ʍʀ.ĸʜɜʟɛɒ
.:: V.I.B ::.
إن ذكر الله عز وجل من نعيم الدنيا لو يعلم الناس، وهو أيضاً من نعيم أهل الجنة،,هو المنزلة الكبرى التي منها يتزود العارفون ،
وفيها يتجرون وإليها دائمـًا يترددون ،, الذي من أعطيه اتصل ومن منعه عزل ،, وهو قوت قلوب العارفين التي متى
فارقتها صارت الأجساد لها قبورًا وهو باب الله الأعظم بينه وبين عبده , ما لم يغلقه العبد بغفلته ، قال الحسن البصري :
تفقدوا الحلاوة في ثلاثة أشياء : في الصلاة وفي الذكر وقراءة القرآن ، فإن وجدتم وإلا فاعلموا أن الباب مغلق
(عن أبى هريرة (رضي الله عنه) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) : ( سبق المفردون قالوا :
وما المفردون يا رسول الله؟ قال: الذاكرين الله كثيرا والذاكرات ) (أخرجه مسلم ) ,
معنى المفردون : المداومون على الذكر .
عن أبى الدر داء (رضي الله عنه) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم):
( هل أنبئكم بخير أعمالكم وأزكاها عند مليككم وأرفعها في درجاتكم وخير لكم من إنفاق
الذهب والورق خير لكم من أن تلقوا عدوكم فتضربوا أعناقهم ويضربوا أعناقكم! قالوا: بلى.
قال: ذكر الله تعالى) [رواه الترمذي والحاكم وقال إسناده صحيح (معنى الورق : الفضة .
وعن أبى موسى (رضي الله عنه) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) : ( مثل الذى يذكر ربه
والذي لا يذكر به مثل الحي والميت) رواه البخاري وعن أبى هريرة (رضي الله عنه) قال: قال رسول الله
(صلى الله عليه وسلم) : ( قال الله تعالى : أنا عند ظن عبدي بي وأنا معه إذا ذكرني فان ذكرني في نفسه
ذكرته فى نفسي وان ذكرني في ملآ ذكرته في ملأ خير منهم) [ رواه البخاري ( وابن ماجة
فلا شك أن ذكر الله تعالى من أفضل القربات وأجلها، وذلك لكثرة الأدلة على ذلك من كتاب الله تعالى
وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، ومنها قول الحق سبحانه :
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْراً كَثِيراً * وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلاً (الأحزاب:41-42)
وقوله: وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيراً وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً (الأحزاب: 35)
وقوله: إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآياتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ *
الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَى جُنُوبِهِمْ (آل عمران: 190-191)
ومن فوائده العظيمة طمأنة القلوب، قال سبحانه: أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ (الرعد: 28)
وهو علامة على حياة قلب صاحبه، في الحديث المتفق عليه عن أبي موسى رضي الله عنه قال:
قال النبي صلى الله عليه وسلم: مثل الذي يذكر ربه والذي لا يذكر ربه مثل الحي والميت.
والذكر وسيلة لجلاء القلوب، ففي الحديث: إن هذه القلوب تصدأ كما يصدأ الحديد إذا أصابه الماء،
قيل يا رسول الله: وما جلاؤها؟ قال: كثرة ذكر الموت وتلاوة القرآن .. رواه البيهقي.
ومن أفضل أنواع الذكر ذكر اللسان مع حضورالقلب، فإن تجرد اللسان بالذكر فقط كان أدنى مراتبه..
من هنا نفهم سرّ اهتمام النبي صلى الله عليه وسلم بقضية الذكر، وبيان فضائله المرّة تلو الأخرى،
فعن أبي الدرداء رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال : (ألا أنبئكم بخير أعمالكم
وأزكاها عند مليككم, وأرفعها في درجاتكم, وخيرٌ لكم من إنفاق الذهب والوَرِق ,, وخيرٌ لكم
من أن تلقوا عدوكم، فتضربوا أعناقهم، ويضربوا أعناقكم؟) ، قالوا: بلى, فقال عليه الصلاة والسلام:
(ذكر الله تعالى) , رواه الترمذي والحاكم وصحّحه، و(الوَرِق) هو الفضّة.
ومن مَكرُمات الذكر أن الله سبحانه وتعالى يُظهر فضل عبيده الذاكرين ويُبيّن مكانتهم العظيمة لملائكته الكرام،
روى أبو سعيد ألخدري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج على حلقةٍ من أصحابه، فقال:
(ما أجلسكم؟) قالوا: جلسنا نذكر الله, ونحمده على ما هدانا للإسلام ، قال: (آلله ما أجلسكم إلا ذاك؟)
قالوا : والله ما أجلسنا إلا ذاك, قال: (أما إني لم أستحلفكم تهمة لكم , ولكنه أتاني جبريل عليه السلام,
فأخبرني أن الله عز وجل يباهي بكم الملائكة) رواه مسلم
والذكر يكون بالقلب أو باللسان ، وأفضل الذكر ما تواطأ عليه القلب واللسان ، وذكر القلب أفضل من ذكر اللسان
اللهم اجعلنا من الذاكرين الشاكرين القائمين يارب العالمين