2riadh
Excellent
ما صحت حديث دنوا الشمس من
الخلائق يوم القيامه
روى الإمام مسلم: المقداد بن الأسود قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: تدنى الشمس يوم القيامة من الخلق حتى
تكون منهم كمقدار ميل. قال سليم بن عامر فوالله ما أدرى ما يعنى بالميل أمسافة الأرض أم الميل الذى تكتحل به العين.
قال: فيكون الناس على قدر أعمالهم فى العرق فمنهم من يكون إلى كعبيه ومنهم من يكونإلى ركبتيه
ومنهم من يكون إلى حقويه ومنهم من يلجمه العرق إلجاما
(. قال: وأشار رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بيده إلى فيه. ( رواه مسلم ) .
وروى البخاري في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال:
يعرق الناس يوم القيامة حتى يذهب
عرقهم في الأرض سبعين ذراعا ويلجمهم حتى يبلغ آذانهم ( ( رواه البخاري. ) .
قال النووي ( في شرح النووي على مسلم (9 / 245). : وسبب كثرة العرق تراكم الأهوال،
ودنو الشمس من رءوسهم وزحمة بعضهم بعضا . انتهى
من المفارقات الغريبه التي نعيشها في زمننا هذا اننا نقرأ القران ولا نربط احداث
كل اية مع الاحاديث التي تعارض كلام الله سبحانه
و تجد البعض يصر على صحتها وخصوصا اهل الحديث بحقيقة حال الشمس في الاخرة
وسابين بهذه الايات المسار الحقيقي لما يحدث للشمس
قال تعالى
{ فَإِذَا بَرِقَ الْبَصَرُ وَخَسَفَ الْقَمَرُ وَجُمِعَ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ } (سورة القيامة)
{ إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ وَإِذَا النُّجُومُ انْكَدَرَتْ } (سورة التكوير)
كورت اي ذهب ضوءها وقال مجاهد: كُوِّرَت اضمحلت وذهبت
وقال عكرمة نُزِعَ ضوءُها،
وقال قتادة: كُوِّرَتْ ذهب ضوءُها
عن ابن عباس: أظلمت
هذا حال الشمس وما يحصل لها ةمن (الكتاب والاحاديث) وناتي بعدها على بقائها من عدمها وما حال وجودها بعد
ان طفىء ضوئها في السماء ففي قوله تعالى
{ يَوْمَ نَطْوِي السَّمَاءَ كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ وَعْدًا عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ }
(سورة الأنبياء 104)
{ وَمَا قَدَرُوا اللهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ
بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ
( سورة الزمر)
الايات اعلاه تشير صراحة الى انتهاء دور الشمس وما كانت عليه في حياتنا الدنيا
بان طوى الله السماء والتي كانت فيها الشمس والكواكب والنجوم الخ وذهبت الشمس وانتهى حالها
والذي يعارض نقول له اعطنا اية وليس فتوى من شيخ ومن كتاب الله يذكر فيه صراحة عودة الشمس
لحالها كما كانت في حياتنا الدنيا حتى نصدق دنوها في الاخرة من الخلائق
حيث هنالك فئة اصلا لا ينالها اي ضرر من اهوال الاخرة ومن ضمنها ما ذكر بخصوص الشمس فكله
ترهيب للعباد على غير ما جاء بقوله تعالى
{ إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنَى أُولَئِكَ عَنْهَا مُبْعَدُونَ لَا يَسْمَعُونَ حَسِيسَهَا وَهُمْ فِي مَا اشْتَهَتْ
أَنْفُسُهُمْ خَالِدُونَ لَا يَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الْأَكْبَرُ وَتَتَلَقَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ هَذَا يَوْمُكُمُ الَّذِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ }
(سورة الأنبياء 101 - 103)
ما احلاه من تكريم الهي لتلكم الفئة المؤمنه والاية تتحدث عكس ما اثير من دنو الشمس على جميع الخلائق فالقران
يكشف زيف تلك الاحاديث الباطله والتي ينسبوها لقول الرسول فيها بهتانا وظلما
فليس هنالك اية واحدة ثبتت فيها رجوع الشمس في الاخرة وعلى حالها كما كانت عليه من قبل
بعد ان طوى الله السماء التي كانت فيها الشمس وحال تكورها
فحقيقة ما يحدث في الاخرة ان الارض لا يصلها ضياء او نور بفعل
ذهاب الشمس والنجوم والقمر الخ بعد طي السماء
هنا اصبحت الارض مظلمه فباي وسيلة تضاء الارض بعد ذهاب مصادر
