ان الحمد لله احمده تعالى واستعينه واستهديه واستغفره ، ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا ..من يهده الله فهو المهتدي ومن يضلل فلن تجد له وليا مرشدا ..
بسم الله الرحمن الرحيم
===
يا ايها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن الا وانتم مسلمون ،
يا ايها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفسا واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساءا ، واتقوا الله الذي تسائلون به والارحام ان الله كان عليكم رقيبا ..
يا ايها الذين امنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا يصلح لكم اعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما .
ثم اما بعد فان اصدق الحديث كلام الله تعالى وان خير الهدي هدي محمد صل الله عليه وسلم .. اللهم صل على محمدا وعلى آل محمد كما صليت على ابراهيم وعلى آل ابراهيم في العالمين انك حميدا مجيد ، اللهم بارك على محمدا وعلى آل محمد كما باركت على ابراهيم وعلى آل ابراهيم في العالمين انك حميدا مجيد .
اخوتي واحبائي في الله ونحن نستكمل معا ونحلق سويا في سماء النور سماء العلم والتعلم ، ونبحر معا في هذا البحر الواسع الكبير العظيم الا وهو بحر " علم التفسير " اعظم العلوم واجلها ..
وفي هذا الموضوع قد اخترت لحضراتكم آية والله لطالما سمعتها لن استطيع ان اكف عن البكاء وهي الاية الكريمة " إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِنَا سَوْفَ نُصْلِيهِمْ نَارًا كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا لِيَذُوقُوا الْعَذَابَ ۗ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَزِيزًا حَكِيمًا " سورة النساء 56 .
وسوف اعرض على حضراتكم تفسير هذه الاية العظيمة كما فسرها ابن كثير حيث قال:
يخبر تعالى عما يعاقب به في نار جهنم من كفر بآياته وصد عن رسله، فقال: { إن الذين كفروا بآياتنا} الآية، أي ندخلهم ناراً دخولاً يحيط بجميع أجرامهم وأجزائهم، ثم أخبر عن دوام عقوبتهم ونكالهم فقال: { كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلوداً غيرها ليذوقوا العذاب} قال الأعمش عن ابن عمر: إذا احترقت جلودهم بدلوا جلوداً غيرها بيضاً أمثال القراطيس، وعن الحسن قوله: { كلما نضجت جلودهم} الآية قال: تنضجهم في اليوم سبعين ألف مرة، ثم قيل لهم: عودوا فعادوا، عن ابن عمر قال: قرأ رجل عند عمر هذه الآية: { كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلوداً غيرها} فقال عمر: أعدها عليَّ، فأعادها، فقال معاذ بن جبل: عندي تفسيرها، تبدل في ساعة مائة مرة، فقال عمر: هكذا سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم "رواه ابن أبي حاتم" وقال الربيع بن أنس: مكتوب في الكتاب الأول أن جلد أحدهم أربعون ذراعاً، وسنّه سبعون ذراعاً، وبطنه لو وضع فيه جبل لوسعه، فإذا أكلت النار جلودهم بدلوا جلوداً غيرها، وقد ورد في الحديث ما هو أبلغ من هذا، قال الإمام أحمد عن ابن عمر عن النبي صلى اللّه عليه وسلم قال: (يعظم أهل النار في النار حتى إن بين شحمة أذن أحدهم إلى عاتقه مسيرة سبعمائة عام، وإن غلظ جلده سبعون ذراعاً، وإن ضرسه مثل أحد) وقوله تعالى: { والذين آمنوا وعملوا الصالحات سندخلهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها أبداً} ، هذا إخبار عن مآل السعداء في جنات عدن التي تجري فيها الأنهار في جميع فجاجها، ومحالها وأرجائها حيث شاءوا وأين أرادوا، وهم خالدون فيها أبداً لا يحولون ولا يزولون ولا يبغون عنها حولاً. وقوله: { لهم فيها أزواج مطهرة} أي من الحيض، والنفاس، والأذى، والأخلاق الرذيلة، والصفات الناقصة كما قال ابن عباس: مطهرة من الأقذار والأذى. وقال مجاهد: مطهرة من البول والحيض النخام والبزاق والمني والولد، وقال قتادة: مطهرة من الأذى والمآثم، ولا حيض ولا كلف. وقوله: { وندخلهم ظلاً ظليلاُ} أي ظلاً عميقاً كثيراً غزيراً طيباً أنيقاً، عن أبي هريرة، عن النبي صلى اللّه عليه وسلم قال: (إن في الجنة لشجرة يسير الراكب في ظلها مائة عام لا يقطعها - شجرة الخلد) "رواه ابن جرير وأخرجه الشيخان بنحوه"
اسال الله العظيم رب العرش العظيم ان يعلمنا ما ينفعنا وان ينفعنا بما علمنا وان يزيدنا علما .. وان يجعل القرآن العظيم نور قبورنا وربيع قلوبنا وجلاء همنا وغمنا .. اللهم علمنا منه ما جهلنا وذكرنا منه ما نسينا واجعله الشافع لنا يوم لقائك .. واجعله اللهم شفيعا وشاهدا لنا لا علينا ..
هذا وما كان من توفيق فمن الله ربي وربكم ، وما كان من سهو او خطأ او نسيان فمني ومن الشيطان ..
