2riadh
Excellent
(كيفية رؤية الله سبحانه في الاخرة ولماذا عرشه على الماء)
بسم الله ولا حول ولا قوة الا بالله والصلاة على رسولنا الخاتم
الامين عليه افضل الصلاة والسلام
اما بعد اخوتي الافاضل اسئله كثيرة تطرح كيف نرى
ربنا في الاخرة وهو الذي قال في محكم كتابه
(لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ )
(سورة الأَنعام 103)
وفي قوله تعالى
{ فَاطِرُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا وَمِنَ الْأَنْعَامِ أَزْوَاجًا يَذْرَؤُكُمْ فِيهِ
لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ }
(سورة الشورى 11)
ونتبين حقيقة هذا الامر من خلال تلك الاية بقوله تعالى
{ هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاءً وَالْقَمَرَ نُورًا }
(سورة يونس 5)
الضياء اقوى من النور كمقارنة بين ضوء الشمس
كضياء وانعكاس هذا الضوء كنور للقمر
و السؤال يكمن لماذا اختار الله سبحانه وصف نفسه بالنور
الذي هو اضعف من الضياء فما حقيقة الضياءوالنور
اولا ) الضياء
في قصة موسى عليه السلام حين طلب من الله سبحانه ان ينظر اليه
بقوله تعالى
{ وَلَمَّا جَاءَ مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَنْ تَرَانِي وَلَكِنِ انْظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ
تَرَانِي فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ مُوسَى صَعِقًا فَلَمَّا أَفَاقَ
قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ }
(سورة الأَعراف 143)
فتجلى الله( بضياءه )للجبل فتساوى الجبل وَخَرَّ مُوسَى صَعِقًا ولم يستطع ان يرى الله سبحانه
و من فسر ذلك الامر قال اننا لن نستطيع ان نرى الله سبحانه ونحن على هذه الخلقة في حياتنا الدنيا وهذا التفسير
مغلوط كون رسولنا الاكرم حين عروجه الى السماء راى ربنا
ثانيا ) النور
ان حقيقة ما حصل مع الرسول الخاتم في العروج انه راى ربنا (بنوره ) وليس ضياءه بقول رسولنا الخاتم
رايته نور على نور هذه هي وجهة المقارنة بين رؤية موسى ورسولنا لربنا جل وعلا -----
والامة باكملها لم تفهم حديث رسول الله حين قال
إنكم سترون ربكم كما ترون القمر لا تضامون في رؤيته ، فإن
استطعتم أن لا تغلبوا على صلاة قبل طلوع الشمس
وصلاة قبل غروب الشمس فافعلوا
كيف يعطي الرسول وصف لرؤية الله كالقمر والقران يقول ليس كمثله شىء اذن عند الرسول تفسير علمي
يجب ان ننتبه اليه كجيل حاضر في القرن 21 والحقيقة العلمية التي يجب ان تعرف ان مقصد رسول الله هو بالاشارة
الى القمر اي اننا سوف نرى نور الله لان القمر( نورا ) واشارته للشمس لضياء الله سبحانه لان الشمس (ضياء )
وربط الادراك بحال الصلاة قبل طلوع الشمس وقبل غروبها اي بعد طلوع الشمس لا فائدة من تلك الصلاة
لانك لن تدركها بعد طلوع الشمس ونفس الحال قبل الغروب ومقصده العلمي بذلك الحال مع ضياءه لا يمكن
ادراكه كحال تلك الصلاة اذن حالنا في الاخرة يكون كالاتي:-
نور الله = حال رؤية رسولنا لنور
الله في الاسراء والعروج وتكون رؤية البشرية لله سبحانه على هذه الشاكله في الاخرة
فحينما يحل الظلام على الارض بطي
السماء ينيرها الله مرة اخرى بنوره لنمشي في الارض لغرض الحساب على ارض المحشر بقوله
واشرقت الارض بنور ربها اما الضياء= عدم رؤية موسى لله والجبل لم يستقر
مكانه بفعل ضياء الله الذات الالهية اذن نحن سوف نرى الله بنوره وليس ضياءه فوجوه يومئذ ناضره
اي ناضره لنور الله سبحانه وليس ضياءه اما كيفية شرح هذا الامر فقد وصف الضياء والنور
في قوله تعالى
اللهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِنْ
شَجَرَةٍ مُبَارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لَا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشَاءُ
وَيَضْرِبُ اللهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ
(سورة النور 35)
فالمشكاة وصف للحجاب الذي جاء في قوله تعالى
{ وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللهُ إِلَّا وَحْيًا أَوْ مِنْ وَرَاءِ (حِجَابٍ) أَوْ
يُرْسِلَ رَسُولًا فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاءُ إِنَّهُ عَلِيٌّ حَكِيمٌ }
(سورة الشورى 51)
وما داخل المشكاة وصف الضياء الذي يحرق الكون باكمله وهذا ما جرى مع طلب موسى لرؤية
الله سبحانه (الذات الالهية) وتعرفو ا ما حصل للجبل وما بعد المشكاة من الخارج هو النور الالهي
وهو ما راه الرسول الخاتم في الاسراء والمعراج وتكون رؤية البشريه في
الاخرة على هذه الشاكله اما معنى نور على نور
فهو يخص العالمين عالم الخلق( السموات والارض ) وعالم الامر (الجنة والنار)
وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ
أَلَا لَهُ (الْخَلْقُ) وَ(الْأَمْرُ )تَبَارَكَ اللهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ
(سورة الأَعراف 54)
فنور على نور هو نور عالم الخلق بقوله الله (نور) السموات والارض والنور الاخر في عالم الامر
في الاخرة بقوله واشرقت الارض
(بنور) ربها هذا تفسير نور على نور
وعلاقته بقوله (وسع كرسيه السموات والارض)
وكرسيه معناها ملكه فيكون التفسير لحقيقة كرسيه كالاتي
نوره في عالم الخلق (السموات والارض )+ نوره في عالم الامر (الجنة والنار)= وسع كرسيه السموات والارض
اي ملكه بارضها وسمائها لعالم الخلق -- وبارضها وسمائها للجنة لعالم الامر اما النار فهي مؤصدة في عمد ممدده
وفي قوله تعالى
{ وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ }
(سورة هود 7)
السؤال هنا لماذا جعل الله سبحانه عرشه على الماء قبل خلق السموات والارض
ومدلولها من كلمة (وكان ) تفيد للماضي وسوف اكرر بعض الذي ذكرته اعلاه حتى تتوضح لكم الصورة بشموليتها
الجواب له جوانب متعدده يجب ان نفهمها بداية عندما طلب موسى ان ينظر الى الله سبحانه كضياء
وليس نوربقوله ارني انظر اليك وكان جواب الله انك لن تراني ولكن جعل الله اختبار لذلك بان سلط
جزء من ضياءه وليس نوره على الجبل فانصهر من الطاقة العاليه لضياء الله سبحانه فهذه المعلومه مهمه جدا
يعني الجبل اقوى شىء في الارض انصهر فكيف يخلق الله سبحانه بعدها الارض ثم السموات
فوضع الله الحجاب (الماء ) تحت العرش اي المشكاة في الوصف حتى تقلل من تاثير طاقة الضياء
ويخرج النور فقط من هذا الحجاب وفيه تحتمل السموات والارض نور الله سبحانه وليس ضياءه
لعالم الخلق السموات السبع والارض (الله نور السموات والارض) وعالم الامر الجنة والنار
بقوله واشرقت الارض بنور ربها ومما تقدم وضحت لكم الصوره لماذا وضع الله سبحانه عرشه على الماء
وهذه المعلومه لها ارتباط بواقع حياتنا على الارض انظروا الى الارض مغطاة بحجاب اسمه الغلاف الجوي
للحماية من تاثير الطاقة الشمسية وكذلك الى المفاعلات النووية تبرد بالماء الثقيل
لحمايتها من الطاقة العالية التي قد تؤدي الى انفجارها ولكن هل يعني ذلك
اننا لن نرى ضياء الله سبحانه في الاخرة
الله سبحانه اشار الى فصل الضياء عن النور في وصفه بقوله يكاد زيتها يضىء