الضوء والنور من شمس ونجوم
قال تعالى
وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شَاءَ اللهُ
ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنْظُرُونَ
وَأَشْرَقَتِ الْأَرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا وَوُضِعَ الْكِتَابُ وَجِيءَ بِالنَّبِيِّينَ وَالشُّهَدَاءِ
وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْحَقِّ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ }
(سورة الزمر)
و يوصف الله سبحانه قيامنا وبعثنا من القبور والطريق الذي سوف نسلكه من ارض المحشر الى الحساب مضاء بنور الله سبحانه
بقوله واشرقت الارض بنور ربها ولا يليق بالله سبحانه عندما تطايرت الصحف واستلام المؤمن كتابه بيمينه ان ان يجعل الشمس
تدنوا منهم كعقوبه جماعيه لا تميز بين المؤمن والكافر فلا معنى ان يعاقبهم ويرهقهم وهم جاءوه مؤمنين فهذا كله تلفيق وكذب
على الله حاشاه ان يكون كذلك والذي كتب على نفسه الرحمة يعني لو قدمنا من سفر اول ما نصل للبيت تطلب قدح ماء لتروي عطشك
او شراب وترتاح فيجلب لك هذا ونفس الحال مع ضيوف الله سبحانه في عالم الامر
(الجنة النار ) يوم الحساب حيث جعل الله لنا حوض الكوثر
والقائم عليها الرسول الخاتم النور المبعوث رحمة للعالمين واقف يترقب ويرى
وصول الامم و ينتظر امته وما اعده الله لهم من ذكر او انثى (ضيوف الرحمن)
يشربوا من هذا الحوض لتطمينهم ونزع كل رهبة تخالج نفوسهم فاي كرم رباني هذا وكله قبل الحساب انظروا
الى لطف الله سبحانه بعباده المؤمنين في الاية الكريمه
بقوله تعالى
{ مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِنْهَا وَهُمْ مِنْ فَزَعٍ يَوْمَئِذٍ آمِنُونَ } (سورة النمل 89)
{ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ وَلَا يَرْهَقُ وُجُوهَهُمْ قَتَرٌ وَلَا ذِلَّةٌ أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ } (سورة يونس 26)
{ وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ مُسْفِرَةٌ ضَاحِكَةٌ مُسْتَبْشِرَةٌ } (سورة عبس 38 - 39)
واما الكافرين والعصاة فقال تعالى عنهم
{ وَمَنْ جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَكُبَّتْ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ هَلْ تُجْزَوْنَ إِلَّا مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ } (سورة النمل 90)
{ وَالَّذِينَ كَسَبُوا السَّيِّئَاتِ جَزَاءُ سَيِّئَةٍ بِمِثْلِهَا وَتَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ مَا لَهُمْ مِنَ اللهِ مِنْ عَاصِمٍ كَأَنَّمَا أُغْشِيَتْ
وُجُوهُهُمْ قِطَعًا مِنَ اللَّيْلِ مُظْلِمًا أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ } (سورة يونس 27)
{ وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ عَلَيْهَا غَبَرَةٌ تَرْهَقُهَا قَتَرَةٌ أُولَئِكَ هُمُ الْكَفَرَةُ الْفَجَرَةُ } (سورة عبس 40 - 42)
هذا هو حال المؤمنين والكافرين والعصاة يوم الحساب ------ والخلاص من كل تلك الافتراءت على الله ورسوله هو العوده
الى فهم القران الكريم لغويا وصحة التفسير تتاتى بعد عرضه على ايات القران فان وافق التفسير الاية كنا في السليم وفهمنا
مقصد اي حاله ترد اليكم في امور الدين وان خالفتها الايات القرانيه فاعلموا ان التفسير
لا صحة له بخصوص اي مسالة ترد في الحديث والخلل يكمن فينا لاننا ابتعدنا عن فهم القران بلسان عربي مبين
كما كان عليه الرسول والصحابة الكرام ولا صحة من يقول لكم الحديث عن الرواة يفسر القران الكريم
ويبعدوكم عن فهمها لغويا حتى يظل الحال كما تشتهي انفسهم في التحكم بمصيرنا في فهم كتاب الله
اللهم ان اصبت فمن فظلك وعلمك وان اخطئت فمن نفسي واصلي واسلم على
النور المبعوث رحمة للعالمين خاتم النبيين والمرسلين محمد رسول الله
والحمد لله رب العالمين
المصدر : بقلمي
المراجع: لمسات بيانيه عن يوم الحساب د فاضل السامرائي