جيهان السمرى
banned
بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا في الدنيا مسافرون ولا بد إلى الله راحلون وكل ما يحضر الإنسان من الدنيا من النعم فسيتركها أو تتركه ويُسأل بعد ذلك في يوم معلوم أمام الحي القيوم
لو تذكَّر الناس هذا الأمر مع أنهم يودِّعون كل يوم أناس إلى مثواهم الأخير ولكن يا خيبة الرجاء يودعون المسافرين إلى الله ويشغلون أنفسهم بأحاديث تباعد بينهم وبين الله بل تُلطخ صحائف سيئاتهم بما تحدثوا به في هذه الجنائز
كان أصحاب النبي يشيّعون الجنازة فيقال لأحدهم وقد رُؤي صامتاً ذاهلاً : هل تُحدِّث نفسك بشيء؟ قال: لا أحدِّث نفسي إلا بما يقول وما يقال له عند سؤال الملكين وهذا ما يشغله أثناء تشييع الجنازة
وعندما رأوا نفراً من المسلمين الجُدد حاضرين لإحدى الجنازات وكانوا على غير سمت أصحاب رسول الله ومشوا يتحدَّثون فقال قائلهم: ما رأيت كاليوم موعظة بليغة وغفلةٌ سريعة فالموت موعظة لكل مُتعظ ولكن هؤلاء كأنهم المعنيون بقول الله {نَسُوا اللَّهَ فَأَنسَاهُمْ أَنفُسَهُمْ} الحشر19
رأينا حال السابقين وأين هم الآن؟ لِمَ لا نتعظ؟ أين الحكام والمحكومين؟ أين الرؤساء والمرؤوسين؟ من تسربلوا بالعزّ أين هم الآن؟ فلماذا نبكى على الدنيا ونتخاصم ونتناحر عليها ونحن كلنا مسافرون إلى الرحمن؟
الإسلام لا يأمر المسلم بترك الدنيا ولكن يأمره بأن يتلمسها على منهج الله ويأخذها من الطريق الذي أحلَّه الله ولا يستبيح أمراً يخالف دين الله أو شرع الله في سعيه في تحصيل الدنيا حتى في يوم الحساب يوم لقاء الله ويتعرّض للهّم والغّم والنكد والمشاكل في هذه الحياة فإن الله وهو العزيز الحكيم بيَّن للمسلمين المنهاج القويم {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُلُواْ مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ} البقرة172
تبحث عن طريق حلال تُحصِّل منه الأرزاق وعن مصرف حلال تُنفق فيه هذه الأرزاق لأنك تُسأل عن كل قرشٍ مرتين من أين اكتسبته؟ وفيم أنفقته؟ لو عمل المسلمون في زماننا وفى أوقاتنا هذه بهذه الحقيقة هل سيقبلون الرشوة؟ هل سيعملون البلطجة؟ هل سيغشون في كيلٍ أو ميزانٍ أو صنفٍ أو غيره؟ هل يستحلون السرقة والسطو؟ هل يستغلون الخديعة لعباد الله؟
كل هذه الأمور هي التي تُسيء إلى مجتمعنا الآن وتُشوِّه صورته أمام الآخرين بينما هم عندما يقرأون هذا الدين يجدون مجتمع المسلمين يُبنى على الأمانة والصدق والوفاء وحسن العمل وإتقان العمل والحرص على المطعم الحلال والحرص على السبيل الحلال والزهد في الدنيا والمودّة والمحبة والكلمة الطيبة والنظرة الرحيمة الشفيقة وغيرها من أوصاف المؤمنين التي نتحسَّر عليها ونرجوا الله أن يُعيدها لنا ليُصلح الله بها أحوالنا أجمعين
انظر إلى النبي في وصف أي محلة تسكن فيها أمة النبي أي شارع أي حارة يقول فيهم {تَرَى الْمُؤْمِنِينَ فِي تَرَاحُمِهِمْ وَتَوَادِّهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ كَمَثَلِ الْجَسَدِ إِذَا اشْتَكَى عُضْوًا تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ جَسَدِهِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى} [1]
[1] الصحيحين البخاري ومسلم ومسند الإمام أحمد عن النعمان بن البشير
http://www.fawzyabuzeid.com/table_b...%C9%20%C7%E1%DA%D5%D1%ED%C9_%CC1&id=94&cat=15
منقول من كتاب [الأشفية النبوية للعصر]