ولو لم تمسسه نار هنا اشار الله الى ضياءه وليس نوره لم تمسسه نار اي نور وفهم
اللغز هو بمعرفة التكوين الكيميائي والفيزياوي لطبيعة الماء الذي تحت العرش الذي يستطيع تحمل طاقة الضياء
الالهي وكان عرشه على الماء ففي الاخرة
مهمه اخرى لاهل الجنة في التزود بتلك العلوم للوصول الى الله سبحانه بدون ان
نحترق بقوله (ان اصحاب الجنة اليوم في شغل فاكهون )اي عمل ممتع
لرقي الانسان البشري ليكون اكبر من طاقة شديد القوى جبريل عليه السلام
وكذلك الذي جلب عرش بلقيس بطرفة العين اي بزيادة طاقة النور في اجسادنا في الاخرة بالتزود بالعلم (قيمه لا نهائية)
{ قُلْ لَوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَنْ تَنْفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَدًا }
حينما يسعى نورنا بين ايدينا وبقوله تعالى
يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ يَسْعَى نُورُهُمْ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ بُشْرَاكُمُ الْيَوْمَ جَنَّاتٌ
تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ
(سورة الحديد 12)
الدرجات التي يسعى إليها أبناء الآخرة سبعة : التوبة ثم الزهد
ثم الرضا ثم الخوف ثم الشوق
ثم المحبة ثم المعرفة ، فبالتوبة تطهروا من الذنوب وبالزهد خرجوا من الدنيا ،
وبالرضا ألبسوا حُلل العبودية ، وبالخوف زحزحوا عن النار ، وبالشوق إلى الجنة استوجبوها ، وبالمحبة عقلوا النعيم ،
وبالمعرفة وصلوا إلى الله
اللهم ان اصبت فمن فضلك وجودك وعلمك وان اخطئت فمن نفس واصلي واسلم
على النور المبعوث رحمة للعالمين خاتم النبيين والمرسلين محمد رسول الله
والحمد لله رب العالمين
المصدر بقلمي
المراجع : اسرار البيان في التعبير القراني للدكتور فاضل السامرائي
الامين عليه افضل الصلاة والسلام
اما بعد اخوتي الافاضل اسئله كثيرة تطرح كيف نرى
ربنا في الاخرة وهو الذي قال في محكم كتابه
(لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ )
(سورة الأَنعام 103)
وفي قوله تعالى
{ فَاطِرُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا وَمِنَ الْأَنْعَامِ أَزْوَاجًا يَذْرَؤُكُمْ فِيهِ
لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ }
(سورة الشورى 11)
ونتبين حقيقة هذا الامر من خلال تلك الاية بقوله تعالى
{ هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاءً وَالْقَمَرَ نُورًا }
(سورة يونس 5)
الضياء اقوى من النور كمقارنة بين ضوء الشمس
كضياء وانعكاس هذا الضوء كنور للقمر
و السؤال يكمن لماذا اختار الله سبحانه وصف نفسه بالنور
الذي هو اضعف من الضياء فما حقيقة الضياءوالنور
اولا ) الضياء
في قصة موسى عليه السلام حين طلب من الله سبحانه ان ينظر اليه
بقوله تعالى
{ وَلَمَّا جَاءَ مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَنْ تَرَانِي وَلَكِنِ انْظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ
تَرَانِي فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ مُوسَى صَعِقًا فَلَمَّا أَفَاقَ
قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ }
(سورة الأَعراف 143)
فتجلى الله( بضياءه )للجبل فتساوى الجبل وَخَرَّ مُوسَى صَعِقًا ولم يستطع ان يرى الله سبحانه
و من فسر ذلك الامر قال اننا لن نستطيع ان نرى الله سبحانه ونحن على هذه الخلقة في حياتنا الدنيا وهذا التفسير
مغلوط كون رسولنا الاكرم حين عروجه الى السماء راى ربنا
