العراق اليوم
مراسل صقور الأبداع من العراق
كشفت منظمة نسوية ناشطة في الدفاع عن حقوق النساء في كركوك، الأربعاء، عن أن المحافظة تسجل ما معدله 13 حالة طلاق في اليوم الواحد.
وتقول المنظمة إن هذه الإحصاءات صادرة من دوائر حكومية في المحافظة، عازية أسباب الظاهرة الى كثرة زواج القاصرات، فضلا عن تنامي ظاهرة شرب الخمور وحالات الخيانة الزوجية بين الرجال، الأمر الذي ترفضه نساء كثيرات.
وقالت المسؤولة في منظمة “بنا في كركوك” ئاويزان نوري في حديث لـ”السومرية نيوز”، إن “محافظة كركوك تسجل معدلا يصل الى 13 حالة طلاق يوميا، وإن العام 2012 لوحده سجل 4000 الاف حالة طلاق”، مؤكدة أن “هذه الأرقام صادرة من محكمة كركوك وفق احصاءات رسمية لها بهذا الخصوص”.
وأضافت نوري أن “الاسباب التي تقف وراء زيادة معدلات الطلاق تتمثل بزواج الفتيات دون العمر المسموح به ضمن القانون العراقي (18 سنة)”، لافتة الى أن “هذا يتسبب بعدم تحقق التلاؤم بين الشباب والفتيات، الأمر الذي تنتج عنه حالات طلاق”.
وأوضحت الناشطة النسوية في كركوك أن “المشاكل الاقتصادية وعدم كفاءة بعض الشباب أسباب أخرى تضاف الى زيادة حالات الطلاق في كركوك، فضلا عن قلة الوعي وعدم القدرة على تحمل المسؤولية”.
وأكدت نوري أن “تنامي ظاهرة الخيانة الزوجية وشرب الخمور لدى الشباب والرجال في المحافظة ساهم هو الآخر في زيادة حالات الطلاق”، مبينة أن “غالبية النساء من المطلقات سبب طلاقهن هو رفضهن لهذه الظاهرة”.
ولعل ظاهرة العنف ضد النساء تدخل في إطار أسباب تزايد حالات الطلاق في المحافظة، إذ سبق للجنة المرأة بمجلس محافظة كركوك أن أعلنت، في (26 شباط 2013)، عن ارتفاع حالات العنف ضد النساء في المحافظة خلال العام الماضي مقارنة بالأعوام السابقة، وفي حين وثقت وقوع 235 حالة وفاة وإصابة في تلك المدة، أكدت أنها تسعى لإيجاد آليات للحد من حالات العنف ضد النساء بالتعاون مع الجهات ذات العلاقة.
وكان قائد شرطة محافظة كركوك جمال طاهر كشف في تصريحات صحافية، في وقت سابق، أن العام الماضي شهد قتل 25 امرأة، وتسجيل 325 حادثة تتعلق بحياة النساء، منها القبض على 31 امرأة بسبب السرقة داخل السوق، وعلى تسع نساء متهمات بتسهيل أعمال “إرهابية”، وثماني أخريات بتهمة سرقة أطفال، اعترفن بجرائمهن فيما بعد، فضلاً عن ثماني أخريات سجلن شكاوى لدى الشرطة لتعرضن للتهديد بالقتل.
كما أشار قائد شرطة كركوك إلى أن مجموع الشكاوى التي سجلتها النساء بلغت 56 شكوى، منها 22 تتعلق بخيانات ارتكبها أزواجهن، في حين تم إلقاء القبض على 57 امرأة يمارسن البغاء و13 يمتهن التسول، وهربت ثماني نساء من بيوتهن لتعرضهن للعنف والتهديد بالقتل، كما تعرضت 90 امرأة لمختلف أصناف العنف من قبل ذويهن.
وتنصح سندس معتز، وهي موظفة حكومية خاضت تجربة زوجية شابتها ممارسات عنف وانتهت بالطلاق، الفتيات بعدم التسرع في الزواج، وضرورة أن يكملن تعليمهن ليتسلحن به ويكون لهن شأن في مجتمعهن.
وتعزو معتز، في حديث لـ”السومرية نيوز”، أسباب تزايد حالات الطلاق في كركوك إلى “خيانة الرجل للمرأة، وكذلك قيام العوائل بتزويج بناتهم وهن قاصرات وصغيرات ولا يعلمن شيئا عن الحياة الزوجية او المسؤولية”.
والكثير من النساء في المحافظات العراقية، ومنها كركوك (250 كم شمال العاصمة بغداد)، يعانين نقصاً كبيراً في التعليم والثقافة بسبب الظروف الاقتصادية والاجتماعية السائدة في تلك المحافظات، لاسيما بعد 2003، حيث تعتبر المرأة في بيئات كثيرة مخلوقاً آخر، في وقت تؤكد فيه العديد من الفعاليات النسوية المختلفة على أهمية الارتقاء بدور المرأة وتوفير الظروف الملائمة لها لتأخذ دورها في المجتمع العراقي الجديد.
ولم تذكر معتز أن من أسباب طلاقها خيانة زوجها لها، غير أنها شكت من إرغامه لها على ممارسة “أفعال غير إنسانية”، إضافة إلى تعنيفه لها وعدم شعوره بالمسؤولية تجاه الحياة الزوجية.
وتقول “طلبت الطلاق من زوجي بعد مرور أقل من 6 أشهر على زواجنا، وذلك لعدم قدرته على تحمل المسؤولية”، مضيفة “حين انتهى الشهران الأولان من الزواج انقلب من حمل وديع الى أسد متوحش، وظل يطلب مني المال ويهددني اذا لم أمنحه اياه”.
وتواصل معتز حديثها بالقول أن “زوجي كان يرغمني على ممارسة افعال غير انسانية، مثل شرب الخمر معه”، مؤكدة أنه “لا يعمل، وفي بداية كل شهر يأخذ راتبي الشهري الذي من المفترض أن أنفقه على بيت الزوجية، لينفقه في تسكعه مع أصدقائه”.
وتضيف “للصبر حدود كما يقال، وبعد أقل من 6 اشهر تحملت فيها جميع انواع الظلم منه طلبت الانفصال، لأن ذلك أفضل لي وله”.