على وعدا بلقاءا اخر وايه كريمة جديدة ان شاء الله ، اترككم في رعاية الله امنه والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
بسم الله الرحمن الرحيم
===
يا ايها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن الا وانتم مسلمون ،
يا ايها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفسا واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساءا ، واتقوا الله الذي تسائلون به والارحام ان الله كان عليكم رقيبا ..
يا ايها الذين امنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا يصلح لكم اعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما .
ثم اما بعد فان اصدق الحديث كلام الله تعالى وان خير الهدي هدي محمد صل الله عليه وسلم .. اللهم صل على محمدا وعلى آل محمد كما صليت على ابراهيم وعلى آل ابراهيم في العالمين انك حميدا مجيد ، اللهم بارك على محمدا وعلى آل محمد كما باركت على ابراهيم وعلى آل ابراهيم في العالمين انك حميدا مجيد .
اخوتي واحبائي في الله ونحن نستكمل معا ونحلق سويا في سماء النور سماء العلم والتعلم ، ونبحر معا في هذا البحر الواسع الكبير العظيم الا وهو بحر " علم التفسير " اعظم العلوم واجلها ..
وفي هذا الموضوع قد اخترت لحضراتكم آية والله لطالما سمعتها لن استطيع ان اكف عن البكاء وهي الاية الكريمة " إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِنَا سَوْفَ نُصْلِيهِمْ نَارًا كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا لِيَذُوقُوا الْعَذَابَ ۗ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَزِيزًا حَكِيمًا " سورة النساء 56 .
وسوف اعرض على حضراتكم تفسير هذه الاية العظيمة كما فسرها ابن كثير حيث قال:
يخبر تعالى عما يعاقب به في نار جهنم من كفر بآياته وصد عن رسله، فقال: { إن الذين كفروا بآياتنا} الآية، أي ندخلهم ناراً دخولاً يحيط بجميع أجرامهم وأجزائهم، ثم أخبر عن دوام عقوبتهم ونكالهم فقال: { كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلوداً غيرها ليذوقوا العذاب} قال الأعمش عن ابن عمر: إذا احترقت جلودهم بدلوا جلوداً غيرها بيضاً أمثال القراطيس، وعن الحسن قوله: { كلما نضجت جلودهم} الآية قال: تنضجهم في اليوم سبعين ألف مرة، ثم قيل لهم: عودوا فعادوا، عن ابن عمر قال: قرأ رجل عند عمر هذه الآية: { كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلوداً غيرها} فقال عمر: أعدها عليَّ، فأعادها، فقال معاذ بن جبل: عندي تفسيرها، تبدل في ساعة مائة مرة، فقال عمر: هكذا سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم "رواه ابن أبي حاتم" وقال الربيع بن أنس: مكتوب في الكتاب الأول أن جلد أحدهم أربعون ذراعاً، وسنّه سبعون ذراعاً، وبطنه لو وضع فيه جبل لوسعه، فإذا أكلت النار جلودهم بدلوا جلوداً غيرها، وقد ورد في الحديث ما هو أبلغ من هذا، قال الإمام أحمد عن ابن عمر عن النبي صلى اللّه عليه وسلم قال: (يعظم أهل النار في النار حتى إن بين شحمة أذن أحدهم إلى عاتقه مسيرة سبعمائة عام، وإن غلظ جلده سبعون ذراعاً، وإن ضرسه مثل أحد) وقوله تعالى: { والذين آمنوا وعملوا الصالحات سندخلهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها أبداً} ، هذا إخبار عن مآل السعداء في جنات عدن التي تجري فيها الأنهار في جميع فجاجها، ومحالها وأرجائها حيث شاءوا وأين أرادوا، وهم خالدون فيها أبداً لا يحولون ولا يزولون ولا يبغون عنها حولاً. وقوله: { لهم فيها أزواج مطهرة} أي من الحيض، والنفاس، والأذى، والأخلاق الرذيلة، والصفات الناقصة كما قال ابن عباس: مطهرة من الأقذار والأذى. وقال مجاهد: مطهرة من البول والحيض النخام والبزاق والمني والولد، وقال قتادة: مطهرة من الأذى والمآثم، ولا حيض ولا كلف. وقوله: { وندخلهم ظلاً ظليلاُ} أي ظلاً عميقاً كثيراً غزيراً طيباً أنيقاً، عن أبي هريرة، عن النبي صلى اللّه عليه وسلم قال: (إن في الجنة لشجرة يسير الراكب في ظلها مائة عام لا يقطعها - شجرة الخلد) "رواه ابن جرير وأخرجه الشيخان بنحوه"
اسال الله العظيم رب العرش العظيم ان يعلمنا ما ينفعنا وان ينفعنا بما علمنا وان يزيدنا علما .. وان يجعل القرآن العظيم نور قبورنا وربيع قلوبنا وجلاء همنا وغمنا .. اللهم علمنا منه ما جهلنا وذكرنا منه ما نسينا واجعله الشافع لنا يوم لقائك .. واجعله اللهم شفيعا وشاهدا لنا لا علينا ..
هذا وما كان من توفيق فمن الله ربي وربكم ، وما كان من سهو او خطأ او نسيان فمني ومن الشيطان ..
على وعدا بلقاءا اخر وايه كريمة جديدة ان شاء الله ، اترككم في رعاية الله امنه والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..