ثانيا ) النور
ان حقيقة ما حصل مع الرسول الخاتم في العروج انه راى ربنا (بنوره ) وليس ضياءه بقول رسولنا الخاتم
رايته نور على نور هذه هي وجهة المقارنة بين رؤية موسى ورسولنا لربنا جل وعلا -----
والامة باكملها لم تفهم حديث رسول الله حين قال
إنكم سترون ربكم كما ترون القمر لا تضامون في رؤيته ، فإن
استطعتم أن لا تغلبوا على صلاة قبل طلوع الشمس
وصلاة قبل غروب الشمس فافعلوا
كيف يعطي الرسول وصف لرؤية الله كالقمر والقران يقول ليس كمثله شىء اذن عند الرسول تفسير علمي
يجب ان ننتبه اليه كجيل حاضر في القرن 21 والحقيقة العلمية التي يجب ان تعرف ان مقصد رسول الله هو بالاشارة
الى القمر اي اننا سوف نرى نور الله لان القمر( نورا ) واشارته للشمس لضياء الله سبحانه لان الشمس (ضياء )
وربط الادراك بحال الصلاة قبل طلوع الشمس وقبل غروبها اي بعد طلوع الشمس لا فائدة من تلك الصلاة
لانك لن تدركها بعد طلوع الشمس ونفس الحال قبل الغروب ومقصده العلمي بذلك الحال مع ضياءه لا يمكن
ادراكه كحال تلك الصلاة اذن حالنا في الاخرة يكون كالاتي:-
نور الله = حال رؤية رسولنا لنور
الله في الاسراء والعروج وتكون رؤية البشرية لله سبحانه على هذه الشاكله في الاخرة
فحينما يحل الظلام على الارض بطي
السماء ينيرها الله مرة اخرى بنوره لنمشي في الارض لغرض الحساب على ارض المحشر بقوله
واشرقت الارض بنور ربها اما الضياء= عدم رؤية موسى لله والجبل لم يستقر
مكانه بفعل ضياء الله الذات الالهية اذن نحن سوف نرى الله بنوره وليس ضياءه فوجوه يومئذ ناضره
اي ناضره لنور الله سبحانه وليس ضياءه اما كيفية شرح هذا الامر فقد وصف الضياء والنور
في قوله تعالى
اللهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِنْ
شَجَرَةٍ مُبَارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لَا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشَاءُ
وَيَضْرِبُ اللهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ
(سورة النور 35)
فالمشكاة وصف للحجاب الذي جاء في قوله تعالى
{ وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللهُ إِلَّا وَحْيًا أَوْ مِنْ وَرَاءِ (حِجَابٍ) أَوْ
يُرْسِلَ رَسُولًا فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاءُ إِنَّهُ عَلِيٌّ حَكِيمٌ }
(سورة الشورى 51)
وما داخل المشكاة وصف الضياء الذي يحرق الكون باكمله وهذا ما جرى مع طلب موسى لرؤية
الله سبحانه (الذات الالهية) وتعرفو ا ما حصل للجبل وما بعد المشكاة من الخارج هو النور الالهي
وهو ما راه الرسول الخاتم في الاسراء والمعراج وتكون رؤية البشريه في
الاخرة على هذه الشاكله اما معنى نور على نور
فهو يخص العالمين عالم الخلق( السموات والارض ) وعالم الامر (الجنة والنار)
وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ
أَلَا لَهُ (الْخَلْقُ) وَ(الْأَمْرُ )تَبَارَكَ اللهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ
(سورة الأَعراف 54)
فنور على نور هو نور عالم الخلق بقوله الله (نور) السموات والارض والنور الاخر في عالم الامر
في الاخرة بقوله واشرقت الارض
(بنور) ربها هذا تفسير نور على نور
وعلاقته بقوله (وسع كرسيه السموات والارض)
وكرسيه معناها ملكه فيكون التفسير لحقيقة كرسيه كالاتي
نوره في عالم الخلق (السموات والارض )+ نوره في عالم الامر (الجنة والنار)= وسع كرسيه السموات والارض
