سوريا اليوم
مراسل صقور الأبداع من سوريا
ماهر ابو طير- الدستور الأردني</p>
حّذر كثيرون من الازمة السورية، واقتتال كل الاطراف أدى الى تدمير سورية البلد والشعب، واعاد سورية الف عام الى الوراء، ويحتفل بعضنا بهذه الثورة التي حرقت الاخضر واليابس، واقنعت الناس ان اقتتلوا وانتحروا وسنعيد اعمار سورية بعد سقوط النظام.
لا..يقولون لك من أين سيُؤمّنون ثلاثمائة مليار دولار لاعادة الاعمار، ومن سيسمح اصلا من العواصم الكبرى واسرائيل بإعادة الاعمار اذا كان المطلوب الاساسي تدمير سورية وجيشها وشعبها واقتصادها؟!.
الثورة بدأت سورية، ولم تعد الان سورية، والبداية كانت آثمة من درعا، غير ان الثورة تم امتطاء صهوتها واختطافها من اجهزة المخابرات في العالم، الموساد والسي اي ايه والاتراك والفرنسيون وغيرهم، وتقابلهم اجهزة مخابرات ايران والصين وروسيا.
سورية باتت ملعباً دموياً لصراع اقليمي ودولي، يتغذى على لحم اهلنا السوريين، معارضة وجيشاً وشعباً في حرب الوكلاء في الشام.
يكفينا هذا الانتحار المجاني في الشام، مئات الاف القتلى، ومئات الاف الجرحى، وملايين المهجرين من بيوتهم، والاقتصاد تم تدميره، والبنية الاجتماعية تم تحطيمها، ومع هذا فالمجتمع الدولي لايريد الحسم في سورية حالياً، وقد يريده متأخراً، بعد ان يتمكن كل الفرقاء من تدمير سورية، ونحرها جهاراً نهاراً.
الثورة في سورية تنحر سورية، لان ثورة لاتنتصر عليها ان تعيد حساباتها، والا ماهو المنطق الذي يسمح باستمرار الثورة، دون ان تنتصر، الا اذا كان المطلوب قتل آخر سوري، ثم اعلان الانتصار فوق جثته؟!.
ليس صعباً لدى العقلاء الاعتراف اليوم ان الثورة في سورية كانت خطأ مميتاً في بلد لم يكن مديناً، وكانت اموره حسنة الى حد كبير، ودرعا التي جرت فايروس الثورة الى سورية، ليست قبلة المؤمنين المقدسة، حتى تواصل جرنا في بحر الدم، لاننا لانريد الاعتراف ان الثورة كانت انتحاراً بكل مافي الكلمة من معنى.
يكفينا ايضا فوضى القتال، فالقاعدة تُهدّد الجيش الحر، وقيادات الجيش الحر تُهدّد السلفيين والقاعدة، وجماعة الاخوان طرف ثالث في سورية له حساباته، ثم التنظيمات العلمانية، وهذا يعني اننا سنشهد حرباً بين «الفصائل» فوق حرب «القبائل» في ذات البلد.
ماهذا الانتحار كحيتان الشاطئ لشعب بلد عربي مهم، وسط الروايات التحريضية والمنقوصة، التي تقول ان الجيش السوري هدم عمارة وقتل من فيها، ولاتحكي لك الرواية ذاتها عدد المقاتلين الذين كانوا في ذات العمارة يقنصون افراد الامن والجيش، والرواية الناقصة نراها في كل الاعلام العربي، والمحصلة ادامة الصراع وتدمير سورية؟!.
السوريون اصحاب القرار في بلدهم، ويستثني هذا الاستخلاص النخب التلفزيونية المؤجرة التي نراها تتصدر المشهد وتخطف اسم السوريين وتنطق به، والكارثة ان من انشقوا عن دولتهم وتمردوا يخافون العودة عن قرارهم تحت وطأة التحسب على مستقبلهم الشخصي، فلايجدون مسرباً الا في الاستمرار في اشعال الثورة، وجر شعب بأكمله الى المحرقة.
