العراق اليوم
مراسل صقور الأبداع من العراق
انجزت مؤسسة “بروكينز” المستقلة في واشنطن، دراسة مطولة تقع في 22 صفحة، واستعرضت الاوضاع والتطورات في العراق منذ الغزو الاميركي في 2003، مرورا بالحرب الاهلية في 2005و2008، فيما لفتت الى ان النار تشتعل مجددا في العراق، اكدت ان معظم الأميركيين فقدوا اهتمامهم بما يجري هناك منذ فترة طويلة، بينما اشارت الى ان العراق تجاوز اليوم إيران ليصبح ثاني أكبر مصدر للنفط في الاوبيك بعد السعودية، مبينة أن احتمال “تجدد الحرب الأهلية” فيه يشكل تهديدا للتعافي الاقتصادي الأميركي الهش.
وذكرت الدراسة، ان “النار تشتعل مجددا في العراق، فيما معظم الأميركيين فقدوا اهتمامهم بما يجري هناك منذ فترة طويلة، هذه حقيقة لا مفر منها، لكنها في الوقت نفسه خطأ مؤسف، فالعراق ليس مجرد ذكرى موجعة، أو هراوة تستخدم ضد الخصوم السياسيين”، مشيرة الى ان “لنا مصالح حقيقية هناك، فالعراق تجاوز اليوم إيران ليصبح ثاني أكبر مصدر للنفط في الاوبيك بعد السعودية، وتصاعد إنتاج النفط العراقي المستديم كان عاملا أساسيا في انخفاض أسعار النفط، واحتمال تجدد الحرب الأهلية فيه يشكل تهديدا للتعافي الاقتصادي الأميركي الهش”.
وتضيف الدراسة انه “على غرار تداعيات الحرب الأهلية في سوريا التي أسهمت في إعادة إشعال ما يشبه الحرب الأهلية في العراق، قد تؤدي الفوضى والنزاعات في العراق مرة جديدة إلى تهديد منتجي النفط الآخرين كإيران و الكويت و حتى السعودية”.
وتلفت الدراسة من ناحية أخرى إلى أن “العراق أصبح مجددا مقرا لوجود القاعدة الإقليمي، وتضيف: من المؤسف أنه ليس من السهل معالجة مشكلات العراق، فهي ليست إفرازا لأحقاد قديمة كما تبرز إلى السطح الإشاعات الكاذبة مع نشوب كل حرب أهلية، بل خلافا لذلك هي في الدرجة الأولى، نتيجة لأخطائنا نحن الأميركيين. لقد سبّبنا الحرب الأهلية، عالجناها لفترة وجيزة، ثم تركناها تنفجر مجددا، لقد وجد العراقيون نفسهم في ظروف من صنعنا، و قد حملتهم هذه الظروف على القيام بما قاموا به”.
من جهة أخرى حمّل تقرير لمؤسسة ” هيريتج” المعروفة بميولها المحافظة “الرئيس باراك أوباما المسؤولية في التدهور الأمني في العراق”.
و قال التقرير الذي كتبه أندرو سكاربيتا أن “أوباما ظل سنوات عديدة يعد بانسحاب مسؤول للقوات الأميركية المقاتلة و الإبقاء على عدد محدود من العسكريين للتدريب و تقديم المشورة إلا أنه قام بسحب الخبراء العسكريين أيضا في أواخر العام 2011 ما أضعف قدرة السلطات العراقية في مجابهة تحديات القاعدة و تنامي نفوذ إيران”.
و أتهم التقرير الرئيس أوباما أنه “غض النظر عن التداعيات الأمنية الخطيرة من اجل تعزيز فرص إعادة انتخابه حيث ظهر على التلفزيون ليعلن: في إمكاني القول اليوم أن قواتنا المقاتلة في العراق سوف تمضي عطلة الأعياد في البلاد”.
كما انتقد التقرير “موقف السلطات العراقية الحاكمة جراء تجاهل حقوق الأقليات، خصوصا العرب السنة و الأكراد”.
و من المعروف أن المفاوضات بين الأميركيين و الحكومة العراقية في شأن تمديد فترة بقاء القوات الأميركية انهارت جراء رفض الجانب العراقي تجديد منح الحصانة للأميركيين ضد الملاحقات القضائية العراقية، إلا أن التقرير يضيف عاملا آخر هو شعور المسؤولين العراقيين بأن الأميركيين يريدون الانسحاب في أسرع وقت ممكن.
و انتهى التقرير إلى القول: أن “رهان الإدارة الأميركية على ضمان استقرار العراق و المصالح الأمنية للولايات المتحدة بحد أدنى من المشاركة الأميركية كان رهانا خاسرا، وحمامات الدم الراهنة في العراق تجعل من تصريح أوباما في كانون الثاني/ ديسمبر 2011 الذي قال فيه : أن العراق سيكون سيدا و مستقرا و يعتمد على ذاته ” مثارا للسخرية”.