اي ملكه بارضها وسمائها لعالم الخلق -- وبارضها وسمائها للجنة لعالم الامر اما النار فهي مؤصدة في عمد ممدده
وفي قوله تعالى
{ وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ }
(سورة هود 7)
السؤال هنا لماذا جعل الله سبحانه عرشه على الماء قبل خلق السموات والارض
ومدلولها من كلمة (وكان ) تفيد للماضي وسوف اكرر بعض الذي ذكرته اعلاه حتى تتوضح لكم الصورة بشموليتها
الجواب له جوانب متعدده يجب ان نفهمها بداية عندما طلب موسى ان ينظر الى الله سبحانه كضياء
وليس نوربقوله ارني انظر اليك وكان جواب الله انك لن تراني ولكن جعل الله اختبار لذلك بان سلط
جزء من ضياءه وليس نوره على الجبل فانصهر من الطاقة العاليه لضياء الله سبحانه فهذه المعلومه مهمه جدا
يعني الجبل اقوى شىء في الارض انصهر فكيف يخلق الله سبحانه بعدها الارض ثم السموات
فوضع الله الحجاب (الماء ) تحت العرش اي المشكاة في الوصف حتى تقلل من تاثير طاقة الضياء
ويخرج النور فقط من هذا الحجاب وفيه تحتمل السموات والارض نور الله سبحانه وليس ضياءه
لعالم الخلق السموات السبع والارض (الله نور السموات والارض) وعالم الامر الجنة والنار
بقوله واشرقت الارض بنور ربها ومما تقدم وضحت لكم الصوره لماذا وضع الله سبحانه عرشه على الماء
وهذه المعلومه لها ارتباط بواقع حياتنا على الارض انظروا الى الارض مغطاة بحجاب اسمه الغلاف الجوي
للحماية من تاثير الطاقة الشمسية وكذلك الى المفاعلات النووية تبرد بالماء الثقيل
لحمايتها من الطاقة العالية التي قد تؤدي الى انفجارها ولكن هل يعني ذلك
اننا لن نرى ضياء الله سبحانه في الاخرة
الله سبحانه اشار الى فصل الضياء عن النور في وصفه بقوله يكاد زيتها يضىء
ولو لم تمسسه نار هنا اشار الله الى ضياءه وليس نوره لم تمسسه نار اي نور وفهم
اللغز هو بمعرفة التكوين الكيميائي والفيزياوي لطبيعة الماء الذي تحت العرش الذي يستطيع تحمل طاقة الضياء
الالهي وكان عرشه على الماء ففي الاخرة
مهمه اخرى لاهل الجنة في التزود بتلك العلوم للوصول الى الله سبحانه بدون ان
نحترق بقوله (ان اصحاب الجنة اليوم في شغل فاكهون )اي عمل ممتع
لرقي الانسان البشري ليكون اكبر من طاقة شديد القوى جبريل عليه السلام
وكذلك الذي جلب عرش بلقيس بطرفة العين اي بزيادة طاقة النور في اجسادنا في الاخرة بالتزود بالعلم (قيمه لا نهائية)
{ قُلْ لَوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَنْ تَنْفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَدًا }
حينما يسعى نورنا بين ايدينا وبقوله تعالى
يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ يَسْعَى نُورُهُمْ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ بُشْرَاكُمُ الْيَوْمَ جَنَّاتٌ
تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ
(سورة الحديد 12)
الدرجات التي يسعى إليها أبناء الآخرة سبعة : التوبة ثم الزهد
ثم الرضا ثم الخوف ثم الشوق
ثم المحبة ثم المعرفة ، فبالتوبة تطهروا من الذنوب وبالزهد خرجوا من الدنيا ،
وبالرضا ألبسوا حُلل العبودية ، وبالخوف زحزحوا عن النار ، وبالشوق إلى الجنة استوجبوها ، وبالمحبة عقلوا النعيم ،
وبالمعرفة وصلوا إلى الله
اللهم ان اصبت فمن فضلك وجودك وعلمك وان اخطئت فمن نفس واصلي واسلم
على النور المبعوث رحمة للعالمين خاتم النبيين والمرسلين محمد رسول الله
والحمد لله رب العالمين
المصدر بقلمي
المراجع : اسرار البيان في التعبير القراني للدكتور فاضل السامرائي