اضغط هنا لتحميل الكتاب المنقول منه الموضوع مجاناً
كلنا في الدنيا مسافرون ولا بد إلى الله راحلون وكل ما يحضر الإنسان من الدنيا من النعم فسيتركها أو تتركه ويُسأل بعد ذلك في يوم معلوم أمام الحي القيوم
لو تذكَّر الناس هذا الأمر مع أنهم يودِّعون كل يوم أناس إلى مثواهم الأخير ولكن يا خيبة الرجاء يودعون المسافرين إلى الله ويشغلون أنفسهم بأحاديث تباعد بينهم وبين الله بل تُلطخ صحائف سيئاتهم بما تحدثوا به في هذه الجنائز
كان أصحاب النبي يشيّعون الجنازة فيقال لأحدهم وقد رُؤي صامتاً ذاهلاً : هل تُحدِّث نفسك بشيء؟ قال: لا أحدِّث نفسي إلا بما يقول وما يقال له عند سؤال الملكين وهذا ما يشغله أثناء تشييع الجنازة
وعندما رأوا نفراً من المسلمين الجُدد حاضرين لإحدى الجنازات وكانوا على غير سمت أصحاب رسول الله ومشوا يتحدَّثون فقال قائلهم: ما رأيت كاليوم موعظة بليغة وغفلةٌ سريعة فالموت موعظة لكل مُتعظ ولكن هؤلاء كأنهم المعنيون بقول الله {نَسُوا اللَّهَ فَأَنسَاهُمْ أَنفُسَهُمْ} الحشر19
رأينا حال السابقين وأين هم الآن؟ لِمَ لا نتعظ؟ أين الحكام والمحكومين؟ أين الرؤساء والمرؤوسين؟ من تسربلوا بالعزّ أين هم الآن؟ فلماذا نبكى على الدنيا ونتخاصم ونتناحر عليها ونحن كلنا مسافرون إلى الرحمن؟
الإسلام لا يأمر المسلم بترك الدنيا ولكن يأمره بأن يتلمسها على منهج الله ويأخذها من الطريق الذي أحلَّه الله ولا يستبيح أمراً يخالف دين الله أو شرع الله في سعيه في تحصيل الدنيا حتى في يوم الحساب يوم لقاء الله ويتعرّض للهّم والغّم والنكد والمشاكل في هذه الحياة فإن الله وهو العزيز الحكيم بيَّن للمسلمين المنهاج القويم {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُلُواْ مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ} البقرة172
تبحث عن طريق حلال تُحصِّل منه الأرزاق وعن مصرف حلال تُنفق فيه هذه الأرزاق لأنك تُسأل عن كل قرشٍ مرتين من أين اكتسبته؟ وفيم أنفقته؟ لو عمل المسلمون في زماننا وفى أوقاتنا هذه بهذه الحقيقة هل سيقبلون الرشوة؟ هل سيعملون البلطجة؟ هل سيغشون في كيلٍ أو ميزانٍ أو صنفٍ أو غيره؟ هل يستحلون السرقة والسطو؟ هل يستغلون الخديعة لعباد الله؟
كل هذه الأمور هي التي تُسيء إلى مجتمعنا الآن وتُشوِّه صورته أمام الآخرين بينما هم عندما يقرأون هذا الدين يجدون مجتمع المسلمين يُبنى على الأمانة والصدق والوفاء وحسن العمل وإتقان العمل والحرص على المطعم الحلال والحرص على السبيل الحلال والزهد في الدنيا والمودّة والمحبة والكلمة الطيبة والنظرة الرحيمة الشفيقة وغيرها من أوصاف المؤمنين التي نتحسَّر عليها ونرجوا الله أن يُعيدها لنا ليُصلح الله بها أحوالنا أجمعين
انظر إلى النبي في وصف أي محلة تسكن فيها أمة النبي أي شارع أي حارة يقول فيهم {تَرَى الْمُؤْمِنِينَ فِي تَرَاحُمِهِمْ وَتَوَادِّهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ كَمَثَلِ الْجَسَدِ إِذَا اشْتَكَى عُضْوًا تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ جَسَدِهِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى} [1]
[1] الصحيحين البخاري ومسلم ومسند الإمام أحمد عن النعمان بن البشير
http://www.fawzyabuzeid.com/table_b...%C9%20%C7%E1%DA%D5%D1%ED%C9_%CC1&id=94&cat=15
منقول من كتاب [الأشفية النبوية للعصر]
اضغط هنا لتحميل الكتاب المنقول منه الموضوع مجاناً