بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
...
أود طرح هذا الموضوع لتستفيدوا منه وهو يتحدث عن" أخطاء يقع فيها الصائمون "
1- استقبال بعض المسلمين لهذا الشهر الكريم بالمبالغة
في شراء الأطعمة والمشروبات بكميات هائلة بدلاً من الاستعداد للطاعة
والاقتصاد ومشاركة الفقراء والمحتاجين .
2-تعجيل السحور، وهو ما يقع من بعض الصائمين ،
وهذا فيه تفريط في أجر كثير لأن السنة في ذلك أن يؤخر المسلم سحوره
ليظفر بالأجر المترتب على ذلك لاقتدائه بالنبي صلى الله عيه وسلم .
3-بعض الصائمين لا يبيتون النية للصيام ،
فإذا علم الصائم بدخول شهر رمضان وجب عليه تبييت نيته بالصيام ،
فقد ورد عن النبي عليه الصلاة والسلام قوله
(( من لم يبيت الصيام قبل طلوع الفجر فلا صيام له ))
[ رواه الدارقطني والبيهقي وصححه الألباني ] .
4- تعمد الشرب أثناء أذان الفجر ،
وهذا بفعله قد أفسد صومه خاصةً إذا كان المؤذن دقيقاً في توقيته للأذان .
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :
( الأذان لصلاة الفجر إمّا أن يكون بعد طلوع الفجر أو قبله ،
فإن كان بعد طلوع الفجر فإنه يجب على الإنسان أن يمسك بمجرد سماع الأذان
لأن النبي عليه الصلاة والسلام يقول :
(( إن بلالاً يؤذن بليل فكلوا واشربوا حتى تسمعوا أذان ابن أم مكتوم فإنه لا يؤذن حتى يطلع الفجر ))
[ رواه البخاري ومسلم ]
5-عدم إمساك من لم يعلم بدخول شهر رمضان ،
كأن يكون مسافراً أو نائماً أو غير ذلك من الأسباب التي تحول بينه وبين معرفة دخول الشهر ،
وهذا خطأ منه ؛ فينبغي على المسلم متى علم بدخول الشهر
أن يمسك بقية يومه لما ورد عن سلمة بن الأكوع رضي الله عنه قال :
(( إن النبي عليه الصلاة والسلام بعث رجلاً ينادي في الناس يوم عاشوراء :
" إن من أكل فليتم أو فليصم ومن لم يأكل فلا يأكل " )) [ رواه البخاري ومسلم ] .
6- جهل البعض بفضل شهر رمضان ، فيستقبلونه كغيره من أشهر السنة ،
وهذا خطأ لما صح عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال :
(( إذا جاء رمضان فتحت أبواب الجنة ، وغلقت أبواب النار ، وصفدت الشياطين ))
وفي رواية : (( وسلسلت الشياطين )) [ رواه البخاري ومسلم ] .
وهناك أحاديث كثيرة جداً في فضل هذا الشهر العظيم .
7- أن بعض الناس إذا بلغه أن هذه الليلة هي أول ليلة في رمضان
لا يصلي صلاة التراويح ، وهذا خطأ فإنه بمجرد رؤية هلال رمضان يكون المسلم
قد دخل في أول ليلة من ليالي رمضان فمن السنة أن يصلى التراويح مع جماعة المسلمين
في المسجد في تلك الليلة .
8-تحرُّج بعض الناس إذا تذكر أنه أكل أو شرب ناسياً في أثناء صيامه
ويشك في صحة صيامه .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
(( إذا نسي أحدكم فأكل وشرب فليتم صومه فإنما أطعمه الله وسقاه ))
[ أخرجه البخاري ] .
9- تحرُّج البعض من استعمال السواك في نهار رمضان ،
وربما ظن أن استعمال السواك يفطر ، وهذا خطأ قال عليه الصلاة والسلام :
(( لولا أن أشقّ على أمتي لأمرتهم بالسواك عند كل صلاة )) [ متفق عليه ] .
قال البخاري رحمه الله : ( ولم يخص النبي الصائم من غيره ) .
وقال الشيخ ابن عثيمين :
( ولا يفطر الصائم بالسواك بل هو له سنة ولغيره في كل وقت في أول النهار وآخره ) .
10- أن بعض المؤذنين لا يؤذن إلا بعد انتشار الظلام
ولا يكتفي بغياب الشمس ويزعم أن ذلك أحوط للعبادة ، وهذا مخالف للسنة
لأن السنة أن يؤذن حين تغرب الشمس تماماً ، ولا عبرة بغيرها .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية :
( إذا غاب جميع القرص أفطر الصائم ولا عبرة بالحمرة الشديدة الباقية في الأفق )
[ مجموع الفتارى : 25/215 ] .
11- غفلة بعض الصائمين عن الدعاء لمن قام بإفطارهم ،
فمن السُنة إذا أفطر الصائم عند قوم أن يدعو لهم بما دعا به الرسول عليه الصلاة والسلام
حين يفطر عند قوم .
كأن يقول : ( أفطر عندكم الصائمون ، وأكل طعامكم الأبرار ، وتنزلت عليكم الملائكة )
[ صحيح الجامع الصغير ] .
أو يقول : ( اللهم أطعم من أطعمني واسق من سقاني ) [ رواه مسلم ] .
أو يقول : ( اللهم بارك لهم فيما رزقتهم واغفرلهم وارحمهم ) [ رواه مسلم ] .
لِبَاسٌ لَّكُمْ وَأَنتُمْ لِبَاسٌ لَّهُنَّ } [ البقرة : 187 ] .
12- تأخير بعض الصائمين صلاة الظهر والعصر عن وقتيهما لغلبة النوم ،
وهذا من أعظم الأخطاء
قال تعالى : { فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ ، الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاتِهِمْ سَاهُونَ } [ الماعون : 4 - 5 ] .
قال بعض أهل العلم : هم الذين يؤخرونها عن وقتها .
وفي الصحيح عن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه قال :
سألتُ النبي صلى الله عليه وسلم أيُّ العمل أحبُّ إلى الله ؟ قال : (( الصلاة على وقتها ))
قال : ثم أيّ ؟ ، قال : (( ثم بِرُّ الوالِدَين )) قال : ثم أيّ ؟ ، قال : (( الجهادُ في سَبِيلِ الله ))
قال : حدثني بهن ولو استزدتُه لزادَنِي [ متفق عليه ] .
13- تأخير الافطار ، فمن السنة أن يعجل الصائم إفطاره متى تأكد من دخول الوقت
لما ورد عن سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
(( لا يزال الناس بخير ما عجلوا الفطر )) [ متفق عليه ] .
وعن أنس رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
(( بكروا بالإفطار وأخروا السحور )) [ صحيح الجامع الصغير ] .
14- أن بعض الصائمين لا يفطر إلا بعد انتهاء المؤذن من أذانه احتياطاً وهذا خطأ ،
فمتى تأكد من سماع المؤذن فعلى الصائم أن يفطر ومن تأخر حتى نهاية الأذان
فقد تنطّع وتكلّف بما ليس مطالباً به ، بل من السنة تعجيل الفطر وتأخير السحور .
15- غفلة بعض الصائمين عن الدعاء عند الإفطار
فمن السنة الدعاء عند الإفطار لما في ذلك من الفضل العظيم والصائم من الذين لا تُرد دعوتهم .
فعن انس بن مالك رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
(( ثلاث دعوات لا ترد : دعوة الوالد ، ودعوة الصائم ، ودعوة المسافر ))
[ رواه أحمد وصححه الألباني ] .
ومن الأدعية الواردة الصحيحة ما كان يقوله عند الإفطار :
(( ذهب الظمأ ، وابتلت العروق ، وثبت الأجر إن شاء الله )) [ صحيح أبي داود ] .