الشعب السوري مطالب ان يخرج من تحت الركام، ويعلن عن وقف الثورة، والعمليات المسلحة، وان يذهب الجميع الى مصالحة وطنية عامة، دون ثمن، لان الحديث عن الاثمان سيكون مضراً بالجميع، اذا كنا سنوزع المسؤوليات على كل اطراف الصراع في سورية.
إما ثمن يدفعه النظام ومن اشعلوا الثورة، معاً، واما التخلي عن فكرة الثمن، وعقد تسوية تعفي الجميع من الكلف، فيبقى الاسد، ويتم العفو عمّن تورطوا وتعويض من تضرّروا، في هذه الفتنة القبيحة التي تتم ادامتها تحت عناوين قومية ودينية.
اذا لم يمتلك الثائرون القدرة على الاعتراف بأن الثورة لم تنتصر، ، والتخلص من تبعية وتمويل عواصم عربية واجنبية، فإنهم يساعدون عملياً في نحر بلدهم، ولابد من اعلان المراجعة، ولايمكن هنا اتهام النظام بالدموية بهذه البساطة، مادام النظام ذاته يقول ايضا ان الثورة دموية، وان الرصاصة تقابلها رصاصة.
هذا الاقرار جارح ومؤلم لكثرة فقدت وخسرت ممتلكاتها ودمها، وتعرضت الى خسائر، غير اننا اذا وقفنا عند ميزان الخسارة، فإن رفض هذا الاقرار سيأخذ كل سورية الى خسائر اعظم، ستجعلهم لاحقاً يندمون على عدم اتخاذهم لخطوة جريئة بوقف ثورتهم وترتيب امورهم، وطرد كل هذه العواصم التي تلعب في بلدهم وبدمهم جهاراً نهاراًَ.
كلمات ستجلب لي الشتائم واللعنات، غير ان تصفيق الجمهور، ليس مهماً وليس مطلوباً، وليس مؤشراً في حالات على عبقرية المُصفقين، ولم تضع هذه الامة الا بسبب الدهماء، والنخب التي انتجتها هذه الدهماء، وفرضت عليها مجاراة الشارع حتى لو كان ينتحر.
رد الله الشام من غربتها لاهلها ولنا ايضا لاننا من اهلها,اذ يعز علينا رؤية الجميلة اذ ينهمرون كالذئاب على لحمها.
حّذر كثيرون من الازمة السورية، واقتتال كل الاطراف أدى الى تدمير سورية البلد والشعب، واعاد سورية الف عام الى الوراء، ويحتفل بعضنا بهذه الثورة التي حرقت الاخضر واليابس، واقنعت الناس ان اقتتلوا وانتحروا وسنعيد اعمار سورية بعد سقوط النظام.
لا..يقولون لك من أين سيُؤمّنون ثلاثمائة مليار دولار لاعادة الاعمار، ومن سيسمح اصلا من العواصم الكبرى واسرائيل بإعادة الاعمار اذا كان المطلوب الاساسي تدمير سورية وجيشها وشعبها واقتصادها؟!.
الثورة بدأت سورية، ولم تعد الان سورية، والبداية كانت آثمة من درعا، غير ان الثورة تم امتطاء صهوتها واختطافها من اجهزة المخابرات في العالم، الموساد والسي اي ايه والاتراك والفرنسيون وغيرهم، وتقابلهم اجهزة مخابرات ايران والصين وروسيا.
سورية باتت ملعباً دموياً لصراع اقليمي ودولي، يتغذى على لحم اهلنا السوريين، معارضة وجيشاً وشعباً في حرب الوكلاء في الشام.
يكفينا هذا الانتحار المجاني في الشام، مئات الاف القتلى، ومئات الاف الجرحى، وملايين المهجرين من بيوتهم، والاقتصاد تم تدميره، والبنية الاجتماعية تم تحطيمها، ومع هذا فالمجتمع الدولي لايريد الحسم في سورية حالياً، وقد يريده متأخراً، بعد ان يتمكن كل الفرقاء من تدمير سورية، ونحرها جهاراً نهاراً.
الثورة في سورية تنحر سورية، لان ثورة لاتنتصر عليها ان تعيد حساباتها، والا ماهو المنطق الذي يسمح باستمرار الثورة، دون ان تنتصر، الا اذا كان المطلوب قتل آخر سوري، ثم اعلان الانتصار فوق جثته؟!.
ليس صعباً لدى العقلاء الاعتراف اليوم ان الثورة في سورية كانت خطأ مميتاً في بلد لم يكن مديناً، وكانت اموره حسنة الى حد كبير، ودرعا التي جرت فايروس الثورة الى سورية، ليست قبلة المؤمنين المقدسة، حتى تواصل جرنا في بحر الدم، لاننا لانريد الاعتراف ان الثورة كانت انتحاراً بكل مافي الكلمة من معنى.
يكفينا ايضا فوضى القتال، فالقاعدة تُهدّد الجيش الحر، وقيادات الجيش الحر تُهدّد السلفيين والقاعدة، وجماعة الاخوان طرف ثالث في سورية له حساباته، ثم التنظيمات العلمانية، وهذا يعني اننا سنشهد حرباً بين «الفصائل» فوق حرب «القبائل» في ذات البلد.
ماهذا الانتحار كحيتان الشاطئ لشعب بلد عربي مهم، وسط الروايات التحريضية والمنقوصة، التي تقول ان الجيش السوري هدم عمارة وقتل من فيها، ولاتحكي لك الرواية ذاتها عدد المقاتلين الذين كانوا في ذات العمارة يقنصون افراد الامن والجيش، والرواية الناقصة نراها في كل الاعلام العربي، والمحصلة ادامة الصراع وتدمير سورية؟!.
السوريون اصحاب القرار في بلدهم، ويستثني هذا الاستخلاص النخب التلفزيونية المؤجرة التي نراها تتصدر المشهد وتخطف اسم السوريين وتنطق به، والكارثة ان من انشقوا عن دولتهم وتمردوا يخافون العودة عن قرارهم تحت وطأة التحسب على مستقبلهم الشخصي، فلايجدون مسرباً الا في الاستمرار في اشعال الثورة، وجر شعب بأكمله الى المحرقة.
الشعب السوري مطالب ان يخرج من تحت الركام، ويعلن عن وقف الثورة، والعمليات المسلحة، وان يذهب الجميع الى مصالحة وطنية عامة، دون ثمن، لان الحديث عن الاثمان سيكون مضراً بالجميع، اذا كنا سنوزع المسؤوليات على كل اطراف الصراع في سورية.
إما ثمن يدفعه النظام ومن اشعلوا الثورة، معاً، واما التخلي عن فكرة الثمن، وعقد تسوية تعفي الجميع من الكلف، فيبقى الاسد، ويتم العفو عمّن تورطوا وتعويض من تضرّروا، في هذه الفتنة القبيحة التي تتم ادامتها تحت عناوين قومية ودينية.
اذا لم يمتلك الثائرون القدرة على الاعتراف بأن الثورة لم تنتصر، ، والتخلص من تبعية وتمويل عواصم عربية واجنبية، فإنهم يساعدون عملياً في نحر بلدهم، ولابد من اعلان المراجعة، ولايمكن هنا اتهام النظام بالدموية بهذه البساطة، مادام النظام ذاته يقول ايضا ان الثورة دموية، وان الرصاصة تقابلها رصاصة.
هذا الاقرار جارح ومؤلم لكثرة فقدت وخسرت ممتلكاتها ودمها، وتعرضت الى خسائر، غير اننا اذا وقفنا عند ميزان الخسارة، فإن رفض هذا الاقرار سيأخذ كل سورية الى خسائر اعظم، ستجعلهم لاحقاً يندمون على عدم اتخاذهم لخطوة جريئة بوقف ثورتهم وترتيب امورهم، وطرد كل هذه العواصم التي تلعب في بلدهم وبدمهم جهاراً نهاراًَ.
كلمات ستجلب لي الشتائم واللعنات، غير ان تصفيق الجمهور، ليس مهماً وليس مطلوباً، وليس مؤشراً في حالات على عبقرية المُصفقين، ولم تضع هذه الامة الا بسبب الدهماء، والنخب التي انتجتها هذه الدهماء، وفرضت عليها مجاراة الشارع حتى لو كان ينتحر.
رد الله الشام من غربتها لاهلها ولنا ايضا لاننا من اهلها,اذ يعز علينا رؤية الجميلة اذ ينهمرون كالذئاب على لحمها.