سوريا اليوم
مراسل صقور الأبداع من سوريا
جاسر عبد العزيز الجاسر – الجزيرة
مع أن حركة طالبان الأفغانية الباكستانية أنشئت من قبل طلبة العلم الأفغانيين الذين يتلقون العلم الشرعي في باكستان وبرعاية من قبل المخابرات الباكستانية في عهد الرئيس أيوب خان، الذي أحاط الحركة في بدايتها برعايته، وطلب من المخابرات الباكستانية المشاركة في وضع أسس إنشائها؛ لأنه أراد أن تكون هناك قاعدة دينية شرعية لحكم أفغانستان بعد أن يتخلص من حكم الموالين للسوفييت، ولمواجهة قوات الشمال من المجاهدين في أفغانستان التي كانت لها علاقات مع دول الجوار الأفغاني تزاحم النفوذ الباكستاني، وباكستان وأيوب خان بذاته يعتبران أن دور باكستان أساسي في تخليص أفغانستان من الشيوعيين، لذا يجب أن تكون العلاقات الباكستانية الأفغانية أقوى وأهم من العلاقة مع الهند وإيران اللتين أقامتا علاقات مع فصائل المجاهدين الأفغان وبالذات مع مجاهدي الشمال. نعلم أن طالبان أخذت بالتوسع حتى سيطرت على عموم أفغانستان، وحكمتها حتى بعد مقتل الرئيس الباكستاني الداعم، فبعد أن فقدت دعم باكستان «العلني» إذ تذكر كثير من المصادر أن المخابرات الباكستانية ظلت تدعم طالبان حتى بعد إزاحتها عن حكم أفغانستان، ولتعويض الدعم الباكستاني العلني، عقدت طالبان تحالفاً مع القاعدة، إذ وجدت القاعدة بزعامة أسامة بن لادن أن حكم القاعدة لأفغانستان يوفر لهم مكاناً آمناً، وهكذا بايع بن لادن الملا عمر أمير دولة طالبان الأفغانية، وبعد أن تشاركا حكم الإمارة الإسلامية في أفغانستان تشاركا نفس المصير بعد إزاحتهما من حكم أفغانستان، حيث قتل الأول ولا يزال الثاني مطارداً.
هذا الإيجاز عن إنشاء طالبان أوردناه لإظهار التشابه بين إنشاء تلك الحركة الإرهابية، وتنظيم دولة العراق والشام الإسلامية، فهناك كثير من التشابه بطريقة الإنشاء والدور المطلوب القيام به، ومثلما تكفلت المخابرات الباكستانية بإنشاء طالبان، قامت المخابرات السورية بإنشاء تنظيم دولة العراق والشام الإسلامية «داعش» ومثلما تعاني باكستان الآن من تبعات احتضان طالبان ستعاني سورية والعراق من تبعات إنشاء هذا الفصيل الإرهابي المسلح. المخابرات السورية دعت هذا التنظيم وكما أوضحنا أمس قبل بدء الثورة الشعبية السورية، وكانت تنشئ فصائل إرهابية ذات صبغة «إسلامية» ولها روابط بالتنظيم الإرهابي العالمي «القاعدة» وكانت تلك الفصائل تسند إليها أدوار في دول الجوار كالعمليات الإرهابية التي تم تنفيذها في العراق ولبنان، وقد استفادت المخابرات السورية من الفوضى الأمنية في العراق ولبنان وسيطرت الأجهزة الإيرانية، سواء عبر فيلق القدس أو أجهزة المخابرات الإيرانية، وقامت بتحويل العراق ولبنان كحاضنين لهذه التنظيمات الإرهابية، حيث كان يتم تهريب وإرسال المقاتلين إلى معسكرات خاصة وتدريبهم وتكوين فصائل مقاتلة تحت مسميات إسلامية. مقاتلون يتبنون نظرية «الجهاد» وبقناعة غيبة مطلقة، إلا أن القيادة والتمويل لعناصر مخابراتية إيرانية وسورية، وفي العامين الماضيين