سوريا اليوم
مراسل صقور الأبداع من سوريا
يتعرض اللاجئون السوريون في مصر لحملة مسيئة من وسائل اعلانية مصرية محلية وصلت لحد التحريض على قتلهم بما يمثل انتهاكا لحقوق الإنسان وأخلاقيات المهنة ومبادئها الأساسية
وقد صلت حدّ التحريض على قتلهم، عبر الدعوة لإعدامهم مباشرة (على قناة أون تي في)، أو الدعوة لضربهم بالأحذية مع وصفهم بأقذع الألفاظ (يوسف الحسيني – أون تي في)، أو الترويج لأكاذيب تسيء لشرف النساء السوريات في مصر، من قبيل الادعاء بأنهن يعملن بالدعارة لدى المعتصمين من الإخوان المسلمين في ميدان رابعة العدوية (محمد الغيطي – قناة التحرير)، دون أن ننسى الإهانات المتكررة من قبل توفيق عكاشة عبر قناة الفراعين، أو زعم تسول االسوريين *طعام المصريين (خيري رمضان).
يمكن وصف الحملة على السوريين في مصر بأنها “حملة افتراءات” تستند إلى إشاعات مغرضة تتهم مجمل السوريين بالمشاركة في المظاهرات إلى جانب الإخوان المسلمين، وبلغ الأمر بالمذيعة لميس الحديدي (قناة سي بي سي) أن زعمت أن كل من هم في ميدان رابعة العدوية من “السوريين المرتزقة الذين يعتصمون مقابل المال”!!
وحتى مع افتراض وجود *حالات فردية شاركت إلى جانب هذا الطرف أو ذاك، فهل يصح الادعاء بأن هذه المشاركة ظاهرة عامة يتم على أساسها استهداف مئات الآلاف من اللاجئين السوريين الذي لجأوا إلى مصر يطلبون الأمان ويستيجيرون من القمع والضيم الذي لحق بهم في بلادهم؟ ولماذا يتم التجاوز عن حقيقة أن الجالية السورية في مصر أصدرت بيانات عدة تؤكد فيها وقوفها على الحياد ورفضها التدخل في الشأن الداخلي المصري، وتشدد على المسؤولية الشخصية لكل من يشارك إلى جانب أي من الطرفين!.
إن مثل هذه الإساءات الإعلامية المتكررة للسوريين في مصر تشكل خرقاً فاضحاً لـ “ميثاق الشرف الإعلامي” الذي يحكم ضمير الصحفي ويوقع عليه بمجرد انتمائه الى نقابة صحفية، والذي من بندوده حظر الخطاب الذي يحضّ على الكراهية وتحريم استهداف مجموعات بشرية معينة لدين او أو عرق، ناهيك عن الدساتيروالتشريعات التي تجرّم التحريض على العنف وتؤكد على المبادئ نفسها.
من هذا المنطلق، تجد “رابطة الصحفيين السوريين”المساندة لحراك شعبها من اجل الحرية والخلاص من الطغيان، أن من واجبها التذكير بكل تلك القيم، والتأكيد على الروابط العميقة بين الشعبين السوري والمصري، ومن شأن الإساءات المتكررة عبر الإعلام المصري أن تترك آثارها في مستقبل العلاقات بين الأشقاء..
ولا يفوت “رابطة الصحفيين السوريين” في الوقت نفسه أن تشكر كل المصريين اصحاب الضمائر الحرة الذين أعلنوا رفضهم للحملة الإعلامية التي تستهدف اللاجئين السوريين وتعلم انهم الاكثرية في مجتمعهم. *
وتؤكد “رابطة الصحفيين السوريين” على ما يلي:
– رفض استخدام اللاجئين السوريين مادة إعلامية أو محوراً للتجاذبات السياسية الداخلية في مصر.
– مطالبة القنوات التي تمّت الإساءة عبرها للسوريين، الاعتذار لهم صراحة، من دون مماطلة أو تهرب من المسؤولية.
– مطالبة السلطات المختصة في مصر اتخاذ الإجراءات الضرورية لوقف هذه الظاهرة التي تعرّض حياة مواطنين سوريين يقيمون على أرض مصر (ويتمعتون بحمايتها)، للخطر.
– دعوة المهتمين بالشأن الحقوقي (باعتبار الحملة الإعلامية المشار إليها انتهاكاً لحقوق اللاجئين السوريين) الى تحمّل مسؤولياتها أمام هذه الانتهاكات، والتحرك بشكل عاجل على المستويين الاعلامي والقضائي لوقف حملة التحريض التي تشكل خطراً حقيقياً على حياة وسمعة السوريين المقيمين في مصر.
– دعوة الإعلاميين والنقابيين المصريين الاهتمام بهذه القضية، بالتصدي لروح العنصرية التي تبثها بعض وسائل الاعلام والتي تشكل إساءة للإعلام والإعلاميين في مصر التي عهدناها ارضا للتسامح والحرية منذ هاجر اليها الشوام قبل اكثر من قرن هربا من الاضطهاد في بلادهم وكونوا صحافتهم التي عبرت عنهم وعن كامل الشعب المصري.*
*
رابطة الصحفيين السوريين