الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه وبعد....
فقد كثرت التساؤلات من بعض الإخوة والأخوات حول حقيقة فتوى سماحة الشيخ/ عبدالله بن عبدالرحمن الجبرين عن ما يسمى بأكاديمية الوحيين، ولذلك رأت إدارة المؤسسة نشر فتوى الشيخ بهذا الخصوص ليزيل الالتباس الحاصل، والله ولي التوفيق.
(15880)
ســـؤال: نحن مجموعة من طالبات العلم من دول مختلفة، وأحببنا أن نستفتيك في أمر هام جدًا، وهو أنه ظهرت أكاديمية على الإنترنت أطلق عليها اسم: ((أكاديمية حفاظ الوحيين العالمية))، ويشرف عليها رجل سمى نفسه الشيخ علي بن سعيد الربيعي، وقد نشر سيرته العلمية والتي خلت من أسماء العلماء والمشايخ الذين تلقى منهم هذا العلم الهائل , وقد طلب منه بعض الأخوة والأخوات ذكر من تتلمذ عليهم حتى يثبت لنا صدق هذه السيرة التي كثر الكلام عليها وعلى ما ورد فيها وسوف نرسل لكم صورة من هذه السيرة للإطلاع عليها شيخنا الفاضل، وبعد اشتراكنا في هذه الأكاديمية حضرنا لهذا الشيخ دورة أطلق عليها اسم: "دورة تغيير العقل لمضاعفة الحفظ والذكاء من ضعف إلى 100 ضعف بحول الله بعد الدورة " وقد لا حظنا عدة ملاحظات في الدورة ومنها :
· هذه الدورة شبيهة بالبرمجة اللغوية العصبية وإن كان يدعي أنها مختلفة عنها فهي تركز أيضًا على القدرة الفائقة للعقل ويستدل بالآية " وعلم آدم الأسماء كلها " ويقول أي ((كل شيء)), إذن نحن نستطيع أن نحفظ ((أي شيء)).
· ويقول أن الدورة تحتاج إلى تفاعل بمعنى أن الأخوات يجب أن يأخذن الميكرفون ويتحدثن بأصواتهن عن حفظهن وماذا غيرت فيهن الدورة إلخ , ومن ترفض ظهور صوتها تطرد من الدورة وتحرم من المشاركة.
· وفي مرة إحدى الأخوات تكلمت بصوتها وقالت: من المؤكد أيضًا أن التقوى لها أثر كبير على الحفظ فقال لها الشيخ : لا لا لا التقوى ليس لها علاقة بالحفظ التقوى شيء والحفظ شيء.
· وفي قانون عنده اسمه (( قانون مهاجمة الوقت )) أي أن لا نضيع أي ثانية في حياتنا فيقول نمشي بسرعة ونأكل بسرعة وكل شيء بسرعة وللأسف قال : ونصلي بسرعة وأغلب الأخوات اعترضوا وقال: يعني نقول الله أكبر سريعًا ونقرأ القرآن سريعًا لا داعي للبطء في القراءة ونركع سريعا ونسجد سريعًا ويقول لكن بخشوع!!.
· ويقول إن الأصل في الحفظ أنه من أول مرة أي بالنظر بمجرد أن نقرا الصفحة تكون حفظت في الذاكرة, ويأتي في مكان آخر إذا سألناه هل الحفظ بهذه الطريقة ثابت يقول الحفظ ما هو إلا تكرار.
واليك شيخنا الفاضل طريقته في الحفظ:
· يعلن عن دورة : حفظ القرآن في عشرة أيام فقط لا يسجل إلا الأخوات,( والأغلب أن تعاملاته مع الأخوات).
· يعمل لهم دورة تغيير العقل فيخرجوا منها كلهم متحمسين جدًا ويحفظوا في اليوم 100 صفحة قرآن وبعضهم 200 صفحة في اليوم ونحن بالفعل اشتركنا معهن وحققنا رقم وهو أننا حفظنا 60 صفحة في اليوم , ولكن هذا ما يكتب أمام الناس أما الحقيقة غير ذلك , فحفظنا غير ثابت إطلاقاً.
· وكل ما نفعله أننا نحفظ الصفحة سريعًا , ولا تأخذ منا إلا عشر دقائق ونقرأ الصفحة التي بعدها ولا نراجع الأولى , وهكذا حتى نكمل 60 صفحة ففي آخر اليوم لو سألنا أحد في حفظنا لن نستطيع التسميع، وطبعًا لا يكون هناك تسميع في هذه الدورات.
· والشيخ يطلب من كل الأخوات أن يضيفوا بريده الخاص وبعد ما تختم كل أخت يكلمها على الماسنجر ((أي برنامج للمحادثة الخاصة)), وفي أحدى المرات قال لأحد الأخوات المضافات عنده في الماسنجر كلامًا لا يصدر من أي شيخ قال : هذا أجمل يوم طلعت عليه الشمس ((مع وضع ابتسامة)).
· كما أنه يطلب منا أن نكتب عن تجاربنا وحفظنا في المنتدى حتى ولو لم يكن حفظاً ثابتاً,ووصل الخداع في المواضيع إلى أنه لما ختمت أحد الأخوات حفظ 10,000 حديث (كتاب جمع الفوائد) في حوالي 15 يوم (وطبعًا الحفظ غير ثابت إطلاقاً كما بينا الطريقة), كتب عنها الشيخ إعلان أنها ختمت الأحاديث وكان يوم جميل ووو وبكت وبكى أهلها معها وكل من حولها، والحقيقة أنها لم تبك ولم يبك من حولها، نقصد أن المواضيع يكون فيها كذب وتهويل للحقائق.
وقد وصلتنا معلومات أكيدة عن هذا الشيخ ومنها :
- عرفنا أن عمره 26 سنة فقط مع أن في صفحته الخاصة مكتوب فيها إجازت كثيرة في أغلب العلوم.
- وعلمنا من إحدى الأخوات أنه من 3 أو 4 سنوات فقط لم يكن عنده أي إجازة منها.
- ونلاحظ أنه يعطي إجازات بسهولة, فكل دورة يعلن عنها يقول إعلان حفظ الصحيحين في 40 يوم والجائزة إجازة بالسند المتصل إلى الرسول r، مع أن الحفظ كما ذكرنا غير ثابت أصلاً والمشرفات اللاتي يسمعن لنا يحفظون معنا في نفس الوقت أي لا يُصلحون لنا الأخطاء اللفظية والنحوية. فعلى أي شيء نأخذ الإجازة!!!
- يستشهد على كلامه في مسألة الحفظ بقصص عن السلف حفظوا القرآن في 3 أيام وإلخ.
أمور كثيرة مريبة في هذا الموقع، وللأسف الأخوات مفتونات به كثيراً، فنرجو منكم يا شيخنا أن تفيدونا برد كافي شافي، لأن هذا الرد لن يكون لنا فقط بل لجميع الأخوات المشاركات في هذا الموقع وخاصة المفتونات، ونرجو أن تبينوا لنا حكم مثل هذه المواقع وما يعطى فيها وحكم الحفظ بهذه الطريقة؟ وهل كل من أدعى أنه شيخ أو عالم يجب علينا أن نصدقه ونحسن الظن به, خاصة أن الشبكة تعج بالمجاهيل أو ممن يدعون ما لا يعلمون؟ وهل يجب علينا التحذير من هذا الرجل ومن هذا الموقع؟
الجواب: نرى أن هذه الطريقة غير صحيحة، ولا نرى العمل بها، ولاشك أن الحفظ يحتاج إلى زمان طويل، وقد ذكروا أن الذي يحفظ سريعًا ينسى سريعًا، ولا يتصور عادة أن أحدًا يحفظ في اليوم مائة صفحة من القرآن، أو مائتين، أو خمسة أجزاء، أو عشرة أجزاء، وقد قال الله تعالى: ((وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلاً))، وقال: ((وَقُرْآنًا فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنْزِيلاً))، والأولى أن هؤلاء الطالبات يقرأن القرآن والسنة على بعض المعلمات من النساء اللاتي يرفقن بهن، وينصحن في تعليمهن، وأما هذا الرجل فلا يجوز الانتظام عنده على هذه الأكاديمية، سواء لحفظ القرآن أو لحفظ السنة، ويظهر من أوصافه أنه يريد الشهرة وانتشار سمعته بهذه الفكرة الغريبة، فعليكن نصيحة بقية الطالبات حتى يبتعدن عن هذا الرجل، وتهتم كل طالبة بإصلاح نفسها، مع الحرص على حفظ الزمان واستغلاله فيما فيه فائدة.
وأما قوله تعالى: ((وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاءَ كُلَّهَا))، فلا يلزم أن يكون تعليمه في وقت قليل، وقد يكون من كرامات آدم. والله أعلم.
قاله وأملاه
عبدالله بن عبد الرحمن الجبرين
19/12/1427هـ