أسئلة الأعضاء
عضوية طرح الأسئلة
خطبة مختصرة عن عظمة الله تعالى
الحَمْد لله ذي العظَمة والجَلال، الذي تفرَّد بِكُلِّ جمالٍ وكمالٍ، وأشْهد أنْ لا إله إلا الله، وحْده لا شريك له، ولا نِدَّ ولا مِثال، له الأسْماء الحُسْنى والصِّفات العُلى، وهو الكبير المُتَعال، وأشْهد أنَّ نبيَّنا محمدًا عبْده ورسوله، كريم الأخْلاق، وطَيِّب الخصال، وخيْرُ منْ تقرَّب إلى الله بالإعْظام والإكْبار والإجْلال، صلَّى الله وسلَّم عليْه وعلى آله وصحْبه خيْر صحْبٍ وآل، وعلى مَنْ تَبِعهم بإحْسانٍ ما تجدَّدت البُكور والآصال.
أما بعْد:
فأُوصيكم إخْوة الإسْلام ونَفْسي بِتَقْوى المَلِك العلاَّم، امْلؤوا بها الليالي والأيَّام؛ علَّ الله أنْ يكْتب لي ولكم حُسْن المُنْقلب والمقام.
عِبادَ الله:
إنَّه لحَريٌّ بنا في هذا العصْر الذي طغَتْ فيه المادِّيات، وزَادتْ فيه المُلْهيات والمغْريات، وأبْدعتْ فيه الصناعات - أنْ نُذَكِّر أنْفسنا ببديع صُنْع ربِّ البرِّيات، وأنْ نتأمَّل آثار عظمَتِه في الأرْض والسَّماوات، مع ما قام في ذاته سبْحانه من العلُوِّ، وفي أسْمائه وصفاته من الجلال والجمال والسمُوِّ؛ يقول الله تعالى: ﴿ سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ * لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يُحْيِي وَيُمِيتُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ * هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ﴾ [الحديد: 1 - 3]، ويقول سبْحانه: ﴿ هَذَا خَلْقُ اللَّهِ فَأَرُونِي مَاذَا خَلَقَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ بَلِ الظَّالِمُونَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ ﴾ [لقمان: 11]، ويقول عزَّ منْ قائلٍ: ﴿ وَهُوَ الَّذِي فِي السَّمَاءِ إِلَهٌ وَفِي الْأَرْضِ إِلَهٌ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْعَلِيمُ * وَتَبَارَكَ الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَعِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ﴾ [الزخرف: 84 - 85]، ويقول سبحانه:﴿ وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ ﴾ [الزمر: 67].
الحَمْد لله ذي العظَمة والجَلال، الذي تفرَّد بِكُلِّ جمالٍ وكمالٍ، وأشْهد أنْ لا إله إلا الله، وحْده لا شريك له، ولا نِدَّ ولا مِثال، له الأسْماء الحُسْنى والصِّفات العُلى، وهو الكبير المُتَعال، وأشْهد أنَّ نبيَّنا محمدًا عبْده ورسوله، كريم الأخْلاق، وطَيِّب الخصال، وخيْرُ منْ تقرَّب إلى الله بالإعْظام والإكْبار والإجْلال، صلَّى الله وسلَّم عليْه وعلى آله وصحْبه خيْر صحْبٍ وآل، وعلى مَنْ تَبِعهم بإحْسانٍ ما تجدَّدت البُكور والآصال.
أما بعْد:
فأُوصيكم إخْوة الإسْلام ونَفْسي بِتَقْوى المَلِك العلاَّم، امْلؤوا بها الليالي والأيَّام؛ علَّ الله أنْ يكْتب لي ولكم حُسْن المُنْقلب والمقام.
عِبادَ الله:
إنَّه لحَريٌّ بنا في هذا العصْر الذي طغَتْ فيه المادِّيات، وزَادتْ فيه المُلْهيات والمغْريات، وأبْدعتْ فيه الصناعات - أنْ نُذَكِّر أنْفسنا ببديع صُنْع ربِّ البرِّيات، وأنْ نتأمَّل آثار عظمَتِه في الأرْض والسَّماوات، مع ما قام في ذاته سبْحانه من العلُوِّ، وفي أسْمائه وصفاته من الجلال والجمال والسمُوِّ؛ يقول الله تعالى: ﴿ سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ * لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يُحْيِي وَيُمِيتُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ * هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ﴾ [الحديد: 1 - 3]، ويقول سبْحانه: ﴿ هَذَا خَلْقُ اللَّهِ فَأَرُونِي مَاذَا خَلَقَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ بَلِ الظَّالِمُونَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ ﴾ [لقمان: 11]، ويقول عزَّ منْ قائلٍ: ﴿ وَهُوَ الَّذِي فِي السَّمَاءِ إِلَهٌ وَفِي الْأَرْضِ إِلَهٌ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْعَلِيمُ * وَتَبَارَكَ الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَعِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ﴾ [الزخرف: 84 - 85]، ويقول سبحانه:﴿ وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ ﴾ [الزمر: 67].
