سوريا اليوم
مراسل صقور الأبداع من سوريا
-***** حبيب عيسى : كلنا شركاء
*
( 1 )
********** الكتابة ، والكلام في هذا اليوم الطويل الممتد من “ثلاثاء الغضب” \ 25 يناير ، كانون الثاني 2011 \ ، إلى ثلاثين الحرية يونيه – حزيران 2013 ، هذا اليوم الطويل ملك لشباب مصر الأحرار في ميدان التحرير ، وفي ميادين المدن والبلدات والدساكر في الجمهورية العربية المتحدة ، الكلمة كانت ومازالت لكم أيها الأبطال ، ولاصوت يعلوا على أصواتكم التي أعادت للربيع العربي ألقه ، لقد قلنا منذ البداية أن هذا الربيع إما أن يكون عربياً ، وإما لن يكون ربيعاً على الإطلاق ، وبالتالي إما أن ينتصر بين المحيط والخليج ، وإما أن ينهزم بين المحيط والخليج .
*********** لقد استغل الغربان التعثر الذي عانى منه الربيع العربي للنعيق* وتخوين الشعب العربي الذي أعلن الثورة على الطغاة بالقول أن هذا الربيع العربي لم يكن سوى مؤامرة كونية ، لكن مؤامرة على من ؟ ، وهل كان الطغاة الذين يتحكمّون بمصير هذه الأمة العربية منذ عقود إلا نتاج مؤامرة كونية ؟ ، فكيف يمكن ان تكون الثورة عليهم مؤامرة ؟.
( 2 )
************ لقد كان التهجم على الربيع العربي يعتمد على أن البدائل للطغاة الذين سقطوا لا علاقة لهم لا بالربيع ولا بالعربي ، وهذا صحيح إلى حد كبير ، لكن لم يدرك أولئك أن “الربيع العربي” ليس انقلاباً عسكرياَ ، وليس نتاج حركة ثورية منظمة ، وبالتالي لا بد من مرحلة انتقالية تعقب إسقاط طغاة أمعنوا في تخريب النسيج الاجتماعي ، يستعيد فيها الشعب عافيته ، وهذا ما يفعله الشعب العربي في مصر هذه الأيام .
ولعل المشهد في ميادين التحرير العربية هذه الأيام يعود بنا إلى ذلك المشهد التاريخي :* **
-****** الزمان : يوم 9 سبتمبر – أيلول – 1881 .
-****** المكان :* ميدان قصر عابدين – القاهرة .
-** الفريق الأول : الخديوي توفيق بملابسه الحريرية إلى جانبه* السير أوكلاند كولفن المراقب الأنكليزي الذي يهمس بأذن الخديوي : لاتخف ياجناب الخديوي إنهم لايجرأون … ، لاتخف وإلا فأنك ضائع ياسيدي . وخلفه أستون باشا الضابط الأمريكي ورئيس هيئة أركان حرب الجيش المصري وخمسة من الضباط ، وإثنان من الضباط الأجانب الأوربيين ومستر كوكس قنصل بريطانيا في الإسكندرية والجنرال جولد سميث .
-** الفريق الثاني : في ساحة القصر ، الضباط ، أحمد عرابي وأحمد بك عبد الغفار وعبد العال بك حلمي واسماعيل بك صبري وإبراهيم بك فوزي وفودة أفندي حسن وعلي فهمي قائد حرس الخديوي الذي انضم مع الحرس للثوار واصطفت ألوية الجيش والحرس خلفهم والمدافع مصوبة إلى القصر وجماهير الشعب تحيط بالجنود تهتف بحماس منقطع النظير : الشعب يريد إسقاط الطاغية ، ويخطب بهم الثائر الوحيد من خارج المؤسسة العسكرية : المناضل عبد الله النديم .
( 3 )
-** **المواجهة :* يدخل الخديوي إلى القصر من باب خلفي للسراي أسمه “باب باريس”* فيصدر اليوزباشي محمد أفندي السيد أمراً للبروجية بضرب نوبة “سونكي ديك” فأسرع العساكر إلى تركيب السونك في رؤوس بنادقهم وأحاطوا بالخديوي ، وصعق الخديوي كيف أن هؤلاء الجنود الفلاحين لايخافون ، فتوجه الخديوي صاغراً بطلب إلى البكباشي فودة أفندي حسن : أأمر العساكر أن ينفرجوا عنا يابكباشي ، فأمرهم البكباشي فودة ، وتوجه الخديوي ومن معه إلى ساحة القصر حيث ينصحه كلفن بالتوجه فوراً لمقابلة عرابي ورفاقه الثوار ، فتقدم الخديوي ومن معه باتجاه عرابي والجيش والشعب ، كولفن : هذه ساعتك ، الخديوي “هامساً” : نحن بين أربع نيران . كولفن : كن شجاعاً ، الخديوي : إنهم يقتلونا ..اقترب الخديوي ورفاقه من عرابي .
( 4 )
********* ألتفت عرابي إلى الضباط خلفه تماماً ، وصاح آمراً : أغمدوا سيوفكم وعودوا إلى الوراء ،لكن الضباط الذين تغلي الدماء في عروقهم رفضوا تنفيذ الأمر .
ثم دار الحوار التالي بين عرابي والخديوي :
الخديوي : ما أسباب حضورك بالجيش إلى هنا …؟ .
عرابي : جئنا لنعرض عليك طلبات الجيش والأمة كلها ، وهي طلبات عادلة .
الخديوي : وما هي هذه الطلبات ؟ .
<h4 dir="RTL"><span style="font-size: large; font-family: times new roman,times;">عرابي : إسقاط الوزارة المستبدة وتشكيل مجلس نواب على النس%</p>
*
( 1 )
********** الكتابة ، والكلام في هذا اليوم الطويل الممتد من “ثلاثاء الغضب” \ 25 يناير ، كانون الثاني 2011 \ ، إلى ثلاثين الحرية يونيه – حزيران 2013 ، هذا اليوم الطويل ملك لشباب مصر الأحرار في ميدان التحرير ، وفي ميادين المدن والبلدات والدساكر في الجمهورية العربية المتحدة ، الكلمة كانت ومازالت لكم أيها الأبطال ، ولاصوت يعلوا على أصواتكم التي أعادت للربيع العربي ألقه ، لقد قلنا منذ البداية أن هذا الربيع إما أن يكون عربياً ، وإما لن يكون ربيعاً على الإطلاق ، وبالتالي إما أن ينتصر بين المحيط والخليج ، وإما أن ينهزم بين المحيط والخليج .
*********** لقد استغل الغربان التعثر الذي عانى منه الربيع العربي للنعيق* وتخوين الشعب العربي الذي أعلن الثورة على الطغاة بالقول أن هذا الربيع العربي لم يكن سوى مؤامرة كونية ، لكن مؤامرة على من ؟ ، وهل كان الطغاة الذين يتحكمّون بمصير هذه الأمة العربية منذ عقود إلا نتاج مؤامرة كونية ؟ ، فكيف يمكن ان تكون الثورة عليهم مؤامرة ؟.
( 2 )
************ لقد كان التهجم على الربيع العربي يعتمد على أن البدائل للطغاة الذين سقطوا لا علاقة لهم لا بالربيع ولا بالعربي ، وهذا صحيح إلى حد كبير ، لكن لم يدرك أولئك أن “الربيع العربي” ليس انقلاباً عسكرياَ ، وليس نتاج حركة ثورية منظمة ، وبالتالي لا بد من مرحلة انتقالية تعقب إسقاط طغاة أمعنوا في تخريب النسيج الاجتماعي ، يستعيد فيها الشعب عافيته ، وهذا ما يفعله الشعب العربي في مصر هذه الأيام .
ولعل المشهد في ميادين التحرير العربية هذه الأيام يعود بنا إلى ذلك المشهد التاريخي :* **
-****** الزمان : يوم 9 سبتمبر – أيلول – 1881 .
-****** المكان :* ميدان قصر عابدين – القاهرة .
-** الفريق الأول : الخديوي توفيق بملابسه الحريرية إلى جانبه* السير أوكلاند كولفن المراقب الأنكليزي الذي يهمس بأذن الخديوي : لاتخف ياجناب الخديوي إنهم لايجرأون … ، لاتخف وإلا فأنك ضائع ياسيدي . وخلفه أستون باشا الضابط الأمريكي ورئيس هيئة أركان حرب الجيش المصري وخمسة من الضباط ، وإثنان من الضباط الأجانب الأوربيين ومستر كوكس قنصل بريطانيا في الإسكندرية والجنرال جولد سميث .
-** الفريق الثاني : في ساحة القصر ، الضباط ، أحمد عرابي وأحمد بك عبد الغفار وعبد العال بك حلمي واسماعيل بك صبري وإبراهيم بك فوزي وفودة أفندي حسن وعلي فهمي قائد حرس الخديوي الذي انضم مع الحرس للثوار واصطفت ألوية الجيش والحرس خلفهم والمدافع مصوبة إلى القصر وجماهير الشعب تحيط بالجنود تهتف بحماس منقطع النظير : الشعب يريد إسقاط الطاغية ، ويخطب بهم الثائر الوحيد من خارج المؤسسة العسكرية : المناضل عبد الله النديم .
( 3 )
-** **المواجهة :* يدخل الخديوي إلى القصر من باب خلفي للسراي أسمه “باب باريس”* فيصدر اليوزباشي محمد أفندي السيد أمراً للبروجية بضرب نوبة “سونكي ديك” فأسرع العساكر إلى تركيب السونك في رؤوس بنادقهم وأحاطوا بالخديوي ، وصعق الخديوي كيف أن هؤلاء الجنود الفلاحين لايخافون ، فتوجه الخديوي صاغراً بطلب إلى البكباشي فودة أفندي حسن : أأمر العساكر أن ينفرجوا عنا يابكباشي ، فأمرهم البكباشي فودة ، وتوجه الخديوي ومن معه إلى ساحة القصر حيث ينصحه كلفن بالتوجه فوراً لمقابلة عرابي ورفاقه الثوار ، فتقدم الخديوي ومن معه باتجاه عرابي والجيش والشعب ، كولفن : هذه ساعتك ، الخديوي “هامساً” : نحن بين أربع نيران . كولفن : كن شجاعاً ، الخديوي : إنهم يقتلونا ..اقترب الخديوي ورفاقه من عرابي .
( 4 )
********* ألتفت عرابي إلى الضباط خلفه تماماً ، وصاح آمراً : أغمدوا سيوفكم وعودوا إلى الوراء ،لكن الضباط الذين تغلي الدماء في عروقهم رفضوا تنفيذ الأمر .
ثم دار الحوار التالي بين عرابي والخديوي :
الخديوي : ما أسباب حضورك بالجيش إلى هنا …؟ .
عرابي : جئنا لنعرض عليك طلبات الجيش والأمة كلها ، وهي طلبات عادلة .
الخديوي : وما هي هذه الطلبات ؟ .
<h4 dir="RTL"><span style="font-size: large; font-family: times new roman,times;">عرابي : إسقاط الوزارة المستبدة وتشكيل مجلس نواب على النس%</p>