انضمت لهم المخابرات العراقية. وهكذا، عندما حانت اللحظة المطلوبة تم توظيف هذا التنظيم الإرهابي لدعم مزاعم النظام السوري بأن الثوار مجموعات من الإرهابيين، كما أن هذا التنظيم الذي اعتمد على من كانوا معتقلين في المعتقلات السورية 800 مقاتل دعموا بألف مقاتل جرى تهريبهم من سجون المالكي في التاجي ومعهم عدد من المقاتلين الذين كانوا يتنقلون بين الأراضي العراقية والسورية، وبالذات «الجزيرة»، وكونوا ما يسمى بدولة العراق والشام الإسلامية وأمروا عليهم أبوبكر البغدادي، وهذا ما أغضب عناصر القاعدة من السوريين الذين كانوا قد شكلوا فصيلاً أسموه «جبهة النصرة» وأمروا عليهم أبومحمد الجولاني، وهؤلاء أكثر ارتباطاً بالقاعدة وتشكك بعلاقة تنظيم العراق والشام الإسلامية «داعش» ويتهمونها بأنها صنيعة المخابرات السورية. هذان الفصيلان ذوا الجذور القاعدية، أربك المشهد على الأرض السورية، فبالإضافة إلى دعم الادعاءات التي يروجها النظام بأن ما يحصل هو عمل إرهابي لمتشددين من القاعدة، بدأ تنظيم العراقالشام يزاحم الجيش السوري الحر، بل ويخوض معارك ضده مما سيشكل ليس إلهاءً للجيش السوري الحر وإشغاله عن دوره في تحرير الشعب السوري، بل وحتى إضعافه وتهميشه مثلما فعلت طالبان مع قوات الشمال للمجاهدين الأفغان، مما أتاح للقادمين مع الغزو الأمريكي لأفغانستان على استلاب السلطة، وهو ما سوف يتم في سورية إن لم يعالج سرطان «داعش».
مع أن حركة طالبان الأفغانية الباكستانية أنشئت من قبل طلبة العلم الأفغانيين الذين يتلقون العلم الشرعي في باكستان وبرعاية من قبل المخابرات الباكستانية في عهد الرئيس أيوب خان، الذي أحاط الحركة في بدايتها برعايته، وطلب من المخابرات الباكستانية المشاركة في وضع أسس إنشائها؛ لأنه أراد أن تكون هناك قاعدة دينية شرعية لحكم أفغانستان بعد أن يتخلص من حكم الموالين للسوفييت، ولمواجهة قوات الشمال من المجاهدين في أفغانستان التي كانت لها علاقات مع دول الجوار الأفغاني تزاحم النفوذ الباكستاني، وباكستان وأيوب خان بذاته يعتبران أن دور باكستان أساسي في تخليص أفغانستان من الشيوعيين، لذا يجب أن تكون العلاقات الباكستانية الأفغانية أقوى وأهم من العلاقة مع الهند وإيران اللتين أقامتا علاقات مع فصائل المجاهدين الأفغان وبالذات مع مجاهدي الشمال. نعلم أن طالبان أخذت بالتوسع حتى سيطرت على عموم أفغانستان، وحكمتها حتى بعد مقتل الرئيس الباكستاني الداعم، فبعد أن فقدت دعم باكستان «العلني» إذ تذكر كثير من المصادر أن المخابرات الباكستانية ظلت تدعم طالبان حتى بعد إزاحتها عن حكم أفغانستان، ولتعويض الدعم الباكستاني العلني، عقدت طالبان تحالفاً مع القاعدة، إذ وجدت القاعدة بزعامة أسامة بن لادن أن حكم القاعدة لأفغانستان يوفر لهم مكاناً آمناً، وهكذا بايع بن لادن الملا عمر أمير دولة طالبان الأفغانية، وبعد أن تشاركا حكم الإمارة الإسلامية في أفغانستان تشاركا نفس المصير بعد إزاحتهما من حكم أفغانستان، حيث قتل الأول ولا يزال الثاني مطارداً.
هذا الإيجاز عن إنشاء طالبان أوردناه لإظهار التشابه بين إنشاء تلك الحركة الإرهابية، وتنظيم دولة العراق والشام الإسلامية، فهناك كثير من التشابه بطريقة الإنشاء والدور المطلوب القيام به، ومثلما تكفلت المخابرات الباكستانية بإنشاء طالبان، قامت المخابرات السورية بإنشاء تنظيم دولة العراق والشام الإسلامية «داعش» ومثلما تعاني باكستان الآن من تبعات احتضان طالبان ستعاني سورية والعراق من تبعات إنشاء هذا الفصيل الإرهابي المسلح. المخابرات السورية دعت هذا التنظيم وكما أوضحنا أمس قبل بدء الثورة الشعبية السورية، وكانت تنشئ فصائل إرهابية ذات صبغة «إسلامية» ولها روابط بالتنظيم الإرهابي العالمي «القاعدة» وكانت تلك الفصائل تسند إليها أدوار في دول الجوار كالعمليات الإرهابية التي تم تنفيذها في العراق ولبنان، وقد استفادت المخابرات السورية من الفوضى الأمنية في العراق ولبنان وسيطرت الأجهزة الإيرانية، سواء عبر فيلق القدس أو أجهزة المخابرات الإيرانية، وقامت بتحويل العراق ولبنان كحاضنين لهذه التنظيمات الإرهابية، حيث كان يتم تهريب وإرسال المقاتلين إلى معسكرات خاصة وتدريبهم وتكوين فصائل مقاتلة تحت مسميات إسلامية. مقاتلون يتبنون نظرية «الجهاد» وبقناعة غيبة مطلقة، إلا أن القيادة والتمويل لعناصر مخابراتية إيرانية وسورية، وفي العامين الماضيين انضمت لهم المخابرات العراقية. وهكذا، عندما حانت اللحظة المطلوبة تم توظيف هذا التنظيم الإرهابي لدعم مزاعم النظام السوري بأن الثوار مجموعات من الإرهابيين، كما أن هذا التنظيم الذي اعتمد على من كانوا معتقلين في المعتقلات السورية 800 مقاتل دعموا بألف مقاتل جرى تهريبهم من سجون المالكي في التاجي ومعهم عدد من المقاتلين الذين كانوا يتنقلون بين الأراضي العراقية والسورية، وبالذات «الجزيرة»، وكونوا ما يسمى بدولة العراق والشام الإسلامية وأمروا عليهم أبوبكر البغدادي، وهذا ما أغضب عناصر القاعدة من السوريين الذين كانوا قد شكلوا فصيلاً أسموه «جبهة النصرة» وأمروا عليهم أبومحمد الجولاني، وهؤلاء أكثر ارتباطاً بالقاعدة وتشكك بعلاقة تنظيم العراق والشام الإسلامية «داعش» ويتهمونها بأنها صنيعة المخابرات السورية. هذان الفصيلان ذوا الجذور القاعدية، أربك المشهد على الأرض السورية، فبالإضافة إلى دعم الادعاءات التي يروجها النظام بأن ما يحصل هو عمل إرهابي لمتشددين من القاعدة، بدأ تنظيم العراقالشام يزاحم الجيش السوري الحر، بل ويخوض معارك ضده مما سيشكل ليس إلهاءً للجيش السوري الحر وإشغاله عن دوره في تحرير الشعب السوري، بل وحتى إضعافه وتهميشه مثلما فعلت طالبان مع قوات الشمال للمجاهدين الأفغان، مما أتاح للقادمين مع الغزو الأمريكي لأفغانستان على استلاب السلطة، وهو ما سوف يتم في سورية إن لم يعالج سرطان «داعش».