عَظِيمٌ لاَ تُحِيطُ بِهِ الظُّنُونُ
بِقَبْضَتِهِ التَّحَرُّكُ والسُّكُونُ تَعَالَى اللهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ مُقَدِّرُهُ إِلَى وَقْتٍ يَكُونُ |
إخْوة الإيمان، مَنْ أراد أنْ يتعرَّف على عظمة الله في ذاته، فلْيتأمَّلْ في عظيم أسْمائه، وجليل صفاته، فمِنْ عظيم أوْصافه عِلْمه الواسع، الذي أحاط بالموْجودات في بَرِّه وبحْره وسمائه، فلا يَخْفى عليْه شيْءٌ مِنْ أمْرهم، يقول الحقُّ سبْحانه: ﴿ وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا وَلَا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الْأَرْضِ وَلَا رَطْبٍ وَلَا يَابِسٍ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ ﴾ [الأنعام: 59]، قال ابْن عبَّاسٍ رضي الله عنْهما: "ما منْ شجرةٍ في بَرٍّ ولا بحْرٍ إلاَّ وملَكٌ موكَّلٌ بها، يَكْتب ما يسْقط منْها".
عِباد الله:
ومنْ عظيم أمْر الله تعالى احْتجابُه عنْ خَلْقه في الدُّنْيا، وعن الكافرين والمنافقين في الآخرة، وتأمَّلوا بعيْن البصيرة والاعْتبار ما حصَل لموسى حين طلب رؤْية الواحد القهار: ﴿ وَلَمَّا جَاءَ مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَنْ تَرَانِي وَلَكِنِ انْظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا ﴾ [الأعراف: 143]، قال ابْن عباسٍ - رضي الله عنْهما -: "ما تجلَّى منْه إلاَّ قَدْر الخنْصر"، ﴿ وَخَرَّ مُوسَى صَعِقًا فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ ﴾ [الأعراف: 143]، وعنْ أبي موسى رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((... حِجابُه النُّور لوْ كشَفَه لأحْرقَتْ سبُحاتُ وجْهِه ما انْتهى إليْه بصَرُه مِنْ خَلْقه))؛ أخْرجه مسْلم.
مَعاشر المسْلمين، وعظمة الله ظاهرةٌ جليةٌ، لمنْ تأمَّل ملكوت ربِّ البرية، تأمَّلوا خلْقه للْملائكة في ضخامة الخِلْقة، وقيامهم بأمْره، وتدْبيرهم شؤون عباده، يقول صلَّى الله عليه وسلَّم: ((أُذِن لي أنْ أحدِّث عنْ ملَكٍ منْ ملائكة الله مِنْ حمَلَةِ العرْش، إنَّ ما بيْن شحْمة أذُنِه إلى عاتقه مسيرة سبْعمائة عامٍ))، ويقول رسول الله - صلى الله عليه وسلَّم -: ((إنِّي أرى ما لا ترَوْن، وأسْمع ما لا تَسْمعون، أطَّت السَّماء - أيْ: صاحتْ وأنَّتْ من ثِقَل ما عليْها من الملائكة - وحقَّ لها أنْ تئطَّ، ما فيها موْضِعُ أرْبع أصابع إلاَّ وملَكٌ واضعٌ جبْهته ساجدًا لله، واللهِ لوْ تعْلمون ما أعْلم لضَحِكْتم قليلاً ولبكيْتم كثيرًا، وما تلذَّذْتم بالنِّساء على الفرشات، ولخرَجْتم إلى الصُّعدات تجْأرون إلى الله)).
يا أهْلَ القرْآن، وإذا تفاخرَت الأُمَم بأبْحاثها في الفضاء، وتوصَّل باحثوها إلى نتائج تحْتمل الصِّحة والأخْطاء، فدُونَكم القرْآن الكريم كلام ربِّ العالمين يحدِّثكم عنْ مَشْهد السَّحاب كيْف يَصْنعه الله، وعن المطر كيْف يُؤَلِّفه الله، وعن البَرَد كيْف يكوِّنه الله، ومنْ يُصاب به، ومنْ يُصْرف عنْه، وعنْ سَنا بَرْقه وأثرِه في الأبْصار، اسْتمعْ إلى ذلك متأمِّلاً خاشعًا للْملك الجبَّار: ﴿ أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُزْجِي سَحَابًا ثُمَّ يُؤَلِّفُ بَيْنَهُ ثُمَّ يَجْعَلُهُ رُكَامًا فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلَالِهِ وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ جِبَالٍ فِيهَا مِنْ بَرَدٍ فَيُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَصْرِفُهُ عَنْ مَنْ يَشَاءُ يَكَادُ سَنَا بَرْقِهِ يَذْهَبُ بِالْأَبْصَارِ ﴾ [النور: 43].
أيها الناس، هناك مشاهد كوْنيةٌ تتكرَّر في الصباح والمساء، وهي جزْءٌ منْ عظمة الله في كوْنه، وآيةٌ على وحْدانيته، وداعيةٌ إلى العبودية والشكْر له سبْحانه: ﴿ وَآيَةٌ لَهُمُ الْأَرْضُ الْمَيْتَةُ أَحْيَيْنَاهَا وَأَخْرَجْنَا مِنْهَا حَبًّا فَمِنْهُ يَأْكُلُونَ * وَجَعَلْنَا فِيهَا جَنَّاتٍ مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنَابٍ وَفَجَّرْنَا فِيهَا مِنَ الْعُيُونِ * لِيَأْكُلُوا مِنْ ثَمَرِهِ وَمَا عَمِلَتْهُ أَيْدِيهِمْ أَفَلَا يَشْكُرُونَ * سُبْحَانَ الَّذِي خَلَقَ الْأَزْوَاجَ كُلَّهَا مِمَّا تُنْبِتُ الْأَرْضُ وَمِنْ أَنْفُسِهِمْ وَمِمَّا لَا يَعْلَمُونَ ﴾ [يس: 33 - 36]، وأما مشْهد قدوم الليْل والنهار، فمشْهدٌ ما أكْثر منْ يراه! وما أقلَّ منْ يتأمَّل فيه عظمة الله! يقول الله تعالى: ﴿ وَآيَةٌ لَهُمُ اللَّيْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهَارَ فَإِذَا هُمْ مُظْلِمُونَ * وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ * وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ حَتَّى عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ * لَا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَهَا أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ ﴾ [يس: 37 - 40].
فسُبْحانك ربَّنا سبْحانك، سبْحانك ما عظَّمْ حقَّ تعْظيمك، وما أطعْ حقَّ طاعتك، أمَا والله لوْ علم العباد ما لله من العظمة ما عصَوْه، ولوْ علم المُحبُّون ما لَه من الجمال والكمال ما أحبُّوا غيْره، ولوْ عرف الفقراء غِنَى الربِّ ما رجَوْا سواه، فسبْحانه وتعالى هو سلْوان الطائعين، وملاذ الهاربين، وملْجأ الخائفين.
أَمَامَ بَابِكَ كُلُّ الْخَلْقِ قَدْ وَقَفُوا وَهُمْ يُنَادُونَ يَا فَتَّاحُ يَا صَمَدُ فَأَنْتَ وَحْدَكَ تُعْطِي السَّائِلِينَ وَلاَ تَرُدُّ عَنْ بَابِكَ الْمَقْصُودِ مَنْ قَصَدُوا وَالْخَيْرُ عِنْدَكَ مَبْذُولٌ لِطَالِبِهِ حَتَّى لِمَنْ كَفَرُوا، حَتَّى لِمَنْ جَحَدُوا إِنْ أَنْتَ يَا رَبِّ لَمْ تَرْحَمْ ضَرَاعَتَهُمْ فَلَيْسَ يَرْحَمُهُمْ مِنْ بَيْنِهِمْ أَحَدُ |
بارك الله لي ولكم في القرْآن العظيم، ونفَعَنا وإيَّاكم بما فيه من الآيات والذِّكْر الحكيم، أقول ما تسْمعون، وأسْتغْفر الله لي ولكم ولسائر المسْلمين، فاسْتغْفروه إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية
﴿ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَلَهُ الْحَمْدُ فِي الْآخِرَةِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ ﴾ [سبأ: 1]، وأشْهد أنْ لا إله إلا الله وحْده لا شريك له، العظيم القدير، وأشْهد أنَّ محمدًا عبْده ورسوله البشير النذير، والسِّراج المنير، صلَّى الله عليْه وعلى آله وصحْبه وسلَّم التسْليم الكثير.
أما بعْد:
عباد الله، فإنَّ تعْظيم الله واجبٌ على العباد، كيْف لا؟ ومَخْلوقات الله العظيمة خاضعةٌ لِجَلاله، تُسَبِّح بحمْده وعظمته، يقول الله سبْحانه:
وفي المُقابل فقدْ ذَمَّ الله تعالى منْ لم يُعَظِّمْه حقَّ عظمته، ولم يوقِّرْه حقَّ توْقيره، يقول الله تعالى: ﴿ مَا لَكُمْ لَا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَارًا ﴾ [نوح: 13]؛ أيْ: ما لكم لا تُعَظِّمون الله حقَّ عظمته؟!
إخْوة الإيمان، إنَّ المسْلم الذي امْتلأ قلْبه بتعْظيم الله لديْه ثقةٌ مطْلقةٌ بالله، فتَجِدُه هادِئَ البال، ساكِنَ النَّفْس، مهْما ضاقت به السُّبُل، واسْتشْعاره عظمة الله يمْلأ قلْبه رضًا وصبْرًا، ويدْعوه إلى العمل طاعةً وشكْرًا، ويورثه الشعور بمعية الله سبْحانه، ولا أدَلَّ على ذلك منْ موْقف نبينا صلَّى الله عليه وسلَّم مع صاحبه أبي بكْرٍ رضي الله عنه في الغار والمشْركون فوْق رؤوسهمْ، حتى قال أبو بكْرٍ رضي الله عنه: يا رسول الله، لوْ أنَّ أحدهم نظَر إلى قدَمَيْه لأبْصرنا، فقال: ((يا أبا بكْرٍ، ما ظَنُّك باثْنيْن الله ثالثهما))، وإنَّ تعْظيم الله لا يكون بالتمنِّي، بلْ لا بُدَّ من اتِّباعٍ صادقٍ لنبيِّه صلَّى الله عليه وسلَّم علْمًا بأسْماء الله تعالى، ومحافظةً على توْحيده، وقيامًا بشريعته، واجْتنابًا لمعْصيته، قال بعْض السَّلف: "لا تَنْظرْ إلى صِغَر الخطيئة، ولكن انْظرْ إلى عظَمَة مَنْ عصيْت".
اللَّهم امْلأْ قلوبَنا إعْظامًا وإجْلالاً لك، واجْعلْنا من الرَّاغبين الرَّاهبين الخاشعين، اللهم وفِّقْنا لطاعتك، وجنِّبْنا معْصيتك، واجْعلْنا من الراشدين، اللهم - ربَّنا - صلِّ على نبيِّنا محمد وعلى آله وصحبه الطيِّبين الطاهرين، ومَن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
اللهمَّ وأعِزَّ الإسْلام والمسْلمين، وأَذِلَّ الشِّرْك والمشْركين، وأعْلِ بفضْلك كلمةَ الحقِّ والدين، ووفِّقِ - اللهم - وُلاة أمورنا لما تحبُّ وترْضى، وخذْ بنواصيهم للْبِرِّ والتقْوى، واجْعل - اللهم - هذا البلد آمنًا مطْمئنًا، سخاءً رخاءً، دار عدْلٍ وإيمانٍ، وسائر بلاد المسْلمين.
اللهم أنت الله، لا إله إلا أنت، أنت الغنيُّ ونحن الفقراء، أنزِلْ علينا الغيث، ولا تجعلنا من القانِطين، اللهم إنا نستغفرك إنَّك كُنتَ غفَّارًا، فأرسل السماء علينا مدرارًا، اللهم اسقنا الغيث ولا تجعلنا من القانطين، اللهم سُقْيا رحمة، لا سقيا بَلاء ولا عذاب، ولا هَدْم ولا غرَق.
اللهم ارفع عنَّا الغلاء والوَباء، والزَّلازل والمِحَن، وسُوء الفِتَن ما ظهَر منها وما بطن، عن بلدنا هذا خاصة، وعن سائر بلاد المسلمين عامَّة، يا ربَّ العالمين.
﴿ رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ ﴾ [الأعراف: 23]، ﴿ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ ﴾ [البقرة: 201].
﴿ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ ﴾ [العنكبوت: 45].
التعديل الأخير بواسطة المشرف: