2riadh
Excellent
ما الفرق بين ألقيه واقذفيه في قصة ام موسى
قال تعالى
وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلَا تَخَافِي
وَلَا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ (سورة القصص 7)
وقوله تعالى
{ إِذْ أَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّكَ مَا يُوحَى أَنِ اقْذِفِيهِ فِي التَّابُوتِ فَاقْذِفِيهِ فِي الْيَمِّ فَلْيُلْقِهِ الْيَمُّ بِالسَّاحِلِ يَأْخُذْهُ
عَدُوٌّ لِي وَعَدُوٌّ لَهُ وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِنِّي وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي } (سورة طه 38 - 39)
الكثير من العلماء قالوا لم يحدث تناقض بين كلمة القيه واقذفيه فالقذف هو إلقاء.وحين سئلوا
هل قال الله سبحانه اقذفيه أو ألقيه؟ما الذي حدث؟ والاجابة كانت
سيحصل إلقاء في الحالتين لكن مرة ذكر التابوت ومرة لم يذكر هذا بحسب السياق وليس هناك تناقض
------
وهذا كله جواب غير مقنع فمن الصعوبه ان ترمي ام موسى ابنها اذا لم يكن هنالك اصلا تفاهمات جرت معها
من قبل الله سبحانه حتى تتقبل قذف ابنها والامر الاخر كل كلمة قال الله سبحانه لام موسى لها حال معين فالقيه لها حال واقذفيه
حال اخر مغاير لما سيحصل وليس كما اورده العلماء
من انه لا فرق بينهما فالفرق شاسع
جدا واذكركم بموضوع كتبته وبنفس الفكرة لكن مع موسى عليه السلام وتحديدا في الفرق
بين كلمة ادخل واسلك -يدك ---- فالكل قالت لا فرق بينهما واوضحت الفروقات ومن ايات القران الكريم
وعلاقة كل كلمة مع الايات التي تخصها هنا نفس الحال لكن مع قصة ام موسى وبكلمة القيه واقذفيه
وحقيقة الامر هو كما يلي
قال تعالى
{ وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللهُ إِلَّا وَحْيًا أَوْ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولًا فَيُوحِيَ
بِإِذْنِهِ مَا يَشَاءُ إِنَّهُ عَلِيٌّ حَكِيمٌ } (سورة الشورى 51)
وَحْيًا= الهام الهي يخاطب فيه الله سبحانه وهذا ما حصل مع ام موسى
وراء حجاب = كلام مباشرة بدون ملك وهذا ما حصل
مع ادم وهو في السماء السابعه
وموسى حين طلب رؤية الله عند الجبل ورسولنا الخاتم في عروجه للسماء
يُرْسِلَ رَسُولًا= جبريل عليه السلام
وحصل مع ام موسى ان خاطبها الله وحيا مرتين
--- الايحاء الاول - قول بدون فعل –
وبقوله تعالى
وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلَا تَخَافِي
وَلَا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ (سورة القصص 7)
استخدم الله كلمة القيه في عموم الحال وافهام ام موسى بما يريده منها لتكون على بينة وصورة واضحة لها
لما سوف تفعله في المستقبل اي «وأوحينا» وحي إلهام «إلى أم موسى» وهو المولود المذكور
ولم يشعر بولادته غير أخته «أن أرضعيه فإذا خفت عليه فألقيه في اليم» البحر أي النيل «ولا تخافي»
غرقه «ولا تحزني» لفراقه «إنا رادوه إليك وجاعلوه من المرسلين فأرضعته ثلاثة أشهر
ولم يذكر هنا الله الطريقة التي سوف تلقيه في التابوت وغيرها لان الحدث لم يحصل بعد في خوفها من ان يقتل وليدها
-الايحاء الثاني – القول اصبح فعل –
وبقوله تعالى
{ إِذْ أَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّكَ مَا يُوحَى أَنِ اقْذِفِيهِ فِي التَّابُوتِ فَاقْذِفِيهِ فِي الْيَمِّ فَلْيُلْقِهِ الْيَمُّ بِالسَّاحِلِ يَأْخُذْهُ عَدُوٌّ لِي
وَعَدُوٌّ لَهُ وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِنِّي وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي } (سورة طه 38 - 39)
بعد فترة الارضاع خشيت ام موسى أن يُعرف أمره فيذبحه فرعون
كما يذبح أبناء بني إسرائيل
وهي عندهافكرة من قبل حول القاء ابنها كما اخبرها الله في الايحاء الاول ولكن كيف تتصرف فهي لا تعرف طريقة القائه
لا بد من توجيهها بفعل معين لذا جاءت كلمة اقذفيه
(في الخصوص وليس العموم) التي تعبر عن هذا الحال فالايحاء الرباني الثاني ان
ترميه في التابوت ثم ترميه في نهر النيل (أَنِ اقْذِفِيهِ فِي التَّابُوتِ فَاقْذِفِيهِ فِي الْيَمِّ)
اي دون خوف من فرعون وقومه أن يقتلوه، ودون حزن على فراقه، إنا رادُّو ولدك إليك وباعثوه رسولا. فوضعته في صندوق وألقته
في النيل، فعثر عليه أعوان فرعون وأخذوه، فكانت عاقبةُ ذلك أن جعله الله لهم
عدوًّا وحزنًا، فكان إهلاكُهم على يده
هذا هو الفرق بين كلمة القيه واقذفيه وحال كل كلمة مع الاية الخاصة بها ففهم القران الكريم لغويا
يبين لنا الكثير من الملابسات التي تحصل في تفسير الرواة
والحمد لله رب العالمين
المصدر بقلمي