16- انشغال بعض المسلمين في العشر الأواخر من رمضان في شراء الملابس
والحلوى وتضييع أوقات فاضلة فيها ليلة القدر التي
قال الله تعالى فيها : { لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ } [ القدر : 3 ]
ومما يتبع انشغالهم عن القيام والتهجد من السهر في الأسواق الساعات الطويلة
في التجول والشراء ، وهذا أمر مؤسف يقع فيه الكثير من المسلمين ،
والواجب عليهم اتباع سُنّة نبيهم عليه الصلاة والسلام أنه إذا دخل العشر الأواخر
شدَّ المِئزر وأيقظ أهله وأحيا ليله ، هكذا كان دأب النبي عليه الصلاة والسلام
وصحابته رضي الله عنهم أجمعين .
17- تحرُّج بعض المرضى من الأفطار والإصرار مع وجود المشقة ،
وهذا خطأ فالحق سبحانه وتعالى قد رفع الحرج عن الناس وقد رخص للمريض أن يفطر ويقضي بعد ذلك ،
قال تعالى : { شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِى أُنزِلَ فِيهِ القُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الهُدَى وَالْفُرْقَانِ
فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَن كَانَ مَرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ
يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ اليُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ العُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا العِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ
وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ } [ البقرة : 185 ] .
18- انشغال بعض الصائمين بالإفطار عن متابعة أذان المغرب ،
وهذا خطأ فإنه يُسن للصائم وغيره أن يتابع المؤذن ويقول مثل قوله ،
فعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
(( إذا سمعتم النداء فقولوا مثل ما يقول المؤذن )) [ متفق عليه ] .
ويكون متابعة المؤذن مع مواصلة الإفطار وعدم الانقطاع لعدم ورود النهي عن الأكل
حال متابعة المؤذن وترديد الأذان والله أعلم .
19-أن هناك من يعيب على المسافر الفطر،
وهذا خطأ فإن للمسافر في رمضان الفطر أو الصوم ، وهذا على حسب حالته .
وحالة المسافر لا تخرج عن ثلاثة:
أ-إذا لم يشقَّ عليه الصيام ، فالصوم لمن قوي عليه أفضل من الفطر،
لعموم قوله تعالى: { وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ } [ البقرة : 184 ] .
ب-إن شقَّ عليه الصوم وأعرض عن قبول الرخصة ،
فالفطر في حقه أفضل عن الصوم لعموم قوله تعالى : { لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا }
[ البقرة : 286 ] .
وقوله عليه الصلاة والسلام :
(( إن الله يحب أن تؤتى رخصه كما يحب أن تؤتى عزائمه ))
[ رواه ابن حبان ، الطبراني في الكبير ] .
ولقوله عليه الصلاة والسلام :
(( ليس من البر الصيام في السفر ))
[ رواه البخاري ومسلم من حديث جابر رضي الله عنه ] .
جـ-إن لم تتحقق المشقة فإنه يُخيَّر بين الصوم والفطر لما ورد عن حمزة بن عمرو الأسلمي
رضي الله عنه قال للنبي عليه الصلاة والسلام :
( أأصوم في السفر ؟ " وكان كثير الصيام " )
فقال عليه الصلاة والسلام
(( إن شئت فصم ، وإن شئت فأفطر ))
[ رواه البخاري ] .
ولم يعب أصحاب النبي عليه الصلاة والسلام بعضهم بعضاً في الصوم والإفطار" أي في حال السفر "
لما ورد عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال :
(( كنا نسافر مع النبي صلى الله عليه وسلم فلم يعب الصائم على المفطر،
ولا المفطر على الصائم )) [ متفق عليه ] .
18-سرعة الغضب والصخب والرفث في نهار رمضان
وينبغي للصائم أن يتمثل بحديث النبي :
(( الصوم جُنّة فإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب ، فإن سابه أحد أو شاتمه
فليقل : إني صائم )) [ رواه البخاري ومسلم ] .
والصيام لا يكون عن الأكل والشرب فقط ، وإنما هو صيام يشمل صيام الجوارح عن المعاصي ،
وصيام اللسان عن الفحش ومساوئ الأخلاق .
19-إهدار الأوقات الفاضلة من نهار رمضان في متابعة المسابقات الفضائية
وما يصاحبه ذلك من الموسيقى والغناء والمسلسلات المائعة .
وهذا بلا شك يضعف الإيمان ، ويضيع على الصائم أجوراً عظيمة يجب اغتنامها في هذا الشهر الكريم ،
وكيف يستبدل المسلم ما هو أدنى بما هو خير ؟!
فالواجب على المسلم الحرص على استغلال كل وقته في رمضان في طاعة الله عز وجل
وقراءة القرآن ، والذكر ، والدعاء ، وقراءة الكتب النافعة ، والمكوث في المسجد ،
وحضور مجالس العلم حتى يحصد الأجر والثواب في هذا الشهر العظيم .
20- المسارعة في قرأءة القرأن بلا تدبُّر أو ترتيل بهدف الانتهاء من استكمال قراءته معتقداً
أن ما يفعله هو الـصحيح ، ولكنه هو على خطرٍ عـظيم لأن القرآن نزل في هذا الشهر
على رسول الله عليه الصلاة والسلام
وقال الله تعالى فيه { وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلاً } [ المزمل : 4 ] .
فالواجب : الترتيل في القراءة، والتأني ، وتدبر معانيه .
21-إضاعة سُنّة الاعتكاف مع القُدرة عليها بالرغم من حصول الكثيرين
على إجازة في ذلك الوقت إلا أنهم لا يطبقون سنة الاعتكاف في المسجد .
22- تحرُّج بعض الصائمين من بلع الريق في نهار رمضان
وما يصاحب ذلك من كثرة البصق بحجة عدم إفساد صومه ، وتأذي المسلمين بهذا .
والصحيح : أنه لا بأس من ابتلاع الريق ولو كثر ذلك وتتابع في المسجد وغيره ،
ولكن إذا كان بلغماً غليظاً كالنخامة فلا يبلعها بل يبصق في منديل ونحوه ،
ولا يكون ذلك بصوت يؤذي من حوله .
23- المبالغة في التمضض والاستنشاق في نهار رمضان
بلا حاجة بحجة شدة الحر وتخفيف وطأة الحر عليه .
قال الشيخ ابن عثيمين : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
(( أسبغ الوضوء ، وخلل بين الأصابع ، وبالغ في الاستنشاق إلّا أنْ تكونَ صائماً ))
[ رواه الترمذي ] .
وهذا دليل على أن الصائم لا يبالغ في الاستنشاق ، وكذلك لا يبالغ في المضمضة ،
لأن ذلك قد يؤدي إلى نزول الماء إلى جوفه فيفسد به صومه [ فقه العبادات ] .
24-تحرُّج بعض مرضى الربو من استعمال البخاخ خوفاً من فساد صومه .
وفي هذا يقول الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :
( استعمال هذا البخاخ جائز للصائم سواء كان صيامه في رمضان أم في غير رمضان ،
وذلك لأن هذا البخاخ لا يصل إلى المعدة ، وإنما يصل إلى القصبات الهوائية فتنفتح لما فيه
من خاصية ويتنفس الإنسان تنفساً عادياً بعد ذلك ، فليس هو بمعنى الأكل والشرب )
[ كتاب الدعوة ] .
25-تحرُّج بعض الصائمين من وضع قطرة العين ، أو قطرة الأذن ،
أو وضع الحناء على الرأس ، أو الاكتحال .
هذه بعض الأخطاء التي قد يقع البعض بها في الشهر الفضيــل
الشرح منقول مع بعض التعديلات
الاهداءات :
طنقور العتيبي
iNaLzX_Hacker
r_proxy
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
...
أود طرح هذا الموضوع لتستفيدوا منه وهو يتحدث عن" أخطاء يقع فيها الصائمون "
1- استقبال بعض المسلمين لهذا الشهر الكريم بالمبالغة
في شراء الأطعمة والمشروبات بكميات هائلة بدلاً من الاستعداد للطاعة
والاقتصاد ومشاركة الفقراء والمحتاجين .
2-تعجيل السحور، وهو ما يقع من بعض الصائمين ،
وهذا فيه تفريط في أجر كثير لأن السنة في ذلك أن يؤخر المسلم سحوره
ليظفر بالأجر المترتب على ذلك لاقتدائه بالنبي صلى الله عيه وسلم .
3-بعض الصائمين لا يبيتون النية للصيام ،
فإذا علم الصائم بدخول شهر رمضان وجب عليه تبييت نيته بالصيام ،
فقد ورد عن النبي عليه الصلاة والسلام قوله
(( من لم يبيت الصيام قبل طلوع الفجر فلا صيام له ))
[ رواه الدارقطني والبيهقي وصححه الألباني ] .
4- تعمد الشرب أثناء أذان الفجر ،
وهذا بفعله قد أفسد صومه خاصةً إذا كان المؤذن دقيقاً في توقيته للأذان .
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :
( الأذان لصلاة الفجر إمّا أن يكون بعد طلوع الفجر أو قبله ،
فإن كان بعد طلوع الفجر فإنه يجب على الإنسان أن يمسك بمجرد سماع الأذان
لأن النبي عليه الصلاة والسلام يقول :
(( إن بلالاً يؤذن بليل فكلوا واشربوا حتى تسمعوا أذان ابن أم مكتوم فإنه لا يؤذن حتى يطلع الفجر ))
[ رواه البخاري ومسلم ]
5-عدم إمساك من لم يعلم بدخول شهر رمضان ،
كأن يكون مسافراً أو نائماً أو غير ذلك من الأسباب التي تحول بينه وبين معرفة دخول الشهر ،
وهذا خطأ منه ؛ فينبغي على المسلم متى علم بدخول الشهر
أن يمسك بقية يومه لما ورد عن سلمة بن الأكوع رضي الله عنه قال :
(( إن النبي عليه الصلاة والسلام بعث رجلاً ينادي في الناس يوم عاشوراء :
" إن من أكل فليتم أو فليصم ومن لم يأكل فلا يأكل " )) [ رواه البخاري ومسلم ] .
6- جهل البعض بفضل شهر رمضان ، فيستقبلونه كغيره من أشهر السنة ،
وهذا خطأ لما صح عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال :
(( إذا جاء رمضان فتحت أبواب الجنة ، وغلقت أبواب النار ، وصفدت الشياطين ))
وفي رواية : (( وسلسلت الشياطين )) [ رواه البخاري ومسلم ] .
وهناك أحاديث كثيرة جداً في فضل هذا الشهر العظيم .
7- أن بعض الناس إذا بلغه أن هذه الليلة هي أول ليلة في رمضان
لا يصلي صلاة التراويح ، وهذا خطأ فإنه بمجرد رؤية هلال رمضان يكون المسلم
قد دخل في أول ليلة من ليالي رمضان فمن السنة أن يصلى التراويح مع جماعة المسلمين
في المسجد في تلك الليلة .
8-تحرُّج بعض الناس إذا تذكر أنه أكل أو شرب ناسياً في أثناء صيامه
ويشك في صحة صيامه .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
(( إذا نسي أحدكم فأكل وشرب فليتم صومه فإنما أطعمه الله وسقاه ))
[ أخرجه البخاري ] .
9- تحرُّج البعض من استعمال السواك في نهار رمضان ،
وربما ظن أن استعمال السواك يفطر ، وهذا خطأ قال عليه الصلاة والسلام :
(( لولا أن أشقّ على أمتي لأمرتهم بالسواك عند كل صلاة )) [ متفق عليه ] .
قال البخاري رحمه الله : ( ولم يخص النبي الصائم من غيره ) .
وقال الشيخ ابن عثيمين :
( ولا يفطر الصائم بالسواك بل هو له سنة ولغيره في كل وقت في أول النهار وآخره ) .
10- أن بعض المؤذنين لا يؤذن إلا بعد انتشار الظلام
ولا يكتفي بغياب الشمس ويزعم أن ذلك أحوط للعبادة ، وهذا مخالف للسنة
لأن السنة أن يؤذن حين تغرب الشمس تماماً ، ولا عبرة بغيرها .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية :
( إذا غاب جميع القرص أفطر الصائم ولا عبرة بالحمرة الشديدة الباقية في الأفق )
[ مجموع الفتارى : 25/215 ] .
11- غفلة بعض الصائمين عن الدعاء لمن قام بإفطارهم ،
فمن السُنة إذا أفطر الصائم عند قوم أن يدعو لهم بما دعا به الرسول عليه الصلاة والسلام
حين يفطر عند قوم .
كأن يقول : ( أفطر عندكم الصائمون ، وأكل طعامكم الأبرار ، وتنزلت عليكم الملائكة )
[ صحيح الجامع الصغير ] .
أو يقول : ( اللهم أطعم من أطعمني واسق من سقاني ) [ رواه مسلم ] .
أو يقول : ( اللهم بارك لهم فيما رزقتهم واغفرلهم وارحمهم ) [ رواه مسلم ] .
لِبَاسٌ لَّكُمْ وَأَنتُمْ لِبَاسٌ لَّهُنَّ } [ البقرة : 187 ] .
12- تأخير بعض الصائمين صلاة الظهر والعصر عن وقتيهما لغلبة النوم ،
وهذا من أعظم الأخطاء
قال تعالى : { فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ ، الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاتِهِمْ سَاهُونَ } [ الماعون : 4 - 5 ] .
قال بعض أهل العلم : هم الذين يؤخرونها عن وقتها .
وفي الصحيح عن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه قال :
سألتُ النبي صلى الله عليه وسلم أيُّ العمل أحبُّ إلى الله ؟ قال : (( الصلاة على وقتها ))
قال : ثم أيّ ؟ ، قال : (( ثم بِرُّ الوالِدَين )) قال : ثم أيّ ؟ ، قال : (( الجهادُ في سَبِيلِ الله ))
قال : حدثني بهن ولو استزدتُه لزادَنِي [ متفق عليه ] .
13- تأخير الافطار ، فمن السنة أن يعجل الصائم إفطاره متى تأكد من دخول الوقت
لما ورد عن سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
(( لا يزال الناس بخير ما عجلوا الفطر )) [ متفق عليه ] .
وعن أنس رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
(( بكروا بالإفطار وأخروا السحور )) [ صحيح الجامع الصغير ] .
14- أن بعض الصائمين لا يفطر إلا بعد انتهاء المؤذن من أذانه احتياطاً وهذا خطأ ،
فمتى تأكد من سماع المؤذن فعلى الصائم أن يفطر ومن تأخر حتى نهاية الأذان
فقد تنطّع وتكلّف بما ليس مطالباً به ، بل من السنة تعجيل الفطر وتأخير السحور .
15- غفلة بعض الصائمين عن الدعاء عند الإفطار
فمن السنة الدعاء عند الإفطار لما في ذلك من الفضل العظيم والصائم من الذين لا تُرد دعوتهم .
فعن انس بن مالك رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
(( ثلاث دعوات لا ترد : دعوة الوالد ، ودعوة الصائم ، ودعوة المسافر ))
[ رواه أحمد وصححه الألباني ] .
ومن الأدعية الواردة الصحيحة ما كان يقوله عند الإفطار :
(( ذهب الظمأ ، وابتلت العروق ، وثبت الأجر إن شاء الله )) [ صحيح أبي داود ] .
16- انشغال بعض المسلمين في العشر الأواخر من رمضان في شراء الملابس
والحلوى وتضييع أوقات فاضلة فيها ليلة القدر التي
قال الله تعالى فيها : { لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ } [ القدر : 3 ]
ومما يتبع انشغالهم عن القيام والتهجد من السهر في الأسواق الساعات الطويلة
في التجول والشراء ، وهذا أمر مؤسف يقع فيه الكثير من المسلمين ،
والواجب عليهم اتباع سُنّة نبيهم عليه الصلاة والسلام أنه إذا دخل العشر الأواخر
شدَّ المِئزر وأيقظ أهله وأحيا ليله ، هكذا كان دأب النبي عليه الصلاة والسلام
وصحابته رضي الله عنهم أجمعين .
17- تحرُّج بعض المرضى من الأفطار والإصرار مع وجود المشقة ،
وهذا خطأ فالحق سبحانه وتعالى قد رفع الحرج عن الناس وقد رخص للمريض أن يفطر ويقضي بعد ذلك ،
قال تعالى : { شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِى أُنزِلَ فِيهِ القُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الهُدَى وَالْفُرْقَانِ
فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَن كَانَ مَرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ
يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ اليُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ العُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا العِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ
وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ } [ البقرة : 185 ] .
18- انشغال بعض الصائمين بالإفطار عن متابعة أذان المغرب ،
وهذا خطأ فإنه يُسن للصائم وغيره أن يتابع المؤذن ويقول مثل قوله ،
فعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
(( إذا سمعتم النداء فقولوا مثل ما يقول المؤذن )) [ متفق عليه ] .
ويكون متابعة المؤذن مع مواصلة الإفطار وعدم الانقطاع لعدم ورود النهي عن الأكل
حال متابعة المؤذن وترديد الأذان والله أعلم .
19-أن هناك من يعيب على المسافر الفطر،
وهذا خطأ فإن للمسافر في رمضان الفطر أو الصوم ، وهذا على حسب حالته .
وحالة المسافر لا تخرج عن ثلاثة:
أ-إذا لم يشقَّ عليه الصيام ، فالصوم لمن قوي عليه أفضل من الفطر،
لعموم قوله تعالى: { وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ } [ البقرة : 184 ] .
ب-إن شقَّ عليه الصوم وأعرض عن قبول الرخصة ،
فالفطر في حقه أفضل عن الصوم لعموم قوله تعالى : { لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا }
[ البقرة : 286 ] .
وقوله عليه الصلاة والسلام :
(( إن الله يحب أن تؤتى رخصه كما يحب أن تؤتى عزائمه ))
[ رواه ابن حبان ، الطبراني في الكبير ] .
ولقوله عليه الصلاة والسلام :
(( ليس من البر الصيام في السفر ))
[ رواه البخاري ومسلم من حديث جابر رضي الله عنه ] .
جـ-إن لم تتحقق المشقة فإنه يُخيَّر بين الصوم والفطر لما ورد عن حمزة بن عمرو الأسلمي
رضي الله عنه قال للنبي عليه الصلاة والسلام :
( أأصوم في السفر ؟ " وكان كثير الصيام " )
فقال عليه الصلاة والسلام
(( إن شئت فصم ، وإن شئت فأفطر ))
[ رواه البخاري ] .
ولم يعب أصحاب النبي عليه الصلاة والسلام بعضهم بعضاً في الصوم والإفطار" أي في حال السفر "
لما ورد عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال :
(( كنا نسافر مع النبي صلى الله عليه وسلم فلم يعب الصائم على المفطر،
ولا المفطر على الصائم )) [ متفق عليه ] .
18-سرعة الغضب والصخب والرفث في نهار رمضان
وينبغي للصائم أن يتمثل بحديث النبي :
(( الصوم جُنّة فإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب ، فإن سابه أحد أو شاتمه
فليقل : إني صائم )) [ رواه البخاري ومسلم ] .
والصيام لا يكون عن الأكل والشرب فقط ، وإنما هو صيام يشمل صيام الجوارح عن المعاصي ،
وصيام اللسان عن الفحش ومساوئ الأخلاق .
19-إهدار الأوقات الفاضلة من نهار رمضان في متابعة المسابقات الفضائية
وما يصاحبه ذلك من الموسيقى والغناء والمسلسلات المائعة .
وهذا بلا شك يضعف الإيمان ، ويضيع على الصائم أجوراً عظيمة يجب اغتنامها في هذا الشهر الكريم ،
وكيف يستبدل المسلم ما هو أدنى بما هو خير ؟!
فالواجب على المسلم الحرص على استغلال كل وقته في رمضان في طاعة الله عز وجل
وقراءة القرآن ، والذكر ، والدعاء ، وقراءة الكتب النافعة ، والمكوث في المسجد ،
وحضور مجالس العلم حتى يحصد الأجر والثواب في هذا الشهر العظيم .
20- المسارعة في قرأءة القرأن بلا تدبُّر أو ترتيل بهدف الانتهاء من استكمال قراءته معتقداً
أن ما يفعله هو الـصحيح ، ولكنه هو على خطرٍ عـظيم لأن القرآن نزل في هذا الشهر
على رسول الله عليه الصلاة والسلام
وقال الله تعالى فيه { وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلاً } [ المزمل : 4 ] .
فالواجب : الترتيل في القراءة، والتأني ، وتدبر معانيه .
21-إضاعة سُنّة الاعتكاف مع القُدرة عليها بالرغم من حصول الكثيرين
على إجازة في ذلك الوقت إلا أنهم لا يطبقون سنة الاعتكاف في المسجد .
22- تحرُّج بعض الصائمين من بلع الريق في نهار رمضان
وما يصاحب ذلك من كثرة البصق بحجة عدم إفساد صومه ، وتأذي المسلمين بهذا .
والصحيح : أنه لا بأس من ابتلاع الريق ولو كثر ذلك وتتابع في المسجد وغيره ،
ولكن إذا كان بلغماً غليظاً كالنخامة فلا يبلعها بل يبصق في منديل ونحوه ،
ولا يكون ذلك بصوت يؤذي من حوله .
23- المبالغة في التمضض والاستنشاق في نهار رمضان
بلا حاجة بحجة شدة الحر وتخفيف وطأة الحر عليه .
قال الشيخ ابن عثيمين : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
(( أسبغ الوضوء ، وخلل بين الأصابع ، وبالغ في الاستنشاق إلّا أنْ تكونَ صائماً ))
[ رواه الترمذي ] .
وهذا دليل على أن الصائم لا يبالغ في الاستنشاق ، وكذلك لا يبالغ في المضمضة ،
لأن ذلك قد يؤدي إلى نزول الماء إلى جوفه فيفسد به صومه [ فقه العبادات ] .
24-تحرُّج بعض مرضى الربو من استعمال البخاخ خوفاً من فساد صومه .
وفي هذا يقول الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :
( استعمال هذا البخاخ جائز للصائم سواء كان صيامه في رمضان أم في غير رمضان ،
وذلك لأن هذا البخاخ لا يصل إلى المعدة ، وإنما يصل إلى القصبات الهوائية فتنفتح لما فيه
من خاصية ويتنفس الإنسان تنفساً عادياً بعد ذلك ، فليس هو بمعنى الأكل والشرب )
[ كتاب الدعوة ] .
25-تحرُّج بعض الصائمين من وضع قطرة العين ، أو قطرة الأذن ،
أو وضع الحناء على الرأس ، أو الاكتحال .
هذه بعض الأخطاء التي قد يقع البعض بها في الشهر الفضيــل
الشرح منقول مع بعض التعديلات
الاهداءات :
طنقور العتيبي
iNaLzX_Hacker
r_proxy