ "
يا خليجْ يا واهبَ المحارِ والرّدى"
وينثر الخليجُ من هِبَاتِهِ الكِثَارْ
عَلَى الرِّمَالِ رغوه الأُجَاجَ، والمحار
وما تبقَّى من عظام بائسٍ غريق
من المهاجرين ظلّ يشرب الرّدى
من لُجَّة الخليج والقرار
وفي العراق ألف أفعى تشرب الرّحيقْ
من زهرة يربُّها الرّفاتُ بالنّدى
وأسمعُ الصَّدَى
يرنُّ في الخليج
مطر
مطر
مطر
في كلِّ قطرةٍ من المطرْ
حمراءُ أوصفراءُ من أَجِنَّةِ الزَّهَرْ
وكلّ دمعة من الجياع والعراة
وكلّ قطرة تراق من دم العبيدْ
فهي ابتسامٌ في انتظارِ مبسمٍ جديد
أوحُلْمَةٌ تورَّدتْ على فمِ الوليدْ
في عالَمِ الغَدِ الفَتِيِّ، واهب الحياة
يَهْطُلُ المَطَرْ
رائحة المطر
رغم هدوء ليالي الشتاء!
ألا إنك تجد ضجيجاً داخل قلبك
أينما ذهبت، عيونك لا تحكي سوى الحزن، تجلس، وحيداً حائراً
، بأحزانك
محملاًَ بهمومك وأشجانك
في غرفتك المظلمة، لاتسمع سوى، صوت وقع المطر
على نافذتك!
تتناثر قطرات المطر
بهدوء ورقة
وكأنّها تهمس، في آذاننا
بصوت خافت
تفاءلوا
ما زالت الحياة مستمرّة وما زال الأمل موجوداً
ما زالت تلك القطرات تنهمر
وتطرق نافذتك بلطف فتذهب لتتأملها عن قرب
وتقف أمام النافذه
تراقب جمال المطر فترتسم عليك الابتسامة
للشّاعرة نازك الملائكة
أمطري، لا ترحمي طيفي في عمق الظّلام
أمطري،
صُبّي عليّ السّيل، يا روح الغمام
لا تُبالي أن تعيديني على الأرض حطام
وأحيليني، إذا شئت، جليداً أورخام
اتركي ريح المساء الممطر الدّاجي تجنّ
ودعي الأطيار، تحت المطر القاسي، تئنّ
أغرقي الأشجار بالماء ولا يحزنك غصن
زمجري، دوّي، فلن أشكو، لن يأتيك لحن
أمطري فوقي، كما شئت، على وجهي الحزين
لا تبالي جسدي الرّاعش، في كفّ الدّجون
أمطري، سِيلي على وجهي، أوغشّي عيوني
بلّلي ما شئت كفيّ وشعري وجبيني
أغرقي، في ظلمة اللّيل، القبور البالية
والطمي، ما شئت أبواب القصر العالية
أمطري، في الجبل النّائي، وفوق الهاوية
أطفئي النّيران، لا تبقي لحيٍّ باقيه
آه ما أرهبك الآن، وقد ساد السّكون
غير صوت الرّيح، في الأعماق، تدوي في جنون
لم تزل تُهَمي، من الأمطار، في الأرض عيون
لم يزل قلبي حزيناً تحت أمواج الدّجون أ
يّها الأمطار، قد ناداك قلبي البشريّ
ذلك المغرق في الأشواق، ذاك الشاعريّ
اغسليه، أم ترى الحزن حماه الأبديّ
أنّه، مثلك يا أمطار، دفّاق نقيّ
أبدأ يسمع، تحت اللّيل، وقع القطرات؟
ساهما يحلم بالماضي وألغاز الممات
يسأل الأمطار: ما أنت؟ وما سرّ الحياة؟
وأنا فيم وجودي؟ فيم دمعي وشكاتي؟
أيّها الأمطار ما ماضيك؟ من أين نبعت؟
أابنة البحر أم السّحب أم الأجواء أنت؟ أم تُرى أدمع الموتى الحزانى قد عُصِرت؟
أم دموعي أنت يا أمطار في شدوي وصمتي؟
ما أنا؟ ما أنت يا أمطار؟ ما ذاك الخضمّ؟
أهوالواقع ما أسمع؟ أم صوتك حلم؟
أيّ شيء حولنا؟ ليل وإعصار وغيم
ورعود وبروق وفضاء مدلهمّ
أسفاً لست سوى حلم
على الأرض قصير
تدفن الأحزان أيّامي ويلهوبي شعوري
لست إلّا ذرّة في لجّة الدّهر المُغير
وغداً يجرفني التيّار، والصّمت مصيري
وغداً تدفعني الأرض سحاباً للفضاء
ويُذيب المطر الدفّاق دمعي ودمائي
ما أنا إلّا بقايا مطر ملء السّماء
ترجع الرّيح إلى الأرض به ذات مساء
أمطري، دوّي، اغلبي ضجّة أحزاني ويأسي
أغرقيني، فلقد أُغرِقت في الآلام نفسي
املأي كأسي أمطاراً فقد أفرغتُ كأسي
واحجبي عنّي دُجى أمسي فقد أبغضت أمسي
مطر ناعم
لمحمود درويش
مطر ناعم في خريف بعيد
والعصافير زرقاء، زرقاء
والأرض عيد
لا تقولي أنا غيمة في المطار
فأنا لا أريد من بلادي التي سقطت من زجاج القطار
غير منديل أمي
وأسباب موت جديد
مطر ناعم في خريف غريب
والشّبابيك بيضاء، بيضاء
والشّمس بيّارة في المغيب
وأنا برتقال سليب
فلماذا تفرّين من جسدي؟
وأنا لا أريد من بلاد السّكاكين والعندليب
غير منديل أمّي
وأسباب موت جديد
مطر ناعم في خريف حزين
والمواعيد خضراء خضراء
والشّمس طين
لا تقولي رأيناك في مصرع الياسمين
كان وجهي مساء
وموتى جنين
وأنا لا أريد من بلادي التي نسيت لهجة الغائبين
غير منديل أمّي
وأسباب موت جديد
مطر ناعم في خريف بعيد
والعصافير زرقاء،زرقاء والأرض عيد
والعصافير طارت إلى زمن لا يعود
وتريدين أن تعرفي وطني
والذي بيننا
وطني لذّة في القيود
قبلتي أُرسلت في البريد
وأنا لا أريد من بلادي التي ذبحتني
غير منديل أمّي
وأسباب موت جديد
التعديل الأخير: