أسئلة الأعضاء
عضوية طرح الأسئلة
الفرق بين الدلاله والمدلول
الدلالة إن تعلّقت بالألفاظ، فهي –كما في المصباح-: “مَا يَقْتَضِيهِ اللَّفْظُ عِنْدَ إطْلَاقِهِ”. أما إن كان الدليلُ غير لفظي كأن يكون عقلياً مثلاً ؛ فهو ما يقتضيه ذلك الدليل، أي مضمون الدليل ومحتواه، يقول الجرجاني في تعريفاته أن الدلالة: “هي كون الشيء بحالةٍ يلزم من العلم به العلم بشيء آخر، والشيءُ الأول هو الدال، والثاني هو المدلول”، فالدليل إذن موصلٌ إلى شيءٍ آخر غيره، هو المدلول، وهذا يعني أنه إن لم يوصلنا إلى شيءٍ ؛ فلا يصح أن يُسمّى دليلاً.
والفهم فهو التصورُ والإدراك، وعندئذٍ فإننا سنجدُ بين الدلالة والفهم علاقة، وهي أن إدراك الدلالة هو الفهم، فالفهم متعلقٌ بشيءٍ نفهمه، وهو مدلول الدليل. هذا في حال تعلّق الفهم بالدليل ؛ أما بغير استحضار فكرة الدليل، فإن الفهم هو مطلقُ التصور، إذ ليست كلُ المدركات مدلولاتٍ وأدلة..
..لو تأملت معي أن الأدلة –بما هي أدلة- أننا لا ننظرُ إليها إلا باعتبارها تدلُّ وتشيرُ إلى شيءٍ ما، هو المدلول، وإن فقدت الأدلة هذه الصفة لم تعد أدلةً. فتأمل معي أن أشياءً قد تشير إلى أشياءٍ أخرى وتدل عليها، فهي إذن بهذه الصفة قد تحوّلت إلى “أدلة”، وسيتضحُ الآن أنه ليس كل الأشياء تشيرُ إلى غيرها، كما أن السيارة المتوقفة في الشارع قد لا تدلُّ بمجردها على شيء، لكننا متى ما لمحنا في السيارة إشارةً ما، أي دلالةً ما، كأن نستدلُّ بها على تواجد صاحبها في هذا المكان، فإنها الآن باتت دليلاً على شيءٍ، لكن السيارة –كشيءٍ من الأشياء- لم توضع كدليل، بل كوسيلة للتنقّل، بخلاف الإسناد في الأخبار مثلاً، فإنه لم يُوجد إلا كدليل على متنٍ خبريٍ ما، وكذا غيره من البراهين الرياضية أو الفيزيائية أو.. غير ذلك من معطيات هي بذاتها براهين وأدلة على أشياء أخرى. وبهذا سنعلم أن القدرة على إحالة ما ليس بذاته دليلاً إلى دليل تعدُّ ضرباً رفيعاً من الاستنباط، الذي كثيراً ما يتفاوت في دقته من حيث دلالته وغرابتها، فالأذكياء يقتنصون الدلائل على أفكارهم من أشياء لا يظهر لغيرهم فيها أنها أدلة، أو يكتشفون مدلولاتٍ ينفذون إليها من خلال ما تبدّى لهم لأول وهلة كـ”أدلة”، أي أنهم يسترشدون إلى المدلولات المضمرة والمطمورة في الوجود من غير أبوابها المعهودة، فيبدؤون تارةً من الدليل فيصلون به إلى مدلوله، وتارةً من المدلول فيصعدون على أكتافه إلى دليله، كالشجرة التي نستدلُ على جذورها بجذعها، وبجذعها على جذورها.
-مثلاً- كيف فطنَ نيوتن إلى قانون الجاذبية من تفاحة تسقط، فكم سقطت من تفاحةٍ قبلها، لكنها لم تجد من يحوّلها إلى دليل على شيءٍ ما، وهذا سيطرحُ فكرة ما الذي نعثرُ عليه أولاً: أهو الدليل أم المدلول؟!.. مع أننا لا نمتري في أن الدليل كثيراً ما يكون “حجةً” على المدلول، فبين الدليل والمدلول صلةٌ عضوية، ولهذا تفاصيلُ أخرى ليس من الضروري التطرقُ إليها الآن.
وبما مضى سيظهر أن المفكر والمتأمل هو من يستطيع توسيع فكرة الدلائل والمدلولات، بحيث يتجاوز نطاق الدلائل المعهودة إلى غيرها، وسيظلُّ في الوجود أشياء لا نلمحُ فيها مدلولات معينة، لأننا أصلاً لم نراها أدلةً على شيءٍ ما، وبالطبع فهذا لا يخرجها –هي- عن كونها أدلة، بل يخرجنا –نحنُ- عن كوننا متيقظين فطنين دائماً، وبذا سنعرف أن المسألة تغشاها النسبية..!
الدلالة إن تعلّقت بالألفاظ، فهي –كما في المصباح-: “مَا يَقْتَضِيهِ اللَّفْظُ عِنْدَ إطْلَاقِهِ”. أما إن كان الدليلُ غير لفظي كأن يكون عقلياً مثلاً ؛ فهو ما يقتضيه ذلك الدليل، أي مضمون الدليل ومحتواه، يقول الجرجاني في تعريفاته أن الدلالة: “هي كون الشيء بحالةٍ يلزم من العلم به العلم بشيء آخر، والشيءُ الأول هو الدال، والثاني هو المدلول”، فالدليل إذن موصلٌ إلى شيءٍ آخر غيره، هو المدلول، وهذا يعني أنه إن لم يوصلنا إلى شيءٍ ؛ فلا يصح أن يُسمّى دليلاً.
والفهم فهو التصورُ والإدراك، وعندئذٍ فإننا سنجدُ بين الدلالة والفهم علاقة، وهي أن إدراك الدلالة هو الفهم، فالفهم متعلقٌ بشيءٍ نفهمه، وهو مدلول الدليل. هذا في حال تعلّق الفهم بالدليل ؛ أما بغير استحضار فكرة الدليل، فإن الفهم هو مطلقُ التصور، إذ ليست كلُ المدركات مدلولاتٍ وأدلة..
..لو تأملت معي أن الأدلة –بما هي أدلة- أننا لا ننظرُ إليها إلا باعتبارها تدلُّ وتشيرُ إلى شيءٍ ما، هو المدلول، وإن فقدت الأدلة هذه الصفة لم تعد أدلةً. فتأمل معي أن أشياءً قد تشير إلى أشياءٍ أخرى وتدل عليها، فهي إذن بهذه الصفة قد تحوّلت إلى “أدلة”، وسيتضحُ الآن أنه ليس كل الأشياء تشيرُ إلى غيرها، كما أن السيارة المتوقفة في الشارع قد لا تدلُّ بمجردها على شيء، لكننا متى ما لمحنا في السيارة إشارةً ما، أي دلالةً ما، كأن نستدلُّ بها على تواجد صاحبها في هذا المكان، فإنها الآن باتت دليلاً على شيءٍ، لكن السيارة –كشيءٍ من الأشياء- لم توضع كدليل، بل كوسيلة للتنقّل، بخلاف الإسناد في الأخبار مثلاً، فإنه لم يُوجد إلا كدليل على متنٍ خبريٍ ما، وكذا غيره من البراهين الرياضية أو الفيزيائية أو.. غير ذلك من معطيات هي بذاتها براهين وأدلة على أشياء أخرى. وبهذا سنعلم أن القدرة على إحالة ما ليس بذاته دليلاً إلى دليل تعدُّ ضرباً رفيعاً من الاستنباط، الذي كثيراً ما يتفاوت في دقته من حيث دلالته وغرابتها، فالأذكياء يقتنصون الدلائل على أفكارهم من أشياء لا يظهر لغيرهم فيها أنها أدلة، أو يكتشفون مدلولاتٍ ينفذون إليها من خلال ما تبدّى لهم لأول وهلة كـ”أدلة”، أي أنهم يسترشدون إلى المدلولات المضمرة والمطمورة في الوجود من غير أبوابها المعهودة، فيبدؤون تارةً من الدليل فيصلون به إلى مدلوله، وتارةً من المدلول فيصعدون على أكتافه إلى دليله، كالشجرة التي نستدلُ على جذورها بجذعها، وبجذعها على جذورها.
-مثلاً- كيف فطنَ نيوتن إلى قانون الجاذبية من تفاحة تسقط، فكم سقطت من تفاحةٍ قبلها، لكنها لم تجد من يحوّلها إلى دليل على شيءٍ ما، وهذا سيطرحُ فكرة ما الذي نعثرُ عليه أولاً: أهو الدليل أم المدلول؟!.. مع أننا لا نمتري في أن الدليل كثيراً ما يكون “حجةً” على المدلول، فبين الدليل والمدلول صلةٌ عضوية، ولهذا تفاصيلُ أخرى ليس من الضروري التطرقُ إليها الآن.
وبما مضى سيظهر أن المفكر والمتأمل هو من يستطيع توسيع فكرة الدلائل والمدلولات، بحيث يتجاوز نطاق الدلائل المعهودة إلى غيرها، وسيظلُّ في الوجود أشياء لا نلمحُ فيها مدلولات معينة، لأننا أصلاً لم نراها أدلةً على شيءٍ ما، وبالطبع فهذا لا يخرجها –هي- عن كونها أدلة، بل يخرجنا –نحنُ- عن كوننا متيقظين فطنين دائماً، وبذا سنعرف أن المسألة تغشاها النسبية..!
التعديل الأخير بواسطة المشرف: