سوريا اليوم
مراسل صقور الأبداع من سوريا
أورثوذكسي – كلنا شركاء .
رويترز.
�
بعد اجتماعات ماراتونية لوزير الخارجية الأمريكي جون كيري في موسكو , ألمح وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن روسيا قد تضغط أخيراً على الرئيس الأسد للتنحي عن السلطة
إذ قال بمؤتمر صحفي في وقت متأخر من الليل ” نحن لسنا مهتمون بمصير أفراد , نحن مهتمون بمصير مجمل الشعب السوري ”
�لافروف و رئيسه بوتين , قد لا يكون قادرين على متابعة الوفاء للأسد , بعد سنتين من لعبهم دور الداعم الدولي الأول له , و لكن , واشنطن قد تبالغ إذا اعتقدت أن موسكو قادرة بسهولة على انهاء الصراع في سوريا .
يقول الصحفي الروسي سيرغي ستروكان : كل هذا تمنيات , موسكو تأثيرها محدود على النظام السوري .
قرار الرئيس أوباما القديم بعدم تسليح المعارضة في سوريا قد يدان يوماً ما من قبل المؤرخين , و لكن , بعد زيارة موسكو , على ما يبدو أن أوباما دفع الثمن مبكراً قبل تأريخ الحدث , لأن فشل واشنطن بالتحرك الفاعل , خلق المجال و الفراغ الدولي الذي استغله لافروف و بوتين لتعزيز مكانة روسيا دولياً .
استخدم بوتين و لافروف الملف السوري لتقوية حكمهم في الداخل الروسي , فقبل اجتماعه بجون كيري , طرد بوتين الملازم المسؤول عن هندسة الحملة التي أوصلت بوتين للمرة الثالثة الى السلطة و التحكم بالمنشآت الصناعية الكبرى و السيطرة على معظم وسائل الاعلام و ترويع أو استمالة النخبة في البلاد .
أما بنظرة على الداخل الروسي , أسعار النفط منخفضة , اقتصاد بوتين المعتمد على النفط رفع الأعلام الحمراء , مصاريف مهولة على الرعاية الاجتماعية التي لا يمكن تحملها , فساد متوطن يكلف روسيا 300 مليار دولار سنوياً و هو 16% من الناتج المحلي الاجمالي الروسي .
و أيضاً , منظمة الشفافية الدولية ( المناهضة للرشوة ) صنّفت روسيا على أنها أسوأ أمة على وجه الأرض من ناحية تقبل مؤسساتها للرشوة , و هي تصنف شركاتها بناء على تقبلهم للرشوة , بينما بوتين يسيطر على المحققين بشؤون الرشوة و في الوقت ذاته يستخدم ملفات الفساد للقضاء على منافسيه و اعدائه كما حدث مع أليكسي نافالني .
و خلال الفترة الأخيرة : عمم بوتين العديد من القوانين الجديدة التي تتحكم بالتشهير و الاحتجاج و الخيانة , مما يجعل يصعّب أكثر فأكثر ممارسة أقل الحقوق في روسيا .
كما أمر المحققين في كل أنحاء روسيا بالتدقيق على المنظمات غير الحكومية الناشطة و التي لم تلتزم بالقانون الجديد الذي يحتّم عليهم أن يسجلوا أنفسهم في سجلات الدولة ك ” عملاء أجانب ” في حال كانوا يتلّقون التمويل الخارجي .
قد يكون بوتين آمن في حكمه حتى 2016 , و لكن انهيار الاقتصاد و الارهاق الشعبي , القوانين الغير مقبولة و صعوبة الحصول على المعلومة داخل روسيا تجعل أعمال الشركات الاجنبية و الروسية حتى أصعب بكثير .
سعر النفط هو مؤشر الخطر الوحيد , يقول أحد المحللين الروس : اذا انخفض سعر البرميل الى أدنى من 50$ , إنه أمر مميت .
�
تقول ماريا ليبمان , المحللة السياسية البارزة في موسكو :
منطق بوتين بسيط , لقد أجبر من يريد السلام في سوريا , أن يأتي الى موسكو .
و تضيف : يستطيع أي أحد ان يتهم و يشجب موسكو , و لكن عندما يأتي الحديث الى أهم قضية في المجتمع الدولي اليوم ( سوريا ) , ستأتي الى موسكو .
مع كل هذا , لماذا ادارة أوباما تطلب المساعدة من بوتين ؟ ببساطة لأن البيت الابيض لا يريد أن يلوث أيديه لوحده بالقضية السورية .
و في النهاية , من الواضح أن الأمريكيين فقدوا السيطرة على المعارضة المسلحة و خاصة الجهاديين , و الروس خسروا الأسد , المسؤول الأول عن قتل أكثر من 70 ألف انسان في سوريا , خرجوا للاحتجاج السلمي بداية , و هو اليوم غير مؤهل للحوار و التفاوض جراء ذلك .
�
http://blogs.reuters.com/david-rohde/2013/05/09/the-devil-who-cant-deliver/
رويترز.
�
بعد اجتماعات ماراتونية لوزير الخارجية الأمريكي جون كيري في موسكو , ألمح وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن روسيا قد تضغط أخيراً على الرئيس الأسد للتنحي عن السلطة
إذ قال بمؤتمر صحفي في وقت متأخر من الليل ” نحن لسنا مهتمون بمصير أفراد , نحن مهتمون بمصير مجمل الشعب السوري ”
�لافروف و رئيسه بوتين , قد لا يكون قادرين على متابعة الوفاء للأسد , بعد سنتين من لعبهم دور الداعم الدولي الأول له , و لكن , واشنطن قد تبالغ إذا اعتقدت أن موسكو قادرة بسهولة على انهاء الصراع في سوريا .
يقول الصحفي الروسي سيرغي ستروكان : كل هذا تمنيات , موسكو تأثيرها محدود على النظام السوري .
قرار الرئيس أوباما القديم بعدم تسليح المعارضة في سوريا قد يدان يوماً ما من قبل المؤرخين , و لكن , بعد زيارة موسكو , على ما يبدو أن أوباما دفع الثمن مبكراً قبل تأريخ الحدث , لأن فشل واشنطن بالتحرك الفاعل , خلق المجال و الفراغ الدولي الذي استغله لافروف و بوتين لتعزيز مكانة روسيا دولياً .
استخدم بوتين و لافروف الملف السوري لتقوية حكمهم في الداخل الروسي , فقبل اجتماعه بجون كيري , طرد بوتين الملازم المسؤول عن هندسة الحملة التي أوصلت بوتين للمرة الثالثة الى السلطة و التحكم بالمنشآت الصناعية الكبرى و السيطرة على معظم وسائل الاعلام و ترويع أو استمالة النخبة في البلاد .
أما بنظرة على الداخل الروسي , أسعار النفط منخفضة , اقتصاد بوتين المعتمد على النفط رفع الأعلام الحمراء , مصاريف مهولة على الرعاية الاجتماعية التي لا يمكن تحملها , فساد متوطن يكلف روسيا 300 مليار دولار سنوياً و هو 16% من الناتج المحلي الاجمالي الروسي .
و أيضاً , منظمة الشفافية الدولية ( المناهضة للرشوة ) صنّفت روسيا على أنها أسوأ أمة على وجه الأرض من ناحية تقبل مؤسساتها للرشوة , و هي تصنف شركاتها بناء على تقبلهم للرشوة , بينما بوتين يسيطر على المحققين بشؤون الرشوة و في الوقت ذاته يستخدم ملفات الفساد للقضاء على منافسيه و اعدائه كما حدث مع أليكسي نافالني .
و خلال الفترة الأخيرة : عمم بوتين العديد من القوانين الجديدة التي تتحكم بالتشهير و الاحتجاج و الخيانة , مما يجعل يصعّب أكثر فأكثر ممارسة أقل الحقوق في روسيا .
كما أمر المحققين في كل أنحاء روسيا بالتدقيق على المنظمات غير الحكومية الناشطة و التي لم تلتزم بالقانون الجديد الذي يحتّم عليهم أن يسجلوا أنفسهم في سجلات الدولة ك ” عملاء أجانب ” في حال كانوا يتلّقون التمويل الخارجي .
قد يكون بوتين آمن في حكمه حتى 2016 , و لكن انهيار الاقتصاد و الارهاق الشعبي , القوانين الغير مقبولة و صعوبة الحصول على المعلومة داخل روسيا تجعل أعمال الشركات الاجنبية و الروسية حتى أصعب بكثير .
سعر النفط هو مؤشر الخطر الوحيد , يقول أحد المحللين الروس : اذا انخفض سعر البرميل الى أدنى من 50$ , إنه أمر مميت .
�
تقول ماريا ليبمان , المحللة السياسية البارزة في موسكو :
منطق بوتين بسيط , لقد أجبر من يريد السلام في سوريا , أن يأتي الى موسكو .
و تضيف : يستطيع أي أحد ان يتهم و يشجب موسكو , و لكن عندما يأتي الحديث الى أهم قضية في المجتمع الدولي اليوم ( سوريا ) , ستأتي الى موسكو .
مع كل هذا , لماذا ادارة أوباما تطلب المساعدة من بوتين ؟ ببساطة لأن البيت الابيض لا يريد أن يلوث أيديه لوحده بالقضية السورية .
و في النهاية , من الواضح أن الأمريكيين فقدوا السيطرة على المعارضة المسلحة و خاصة الجهاديين , و الروس خسروا الأسد , المسؤول الأول عن قتل أكثر من 70 ألف انسان في سوريا , خرجوا للاحتجاج السلمي بداية , و هو اليوم غير مؤهل للحوار و التفاوض جراء ذلك .
�
http://blogs.reuters.com/david-rohde/2013/05/09/the-devil-who-cant-deliver/